الجمعة، فبراير 26، 2010

أي كلام في رغيف

شكر خاص لمحمد فتحي لإلهامي العنوان.


شاع القول أن الصحافة هي مهنة من لا مهنة له.. وشاع أيضا أن "العهر" مهنة من لا مهنة لها!
 ألا يدفعني ذلك إلى استنتاج منطقي؟
أخشى أن يكون الأمر صحيحا خاصة وأنا من "دارسي" الصحافة (بالمسمى الأول).


--------

يضيق صدري كثيرا بأولئك الذين يطلقون المسلمات أو ما يبدو كذلك وكأنك لا تعرف عنها شيئا! فسواء كان ما يقولون صحيحا كـ"انت بتشرب سجاير؟ دي مضرة جدا بالصحة!"، أو خاطئا كـ"يا ابني الاشتراكية دي كفر وإلحاد"، فإنهم في الحالتين يثيرون نفوري بدرجة كبيرة.

صحيح أنا لا أدخن ولا أرى في التدخين أية فائدة.. ولكن ألا يعرف كل من يمسك بسيجارة أن التدخين ضار بالصحة؟ أليست هذه هي العبارة المكتوبة على علب لفافات التبغ على مختلف أنواعها؟ بل وأضيف إليها مؤخرا "ويؤدي إلى الوفاة"؟ لماذا لا نفكر في سبب آخر لإقناع المدخن بالإقلاع عن هذه العادة؟

قد لا يمكن أيضا تصنيفي كاشتراكي أو قد يمكن.. ولكن في كلا الحالتين فإن الاشتراكية ليست كفرا.. ولست بحاجة لذكر مثال للربط بين الاشتراكية والإسلام كقول شوقي المثير للجدل "الاشتراكيون أنت إمامهم".

ما قلته سلفا مثالان بسيطان لما يردده ذلك النوع من الناس الذين تربوا تربية مدرسية في أغلب الظن، وأعني بذلك الإشارة إلى طرق التدريس القديمة التي كانت تثير نفور أغلبنا ونحن طلبة. ويبدو أن الأمر ليس تأثرا من جانب هؤلاء بما كان في تلك الكتب، بل هو نمط حياة ساذج واستقاء معلومات بشكل أكثر سذاجة وتوظيفها بطريقة قد تكون مثيرة للضحك أحيانا.


--------

شاهدت منذ عدة أيام أجزاء من الحوار الذي قامت به الإعلامية الصدئة منى شاذلي مع محمد البرادعي، وأقول الصدئة لأن كلمة "اللامع" باتت تستخدم بشكل يفقدها معناها. فكل مدع لامع والأمثلة أكثر من أن تحصى.

لماذا أقول عنها ذلك؟ لأنها ببساطة "مصطنعة" و"سطحية" وتبدو "مدعية" و"غير ذكية" وتسعى تصرفاتها للاستئثار بالضوء بغض النظر عن وزن الضيف أو أهمية القضية.

في الحقيقة أنا لا أعرف كيف تجرؤ هي وغيرها على الظهور بشكل يومي على الهواء مباشرة للحديث في أية قضية كانت! وقضايا الساعة وإن كانت عمومية الطابع فهي أحيانا تتطلب تخصصا لا من جانب الضيف وحده بل من جانب مضيفه. فقد يكون الموضوع اقتصاديا ويخشى المحاور أن يسأل سؤالا ينم عن جهله بالأمر رغم طبيعة ذلك.. أو قد يفوت -نتيجة لمعرفته السطحية- فرصة ذهبية لسؤال يكمن في إجابته لب الموضوع.

أما من يظهرون يوميا.. فهم لا يتورعون عن التناقش في الغلاء والدعم وأزمة الغاز وقضية غزة ومؤشرات انتهاء الركود العالمي وعودة أسعار النفط إلى معدلاتها وحركة الأدب الشبابية وكيف فاز منتخب مصر بكأس أفريقيا ولماذا لم يتم التوصل حتى الآن إلى علاج حاسم للسرطان وسر عدم اقتصار الساحة السينمائية على الأعمال الكوميدية كما كان الحال قبل عدة سنوات، وغير ذلك.

