الأحد، ديسمبر 28، 2008

غزة من جديد




منذ قرابة عام قمت بوضع اللافتة التضامنية مع أهلنا في غزة على مدونتي، والآن أخجل من مجرد النظر إليها في ظل المجزرة التي دارت على مدار السبت وينتظر أن تمتد أكثر وأكثر...

أؤكد أولا كما كتبت على هذه المدونة من قبل، إن القضية الفلسطينية جزء من شرعية وجودي على هذه الأرض بشكل شخصي، حتى وإن خذلتها إلى الآن، حتى وإن كنت مقصّرا، أبقى من هؤلاء الرافضين الاعتراف بإسرائيل كدولة، وإشارتي إليها بمسماها هذا لا تعني اعترافي بها كما شرحت سابقا.

أقول هذا، وتتداعى إليّ ذكريات الانتفاضة عام 2000 وذكرى استشهاد الشيخ أحمد ياسين، وبعدها بأسبوعين استشهاد عبد العزيز الرنتيسي، ثم تسليم السلطة أحمد سعدات إلى المحاكمة الإسرائيلية... ثم إقالة حكومة حماس المنتخبة، ثم تصريح أبو خائن بثياب الإحرام وهو يشبه حماس بكفار قريش! كلها مشاهد... لا يبهرني فيها إلا أنت يا حماس! جباه لا تنحني أبدا! صمود على رفض الاعتراف بإسرائيل مهما كان الثمن!

أذكر أثناء حرب الصيف في 2006 بين حزب الله وإسرائيل تصريح إحدى المواطنات اللبنانيات حين قالت "لينسفوا الجسور! ما فائدة جسر أمشي فوقه بلا كرامة؟!".



أبرأ أمام الله وأمام نفسي من أولئك الخونة، مَن حلقت الطائرات الإسرائيلية فوق قصره الرئاسي ليقول بعدها "نحتفظ بحق الرد!"، أما تحارب وتنال الشرف حتى لو هزمت؟! أم تبقى تمص دماء شعبك خلفا لأبيك بحجة الدفاع عن عروبة الجولان وأنت لا تملك جرأة إطلاق رصاصة واحدة صوب النجمة السداسية؟ حريا أن يكون الاسم "أنثى الأسد".

أما بلادي، فلا أملك غير سب ولعن ذلك المسئول عن سياستها الخارجية، صاحب "التحذيرات من المؤشرات"، صاحب "فلا يلومن إلا نفسه"، والحقيقة أنه لن يلوم إلا نفسه أمام الله إن كان يؤمن بيوم حساب، ليكتفي بتبرئة ساحة نظامه الفاسد دون الاكتراث بضحية واحدة من سيل الشهداء الذي لا ينقطع! ليكتفي بما يشبه الشماتة في حماس، فما أشبه موقفه اليوم بما صرح به أثناء حرب الصيف حين اتهم حزب الله بالدخول في "مغامرات غير محسوبة".

أرفض وبشدة نغمة "لا يمكن لأحد المزايدة على دور مصر"، أو أن "مصر خاضت ست حروب للدفاع عن فلسطين!"، والحقيقة أن عدوان 56 مثلا كان دفاعا عن تأميم القناة، وأن حرب أكتوبر كانت لاسترداد سيناء أو تحريك الوضع في الشرق الأوسط، وأن حرب الاستنزاف قبلها كانت لإجهاض المحتل لسيناء، فأين الحروب الست التي كانت كلها من أجل فلسطين؟

وماذا كانت تسيبي ليفني تفعل في القاهرة حين قالت "إن الوضع في غزة سيتغير"؟ أقل من يومين على مغادرتها مصر حتى بدأ حمام الدم! لا شيء غير تورط النظام المصري في العدوان، أمر بديهي وواضح، ومهما كذبوا فلن نصدق، فما أسهل التواطؤ لقتل شعب مجاور على نظام قتل أبناء شعبه بالمبيدات المسرطنة طيلة 20 عاما؟ الأمر بسيط وواضح.

