الثلاثاء، نوفمبر 17، 2020

تجربتي مع كورونا

 

خضعت في الثاني من نوفمبر الجاري لفحص إجباري قبل تغطية حدث ما مرتبط بعملي، وجاءت النتيجة إيجابية بما يعني أنني كنت على الورق مصابا بفيروس كورونا أو "كوفيد 19"، وهو أمر أراه -في ضوء ما كتبت سابقا في هذه المدونة ولم يقرأه أحد- يستدعي من باب الواجب أمام النفس رواية التجربة.

في الحقيقة حين ذهبت لإجراء المسحة لم أكن أعاني من أي أعراض ظاهرة، فقط رشح بسيط كآخر آثار نزلة برد ظهرت علي يوم 18 أكتوبر، وهي نزلة أعاني منها سنويا في نفس الموعد (أكتوبر/نوفمبر) وتتكرر كذلك في وداع الشتاء (فبراير/مارس)، وأدرك أجواءها تماما.

بمجرد أن شعرت ببدء نزلة البرد تلك اشتريت كالمعتاد "زيثروماكس" ومع اليوم الثالث كنت قد صرت طبيعيا تماما ولم يتبق إلا الرشح فقط، وهو أمر معتاد لم يدهشني مطلقا.

طوال هذه الفترة وحتى مسحة الثاني من نوفمبر خالطت كل أفراد أسرتي وأبي وأمي المسنين بل وكل زملاء العمل وعشرات من الأصدقاء في المؤتمرات الصحفية والأحداث المختلفة، دون أن يظهر عليّ أي عَرَض، ولما جاءت النتيجة إيجابية كانت مسحة زميلي المرافق لي طيلة الأيام السابقة سلبية! بل حتى ابني وابنتي كانا سلبيين، ومر أسبوع وخضعت لمسحة جديدة فجاءت نتيجتي سلبية أيضا.

إن ما حدث معي لم يزد فقط شكوكي حول الرواية العالمية السائدة لهذا الفيروس بل يكاد يكون مؤكدا لها، فالعالم يتعامل بمبالغة شديدة في تقدير الخطر –إن كان هناك خطر أصلا- إلى درجة تشعر المتابع المتجرد بأن هناك قرارا ما بإلغاء تشخيص نزلات البرد! فكل من يسعل أو ترتفع حرارته لا بد وأن يعاني من كورونا! وكأن كل خافضات الحرارة والمضادات الحيوية التي كنا نستخدمها قبل ذلك كانت على سبيل الوجاهة الاجتماعية وادعاء الجدية!

واضح لكل ذي عينين أن كل الإجراءات المتخذة عالميا –والتي تجاهلتها دول إفريقية تسير بشكل طبيعي جدا- تصب في اتجاه ما يتحدث عنه بيل جيتس ليلا ونهارا حول ضرورة تطعيم البشرية كلها بمصل مضاد للفيروس الجديد! لماذا التطعيم؟ لا أدري! ولكن ليس دوري أن أعرف... بل أقصى ما لدي أن أروي ما أراه بعيني وألمسه بيدي من قرائن وموافقات... لا أن أسير مساقا بلجام كالدواب تحت تأثير بيانات الصحة العالمية.

الثلاثاء، أبريل 14، 2020

إلى قارئي

هذه رسالة بالغة القِصَر إلى قارئي الوحيد، بل الأوحد.
لم يعد للمدونات صدى كما كان الحال قبل انتشار شبكات التواصل، وحتى إن كان لي نصيب من بعض المتابعة لاحقا فإن انقطاعي قد قلصها إلى درجة تقارب الانعدام.
لكن هناك من يزور هذه المدونة دون أن يكون قد بلغها متعثرا في نتائج بحث عشوائية، هناك من يقصدها مباشرة، وإليه أتوجه.
يا قارئي الأوحد،
سامحني إن خاب في أملُك، اعذرني إن بدوتُ ضعيفا، واذكرني بخير.


الأربعاء، أبريل 08، 2020

هواجس حول كورونا



منذ أن كتبت التدوينة الماضية عن خواطري وسط أنباء انتشار فيروس كورونا وأنا أتأرجح بين الهواجس، فتارة يعود إليّ الشعور بأن المبالغة طاغية مفضوحة، وأخرى يذهب.
عاد الشعور بالمبالغة وأنا أتابع ردود الأفعال ذات الصبغة الاشتراكية الحديثة ضد أي دعوة للعودة إلى العمل ودفع الإنتاج حتى لا تفلس قطاعات كاملة ويتشرد العاملون بها. صحيح أن المستفز في الأمر هو مجيء هذه الدعوات من جانب مليارديرات يمثلون أقطاب الرأسمالية في بلادنا، وكلنا نعلم أن بإمكانهم تحمل خسائر لفترة طويلة ولكن القاعدة التي يعمل بها السوق هي أن تأتي عمليات التشغيل بإيرادات تغطي على الأقل نفقاتها ما لم يكن هناك هامش للربح، ومنذ أنه لا توجد عمليات تشغيل فلن تكون هناك إيرادات، وبالتالي لن يخالف أحد كتاب الرأسمالية المقدس ويلجأ إلى السحب من أصوله للاستمرار في هذا الوضع.
قوبلت هذه الدعوات عموما بغضب عارم وباتهامات لأصحاب الأعمال بالجشع، ولكن رد الفعل هذا تغاضى عن الآلاف –وربما الملايين- من الأعمال الصغيرة والمتوسطة التي سيفلس أصحابها فعليا وسيشرد العاملون بها لو استمر هذا الوضع، فالأمر هنا لا يتعلق بملياردير لديه من الأصول والسيولة ما يسمح بالاستمرار في دفع الرواتب... بل بأعمال تعتمد على دورة قصيرة لرأس المال.
على كل حال لا أحب الكلام في الاقتصاد، ولا أحسنه أصلا، ولكن رفضي لتحويله إلى كهنوت لا ينطق فيه إلا المتخصصون دفعني إلى كتابة هذا، والأهم أن رد الفعل الهيستيري هو ما استدعى لدي مشاعر الاستياء من المبالغة.
للأسف دأب الاشتراكيون، وبالذات المعاصرون منهم، على انتهاج الهيستريا في رد  الفعل دون ترك أي مساحة لرأي مخالف، أو مناقشة جادة هادئة... ينتهجون هذا الآن مع الدعوات للعودة إلى العمل حتى ولو كانت باحتياطات صحية تتضمن عزل كبار السن وذوي الأمراض المزمنة، فهذا هو ما اعتادوا عليه من خطاب يلقى هوى لدى الفارغين من رواد شبكات التواصل الاجتماعي.
لعلك تذكر جيدا كيف يقابلون على تويتر أو فيسبوك أي تشكيك في صحة الاعتراف بالمثلية الجنسية كأمر طبيعي، وينتابهم هياج كامل إذا وصف أحدُ المثليين بأنهم شواذ مثلا أو أبدى امتعاضه من الترويج لأنشطتهم.
هذه الهيستريا تعود الآن للسبب الاقتصادي الذي قلناه، وتعود أيضا في صورة التعامل مع فيروس كورونا بصيغته الجديدة كوفيد 19، فأي شكوى من الشعور بالمبالغة في الإجراءات يتبعه هياج تام في ردود الفعل واتهامات بتبني نظرية المؤامرة.
نحن العرب عادة نحب نظرية المؤامرة لأن بها الكثير من التبرير لواقعنا المنحط، ولكن عدم تبنيها لا يعني الاستعاذة بالله منها أو ترك أي تفكير قد يصنف تحت خانتها كما يحدث للأسف.
بعض منظّري المؤامرة في الغرب تحدثوا طويلا عن إمكانية عدم وجود الفيروس أصلا، وأن الأمر كله ليس سوى تسرع في التشخيص اعتمادا على الأعراض في ظل عدم دقة نتائج مسحة البي سي آر المعممة، وهذه الأعراض تشابه للأسف أعراض الإنفلونزا العادية، وبالتالي لا يبدو التشخيص دوما صحيحا.
