الجمعة، أكتوبر 26، 2007

تصريحات العريان وتهافت التعليقات

أثارت التصريحات المنسوبة إلى د.عصام العريان القيادي البارز بجماعة الإخوان المسلمين بشأن إسرائيل موجة من التساؤلات والتهافت الكبير لدى فئات متباينة من عناصر المشهد السياسي المصري، وبغض النظر عن ماهية التصريحات نفسها إلا أن ردود الأفعال عليها كانت المادة الأكثر جاذبية بالنسبة لي.


قيل أن العريان قد اعترف أنه في حال وصول الإخوان إلى السلطة في مصر فإنهم سيحترمون الاتفاقات التي أبرمها النظام السابق وقتها ومن بينها المعاهدات المبرمة مع إسرائيل، وهو ما هرع آخرون إلى تفسيره بأنه تبشير إخواني بإمكانية قبول فكرة الاعتراف بإسرائيل كدولة بالمنطقة، إلا أن أحدا لم يلتفت لتوضيح العريان للتصريح لاحقا.


قال العريان أن الالتزام بالمعاهدات أمر طبيعي إلى حين تنتهي مدتها -ألم ينته سريان معاهدة السلام؟- وهذا الالتزام لا يعني من جانب الإخوان اعترافا بإسرائيل بأي شكل، بل هو - حسبما فهمت أنا- امتثال لقيد معين بمثابة الهدنة نستفيد نحن منه على المستوى الداخلي لحين التخلص منه فيتم النظر بعدها للجبهة الخارجية مع كامل الاعتراف بأن المحورين الداخلي والخارجي وجهان لعملة واحدة لا أولوية لأحدهما على الآخر.


ولكن انتعش كل معارضي الإخوان بالتصريحات، فجانب من الرفاق اعتبر أن الجماعة وقتها كشفت عن حقيقتها البراجماتية التي لا تلتزم بأي مبدأ لينطبق عليها وصف "الزئبقية"، ونسى هؤلاء أن رهانهم على اعتراف حماس – ابنة الإخوان الشرعية- بإسرائيل لم يتم حتى الآن، على الرغم من كل ما تعرض له أبناء الحركة في فلسطين من تضييق وتهميش واتهامات دولية، وطعنات وغدر وصراعات داخلية من أبناء فتح.


كل هذا كان في طي النسيان بالنسبة لرفاق المعارضة الذين انتهزوا الفرصة لإحياء الخلافات القديمة وتعيمم المفاهيم المعتادة عن الحركات الإسلامية، لكن الطريف هو استغلال فئة من النظام الحاكم لتصريحات العريان علما بأن الحزب الوطني والدولة ذاتها من فرسان التطبيع مع إسرائيل ورواده، فكيف ينتفدون تصريحا فـُهم منه أنه باشرة اعتراف بإسرائيل؟ بل إن الليبراليين الذين حذروا من تولي الإخوان السلطة لأنهم سيدخلوننا حينها في حروب متهورة قد اعترضوا على التصريح أيضا حتى وإن توافق ظاهريا مع أجندتهم!!!


هذه كلها مؤشرات كوميدية على وضع الساحة المصرية سياسيا من حكومة ومعارضة، فالجميع في حالة تهافت، بل إن مرشد الإخوان نفسه لم يفوت الفرصة للتأكيد على عدم الاعتراف بإسرائيل بعصبيته المعتادة وانفعالاته التي أصبح صيدا سهلا للأقلام والعدسات، فانضم هو أيضا لقطيع المتهافتين من أبناء ردود الأفعال غير العقلانية بغض النظر عن صحتها، وبات العريان وحيدا بين كل هؤلاء.


موقفي الشخصي أتفق فيه مع ما قاله د.العريان وما يعنيه حرفيا، ولكن تبقى تحفظاتي بشأن ردود الأفعال التي لا أملك إلا السخرية منها، ولست أدري كيف ستكون الحلقة القادمة في مسلسل التصريحات والتهافت، والتي لن يكون فيها العريان هو الضحية بالضرورة، بل ربما أحد عناصر أي فصيل معارض آخر.

الخميس، أكتوبر 11، 2007

شوية كدة

النهاردة مكانش ينفع أسيب المدونة أكتر من كدة، مش عشان نفسي أكتب، لأ! بس عشان معنديش حاجة أقولها خلاص... عارف إنها المرة المليون اللي أقول فيها إني أفلست فكريا والكلام ده... بس المرة دي ليها معنى شوية... وهو إني هاسيب المدونة من غير تحديث لأجل غير مسمى، يعني معرفش لحد امتى، بس عشان محدش يستنى إني أكتب حاجة يعني... ده بفرض إن فيه حد بيستنى فعلا!!!

