أعود من جديد للكتابة بعد توقف يرجع إلى عملي دون عطلة لمدة 18 يوماً متصلاً عانيت فيها من تغطية تلك الدورة التي لا أريد ذكر اسمها أو ما يتعلق بها.
لا، لم أكن هناك! صحيح كان من المفترض أن أقوم بالتغطية الحية من بكين ذاتها، ولكن لم أوفق لهذا لأسباب إدارية بحتة، لم أحبط كثيراً لأن القرار كان مجرد حلقة في سلسلة من الإحباطات.
دعك من هذا، وكلماتي هنا ليست مواساة للذات، بل هي حقائق أعلنها بعيداً عن العنصرية، أقول أنا لا أميل لكل بلدان شرق آسيا، تلك البلاد التي تأكل الحشرات وتشتهي لحم الكلاب، وتنطق لغات صعبة مليئة بالأصوات المتشابهة، وتفتقر لأحرف أساسية، ناهيك عن العقائد الدينية المليئة بالخرافات والتي تحظى باهتمام العالم وتقديسه، تلك المناصب الروحية التي لا أساس لها، وتلك الضجة المثارة حول الدالاي لاما واستغلاله سياسياً، وتلك الممارسات الخارقة للطبيعة كالمشي على الماء والتحريك عن بعد باستخدام التأمل،... كل ذلك يجعلني لا أميل لتلك البلدان، لا أقول أكرهها، ولكن فقط أقول لا أفضّلها، وأظن هذا من أدنى حقوقي.
قبل أن أنهي عن كلامي عن بكين، أود الإشارة إلى أمر كان يثير حنقي بشدة أثناء العمل، هو صيحات الاستهجان التي نالت النتائج المصرية في الدورة، والمتمثلة في برونزية بطل الجودو هشام مصباح.
الحقيقة أن كل من وجهوا سهام الانتقاد لا يعرفون شيئاً مما يقولون، هم يكتفون بعبارات من طراز "يا خيبتنا" وهم بأنفسهم لم يسمعوا من قبل عن مصباح قبل سفره إلى بكين.
نسي هؤلاء جميعاً أن دورة "أثينا 2004" الماضية كانت استثنائية للمدى الأبعد، صحيح خرجنا بذهبية وفضية وثلاث برونزيات، ولكن قبلها عشنا لمدة 20 عاماً على فضية بطل الجودو محمد رشوان في دورة "لوس أنجيليس 1984".
20 عاماً دون ميداليات ولم يفتح أحد فمه ممن يتكلمون الآن! أنا لا أدافع عن سياسات التخطيط الرياضي في مصر فهي فاشلة للمدى الأبعد، وأحياناً لظروف راجعة إلى قضايا مجتمعية عامة، ولكن أطالب من يقوم بالانتقاد أن يكون متعقلاً بعض الشيء، وألا يتحدث فيما يجهله.
أنتقل إلى موضوع آخر هو حريق مجلس الشورى، والحقيقة أنني أشارك غالبية أبناء وطني الشعور بالشماتة في الحكومة اللعينة، فقط كنت أتمنى أن يحترق مجلس الوزراء أثناء أحد اجتماعاته لعلنا نرتاح ولو بشكل جزئي من هؤلاء الأوغاد.
أنهيت العمل وتوجهت صوب ميدان التحرير لمقابلة عمرو، وأثناء طريقي اقتربت من المبنى المشتعل لأشاهد الحدث، وبغض النظر عن الفشل المتوقع في السيطرة على الحريق، لاحظت أن أغلب المشاة أخرجوا هواتفهم المحملوا وشرعوا في تصوير اللقطة وعلى وجه كل منهم ابتسامة عريضة.
قد تكون بسمة السرور بالتواجد في الموقع وتخيل القصة المشوقة التي سيحكيها حين يعود، وقد تكون بسمة التشفي... في النهاية كانت بسمة معبرة عن واقعنا.