لماذا اخترت منى تحديدا من بينهم؟ لأنها "ثقيلة الدم" إذا قورنت بآخرين قد يتسمون بالقبول رغم صفاقتهم أحيانا وإمكانية وصفهم بالمأجورين.

السبت، فبراير 13، 2010

وقفة عيد الحب


الصراحة أنا بكتب التدوينة دي بشيء من اللامبالاة بما يسمى عيد الحب اللي الاحتفال فيه بقى موضة بقاله كذا سنة بشكل يشكك الواحد إن الموضوع مش مستجد.. بل كأنه راسخ ومترسخ من قرون.

من كذا شهر كدة وأنا مروح من الشغل بالليل لاحظت إن شوارع الزمالك كلها قافلة تماما.. إيه الحكاية؟ ده عيد "الهالوين".. نعم ياخويا؟ هالوين ايه؟ بتاع قرع العسل اللي بيكشر عن أنيابه ده؟ اللي اسمه طبقا لترجمة أنيس عبيد "عيد القديسين"؟ أيوة هو!! وإذا ببنات وولاد لابسين قرون صناعية وبيبخوا على بعض سبراي في مظهر هزلي ماشككنيش للحظة إني في مصر.. لأن للأسف بقى معتاد إننا نتهبل على أي حاجة جاية من برة وخلاص.

نفس الكلام حصل قبل كذا سنة مع عيد الحب.. وفاكر كويس أوي شكل جامعة القاهرة يوم 14 فبراير واغلب البنات لابسين أحمر يا إما درجة من درجاته.. في حين كل ولد ناتع على قلبه دبدوب بشكل كرنفالي يفسد أي معاني حقيقية للحب.

أنا مش بتكلم على عيد الحب من نظرة شرعية ولا إن القديس فالنتاين ده كان راجل "مشهلاتي"، بل بتكلم من فلسفة الحب.. إيه معناه لو هو شعور مرشوش في الجو وكل الناس بتتسابق للتعبير عنه علنا وفي توقيت موحد؟ فين خصوصية كل علاقة وتواريخها المميزة اللي ماحدش يعرفها غير الطرفين الأساسيين بس؟ 

طبعا السنة دي الموضوع خد بعد تاني شوية.. يعني عيد الحب بقى إجباري بشكل يخلي صعب جدا إنك تقي نفسك من سهامه.. يعني مثلا أفتح الراديو أسمع على مدار أسبوع كامل قبل اليوم الموعود أغاني وفقرات مخصصة لعيد الحب، بل إعلانات صيدليات لعروض خاصة على البارفانات وأدوات التجميل (ويمكن حاجات تانية) بمناسبة عيد الحب!! بل رحت هايبر وان أجيب مستلزمات البيت من مكرونة ورز وما شابه فإذا بجناح كامل تم تخصيصه لهدايا عيد الحب من دباديب وما شابه.. صحيح بعضها عجبني لكن بمنحى عن المناسبة.

كل الدعاية دي والضجة والإصرار ده خلاني أحمد ربنا إني أجازة يوم الأحد من الشغل عشان مانزلش أشوف الوهم ده بعينيا بيتكرر.. بل هتسمر في البيت أشجع أتلتيكو مدريد ضد برشلونة.. طبعا أنا اتأكدت من شوية إن عيد الحب مانزلش أجازة رسمي السنة دي بقرار جمهوري.. يمكن كمان سنة ولا اتنين يحصل.

--------.

بشكل شخصي بقى.. أنا أخيرا حلقت شعري بعد 10 شهور كاملة من الصمود.. يعني حتى يوم ما اتجوزت اكتفيت بتظبيط الجوانب وقلت حلو اوي كدة وشكرا.. حلقت شعري بعد ما عشت دور "جيفاري" شوية بمعنى إنه كان نازل من ورا البيريه اللي بلبسه في البرد وكان مدي شعور إني بنتمي لتنظيم مسلح في كولومبيا مثلا خاصة إني كنت سايب شنبي ودقني منبتين.. وهما أصلا مش تقال.. فشكلهم شكل المشبوهين.. اللي لا مطلقين اللحية ولا حالقنها.. وبصراحة كنت مستمتع بالجو ده.. جو إني مابقاش مهتم بمظهري تماما واللي كان ممتع بالفعل إن الموضوع كان تلقائي وجه بالصدفة البحتة.

بس طبعا الشعر ابتدا يتساقط نتيجة لطوله المفرط..وبدأ يبقى عندي إحساس إن فيه بوادر صلع بتظهر في الجزء الأمامي من الرأس، فضلا عن الانتظار لحين جفاف الشعر عقب غسيله.. يبقى مكانش فيه غير اني احلق واشتري دماغي.. ماحلقتش الحلقة الشهيرة بتاعتي في ثانوي "درجة 3" بل حلقت حلقة معقولة وعادية ولأول مرة أحس إن شكلي أخيرا بيظهر سني.. دايما كان يدي انطباع إني أصغر.

حسيت بمجرد الخروج من صالون الحلاقة إن دماغي "خفت" وإن كان فيه تقل عليها فعلا.. وحسيت بالهوا قريب من مخي أكتر.. حسيت إني خفيف أكتر.

-------.

حاجة أخيرة.. فيه صورة عصفور موجودة في العمود اللي على الشمال ده.. ده هايبرلينك لصفحتي على تويتر.. أخيرا بمشي في طريق إني أبقى من مهاويس إرسال "التويتس".. ميزته الأولى إنه بيخليني أهرتل بإيجاز... قال يعني بقول "حِكَم".

الأربعاء، فبراير 03، 2010

أول تدوينة في 2010


جمهوري العزيز اللي بييجي المدونة من قبيل الصدفة.. يعني مثلا يتخبط في لينكها عند مدونة تانية.. أو يكون بيعمل بحث في جوجل فكلمة من عنده تلضم في أختها من عندي.. هو ده الجمهور اللي بتوجه له حاليا لأن المتابعين القدامى للمدونة كلهم شدوا الرحال إلى الفيس بوك والحياة العملية.. وبالتأكيد حتى اللي كان ممكن يفضلوا متابعين اللي بكتبه زهقوا بسبب بعد المسافات بين التدوينات وبعضها..

الأول أحب أقول أنا ليه بكتب بالعامية المصرية النهاردة؟ أكيد نوع من فرحتي بالكأس السابعة.. وإحساسي إننا هنقعد كتير أوي على ما نشوف التامنة ويمكن مانلحقهاش.. الله أعلم! لسبب غير النظرة الشعوبية المقيتة أنا بحب أغنية نانسي عجرم بتاعة "لو سألتك انت مين".. متهيألي عشان ارتبطت معايا بذكريات حلوة زي ماتش الجزائر 2-0 في القاهرة، وده كله في إطار إن الكورة بقت آخر مظاهر الوطنية الصامدة، مفيش مظاهر تانية.

هو للأسف حاليا الواحد وهو بيقول إنه مصري لازم يقرن ده بإنه لا ينتمي للسياسات الخارجية والداخلية المعمول بيها.. من أول غزة لغاية أزمة المرور والمواصلات.. ده يخليني أأكد تاني إن مصريتي ملهاش أي علاقة بالناس اللي بتحكم مصر.

في الموضوع ده أفتكر مرة سنة 1996 تقريبا يعني كنت في النص التاني من رابعة ابتدائي ورحت مع أخويا معرض الكتاب.. طبعا ولعي بالجغرافيا خلاني أنكش قبل أي حاجة عن أطلس محترم غير الأطلس المدرسي اللي كان مفيش غيره في المكتبات الصغيرة.. ساعتها لقيت ضالتي في جناح وزارة الدفاع.

أخويا اشترالي الأطلس وكان سعره كبير وقتها أعتقد حوالي 30 جنيه، وأنا بستلمه من ظابط رتبة كبيرة قبل ما أخرج من الجناح.. يظهر الراجل أعجب بالطفل البرئ ده اللي بيحب الجغرافيا في زمن كان بينظر ليها على إنها شيء غلس، فلقيته قام بنفسه وشبك في البول أوفر بتاعي بروش صغير عند منطقة القلب تقريبا وعليه صورة فخامة الرئيس!!

متهيألي الراجل كان قصده إنه شايف فيا أمل مصر للمستقبل كطفل عنده ميول معرفية.. فقرر يكافئني بما يعبر عن مصر وهو بالطبع صورة الرئيس.

نفس الموضوع اتكرر في المرحلة الإعدادية وقت مسابقة أجمل فصل اللي كنا بنتنافس فيها كل سنة.. لاحظت ساعتها إن فيه 3 شروط أساسية لدخول المسابقة ودي بينظر ليها قبل أي حاجة.. يعني زي الصلاة.. إن قُبلت قُبل ما سواها.. وإن رُدت رُد ما سواها.. الشروط دي طبعا كانت ضرورة وجود في كل فصل العلم والقسم و.. افتكرتها؟ بالظبط صورة سيادة الرئيس!

المشهدين فيهم ربط صارخ بين الرئيس كشخص ومصر وكأن المعنيين أحدهما مرادف للآخر.. بس ده مش زي امتحان 2005 للرسم في أولى ثانوي بالعريش اللي كان كله عن تصميم نموذج لوحة تأييد للرئيس في حملته الانتخابية.


المهم عشان نتجاوز النقطة دي.. أولا واجبي على جمهوري العشوائي اللي ما يعرفنيش وبيدخل في المدونة صدفة إني أقول له كنت غايب فين.. الحقيقة إن "سحلة" كأس الأمم كانت واخداني جامد خصوصا قبل الحدث نفسه عشان إعداد مواد مسبقة عن الفرق وتاريخ البطولة وأنجولا نفسها والكلام ده.. وده ضاع منه نص أجازتي السنوية تقريبا وزوجتي استحملتني بالعافية ربنا يجازيها خير على الصبر.

بعدها وقبلها نمت فترة طويلة ورحت اسكندرية 3 ايام للترويق شوية بعدين رجعت أتاري فيه زملاء عندهم أجازات في ورديات عمل مختلفة فالحل كان إني أعوضهم شوية في شيفت السهرة من 12 لتمانية الصبح.. وشوية في شيفت الصبح من 8 لـ4 مساء مع عودة من حين لآخر في الشيفت الأساسي بتاعي من 4 مساء لمنتصف الليل واللي أخدت عليه بقالي سنة وبيعفيني من مأساة الصحيان بدري وبيديني إمكانية إني ألحق الفجر يوميا.

في اسكندرية قابلت رفيق الدرب في الكلية أيمن.. كان وحشني أوي.. ولما شفته افتكرت اسم حزب مغربي اسمه "الأصالة والمعاصرة".. طبعا الموضوع يبدو كوميدي بس اللي أقصده إنه في نفس الوقت اللي رد لي فيه روح الجامعة بذكرياتها الجميلة.. حسسني إن التغيرات اللي شفتها في نفسي ماهياش حالتي أنا بس بل كلنا بنتغير.. والتغير مش بالضرورة يحمل معنى سلبي زي ما ناس كتير بتتفزع وتقول "أنا اتغيرت!!"، بل يحمل معنى "التطور" بمسمى حيادي، يعني الإنسان بيدخل في طور جديد بغض النظر عن توصيفه.

الفترة الجاية فيها معرض الكتاب.. مانزلتوش من 2007.. يا رب أعرف روح يوم السبت إن شاء الله.. وأهو يبقى أي حاجة قبل سحلة المونديال ما تبتدي.