المهم يعني لحد ما أرجع أدون تاني إن شاء الله فالأرشيف بتاع المدونة متاح للي عايز يقرا القديم أو اللي كتبته قبل كدة، غير كدة لو فرضنا إن حد مثلا وحشه يقرا لي أو يحسني بأي شكل فأنا موجود يعني ممتش حتى الآن، وتقريبا كل اللي بيتابعوا المدونة أصحابي أو رفاق دراسة أو زمايل شغل، وفي كل الحالات سهل يشوفوني أو نتكلم ولو حتى أونلاين أو بالتليفون.... ولو مكنش يعرفني ففيه إيميل في البروفايل أو هيلاقيني فيس بوك... ليها ألف حل يعني...

المهم عشان مبقاش رغاي بردو قبل ما أودع، يا ريت اللي متضايق مني يتسامح معايا شوية، ويا ريت كل اللي يدخل هنا يدعي لي... إلى اللقاء :)

الجمعة، أكتوبر 05، 2007

ذكرى




قال فؤاد حداد:


اصحى يا نايم وحد الدايم
وقول نويت بكره إن حييت
الشهر صايم والفجر قايم
اصحى يا نايم وحد الرزاق
رمضان كريم


مسحراتي ومعدي
منقراتي ومين قدي
الطبلة عالية في أحضاني
زي البيان زي النشرة
في ستة اكتوبر عشره
من الهلال الرمضاني
كان قلبي صخر الحنية
في المعركه للحرية
وللسلام اللي هداني


والنسمة هلت بحرية
يا مصر يا شهد الشهدا
الجنة شمسك وترابك
أصوم واصلى في محرابك
واسمع الشط الثاني
الله اكبر وأداني
آه من هواي في اوطاني
آه من شقاي ومن طربني
الأرض تتكلم عربي
والدنيا تسمع بوداني
نور الوجود من وجداني
زقاقي يفتح لي ميداني
حبيبي خدني وعداني


المشي طاب لي والدق على طبلي
ناس كانوا قبلي قالوا في الأمثال
الرجل تدب مطرح ماتحب
وأنا صنعتي مسحراتي في البلد جوال
حبيت ودبيت كما العاشق ليالي طوال
وكل شبر وحته من بلدي حته من كبدي حته من موال


دخلت دار بعد دار والكل بيحيي
أنا اللي حي وشهيد في الجنه وفي حيي
الله اكبر كأن الشمس من ضيي
على أرض سينا في نار المعركه والصهد
وأنا والتراب المنور انتصرنا لبعض
وكنت صايم ملكت من السماء للارض
وكنت عطشان ما حدش ارتوى زيي


اصحى يانايم وحد الدايم
السعي للصوم خير من النوم
دي ليالي سمحة نجومها سبحة
اصحى يانايم يانايم اصحى
وحد الرزاق



هذا ما قاله شاعرنا، ولكنهم قتلوا كل شيء في حاضرنا، اغتالونا في مهودنا! حذفوا كل الصفحات وأبرزوا سطرا: "الضربة الجوية"!!! لم تعد كلمة "6 أكتوبر" تحمل للغالبية أكثر من اسم المدينة التي أحيا فيها، لأن الانتصار عاد مفرغا، والببغاوات تردد "السلام"، "الرخاء"، "لا للمزايدة على دور مصر"، "خضنا ست حروب لفلسطين"، "لولا مبارك... لكنا كالعراق الآن!"، إلى آخر هذا الهراء...

لنعيد قراءة الأسطر بأعلى، ونستشعرها بلسان صاحبها وقلبه، ولنبكي مصرنا.


الأربعاء، أكتوبر 03، 2007

لست وحدك

هذه التدوينة مناسبتها اعتقال محمد الدريني، والحقيقة أنني لا أريد أن أخصصها للحديث عن معاناته هو وحده، وأغفل كل أولئك الراسفين في أغلال الظلم والطغيان للنظام القائم، فمصر عادت من جديد سجنا، والكل أسير خلف القضبان أو أمامه... لا فرق! والجلاد أعمى السوط، وضع الجميع في مرماه، ووضع الصلبان في الأفق تغازل أكتافنا...


اليوم لا أرفع راية اتجاهي وانتمائي، فأقدارنا جميعا في الذل سواء... ليعيننا الله جميعا على التحمل ويلهمنا الثورة..


كلماتي غير المرتبة هذه ليست إلا تضامنا مع الدريني وكل من يعاني...