السبت، مايو 15، 2010

النكبة وأشياء أخرى



أخيرا انتهيت من الأعمال التحضيرية لكأس العالم.. أو على الأقل الجزء المطلوب مني.. وما سأفعله أكثر من ذلك سيكون "من باب الجدعنة" وبغض النظر عن الأمر من أصله.. المهم أنني انتهيت منه قبل أن يقضي هو عليّ.

نعيش الآن الذكرى رقم 62 للنكبة.. ولا يوجد ما يعبر عن سوء حالنا إلا هذه التدوينة التي تضم النكبة إلى أشياء أخرى على اعتبار أن الأمر بات معتادا أو من الممكن أن تزاحمه أمور شتى.

ألاحظ أن يوم 15 مايو الذي هو ذكرى النكبة هو نفسه اليوم الذي يذكر في مصر باعتباره "ثورة التصحيح" ولا أعرف كيف بلغ النفاق درجة إطلاق ذلك التاريخ الأسود على جسر رئيسي بالقاهرة بل وعلى مدينة سكنية بالكامل.. من المؤكد أن صاحب هذه الفكرة النفاقية وقتها لم يكن يعرف أن 15 مايو هو يوم النكبة.. ولكن حتى إن كان يعرف؟ فلسطين كلها لا تعني له شيئا.

--------.

لا أعرف حقيقة إلى أي حد وصلت الازدواجية في مجتمعنا.. صورها أكثر من أن تعد أو تحصى.. أنا شخصيا ازدواجي.. ولكن ليس لدرجة الفتيات اللاتي يعبرن عن ضيقهن من دخان السجائر بمناسبة أو بدون بل ولا يجدن حرجا في نعت المدخن بالحيوان طالما لا يراعي وجود أبنائه الصغار وزوجته مرهفة الإحساس... وهن من حين يتركن لأقلامهن، أو بالأحرى لأزرار حواسبهن، العنان فإن فارس الأحلام دائما يكون مقرونا بالسجائر!

"فنفث دخانه وهمس لي.."، "فتناول علبة سجائره واختار واحدة بعناية"، "فخاطبني والسيجارة لا تغادر فمه.."، "كم أتمنى أن أعانق شفتيه كسيجارته!".. كلها عبارات يمكن لأي شخص أن يراها في مدونات أو خواطر تنشر عبر المنتديات هي كلها لفتيات لا تفوت مواضع أخرى للعن السجائر والانضمام لحملات "من حقي أن أستنشق هواء نظيفا" بينما هي غارقة في صورة الفارس الذي ينفث ما يحرق في صدره كالتنين المرسوم على علم إمارة ويلز.

الأمر لا يختلف بالنسبة لي عما سبق وكتبه أحمد خالد توفيق عن نمط آخر من النساء اللاتي دأبن على لعن الرجل باعتبار أنه لا يرى في المرأة سوى جسد فقط، وحين يتكبن أية أعمال فإنها لا تدور إلا في فلك "ذاكرة جسد" و"حين ازدحم فراشي" إلى ذلك من عناوين مستفزة في حد ذاتها تؤكد أن هذا النوع من النساء هو من اختزل قيمة المرأة في الجسد قبل أن يفعل ذلك قطاع من الرجال غير الأسوياء.

----------.

مضت بي الأيام وعلمتني أن الصمت من ذهب بعد أن كان لساني سليطا يعشق المبارزات الكلامية.. صحيح كنت أفضل أغلب فترات عمري الوقوف على قطعة الأرض التي تجمعني بمن يختلف عني.. ولكن من لا يريد إلا قناعته هو ورؤيته هو وعبارات التصفيق والإشادة فليس له أفضل من ركلة تسقطه في بركة ليتسمم السمك.. ولكن لست صاحب هذه الركلة.. سأتركه ليركله غيري.

ليست هناك تعليقات: