الأربعاء، أبريل 09، 2008

عن الإضراب

شهدت مصر يوم الأحد السادس من أبريل المحاولة الأولى لتنفيذ إضراب عام خرج بدعوة من جهة مجهولة، ولكن تم نسبه إلى "المعارضة" أو إلى "الشعب الغاضب" أو إلى شباب "الفيس بوك" والمدونين أو إلى اللاجهة.

خرجت من منزلي صباحاً متجهاً إلى العمل... (لم تكن مضرباً!!!) الحقيقة أن الأمر لا يتعلق بإرادتي، وهذا السؤال في حد ذاته استفزني شخصياً لأكثر من سبب، فهو يعني أننا نعاني أزمة بسيطة مع ثقافة الإضراب، فإن كانت الصحف ووكالات الأنباء تشارك في الإضراب... فمن ينقله أو يكتب عنه أو يغطيه؟ من يتصل بالمصادر ويأخذ التصريحات؟ من يكون في موقع الحدث يكتب ويصور؟ من يقوم بصياغة الخبر؟ من يضع التصميم الفني للصفحة؟ من يطبعه؟ من ينقل النسخ كي تصل للناس وتعرف ما جرى؟ هذه أسئلة لم ترد لذهن السائل.

ثانياً، حتى لغير الصحفيين، شاب تم تعيينه في بنك أو شركة خاصة للتو، وهو يعلم أن تغيبه يعني فصله مباشرة وهو في مقتبل حياته، لا نطالبه أن يكون علياً ليلة الهجرة والمجتمع لا أنبياء فيه ولا صحابة، لنكن واقعيين... فهذه تجربة أولى، وستتوالى التجارب تدريجياً حتى ينجح الإضراب فعلياً، ولكن الصبر الصبر.



من وراء الإضراب؟

أكره العناوين الاستفهامية كما علمني أخ لي وزميل دراسة، فهي تعني أن الصحفي لا يملك الإجابة، وحين يتطلع القارئ على الخبر فإنه يفاجأ أن الوسيلة لإعلامية نفسها تتساءل مثلها مثله بدلاً أن تعطيه الإجابة، أو على الأقل مفاتيحها.

حسناً، أكره العنوان الاستفهامي ولكن أستخدمه هذه المرة لأنني لست صحفياً هنا، ولا أعرف في الحقيقة من الداعي تحديداً للإضراب... ولكن ليكن من يكون... فماذا لو تطبقت نظرية المؤامرة بحذافيرها واكتشفنا أن الحكومة هي الداعية (وهو سيناريو أقرب لقصة سجين أزكابان)؟ لا شيء! النتيجة في النهاية أن تبني فكرة الإضراب والدعوة لها وتنفيذها ولو عن طريق بضعة آلاف فقط في المحاولة الأولى لهو نجاح مبهر.

نعم، لا أبالغ إن قلت أنني سعدت للغاية بنجاح الإضراب النسبي، فمازال هناك أمل، كنت أخشى أن أجد الشوارع كما هي تماماً، ولكن الحمد لله خاب ظني.



الإخوان والإضراب

قد يمثل رأيي في هذا الجانب مفاجأة للبعض، فالحقيقة أنني مهما كانت الأسباب المنطقية التي تبرر عدم مشاركة الإخوان المسلمين في الإضراب، فهي لا تقنعني البتة.

كنت أفكر في الأسباب التي تدفع الإخوان للمقاطعة، هل هو رسالة للنظام مفادها أن القوة في يد الإخوان، ولو دعوا للإضراب لكان الأمر أسوأ على رأس الحكومة؟ أم أنها وقفة انتظار لقياس قدرة الشارع بعيداً عن توجيهات الجماعة؟ أم أنه كان انتظاراً لتنفيذ أحكام القضاء الخاصة بالمرشحين في الانتخابات المحلية والتي لم تنفذ لتعلن الجماعة مقاطعتها للتصويت في اليوم التالي مباشرة؟ أم أنه رفض للانخراط مع الجماهير لعدم الإمساك بعصا القيادة أو التفاوض مع الجهات المنظمة؟ أي كما قرأت منذ قليل أن الإخوان يرفضون دور العضلات وترك العقل لآخر؟

هي كلها أسباب منطقية، والسياسة تبررها وتجعلها جائزة، ولكنها تبقى غير مقبولة إن كنا نتحدث عن جهة توسم فيها كثيرون رغبتها في صناعة التاريخ، والإخلاص لهذا الوطن ولأبنائه على حساب أية اعتبارات أخرى.

اتصلت فور صدور قرار المقاطعة من مقر عملي بقيادي بارز في الجماعة، وهو شخص يتسم بالعقلانية بعيداً عن نغمة الغطرسة التي تسود خطاب المرشد، وأخبرني فيما يخص الإضراب أن الجماعة لم تقاطعه، بل دعت أتباعها للمشاركة الإيجابية ولكن من خلال "الطرق السلمية التي لا تضر بمصلحة أية فئة من الفئات"، ولكن هل هذه الدعوة كانت بمثابة الإلزام الذي يستوجب تطبيق ركن "السمع والطاعة"؟ أم أنها مجرد توصية تخييرية؟ ولكن مع الوقت قدمت سؤالاً آخر للمصدر عما إذا كانت هناك اعتقالات في صفوف الجماعة على خلفية الإضراب والحملة العشوائية التي قامت بها وزارة الداخلية في القاهرة، فكانت الإجابة بالنفي! وهنا أتساءل كيف يشارك الإخوان في فعاليات كالوقفات "السلمية التي لا تضر بمصلحة فئة" ويعتقل فيها الفاعلون ولا يكون الإخوان من ضمنهم وهم أصحاب الوفرة العدية والعلاقة الندية الدائمة مع رجل الشرطة؟ أرى أنهم لم يشتركوا.