وإلى كل المتباكين على المجلس وتاريخه أقول إن هذا المقر لا يمثل لي الكثير، دستور 23 لم تكتب له الحياة سوى سنوات معدودة، ولم يكن غاية الكمال! بل غالبية المتباكين لا يعرفون عن مواده شيئاً! يكفي القول إن البرلمان المصري عموماً يعتبر وصمة عار في تاريخ الحياة النيابية على وجه الأرض، فشهد دياثة من أقبل أعضائه لصالح فئات بعينها على حساب الشعب غير الممثَل، وتم حله حين أراد أن ينتفض، وخرجت من وراء أسواره قوانين جائرة كعدم تقييد عدد ولايات رئيس الجمهورية، وقانون مكافحة الإرهاب، حتى قانون المرور، وغيرها وغيرها من المشاهد التي تمنيت لو لم أعاصرها أبداً! من أجل كل هذا... لم تهتز مني شعرة للحريق.
وأوضح نقطة أخرى، هي أن المباني التاريخية عموماً ذات قيمة مكذوبة، دوماً تسعى الحكومات لاستغلالها لأغراض الاختلاس والمزايدة على هوية الوطن، فما الفائدة أن عندنا أهرامات ليس في العالم مثلها، وشريحة كبيرة من الشعب تتضور جوعاً؟! ما فائدة وجود مساجد مرصعة تكلف بناؤها الملايين والناس يعانون يومياً في استخدام وسائل المواصلات التي تعبر عن حق بديهي هو التنقل!
لا أقول هيا نبيع الأهرامات والمساجد الأثرية، فالأولى هو التنمية الاقتصادية، ولكن أقول لا نزايد بتاريخنا، فالقيمة الحقيقية هي للإنسان، لا للحجارة مهما كانت، وأستدعي الحديث النبوي القائل "لأن تهدم الكعبة حجراً حجراً أهون عند الله من إراقة دم امرئ مسلم"، وإراقة الدم تأتي بالقتل المباشر والبطئ أيضاً، بسرطنة الأغذية على سبيل المثال! أرجوكم... لا تتباكوا على المبنى، تباكوا على من ظلمته قوانين شرّعت من داخل المبنى.
إشارة أخيرة في هذه التدوينة حول ظاهرة تعكس ثقافة شريحة كبرى، أقول إن أغلب الفتية الذين لا يهتمون إلا بالتعرف على البنات، أو البحث عن قلادة جديدة، هؤلاء والفتيات عقل الدجاجة اللاتي لا حديث لهن إلا عن الأفراح والزيجات، هؤلاء معاً كانوا من جمهور الشاعر محمود درويش بمجرد وفاته، وكانوا من عشاق يوسف شاهين بمجرد رحيله.
شاهدهم على الفيس بوك، لم يقرأ أحد منهم سطراً لدرويش، ولا يعرف أسماء خمسة أفلام لشاهين، ولكنها الموجة! من هو درويش؟ يقولون شاعر المقاومة ويكتفون! ومن هو شاهين؟ أعظم مخرج مصري! ومن المستحيل أن يخبروك عن سبب تميز هذا أو ذاك، هم فقط متهافتون، ولا أعمم بل أقول شريحة كبيرة فقط.