ليرحمنا الله، لا أدري ماذا أكتب بعد... حسبي عجزي عن الاستمرار في التعبير.

الجمعة، ديسمبر 12، 2008

نمو آخر

أنمو وأنمو... وتنتهي في ذهني أسطورتي مع كل يوم أكتشف فيه أنني مجرد آخر من هؤلاء الذين كنت أجدهم حولي وأنظر إليهم كاتما دهشتي.


أشعر بالجوع ينهش أمعائي بعد تركيز حاد في العمل، تجتاحني رغبة في النوم بمجرد رؤية الفراش، لا أخجل من التثاؤب أثناء كلامي مع حبيبتي... ربما لكم الطمأنينة التي أجدها معها، فلا حاجة ليقظة الأعصاب وتوقع الأسوأ! وفوق كل هذا، أشعر أنني أصبحت مجرد ترس آخر في عجلة كبيرة تضمني أنا وعددا من أصدقائي، فلا نلتقي إلا عبر هذه المجموعة من البايتات التي تكون شكل الحروف لنتبادلها عبر الشاشات!


العيد ليس عيدا، صحيح تمكنت من الخروج أول يوم بعد العمل، ولكن فكرة العمل طيلة أيامه، من الاثنين حتى الجمعة... تبدو حقا متعبة! ليكن هو سادس عيد على التوالي أعمل خلاله، وفي كل مرة أتحجج بأنها الصحافة، وبأنها فكرة الأخبار التي لا تتوقف، وبأن المرور هادئ، وبأنه بإمكاني الحصول على هذه الأيام لاحقا... ليكن.


وككل عيد، ترتكب المجزرة! صحيح أنا لست نباتيا، وكدت أن أكون ولم يحدث، ولكن لا أستطيع تحمل فكرة الوحشية في ذبح الحيوان الأعزل المسكين مهما أخفيت عنه السكين، ومهما لم يُجبر على السقوط أرضا ليحتك بالأسفلت البارد ويقابل عنقه النصل الحاد، ومهما لم يشاهد أخا له في النوع يلقى مصيره المحتوم، ومهما ومهما... لا أتقبل هذه الفكرة! لا أتقبلها ولا أقول أحرمها أو أدعو لحظرها حتى لا أستمع إلى الاسطوانة المكررة بأنها شريعة الله وسنة النبي الأكرم (ص)، بل آكل اللحوم! فنحن بشر، قد نرفض شيئا ونفعل ما يؤيد استمراره، ولكن في النهاية لا أملك إلا أمنيتي أن أصبح نباتيا، حتى مع ميلي لفكرة تألم النبات.


لا أدري سر الحنين الذي اجتاحني لأغاني فيروز، ربما صوتها في "صباح ومسا" تحديدا يمثل لي مصدر دفء وأنس لا ينقطعان.


أفتقد الكلية بكل ما فيها، أفتقد سلمها، مدرجاتها، مدخلها الرخامي، مكتبتها التي لم أمكث فيها إلا نادرا، بل حتى حمام الدور الثالث! أفتقد كل رفاقي، أفتقد كافيرتيا صفاء! أفتقد مركز خدمة المجتمع! أفتقد أ.خالد بوجهه السمح، أفتقد لامبالاتي قبيل الامتحان، أفتقد فكرة تميزنا كعاملين أثناء الدراسة، أفتقد مجهولية المستقبل... أفتقد الحلم... أفتقدني!


السبت، نوفمبر 15، 2008

للتنشيط

أعاني في العمل! هذه حقيقة أشكوها، فالحِمل يزيد ويتضاعف ويتشعب ويتسع بشكل مبالغ فيه! والأدهى أن التصاعد مستمر ومستمر! بل والامتحان يقترب، لا أخشاه، ولا تهمني درجته ولكن من منا يحب فكرة الفشل في أي شيء سعي له حتى ولو كان بإرادة غير مكتملة، أو بقناعات ضعيفة! فضلا عن هذا وذاك تأتي الدراسة الجديدة، صحيح لكل شيء بهجته، ولكن البداية من الصفر مرهقة بعض الشيء، صحيح أنا لا ألتمس إتمام عقد، ولا أبدأ فعليا من الصفر، ولكن الورق يقول هكذا.


