الخميس، يناير 17، 2008

سفينة

بدأ يدرك أن أعطال السفينة تغلب قدرتها على المضي في الإبحار حتى ذلك الساحل الذي اختفى من الأفق وبدا أبعد من الأفلاك...
محرك لا يعمل، ووقود أوشك على النفاد، وطاقم يائس، والزوابع تتربص في هالات مظلمة...


***

أ: أنت قبطان بارع!
ب: لا تضحكني أكثر، سنغرق يا فتى! هيا إلى قوارب النجاة، عسى أن تلتقطكم سفينة أخرى.
أ: ولتأتِ معنا!
ب: (ضاحكا) هل تعتقد أن النجاة في هذا؟ كل المسألة أنكم ستحظون بساعات أكثر من الحياة، سأسبقكم إلى الموت مع هذه السفينة التي ستصير حطاما بعد قليل، وستلحقون بي من عندما تموتون جوعا أو تنقلب قواربكم... لا تقلق!
أ: ولكنك قلت للتو عسى أن تلتقطنا سفينة!
ب: وأي مجنون في هذا العالم سيأتي إلى هنا!
أ: سيدي... الأمل!!
ب: تركته في الميناء.


***


ب: لا تبتئس، أنا لا آمركم بالانتحار، ولكن بالنزول إلى القوارب، وطالما تؤمن بالنجاة فستبقى حيا أكثر من رفاقك، وربما يبرز اليابس من جديد، أنت شاب مازلت وتستطيع التمسك بالحياة.
أ: وأنت تصغرني!
ب: سناً فقط، لا حظ لي من الشباب سوى تاريخ ميلادي.
أ: أفِق! ستغرق بحماقة البحث عن بطولة، لن يكتب عنك أحد سيدي!! لا تغرق في دور البطولة.
ب: وأنت لا تغرق في أدوار سينمائية، لا تضع وقتا أكثر.

***

الاثنين، يناير 14، 2008

ارفع رأسك

أخي...

لا تحنِ هذه الجبهة، ولا تبلل هاتين العينين، طالما أشعتا صدقا...

أقبل إليّ، بين ذراعيّ أخيك تجد العزاء، وتبكي وتجهش! ولا تخجل عار انتحاب الذكور! ففي غرفتك استقبلتَني... أبكي أيضا، ورفعت كفك إلى كتفي تكللها...

أخي، لتبتسم! ودون منحك القدرة أطالبك! فأنت الإغاثة!

لا أقول كلنا سواء، ولكن لنمضي معا! ولتودع كهف الآلام!

ليست سهلة كلماتي، وليس صعبا الحراك...