الثلاثاء، ديسمبر 18، 2007

ليلة عيد

هذه مجموعة من خواطري عن هذه الليلة، هي ليلة اكتسبت مزيجا خاصا من مشاعر وأفكار بحيث صار يصعب تحديد وصف لها، وبالتالي فلا يوجد أفضل من الحلول العشوائية، أن أمر بشكل منفلت عبر أفكاري محاولا نقل ما أستطيع، مع التوقف إن لم أقدر على الإكمال سواء لعجز عن التبين أو لاكتشاف اللامعنى من النشاط بوجه عام.


هذا هو العيد الرابع الذي أعمل فيه كالمعتاد، أستمتع بالشوارع الخالية وأتخلص من مواعيد الأصدقاء التقليدية، والتي قد لا تروق لي إلا أنها ستسسبب في ضجرهم مني إن لم أمتثل لها، لأن كل مبرراتي تبدو ببساطة فارغة وكئيبة ولا معنى لها.

في العام السابق كنت أعمل مسائيا بصفة منتظمة، واتفق عيدا الفطر والأضحى أن يكون أول أيامهما موعدا للمبارتين، وبالتالي كان علي أن أكون ثاويا على مكتبي بالجريدة الأسبوعية، حيث كانت إحدى أهم محطاتي، أكتب كل ما أراه وأدفع برأيي بين السطور.

أما العام الحالي فتزامن أن أحصل على إجازتي ثاني يوم في المناسبتين، وبالتالي أن أعمل يوم العيد نفسه وصباحيا أيضا، هي ضريبة العمل في الصحافة، ولكنها تروق لي بأي حال.


وبعيدا عن الإجازات، فإن العيد الحالي هو السادس لي على التوالي الذي لا يكتسي بصبغة السرور، فهكذا عهدت منذ أن كنت طالبا بالصف الثالث بالجامعة إلى أن تخرجت الآن، فمرة يسيطر الحزن، ومرة اليأس، ومرة الكآبة، ومرة الغضب، وأخرى يقتسمني القلق والتفكير، كأن العيد عندي أصبح إلغاء مسبقا لأية حالة هدنة ممكنة مع مشاكلي وهمومي الشخصية البحتة.


هذا كان عن العيد بوجه عام، أما عن عيد الأضحى على درجة الخصوص، فحين كنت صغيرا ان بإمكاني احتمال مشهد البح بمنتهى الاعتيادية، أما منذ أن تحولت إلى فترة بداية الشباب ونهاية المراهقة، فلا أدري لماذا لم أعد أتخيل فكرة أن يذبح حيوان أمامي، حتما هو أمر شرعي، بل ومن أسس استمرار الحياة على الكوكب في ضوء قانون السلسلة الغذائية الذي لا يجهله طالب بالمرحلة الابتدائية، ولكن موقفي لا يعارض هذا، بل أطالب بإعفائي من مشاهدة حيوان أعزل مكبل يتعرض للذبح من إنسان قوي مسلح! هكذا يبدو المشهد في عيني، ولا أدري لماذا أشعر بالذنب لسلبيتي لدى بقائي خلف الجدار وأنا أعلم ما يجري أمام فناء المنزل! والأمر ليس أنني ملاك رحيم، بل لا أكذب حين اقول أنه من الممكن يوما أن آخذ زمام المبادرة لذبح إنسان ولا أفعل الأمر نفسه مع أي من الحيوانات، فهناك كثيرون على ظهر هذه الدنيا لا يستحقون ما يحصلون عليه من الأكسجين.

أرى أن أتوقف.

هناك تعليقان (2):

mohamed يقول...

طبيعيان الواحد بيستغل الوقت الفاضي عشان يشوف اصحابه سواء كان يوم عيد الاضحي او عيد الشرطة حتى

اما عن خروجات العيد والسينما ولقئات الأكل فدي شئ سخيف ..

حالياً أيام العيد بتحمل ليا قلق بيبداء من انتهاء صلاة العيد وأصبح القلق بسبب القلق من ما بعد صلاة العيد ..

موضوع الذبح دا بيضايقني فيه الطريقة نفسها وذبح الخراف امام بعضها بدون ادني رحمة
يبقي كام خروف بيدبحوا وبقيت الخراف بتنظر ليهم في رعب مستنين دورهم

اما من لا يستحق الحصول علي الاكسجين .. فدول حتي لا يستحقوا مجهود الذبح


وكل سنة وانت طيب يا عمرو

قلمي الحر يقول...

متاخر ردي
بس قلت ادخل واكون عندى دم بقالى كتير مش جات قرأت لك
عجبنى البوست ..تصدق حتى لو مش عندنا شغل وفى البيت فبحش أنى مش بحس ببهجة العيد زى زمان ..عادى يومن خدتهم أفكار فيهم هاعمل ايه بعدهم
اما الخروف ..فانا لا اتصور منظر الدم أساسا رغم أنى قلبى جامد بس القتل بالنسبة لى شئ رهيب
وبالنسبة للبنى اداميين فالقتل مش حل ، خسارة فيهم ، دول يتسابوا كده يتعفنوا