خلال هذا العام أقلعت عما كنت أقوم به من استعمال موسمي للشيشة! وهذا تقدم كبير يبهجني بالفعل، ولكن كنت أخشى الاتجاه إلى التدخين، وهذا سيناريو أصبح يقلقني بالفعل!! ربما لهذا تركت شعري طويلا، فأقبض على أطرافه كلما شعرت بالعصبية.


أضحك بهستيرية الحمقى، صحيح أن حبيبتي تكن لضحكتي معزّة خاصة، ولكن حان وقت إنهاء هذه الحالة، إلى متى سأبقى أضحك على نكتة تافهة حتى تدمع عيناي وأعجز عن التنفس بطبيعية! إن عدم السيطرة على أعصابي سيضعني في مواقف حرجة لا شك! والأمر كله مسألة وقت، فللمسألة جذورها، سبق وضحكت بدون سبب لدى أدائي تحية العلم أمام طابور طلاب مدرستي الابتدائية!!


الكتابة الخبرية بدأت تسيطر عليّ، تأكلني أكلا! ولكن ليس العناء وحده هو ما يمنعني من الكتابة في هذه المدونة خلال الفترة الأخيرة، فثمة أسباب يمكن اعتبارها إنسانية، ويمكن اعتبارها ادعاء للنبل، وفي الحالتين لا أهتم! ولكن سأبقى أكتب ما استطعت.

السبت، أكتوبر 11، 2008

تدوينة في ذمتي

ساعات بيبقى مفيش داعي الواحد يحبس أي كلمة كانت في نفسه في يوم من الأيام، خصوصا إنها مش هتضر حد، واللي معني بيها مش هيقراها أصلا... طيب ليه الكلمة دي متفضلش محبوسة حتى لو فقدت قيمتها؟ يمكن الإجابة تكون وليه تفضل محبوسة؟ أو يمكن عشان كانت علامة فارقة في مرحلة ما.

كتير أوي مشاهد بتمر بالواحد ويتخيل كمان كام سنة أما يفتكرها لو ليه عمر هيضحك ولا لا! مش عارف ليه لما بنفتكر حاجات قديمة كانت في وقتها قيمة جدا تلاقينا بنضحك! المهم ان مفيش ندم... فيه حاجات معينة بنبقى عاذرين نفسنا فيها جدا، حتى مع ثقافة صلب الذات اللي موجودة عند فئة كبيرة مننا، ساعات بنركنها.

من ضمن الحاجات الحلوة المعدودة اللي في الحياة "الصور العابرة"، اللي هي حاجة بنمر قدامها ونشوفها حلوة من غير ما نتعمق فيها، مفيش حاجة كلها حلوة، وكويس إننا مأرجعناش البصر لنرى من فطور! خلي الصورة كدة حلوة زي ما كانت.

مثال على ده، فاكرين "نادينا"؟ البنت اللي غنت بالإيطالي والعربي فولا بولا بالومبيلا؟ الطفلة الكتكوتة دي؟ دلوقتي بقت مصيبة سودا!! وداعا للبراءة، بجد مكنتش أتمنى أشوفها لما كبرت.

بغض النظر عن التحولات، أو الشوائب اللي ممكن مانشوفهاش من الصور العابرة، خلينا عند فكرتنا الأولى بيها... زي الأغنية دي اللي بتفكرني بأبريل اللي فات، بغض النظر عن كونه شهر الحادثة:





My life is brilliant.
My love is pure.
I saw an angel.
Of that I'm sure.
She smiled at me on the subway.
She was with another man.
But I won't lose no sleep on that,
'Cause I've got a plan.

