الليلة تكمل مدونتي عامها الثاني... أنا أجيد الاحتفاظ بالتواريخ بشكل مقيت! بل وأصنع مناسبات لا تستحق الذكرى... فالمدونة هذه لم تعد تعن لي شخصياً الكثير... ربما "أخذت دورها" وانتهى كما يقول مثلنا العامي.
هذه هي التدوينة رقم 140 وبالتأكيد هو نفس الرقم الذي يحمله دليل أرقام الهاتف في مصر، مجرد مصادفة مملة لا بد من تسجيلها لأنها ستأتي بالضرورة إلى ذهن من يقرأ حتى وإن كانت فاقدة لأية دلالة كما هو الحال.
حسناً! بقيت أدون حتى خبُت قبسي، وتراجعت "هوجة" التدوين بوجه عام، أحان وقت التوقف؟ لا أدري... ولكن متى يحين سيفرض نفسه ويوفر علي جهد التساؤل، وبالتالي لا مانع من الاستمرار طالما بقي متاحاً، ولأكون أكثر صراحة أقول طالما ليس هناك بديل أو عمل آخر أقوم به.
احتفل بالذكرى الأولى في تدوينة هنا، وقلت إنني مررت بتغييرات منذ تأسيس المدونة وعلى مدار عام من عمرها، وتساءلت كيف سأكون الآن... والإجابة الصادمة تقريباً كانت "لا تغيير!".
نعم، هي تغييرات أبسط من أن تذكر، وربما لهذا أشعر بالأسى نفسه الذي تقاسمته مع زملاء الدراسة، في كل كتاباتهم أشعر ببطء دورة الترس عكس الحال المعتاد، بل لا أتخيل أنني لست "خريج السنة" كما كنت طيلة العام الماضي، فقد خطوت درجة في سلم الأقدمية، وهو شعور مقيت للغاية، ربما يخففه عني أني مازلت الأصغر سناً في مكان العمل، وهو وضع لن يستمر، فإما أن أرحل أنا، أو ينتهي العمل نفسه، أو يأتي من يصغرني.
ليس منكراً أن حياة أغلبنا تملؤها الإحباطات، فرسمياً لسنا صحفيين حتى وإن كنا نعمل بالصحافة منذ أكثر من ثلاث سنوات فضلاً عن دراستها ونيل درجة جامعية فيها، نعم أنا لست صحفياً في نظر الدولة بسبب لوائح حمقاء وفروق في كلمات لا تغير المعنى! لست صحفياً وإن كنت أحمل بطاقة معتمدة أنني مراسل! الهيئة العامة للاستعلامات تقول إني صحفي، ولكن الدولة التي تتبعها الهيئة لا تعترف... أي وهم!
الكتابة؟ لم أعد أجيدها! القراءة... لا أصبر عليها! بل إن أغلب المواضيع تبدو مملة في هذه الحياة، من جديد يطرق الملل أبوابنا ونوافذنا ويكاد يعوقنا عن التنفس بطبيعية.
بل مللت إكمال هذه التدوينة... معذرة.