عبر الأيام الماضية لم أنعم بالنوم الكافي في أغلب الأيام هذا إن نمت أصلا، سيناريو معتاد لأغلب طلبة الصحافة في هذه الفترة، ووسط زحام التفكير والعمل كانت مجموعة أفكار تحوم حول رأسي ما بين الهام وعديم الأهمية... وعدت نفسي أن أكتب عنها فور إيجاد متنفس ولو ضيق... ربما تكون هذه أولها، لأنني لم أكتب عن كرة القدم هنا إلا في أضيق الحدود تأكيدا أنني لست صحفيا متخصصا في الرياضة وحسب كما يصنفني كثيرون...
سنوجي دوجي!
تم نقلي في العمل إلى وردية السبت المسائية بدلا من الصباحية في نفس اليوم، كنت أعمل مع زميلي العزيز صلاح، قرأ خبرا أضحكنا جميعا عن إدارة فريق ليفربول الإنجليزي الجديدة بزعامة المليارديرين الأمريكيين جورج جيليت وتوم هيكس، التصريح كان لجيليت عن دعمها الكامل للإسباني رافائيل بنيتيث المدير الفني للفريق، وفيه يقول "لو طلب منا رافا التعاقد مع "سنوجي دوجي" فسيلقى كل الدعم".
بالطبع خمنت ان يكون سنوجي دوجي Snoogy Doogy شخصية كرتونية كسكوبي دو أو ما شابه، ولكن حين بدءنا البحث لإيجاد خلفيات عنه فوجئنا بجميع النتائج عبارة عن تساؤلات لجماهير ليفربول عن ماهية سنوجي دوجي، بل إن بعضهم تساءل هل يجيد اللعب في الدفاع مثلا؟! الفكرة كلها أضحكتني... لأن جيليت اخترع شخصية بمنتهى السهولة وباسم له اعتيادية على الأذن كل هذا فور إجابته على سؤال لأحد الصحفيين.
مما يميز كرة القدم الأوروبية عنها في مصر هو عدم الاتسام بالرسمية الزائدة المقيتة، فلو كان التصريح هنا على لسان أي رئيس لأي ناد مصري لقال: لو أراد منا المدرب أي لاعب فسنتعاقد معه، فلن يقول: لو طلب منا "الفنكوش" لأحضرناه أو لو أراد "شمهورش" لأعلنا ضمه للفريق... هذا ما يجعل كرة القدم أكثر إبهاجا في أوروبا... لذلك أحب مانويل جوزيه مدرب الأهلي، لأنه دائما يضيف جديدا مثيرا ولا يجعل العلاقة بين المدربين مجرد نهر راكد... فهذا هو جو كرة القدم... الذي يجعل من متابعة تصريحات برتغالي آخر هو جوزيه مورينيو متعة في حد ذاتها.
الأجانب والتمثيل العادل
كرة القدم تحتاج تطويرا كبيرا لدينا، دوما أتساءل ماذا ستكون المشكلة لو يتم اعتبار اللاعب من دول شمال أفريقيا أو العربي أو الأفريقي عموما "غير أجنبي" في مصر؟ أسوة بما تقوم به قطر على مستوى دول مجلس التعاون الخليجي أو ما تقوم به دول الاتحاد الأوروبي فيما بينها! سيقولون أن هذا سيؤثر على مستوى المنتخب سلبيا بينما الحقيقة عكس ذلك تماما... فهل المنتخب يمر بمشاكل أكثر من مشاكله؟! إن هذا سيفتح الباب أمام الأندية الكبرى كي ترحم الأندية الصغرى وتكف عن التعاقد مع نجومها لأنه سيتوافر لها خامات أفريقية متميزة وهو ما سيجبر المنتخب على الاستعانة بنجوم الفرق غير العملاقة دون الانتظار لانضمامهم لفريق كبير، فلن يقتصر المنتخب على ثلاثة أندية فقط، بل سنشهد لاعبين من الترسانة وغزل المحلة والاتحاد وغيرها من الفرق، فأين حسن مصطفى من المنتخب وقت لعبه في الاتحاد؟ أو أبو تريكة مع الترسانة أو حتى محمود فتح الله مدافع المحلة الذي سيتحول إلى ليبرو المنتخب فور توقيعه للأهلي علما بأنه –في رأيي- أفضل مدافعي مصر بلا منازع في حين أنه لا يلعب حتى مع المنتخب مباريات موريتانيا وبوتسوانا ويشاهدها من مقاعد البدلاء!
نكمل لاحقا دون الحديث عن الكرة.