المحلة

من رواية زميلة كانت في الموقع تغطي الأحداث، الوضع أشبه بثورة الجياع، من اشتبك مباشرة مع الأمن هم شباب الضواحي المحيطة بالمحلة والتي تعاني ظروفاً معيشية قاسية، تدفعهم للكفر بشرعية الدولة ككل، وعلى الرغم من عدم اشتراك العمال بشركة الغزل في الأحداث بسبب ترتيبات أمنية أخرجت القياديين منهم من الصورة تماماً، وعملت على عزلهم داخل المصنع، إلا أن وقفتهم الأولى والتي تعادل في قوتها وقفة موظفي الضرائب العقارية قد أكدت للمرة الثانية أن الاحتجاج والاعتصام سلاح قوي يمكن استخدامه بفاعلية، وباطمئنان أكثر، على الأقل مازلنا نملك شيئاً.

ولكن حتى مع توصيات الرئيس بشأن تصحيح أوضاع العمال وشكرهم على عدم الاشتراك في المظاهرة (هل نكذب ونصدق أنفسنا؟) فإن كل هذه مكاسب نعم جنوها هؤلاء بكفاحهم، ولكن أبقى حذراً بشأن إمكانية تعرض المدينة لنوع من العقاب الجماعي الذي طال بورسعيد في السابق لأسباب قد تراها ذاكرة طفل حاول متابعة السياسة صغيراً بأنها واهية.

فهل رأى الرئيس صوره وهي تمزق؟ أذكر أن العقيد معمر القذافي قرر العام الماضي مقاضاة وكالة أنباء لمجرد نشرها ما وصفته بشائعات بشأن مرضه واقتراب موته، وقال في رده أن الدوائر ستدور على الباغي، وكأن الحديث عن وفاته التي ستحدث حتماً إهانة لشرفه.



لا ننسى صيام الخميس 17 أبريل.




ولا ننسى أن في كل بلاد العالم من يساندنا من الأحرار، ونشكر ما بدأ في كندا بالفعل.


http://www.facebook.com/event.php?eid=13639920495




هناك 4 تعليقات:

غير معرف يقول...

لا لحسنى مبارك على كل عملة ورقية فيكى يامصر- هدية شعب مصر لمبارك

تخيل كل عملة فى مصر مكتوب عليها لا لمبارك

الشعب خايف وديه وسيلة سلمية تماما عشان الناس تشجع بعض !!

عاوزين ديه تكون هدية شعب مصر لمبارك
عاوزين العملة ديه تكون فى ايد مبارك يوم 4 مايو

عاوزين اى حد يمسك عملة مكتوب عليها لا لمبارك يبتدى يفكر
الشخص ده معارض او يعرف حد معارض !!

لما البواب يخدها من واحد راكب عربية
لما المكانيكى ياخدها من بيه

واحده واحده الشعب هايتجرأ

اكتبها بخط واضح وكبير
لا مبارك

انشرها وسط صحابك

هدية شعب مصر لمبارك فى عيد ميلاده

سوووكا يقول...

وايه هي الأسباب المنطقية اصلا ياعمرو للامتناع ؟؟؟؟؟؟ ؛ وبعديين عاكف مستفز اصلا ويقولك لولا مشاركة الجماعة لما نجح الاضراب
!!!


الجرحي في المحلة كتيير اوي وشفت صورة قعدت بتاع 10 دقايق اقول لولاء زميلتي ديه في فلسطيين تقولي لا في المحلة ؛ يمكن الذهول مسيطر على الي الآن
غير الاتنين اللي ماتوا ربنا يرحمهم
لا وعضو حزب وطني ابن ... يقولك الحمد لله انها جت على قد اتنيين بس اللي ماتوا لو احنا في عصر تاني ( قصده عصر جمال ) كان زمان تعامل الأمن اكثر شدة وحزم من كده بكتيييير ؛ يعني كده دلع يعني


لو على نظرية المؤامرة فمش بعيد ان صاحب المدونة ديه هو اللي ورا الإضراب لو عاوزنها مؤامرة يعني

Ayman Elsherbiny أيمن الشربيني يقول...

للاسف بنواجه مأزق حرج، انا نزلت يوم الإضراب الشغل نظرا لوجود احتفالية هامة بالمكتبة حضرها وزير الإعلام الكويتي، وكدة كدة أطن أن المكتبة أو أي مؤسسة ثقافية يجب أن تنأى بنفسها عن مثل تلك الأشياء، وهو رأي شخصي، لكن أنا لما نزلت الشغل لقيت شوارع الإسكندرية المزدحمة للغاية، خالية تقريبا من السيارات والراجلين. ده حسسني إن البلد فعلا داخلة في أزمة عنيفة، فالشعب مبيتحركش غير لما يكون طهق آخر حاجة

ربنا يسترها معانا ، وياريت المسجونين بسبب تأييد الإضراب يتم إطلاق سراحهم، خاصة إسراء

Amr يقول...

شكراً للي رد
أيمن: أنا مكنتش أعرف إن إسراء هي صاحبة المبادرة، ربنا يفك أسرها إن شاء الله
http://www.almasry-alyoum.com/article.aspx?ArticleID=100602
اللي كاتب الموضوع هو اللي علمني إن العنوان الاستفهامي أي كلام