زمان كان نفسي أبقى دكتور بيطري، ليه؟ هو الحقيقة مكنتش بحب الطب ولازلت، بس سألت ماما إيه أكتر شغلة هتخليني قريب من الحيوانات؟ قالت لي خليك دكتور بيطري!
وانشكحت أوي لما عرفت إن جدي كان دكتور بيطري رغم إنه مكانش بيحب الحيوانات أوي... وقعدت أتفرج على عالم الحيوان واجيب لعبي كلها حيوانات والعب مع القطط اللي في الشقة، والكلاب اللي على السطوح، وأحط الأكل للعصافير بتاعة أبويا...
بس مع الوقت لقيت إن ميولي لدراسة المواد الأدبية وبالذات الجغرافيا أكبر من دراسة العلوم عموماً، قررت إني أنسى الحلم ده...
فكرت في فترة أبقى سفير أو وزير خارجية... فيه أكتر من حاجة شجعتني، أولها إني كنت متابع الأحداث السياسية في العالم بشكل كبير أوي، وبعدين وزير الخارجية كان اسمه عمرو بردو، وكان بيحظى بشعبية مازال محتفظ بيها، والناس كانوا بيقولوا لي تنقع وبتاع... فضلت في الليلة دي لغاية ما اكتشفت ان النظام السياسي زبالة، كنت في أول ثانوي مثلاً...
وكمان ساعتها أختي دخلت كلية اقتصاد وعلوم سياسية بمجموع كبير أوي يعني، وشفت المناهج ومتحمستلهاش، صحيح هي كملت اقتصاد بس أنا شكيت أصلاً إني ممكن أجيب المجموع ده، ومحبتش أبقى معاها في نفس الكلية أوي يعني...
في النص كدة طلع في دماغي أبقى محامي بسبب الدور اللي رسمه التلفزيون المصري عن المحامين إنهم اللي بيقفوا جنب الناس المهضوم حقهم وبتاع، طبعاً قبل ما أعرف إن المؤسسة القضائية عندنا زي أي مؤسسة غيرها...
في تانية ثانوي... طب مانا بكتب من زمان! وبحب الرياضة أوي، بس مبلعبهاش غير مع اصحابي! يبقى أكتب عنها! وساعتها افتكرت إني في أجازة أولى إعدادي عملت مجلة عن كأس العالم 1998 في فرنسا، وكنت بكتب زي برفيو عن كل فرقة من الكلام اللي قريته عنها في الجرايد، وارسم علمها وألونه، وخلال البطولة بسجل النتايج وترتيب النقط وأقص الصور من الجرايد وألزقها...
ودخلت الجامعة، وكنت خايف مجبش المجموع بتاع الكلية ففكرت في ألسن شوية، بس دخلت الإعلام، ودخلت قسم الصحافة، وقبل ماتخرج، بقيت صحفي وبكتب في أكتر حاجة بحبها... والحمد لله.
توتة توتة