هناك 6 تعليقات:
قريت فى الدستور (غالبا) إن أغلب الشعب المصرى لم يشعر بالأسف و لا بالتنجان عند احتراق مجلس الشورى بل العكس شعر أغلب الشعب بالشماتة فى الحكومة اللى مش عارفة تطفى حريقة فى مجلس الشورى .. و شماتة إنه بيتحرق و علل ده بإنه عدم وطنية عند كتير مننا .. و إن اغلبنا خلاس مابقاش حاسس إن البلد دى بتاعته و إنما بتاعتهم و إياكش تولع .. طبعا أنا لما قريت الكلمتين دول افتكرت حامد و مدونته مصر لنا و اللى واضح إنه مابقاش حد حاسس بكده .. تانى حاجة افتكرت إن أنا كنت واحدة من الشامتين دول .. لا ساعتها و لا بعدها كنت معرفة إن الشعور اللى جوايا ده اسمه شماتة و لكنه إحساس بالرضا مش عارفة ليه .. واستغربت جدا من واحدة صاحبتى لما قالتلى إن زعل و اتخنقت لما مجلس الشورى اتحرق .. مافهمتش ليه الواحد أساسا ممكن يحس بالأسف عليه ... تفتكر ده فعلا عدم وطنية ؟؟
كنت عايزة أتكلم فى النقطتين التانيين بس لقيتنى طوَلت بما فيه الكفاية و أكتفى بهذا القدر .. بس رجاء خاص كبر فونت الكتابة شوية .. ولا أنت عامل كده قاصد ؟
منورة المدونة يا آيات
لا هو مش عدم وطنية، لأن الوطنية ملهاش علاقة بالنظام الحاكم والكوادر اللي بتمثله في صورة الوزراء أو نواب البرلمان غير الممثلين للشعب
اتكلمي في النقطتين التانيين ومطولتيش، المساحة مش بفلوس
لو كبرت الفونت بيبان إن حجم التدوينة كبير جداً غير إن بيبقى شكله مش شيك، يعني التصغير نوع من الحفاظ على أناقة المدونة، قال يعني
هو ممكن تكبري الفونت لو فضلتي دايسة على زرار
ctrl
وفي نفس الوقت دفعتي بكرة الماوس للأمام هتلاقي الخط كبر لوحده
نسيت تكتب عن البلو ريفيرا و عن المنشية
السلام عليكم
أولا ياعمرو فيما يتعلق بدورة بكين فاقتصرت علاقتى بيها بلى بتكتبه على الماسنجر حتى يوم ما هشام مصباح فاز عرفت من على الماسنجر عندك وانتهت علاقتى بدورة بكين بتقرير اذاعته قناة الجزيرة عما حققه العرب المشاركين فى تلك الدورة واتصدمت من النتائج مش على اساس انى مشجعة رياضية او ليه فى الرياضة لا قدر الله ولكن عشان مبقاش فيه أي حاجه فلحين فيها فالمسألة مبقتش متعلقة بمصر بس يعنى مفيش بصيص أمل واحد
أما حريق مجلس الشوري فأظرف تعليق سمعته عن الحريق أن "مبارك سأل صفوت الشريف هو "مشرف" قدم استقالته لمين قاله للبرلمان فقالوا أحرقوه "ولكن أنا زعلت عليه بصرف النظر عن انه خرج منه قوانين مروعة،
ولكن المثير فعلا ليه بنلوم الناس انها وقفت تتفرج وتشمت وتصور وتضحك مهما دول بردو الناس اللى وقفت بالساعات فى إشارة القصر العينى عشان سرور والشريف معدين ودول بردوا الناس اللى اهلهم غرقوا فى العبارة وهما بردوا اللى اخوتهم اتحرقوا فى القطارات واتعذبوا فى الاقسام وبعدين نستغرب مهو لو طلبت ان تطاع فأمر بما يستطاع!!
ولكن لازالت متفائلة وهى صفة يحسدنى عليها الكثيرون وعلينا الاستمتاع بالسئ لأن الاسوأ قادم.
وأكرر أنا زعلت لحريق الشوري دون أسباب منطقية
وآسفه على الإطالة
أميرة محمود
مش عارف ماأخدتش بالي خالص إني مش زعلان بموضوع الحريقة، أو إني شمتان كمان في الحكومة بشكل ما غير لمّا قريت مقالة بتتكلم عن إن معظم المصريين شمتانين في الحكومة، فقلت ايه دا دنا شمتان فعلاً!
عطشان: فقعتني
أميرة: من غير إطالة والله، يا جماعة مش بفلوس
عمرو: وش نشمت
إرسال تعليق