اليوم تكمل مدونتي عامها الأول... مرت الأيام بسرعة مبهرة بالنسبة لي على الأقل، الملابسات مختلفة والمشاعر متباينة، فحين أتذكر خلفيات البداية أستشعر أحاسيس غريبة ومتناقضة لا أتبينها بدقة، ولكن هو عام مضى بحلوه ومره... وهكذا تمر أيامنا كلها حتى يحين الأجل ونتفاجأ من سرعة انفراط العقد...
هنا كانت بسماتي وآلامي ومشاعري، هنا كتبت عن نفسي وعبرت عن آرائي، والتمست حبيبتي، بل ونعمت بالهذيان كثيرا... هنا نشرت لأحذف، والحقيقة أن عدد التدوينات التي حذفتها يثير انتباهي حقا، ولكن تبقى هذه الإمكانية من عوامل تفوق النشر الإلكتروني على الأنماط الأخرى.
هو عام من عمر كتابتي شبه المنتظمة، واستماعي لآراء وتعليقات أصدقائي ومن لا أعرفهم، لا أدري هل ستكون مدونتي موجودة في عيدها الثاني أم لا، من الوارد جدا التوقف لأن الأمر مزاجيّ بالدرجة الأولى دون أية التزامات شخصية.
أعتز بمدونتي وإن لم تشهد كل ما أردت دائما قوله رغم كوني من محبي "الفضفضة"، هي مدونة محظوظة بالتأكيد لأن صاحبها لا يجيد الصمت، بل يحتقره تماما! وبالتالي فإن الصفحات كانت دوما ما تحمل حركة ونشاطا بغض النظر عن طبيعة المضمون حتى وإن كان مكررا مملا في أغلب الأحيان.
أذكر أن من سبقني في عالم التدوين من رفاقي هما الصديقان العزيزان محمد قرنة ومي كامل، وبالتأكيد أميرة قاسم التي وضعت نهاية مبكرة لتألقها التدويني! لم أكن أتخيل أن تصميم مدونة يتم بهذه السهولة التي جعلت لاحقا من الأمر وكأنه من ضروريات الحياة، لماذا أدون؟! سؤال أجبت عليه مؤخرا في تدوينة خاصة، ولكن لماذا أستمر... لا أدري.
يُحسب للمدونات أنها سحبت البساط من تحت المنتديات، ربما لأنها تعلي النزعة الذاتية، فالمكان هنا ملك خاص لصاحبه لا يشاركه فيه أحد، وهو يتولى الإشراف والرد وفعل كل ما يريد، حقا شعور مميز.
ظروفي بشكل شخصي تغيرت تماما عما كانت عليه وقت افتتاح المدونة، تغيرت على كافة الأصعدة، كنت طالبا والآن خريجا، كنت في عمل ما وحاليا في آخر، وهكذا... ترى كيف سأكون إن قُدِّر لي البقاء عام آخر؟ لا أفكر.
عموما... هي ذكرى سنوية، مرت وانتهت، ولأواصل إلى أن تحين نهاية دوري.