من دقايق معدودة تميت 22 سنة... بجد؟
مش عارف ليه فكرة إني أبقى في عقد العشرينات دايما كانت بعيدة جدا عن خيال، يمكن لأن لسة جوايا الطفل إياه حتى لو تصرفاتي مبقتش تدل على كدة؟ لسة حاسس إني صغير جدا، مش متخيل مثلا إن سني خلاص بقى غير مؤهل للاشتراك في كأس العالم للشباب، وإن لو حصلت معجزة وبقيت لاعب كرة مهاري هيبقى سني فوق السن الأوليمبي اللي هيبقى محدد في لندن 2012...
دي كلها حاجات مش متخيلها.
كل يوم فيه بكبر كان بالنسبة لي مصدر دهشة، ووَحشة، كنت سعيد جدا من 3 سنين إني "دسك" في جرنال أسبوعي وسني 19 سنة بس! كنت سعيد جدا من حوالي سنتين لما اشتغلت في وكالة الأنباء وسألوني سنك أد إيه قلت لهم 20 وكانوا مندهشين جدا إني لسة متخرجتش! صحيح كان شكلي ومازال يوحي بأني طالب ثانوي مثلا، لكن في الآخر بهجة إنك تحس بتميزك على مستوى السن راحت! يعني خلاص زيي زي غيري، بقيت في سن اللي طبيعي فيه أي حد يشتغل زيي، ومش هتبقى غير ذكريات لو عشت ممكن أحكيها، زي أما أقول لابني أنا اشتغلت زمااان وأول موضوع نزل لي كامل كان سني 18 سنة! خلاص كل ده مابقاش واقع، بقى مجرد ماضي!
22 سنة! مش كتير ومش قليل، بس كتير إني أحس إني بقيت عجوز، ساعات بحسها، حتى وأنا بدون سبب مبرر في الشارع بنط سور مثلا أو مانع قدامي بمنتهى الطفولية، حتى وأنا بمشي بمد جامد...
22 رقم ملوش دلالة كبيرة أوي عندي، يمكن فانلة أبو تريكة وكاكا!
غير حكاية التميز، بس كل يوم بكبره، بودع فيه النقاء، وبتزيد الشوائب جوايا، وبفتكر أحلامي ومشروعي، يا ترى أنا فين منه؟ وفين حماسي وشعاري؟ لسة جوايا مؤمن بالقضية اللي خليتها ليا من زمان، بس أنا فين من السعي؟
22 سنة! يا ترى هعيش أدهم؟ ولو عشت هبقى إزاي! وليه أفكر حتى! أكتر من مرة لامست الموت بس مكانش أجلي مكتوب وقتها، مبخافش من الكلام عنه، بس خايف مصيري يبقى سيء بعده، وكل سنة بكبرها بتقربني منه أكتر، ومع ذلك مببقاش أحسن، مش عايز أقول مش عارف ليه، لأن حتى لو عرفت... هل ده هيخليني أعدل مساري فعليا؟ مجرد إني أعرف الخلل ده معناه إني دخلت الاختبار هل أصلحه ولا لأ! فيه في إنجيل متى جزء بيقول في باب الصلاة "ولا تُدخلنا في تجربة، لكن نجنا من الشرير".
من ضمن رسايل التهنئة اللي جات لي تساؤلات عن الأماني اللي نفسي فيها، والحقيقة مابقاش نفسي في حاجة! آه ما حققتش اللي كان نفسي فيه، بس مابقتش عايز أتمنى!
على فكرة أنا مش سوداوي للدرجة، ومش متباكي، وإلا مكنتش لسة عايز أكمل شغل ودراسة (مش عُليا طبعا).
المهم التدوينة اللي ملهاش معنى دي، بختمها بأغنية عجبتني جدا اسمها "مكعب سكر"، وشكرا لمحمد مصطفى اللي هو أوسو أو عطشان إنه سمعهالي من كام يوم، وكمان رفعها على النت، دي مناسبة أوي لحالتي.