You're beautiful. You're beautiful.
You're beautiful, it's true.
I saw your face in a crowded place,
And I don't know what to do,
'Cause I'll never be with you.

Yeah, she caught my eye,
As we walked on by.
She could see from my face that I was,
Flying high,
And I don't think that I'll see her again,
But we shared a moment that will last till the end.

You're beautiful. You're beautiful.
You're beautiful, it's true.
I saw your face in a crowded place,
And I don't know what to do,
'Cause I'll never be with you.

You're beautiful. You're beautiful.
You're beautiful, it's true.
There must be an angel with a smile on her face,
When she thought up that I should be with you.
But it's time to face the truth,
I will never be with you.

You're Beautiful - James Blunt




السبت، أكتوبر 04، 2008

من قاع الهوة أكتب



حين وجدت هذه الأفكار طريقها في رأسي، أدركت أن انتمائي لجيلي هذا شبيه بانتمائي للوطن ككل، بل يكاد يتخطاه في أكثر من موضع، قد يقول البعض أننا ضحايا هذا الوطن، وحتى الآن لم أحسم موقفي من هذه المقولة.

كنا في بداية العقد الحالي نحيا ما نسميه بالصحوة الإسلامية، أو بعث مشاعر الانتماء للكيان الأممي الأكبر، ربما كان عمرو خالد بطل تلك المرحلة، وله علي شخصيا فضل لا أنكره أبدا، ربما كان هو الدافع لدي لمعانقته في المرة الوحيدة التي التقينا فيها.

كنت أنا أحد أبناء هذا الجيل أقرأ السيرة النبوية من الكتب القديمة دون مختصرات أو شروح، وأشمئز من ظهور حركات القومية العربية حين درست تاريخ المرحلة الثانوية، وحين أترك لقلمي مساحة يرتجل فيها كان يخط الخريطة تصل الرباط بطشقند عبر خط قطار يمر بالقاهرة.

أذكر أول مقال كتبته في كراسي عن قضية السنة والشيعة، أذكر بحثي عن أوجه الوحدة وعزمي أن أكون أحد دعاتها، حلمت بالتقارب الحقيقي، عشقت حسن البنا وعلي شريعتي، انفجرت بكاء لدى استشهاد الشيخ ياسين، هزتني خطابات حسن نصر الله، فكرت في كتابة سيناريو سينمائي لغزوة مؤتة... لا أدري ما العلاقة بين كل ذلك، ولكن كنت حالما.

ومع الوقت لا أدري ماذا حدث، لا أقول معي وحدي، ولكن كلنا! ليسمح لي أشقائي في البنوة لهذا الجيل أن أتكلم بلسان شريحة كبيرة منهم... نحن الآن نتعامل باعتيادية مع ما كانت تقشعر له أبداننا... خذ أمثلة كما تشاء:


- الظروف الاقتصادية خانقة! العريس عملة نادرة، ولكنهم طلبوا منه شقة في الهرم بدلا من الشقة البعيدة التي يملكها بالفعل في الشيخ زايد! الشبكة لا بد أن تتخطى ما حظيت به ابنة خالة العروس.

- هم من الطبقة الوسطى، ولكن الفرح كان في "فور سيزونز"!

- فلانة "صاحبتي"، ستأتي معنا في رحلة نبيت فيها يومين! سيتصل بها أهلها من حين لآخر للاطمئنان عليها، هم يثقون بها، فهي مختلفة عن بقية البنات بل ملتزمة بصلاتها وحجابها، وضحكتها الرنانة أيضا.

- لا تقل شواذ! قل "مثليون"، ما ذنبه يا أخي؟ إن هذا ميله الذي ولد عليه! ما يؤذيك إن كان يضاجع رجلا مثله؟!

- القاهرة لا تحتمل قدما أكثر، وتيار الهجرة إليها مستمر! أحيانا لا ذنب للمهاجر، فالمركزية سمة الدولة.