بل ذهبوا إلى إمكانية التلاعب في الأرقام باعتبار أننا لا نمتلك متوسط الوفيات اليومي في إيطاليا قبل تفشي الفيروس أصلا، فهل يمكن أن يكون العدد قد زاد بواقع 700 وفاة جديدة عن المتوسط في بعض أيام الذروة؟! لا إجابة بالطبع وبخاصة في ظل ما تردد حول إيقاف أغلب العيادات المتابعة لمرضى القلب مثلا لأعمالها... فلا صوت يعلو فوق صوت المعركة الجديدة حتى ولو كانت هذه الإجراءات ستسفر عن سقوط ضحايا جراء تدهور حالاتهم من أمراضهم القديمة التي لم تعد تجد متابعة طبية... فهم في النهاية سيتم تشخيصهم كضحايا للفيروس، وسيعزى التدهور إلى انخفاض مناعتهم نتيجة العدوى الرائجة، التي لم تملأ بالمصابين -إلى الآن- ولو صالة رياضية واحدة من الصالات التي تم تجهيزها بالأسرّة في أوروبا.
هذا ما يقوله رواد المؤامرة الذين ذهبوا إلى أن انتشار أبراج دعم اتصالات الجيل الخامس "فايف جي" له دور في تقليل امتصاص الجسم للأوكسجين، ما يجعل خلايا الإنسان تفرز مادة مسممة يتم تشخيصها لاحقا على أنها فيروس كوفيد 19، أمر لقي تجاوبا مع بعض من شككوا في تأثيرات هذه الأبراج على الصحة لدرجة أن المتحمسين منهم سارعوا إلى إضرام النار فيها، ما استطاعوا إلى ذلك سبيلا.
وقصة الجيل الخامس تلك تأخذنا إلى الهيستريا التي تعاملت بها منصات التواصل ومن بينها يوتيوب بحظر كل محتوى يتضمن ربطا بين الفيروس وتقنية الاتصالات الجديدة ذات التردادات العالية، هيستريا تكاد ترفع شعار المثل المصري القائل "مافيش دخان من غير نار".
ولا يخفى على أحد أن كل هذه المنصات منتفعة من الفايف جي، فحتى لو ثبت عدم وجود ربط بين الفيروس والجيل الخامس، فإن هناك انطباعا يتخلف بوجود ضرر بالغ على الصحة العامة للسكان مع انتشار هذه الشبكات التي ستسرع من الإنترنت إلى درجة تسمح لاحقا بالتحكم الإلكتروني في الأفراد، ولتكن البداية عن طريق العملة الرقمية الموحدة التي ستحل محل النقد إلى الأبد.
ولعل التحذيرات المتوالية من منظمة الصحة العالمية من خطورة تداول النقد ونقله للفيروس والتشجيع على التعامل بالبطاقات أو الدفع الرقمي تسير في هذا الاتجاه، هذا ما يؤكده رواد المؤامرة.
وحين تأتي لحظة ظهور المصل بعد تمويل أبحاثه من قبل القائمين والمنتفعين من الفايف جي، سيكون هناك زرع لشريحة متناهية الصغر في دم كل واحد منا بعد أن نتعرض لتطعيم إجباري، فيصبح الذكاء الاصطناعي متحكما فينا، هكذا تقول الرواية التآمرية.
الرواية تبدو مرعبة وأورويلية إلى أبعد درجة، ولا أميل شخصيا إلى تصديقها، لكن الهلع الهيستيري الذي أصاب المنتفعين يدفعني إلى التساؤل ما إذا كان تشويش رواد المؤامرة قد كشف ولو بدون قصد عن بعض مخاطر مساعيهم!
هذه الهيستريا أتحسس معها دوما مسدسي، فهي نفسها التي اعتدناها في مواقف عدة.
أكرر أنني لم أصدق ما سمعت، ولكن أغرب شيء هو أن من دعونا دوما إلى التعامل بتفكير نقدي مع كل شيء، يتراجعون الآن ويحاربون كل ما يبدو رواية مغايرة لتلك السائدة.
هذا لا يعني صحة الرواية المغايرة بالضرورة، ولكنه قد يبرهن بشكل ما على عدم دقة الرواية السائدة، وهو ما خلف لدي يقينا أن كل ما يحدث ليس كما يقدّم... عملت في صناعة الأخبار وأدرك هذا جيدا.
أطلت الكلام بلا طائل، وكتبت هذه الأفكار والهواجس على مدار يومين لأن عزيمتي خائرة للغاية... لم أقبل بالرواية التآمرية، ولكن لم يعد بإمكاني القبول بالرواية السائدة بعد ذلك.


الاثنين، مارس 23، 2020

خواطر حول كورونا


قبل نحو شهر بدا واضحا أن فيروس كورونا ليس مجرد وباء محلي في الصين، بل هو وباء عالمي جديد، ولكن تولد لديّ مع بداية انتشاره في أوروبا تحديدا انطباعع بأن الحكومات تبالغ في رد الفعل الذي أبدته لمحاولة احتواء أو مكافحة الفيروس، فكان لي حديث مع بعض الأصدقاء المتخصصين في مجالات قريبة من الفيروسات.
قيل لي وقتها إن خطورة كورونا تظهر في سرعة انتشاره وعلوقه لفترات طويلة بالأسطح، ثم تظهر الخدعة الكبيرة في إمكانية خلو حامله من أي أعراض ظاهرية دون أن يفقد دوره كناقل للعدوى، وهنا بدأت نظرتي للموضوع تتغير شيئا فشيئا وأستشعر الخطورة رغم بقاء احتمال تراجع نشاط الفيروس مع حرارة الصيف، وهو ما اتضح عدم دقته لاحقا.
خرجت رؤوس الدول الأوروبية: ميركل في ألمانيا وجونسون في بريطانيا، وماكرون في فرنسا وبالطبع كونتي في إيطاليا التي تعرضت لبالغ الضرر مقارنة بغيرها، كنت ألاحظ على ملامح ميركل إنهاكا شديدا وكأنها تحمل هما ثقيلا، كأنها ترى نهاية العالم ماثلة أمامها وبخاصة بعد تصريحها بأن سبعين بالمائة من الألمان سيصابون بالفيروس على الأرجح.
انتقل التوتر إلى الرئيس الأمريكي ترمب وشعرت بأنه قد يغشى عليه خلال أكثر من ظهور له، حتى الدول العربية سارعت إلى اتخاذ إجراءات احترازية مشددة وصلت إلى حد غلق كل شيء تقريبا وبإيقاع سريع رغم أن عدد الحالات المصابة، أو بالأحرى التي تم تشخيصها، كان أقل بكثير منه في أوروبا.
هنا تولدت لدي قناعة بأن ثمة معلومة سوداء عن هذا الوباء ليست متاحة لا للإعلام ولا حتى لجمهور المختصين، هي من المعلومات التي يمكن أن تصنف كأمن عالمي، بمعنى أن خطورتها تطال النظام العالمي بأسره، وأن تسربها قد يعني حالة هلع تجتاح الكوكب بالكامل.
كثير من السيناريوهات مرت برأسي، هل يموت نصف سكان الكوكب أو ثلثهم مثلا؟ هل تشح المواد الغذائية ويتوقف إنتاجها وتقع المجاعات في الدول المعتمدة على الاستيراد مثل بلادنا؟ هل بعد انتهاء الأزمة يكون التضخم قد بلغ مداه بسبب ندرة السلع الأساسية أثناءها فنجد سعر كيس القمح 100 دولار؟ هل تعود هناك أي قيمة للدولار أصلا؟ هل تنفرد الصين بقيادة العالم؟ أسئلة لا تنتهي منها الساذج ومنها المبرر ولكنها علقت بمخيلتي.
أما بلادي، فتولدت لدي قناعة أخرى بأن فكرة مناعة القطيع التي تبنتها بريطانيا لأيام معدودة تبدو مطبقة بسلطة الأمر الواقع هنا، أي أن الفيروس يتناقل بسرعة خاطفة وأن أهلنا في القرى بالصعيد والدلتا بعيدا لن يلبثوا أن يكونوا في طليعة المصابين بسبب غياب التوعية والممارسات الصحية والمقومات اللوجستية لإجراءات العزل والوقاية أو حتى التشخيص.
ومن يصاب بالفيروس فهو حسب آخر التقارير على حال من ثلاثة، إما ألا تظهر عليه أعراض مطلقا ويُشفى وفي هذه الحالة لن يلاحظ أي مزارع الأمر، وإما أن تظهر عليه أعراض ويشفى أيضا وهنا سيكون التشخيص الشائع أنها حمى أو مجرد نزلة برد، وإما أن يكون مصابا أصلا بمرض مزمن أو متقدما في السن، وحينها إن توفاه الله فسيقول ذووه ومعارفه "الله يرحمه كان عيان" أو "الله يرحمه كان كبر... عمره بقى!"، فتسير الأمور في هدوء ودون ضجة بقانون "البقاء للأصلح" وتتشكل مناعة القطيع تلقائيا.
وبهذه الوتيرة –على سذاجة تصورها- أتوقع أن تسير الأمور في مصر، بحيث لا يكون القلق سائدا إلا في المدن الكبرى حيث تنتشر شرائح متنوعة من الطبقة الوسطى المتعلمة التي تحاول اتخاذ إجراءات الوقاية لحماية الأفراد الأكثر عرضة لخطر الوفاة بسبب الفيروس.
وأيًا كان السيناريو القادم فإن أيامًا صعبة ستكون مصاحبة له، فلا يمكن تجاهل أزمة الغذاء العالمية التي ستبلغنا آثارها لا محالة إن وقعت، وليس من الوارد استبعاد سيناريو انهيار قطاعات العديد من الأعمال وتسريح العاملين بها بسبب كسادها، وكلنا معرضون لهذا بنسب متفاوتة.
وفي خلفية كل هذا أتعجب من استمرار سيطرة التفكير المادي البحت على عقول الغالبية، إن أمرا كهذا لو وقع منذ عشرين عاما مثلا لكان الحديث وقتها عن ضرورة الإسراع بالتوبة، أما الآن فتبدو أدنى مظاهر الدعوة إلى الله تستوجب الخجل من القائم بها، والنفور أو السخرية من المستهدف منها.
لم أعرف حتى الآن أحدا دعا معارفه علانية إلى قراءة القرآن والدعاء، أو امرأة عادت إلى حجابها الذي نزعته في سنوات تغول المادية الأخيرة، بل إننا حتى إن تغاضينا عن المعاصي على اعتبار أن كلنا في الهم شركاء ولو بنسب مختلفة، فإن المشكلة الأكبر تكمن في ثبوت القناعات والجحود واستمرار ترديد المغالطات رغم أن الأزمة لم تحرج أحدا قدر ما أحرجت المادية نفسها.
والله إنها لغفلة تكاد تكون أخطر من الوباء نفسه! لا أحد يريد أن يتذكر الآخرة إلا من رحم الله!
إنها أيام عصيبة على كل المستويات، شاء الله أن نكون ممن يعيشها، ولا ندري أيكون في نهايتها خير أم لا، لكننا ونحن نتهيأ للمجهول لا نملك إلا التوكل على الله بعد استغفاره وتسليم الأمر إليه مع الأخذ بما أتيح من أسباب.


