انتهيت من قراءة رواية "الحب في المنفى" لبهاء طاهر ولا أدري لماذا أشعر بالحاجة للكتابة بعد إتمام هذه المهمة التي أنجزت الجزء الأكبر منها في وسائل المواصلات.
هذا أول عمل أقرأه للكاتب، والحق أنني انبهرت بسلاسة أسلوبه وخفته كريشة تحملها النسائم، وراق لي بشدة تناغم الحوار مع السرد في قالب لم أعرفه من قبل.
أنا لست ناقدا أدبيا بأي حال، وللأدب النصيب الأدنى من قراءاتي المحدودة، ومن ثم لا أريد أن يتخيل أي قارئ عابر لهذه التدوينة أنني أحلل الرواية، بل فقط أدون انطباعات شخصية بحتة، ولا أعني بها أنه كان من الأفضل أن تسير الجزئية الفلانية على النحو العلاني أو أي شيء من هذا القبيل، حتى على مستوى الشخصيات.
أتأمل الفقرة السابقة وأدرك حقا كم بات المرء مطالبا بأن يعبر عن رأيه في سطر أو اثنين ويكرس ما تبقى من الورق أو المساحة لدفع سوء الفهم المحتمل والشبهات التي لن يتوانى البعض في طرحها كتطبيق للإرهاب الفكري الذي قد يدفعني أحيانا للتخلي عن كتابة فكرة ولو كانت حتى على مدونتي الخاصة!
ربما كل هذه السطور مكتوبة لأقول إن ما لم يعجبني هو تشبث الراوي بالحياة حتى آخر نفس فيما بدا، صحيح هو منفي في زمن يرى فيه أسوأ كوابيسه واقعا، ولكنه وسط كل هذا ممسك بالحياة كطفل يقبض على لعبته.. ولا أحب هذا إطلاقا وآمل أن يكون ميلي هذا مترجما في شخصي فلا أنافق أكثر، وألا يكون ذلك مستقبلي إن عشت فأحزن إن تذكرت يومي هذا.
أتخيلني في رواية قد تصدر وقد لا تنشر.. ولكن أخشى حقا ما قد يقوله الراوي عني.. آه لو له بعض من إنصاف بهاء طاهر، أو لو أنه يتخلى عن الانتقائية ولا يستبعد مشاهد ويستحضر أخرى بشكل يجعلني ذلك الآخر الذي يقف على ضفة بعيدة لا تبدو فيها مشاعره ولا دوافعه في حين يستأثر هو بعرض ما مر به.
ولكن علام أتحسر إن كتب عني رفيق ما لا يروق لي! حسبي أنه سيذكرني إن خط اسمي بقلمه أو رسم أحرفه الأربعة بمفاتيح الحاسوب.. ربما من هنا أخرج ببعض الرضا أنني إن فارقت هذا العالم فقد أترك بصمة هنا أو هناك. في هذا أنا بعيد عن الإخلاص ولكن قد أكون في حاجة إلى العزاء.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق