الاثنين، يونيو 20، 2011

التحرش: كتاب وعتاب


هذه التدوينة تلبية لدعوة أطلقها بعض النشطاء لجعل يوم 20 يونيو مخصصا للتدوين حول قضية التحرش الجنسي الذي عادة ما تكون الإناث ضحاياه في مصر.
اخترت العنوان بكلمتين "كتاب وعتاب"، فأما الأولى فهي تأكيد على ضرورة وقف هذه الظاهرة وما تسببه من أذى نفسي أو جسدي للضحية، ولا أحسب في ضوء فهمي أن الفتاة قد تتعرض لأذى كبير إذا ما سمعت عبارة غزل عابرة من شاب لا يقصد إهانتها فيقول وهو مار بجانبها "أنت جميلة جدا".
أعتقد أن الإيذاء أو صلب التحرش الذي نحن معنيون بالحديث عنه هو الكلمات الجارحة أو الغزل الصريح الذي يركز على مناطق بعينها في جسد الأنثى، هذا إن كان لفظا.. أما إن كان فعلا فالأمر ليس بحاجة إلى الشرح.
هل مكافحة التحرش تستوجب كل هذه الضجة؟ نعم.. وأقول إن السبب الأدعى لذلك هو أن غالبية الفتيات يلزمن الصمت دائما تجاه ما يتعرضن له سواء بدافع الالتزام بـ"سلوك البنت المهذبة" وتجنب أن يقال عنها "كلام" بدعوى أنها تشكو من تعرضها لحادث ما، أو ربما الخوف من الأسرة.
صحيح أن في بعض الحالات يتعرض الذكور للتحرش من قبل الفتيات، ولكن الأمر يبقى في دائرة المراهقة المرتبطة بالمدارس الثانوية، بعكس التحرش المعتاد الموجه إلى الإناث والذي يعبر الطبقات الاجتماعية والشرائح العمرية.
أرى أن أول خطوة لمواجهة التحرش هو ألا تخاف الفتاة من رواية ما تعرضت له ولكن هذا يحتاج لاستيعاب مجتمعي يبدو أننا للأسف بعيدون عنه في ظل بعض القيم السلبية المغلفة بإطار زائف من الأخلاق، ولكن كل شيء يبدأ بالتدريج.
لا أحسب أن سن قوانين لمواجهة هذه الظاهرة تحديدا سيعني الكثير لأن جل القوانين في مصر لا تُطبق للأسف، كما أن الثقة في الشرطة معدومة وبالتالي الحديث عن أي دور ممكن لها في حماية الفتيات يكاد يكون خيالا.
لا بد من التوعية المجتمعية أولا.. فهي وحدها التي ستفتح الباب أمام تقبل شكاوى الإناث وستوفر لهن الحماية ولو حتى في صورة المارة الذين يستطيعون التدخل ضد أي اعتداء محتمل.
ربما ما أقوله يبدو مضحكا في نظر البعض.. ولكن هذا ما أملك.

أما العتاب فهو موجه لغالبية القائمين على حملات مكافحة التحرش، فهن أولا لا يبدين أي نوع من التفهم للأسباب التي قد تولد هذا السلوك لدى المعتدي، ومن ثم فإنه حين يتعرض لرسائلهم يشعر وكأنه بصدد توجيهات صادرة من كوكب آخر.
زد على ذلك أنهن مصرات تماما على تجنب الوازع الديني في الخطاب، وأحسب شخصيا أن حتى الفتى مدمن المخدرات قد يجد أثرا أكبر في خطاب ديني ينهاه عن التحرش من تلك العبارات البتراء مثل "خليك راجل" أو "كن شهما" وهكذا.
الأمر الأكثر استفزازا هو تأكيد بعض القائمين على الحملات أن التحرش سهم يصيب أية أنثى سواء كانت محجبة أو منتقبة أو غير محجبة أو كاشفة عن ساقيها حتى الفخذين أو من كتفيها إلى حواف النهدين.. فكلهن سواء، وهذا حق يراد به باطل.
أعتقد أن التوعية ضد التحرش لا يمكن أن يتم الحديث عنها بمعزل عن السياق المجتمعي، فعلى الجميع أن يعلم أننا في مصر ولسنا في باريس أو لندن التي قد يقابل أهلها بالتصفيق زوجين من المثليين وهما يتبادلان القبلات على قارعة الطريق.
فتلك ثقافة قد تتفهم أن ملبس الأنثى –مهما كان- ليس مبررا للاعتداء عليها، أما عندنا فالوضع مختلف.. فمع إدانة المعتدي سيبقى بعض من اللوم موجها لتلك التي "فتحت الباب" –بالطبع دون قصد- ولم تراع بملبسها ثقافة بلدها خاصة في العقود الأخيرة حيث بات الوازع الديني حاضرا ومشكلا رئيسيا لكثير من المفاهيم.
صحيح أن المحجبة والمنتقبة وغير المحجبة معرضات للتحرش، ولكن بالتأكيد فتاة التنورة القصيرة أو الكتفين البارزين أو السروال شديد الضيق الذي يخيل للبعض أنها ولدت به أو أنه مجرد لون مرشوش على فخذيها.. أكثر عرضة بكثير.. ولا أرى أي منطق لإنكار هذا.
آمل ألا تظل القائمات على الحملات الخاصة بالتحرش، وتلك الحقوقية بشكل عام، في خصام دائم مع الدين وألا يحملنه وملتزميه مسئولية أي تدهور تشهده البلاد بطريقة آلية.
هذا والسلام.