السبت، فبراير 08، 2020

احتواء الكابوس

تعلمت حيلة حين استفحلت معاناتي من شلل النوم منذ سنوات بعيدة، وهي أن أحتوي الكابوس... أوحي لنفسي بأنني قادر على تفادي أسوأ ما فيه وأن بشاعته لن تصيبني في النهاية حين أفتح عينيّ وأجد جسدي قادرا على الاستجابة لإرادتي بالحركة واتخاذ وضع آمن لاستكمال النوم.
هذه المرة طال الكابوس! ورغم التوفيق في البقاء على هامشه حتى الآن فإن استمراره يحجب أي ضوء قد يتسلل إلى العينين ليحفزهما على اليقظة. لا عائق أمامه في الأفق!
كنا نقول إن منطق الأشياء يحول دون استمرار كابوسنا، لكنه صاغ لنفسه منطقا وسَطَره ناموسا في أرض اللامنطق.
على الأغلب سنشيب متخفّين في الصمت، مكتفين بالإيماءات الحذرة، ليفهم من يفهم أننا لا نزال هنا... لم يحن بعد أَجَلُنا.

الاثنين، يناير 27، 2020

حفر على جدار

أنا هنا!
لم أمت بعد... وإن كنتُ في جسدي مدفونا.
لا أملك غير السكوت الذي قد يطول، وأخشى إن انقشَعَت دواعيه يوما ما أن أجدني قد ألِفتُه.
لا يزال عالمي قائما في خيالي بأبطاله وحوادثه: من كان وما لم يكن.
ما زلت أنا حتى لو سلبتني السنون وَهَجي.
متى.. بل هل أعود؟!
لا رَجْعَةَ لما ذهب.