الأحد، يونيو 19، 2011

بعد القراءة

انتهيت من قراءة رواية "الحب في المنفى" لبهاء طاهر ولا أدري لماذا أشعر بالحاجة للكتابة بعد إتمام هذه المهمة التي أنجزت الجزء الأكبر منها في وسائل المواصلات.
هذا أول عمل أقرأه للكاتب، والحق أنني انبهرت بسلاسة أسلوبه وخفته كريشة تحملها النسائم، وراق لي بشدة تناغم الحوار مع السرد في قالب لم أعرفه من قبل. 
أنا لست ناقدا أدبيا بأي حال، وللأدب النصيب الأدنى من قراءاتي المحدودة، ومن ثم لا أريد أن يتخيل أي قارئ عابر لهذه التدوينة أنني أحلل الرواية، بل فقط أدون انطباعات شخصية بحتة، ولا أعني بها أنه كان من الأفضل أن تسير الجزئية الفلانية على النحو العلاني أو أي شيء من هذا القبيل، حتى على مستوى الشخصيات.
أتأمل الفقرة السابقة وأدرك حقا كم بات المرء مطالبا بأن يعبر عن رأيه في سطر أو اثنين ويكرس ما تبقى من الورق أو المساحة لدفع سوء الفهم المحتمل والشبهات التي لن يتوانى البعض في طرحها كتطبيق للإرهاب الفكري الذي قد يدفعني أحيانا للتخلي عن كتابة فكرة ولو كانت حتى على مدونتي الخاصة!

ربما كل هذه السطور مكتوبة لأقول إن ما لم يعجبني هو تشبث الراوي بالحياة حتى آخر نفس فيما بدا، صحيح هو منفي في زمن يرى فيه أسوأ كوابيسه واقعا، ولكنه وسط كل هذا ممسك بالحياة كطفل يقبض على لعبته.. ولا أحب هذا إطلاقا وآمل أن يكون ميلي هذا مترجما في شخصي فلا أنافق أكثر، وألا يكون ذلك مستقبلي إن عشت فأحزن إن تذكرت يومي هذا.
أتخيلني في رواية قد تصدر وقد لا تنشر.. ولكن أخشى حقا  ما قد يقوله الراوي عني.. آه لو له بعض من إنصاف بهاء طاهر، أو لو أنه يتخلى عن الانتقائية ولا يستبعد مشاهد ويستحضر أخرى بشكل يجعلني ذلك الآخر الذي يقف على ضفة بعيدة لا تبدو فيها مشاعره ولا دوافعه في حين يستأثر هو بعرض ما مر به.
ولكن علام أتحسر إن كتب عني رفيق ما لا يروق لي! حسبي أنه سيذكرني إن خط اسمي بقلمه أو رسم أحرفه الأربعة بمفاتيح الحاسوب.. ربما من هنا أخرج ببعض الرضا أنني إن فارقت هذا العالم فقد أترك بصمة هنا أو هناك. في هذا أنا بعيد عن الإخلاص ولكن قد أكون في حاجة إلى العزاء.

الاثنين، يونيو 06، 2011

السَكينة

((وقال لهم نبيهم إن آية ملكه أن يأتيكم التابوت فيه سَكينة من ربكم))

((ثم أنزل الله سَكينته على رسوله وعلى المؤمنين))

((إذ يقول لصاحبه لا تحزن إن الله معنا فأنزل الله سَكينته عليه وأيده بجنود لم تروها)) 

((هو الذي أنزل السَكينة في قلوب المؤمنين ليزدادوا إيمانا مع إيمانهم ولله جنود السموات والأرض وكان الله عليما حكيما))  

 ((لقد رضي الله عن المؤمنين إذ يبايعونك تحت الشجرة فعلم ما في قلوبهم فأنزل السَكينة عليهم وأثابهم فتحا قريبا))

((إذ جعل الذين كفروا في قلوبهم الحمية حمية الجاهلية فأنزل الله سَكينته على رسوله وعلى المؤمنين))

الأحد، يونيو 05، 2011

قبل المضيّ

أعلم أن ما أخبرتني به هو الصواب، وأفقه ما أنا في الطريق إليه.. ولكن اعذرني! إنه ذلك الوهَج البرّاق الذي لا تقع عليه الأعين حتى يُخدّر الناظرون.
ليست لذة المغامرة، بل الرغبة في الحقيقة التي لا سبيل إليها إلا باللمس! قد تكون خيرا من واقعنا، وإن لم تكن فلا أمل لدينا حتى يخيب.
السيوف لم تصنع كي تبقى في غمدها، والرئتان إن لم يملأهما الهواء.. ضاقتا!
 إن ترددت في الرفقة فدعني ولا تثريب عليك، بل قسمّك الثواب أن نصحتني فأبيتُ أنا.
دعني.. دعني.. من يدريك ألا نلتقي؟! هذا ليس رهان.. لن أقابلك ببسمة نصر ولن تقف على قبري شامتا، فإما أن تعانقني أو تطلب لي المغفرة.




الخميس، يونيو 02، 2011

أغنية أحبها



 هي "أنشودة البحر" بالبرتغالية.. بالتأكيد لم أفهم كل كلماتها من البداية لضحالة خلفيتي عن تلك اللغة ولكن جوجل يحل المشكلة.. الأهم أن صوت المغنية "دولسي بونتيش" آسر لدرجة بعيدة.