- لسنا مستعدين للشريعة الآن! وهل هي حل حقيقي للأزمة؟ أزمتنا أخلاقية بالأساس! بل لماذا نقحم الدين في الموضوع؟ العالم يتعامل الآن على أساس المواطنة، والعلمانية ليست سيئة.

- لقد أصدرت "فلانة" ديوانا أدبيا، صحيح هي تجهل أبسط قواعد اللغة، ولكن لها حفل توقيع عما قريب، أما فلان فأديب كبير، لقد طرق في روايته السابقة موضوعا خطيرا عن غياب الإشباع الجنسي عن الأزواج.


لا أدري حقيقة ما السبب وراء كل هذا، أهو جو الحياة العملية؟ كثير منا يعملون منذ الدراسة، فما المشكلة؟ ربما هي عجز التروس الصغيرة عن السير عكس دورة الآلة العملاقة التي تضمها.

من أبسط مظاهر التدهور الاجتماعي الذي نمر به هو كما يقول حامد تلك الفتاة التي كانت تعتبر صورتها على الإنترنت بمثابة كارثة، وكأن شرفها سيطعن، وهي الآن تضع ألبومات كاملة على الـ"فيس بوك"! بل موضة "الملحدين" التي انتشرت بشكل فج، وأكثر منها موجة "اللامبالين" الذين لا يفكرون قيد أنملة في الله أو الآخرة أو أي شيء من هذه المواضيع "الدينية" أو "الغيبية".

حالة التقديس التي تحظى بها منطقة "وسط البلد" من أدعياء الثقافة وكأنها البيت الحرام، البنات أو أولئك الرجال ذوي الشعر الطويل الجالسات ليلا ونهارا على مقاهي البورصة وزهرة البستان (الـ******) وغيرها.

لقد تراجعنا، تراجعنا بشكل غريب، هل نهنئ "ميلودي" على نجاح مهمتها؟! بل إن الموضوع تخطى كل شيء، أحيانا أشعر باقترابي من التعريف الأولي للعدمية، لست قادرا على إصلاح نفسي فما بالي والمجتمع، كأن هذه الحياة حمل ثقيل لا أقدر على تحمله أكثر.




الجمعة، سبتمبر 19، 2008

22


من دقايق معدودة تميت 22 سنة... بجد؟

مش عارف ليه فكرة إني أبقى في عقد العشرينات دايما كانت بعيدة جدا عن خيال، يمكن لأن لسة جوايا الطفل إياه حتى لو تصرفاتي مبقتش تدل على كدة؟ لسة حاسس إني صغير جدا، مش متخيل مثلا إن سني خلاص بقى غير مؤهل للاشتراك في كأس العالم للشباب، وإن لو حصلت معجزة وبقيت لاعب كرة مهاري هيبقى سني فوق السن الأوليمبي اللي هيبقى محدد في لندن 2012...

دي كلها حاجات مش متخيلها.

كل يوم فيه بكبر كان بالنسبة لي مصدر دهشة، ووَحشة، كنت سعيد جدا من 3 سنين إني "دسك" في جرنال أسبوعي وسني 19 سنة بس! كنت سعيد جدا من حوالي سنتين لما اشتغلت في وكالة الأنباء وسألوني سنك أد إيه قلت لهم 20 وكانوا مندهشين جدا إني لسة متخرجتش! صحيح كان شكلي ومازال يوحي بأني طالب ثانوي مثلا، لكن في الآخر بهجة إنك تحس بتميزك على مستوى السن راحت! يعني خلاص زيي زي غيري، بقيت في سن اللي طبيعي فيه أي حد يشتغل زيي، ومش هتبقى غير ذكريات لو عشت ممكن أحكيها، زي أما أقول لابني أنا اشتغلت زمااان وأول موضوع نزل لي كامل كان سني 18 سنة! خلاص كل ده مابقاش واقع، بقى مجرد ماضي!

22 سنة! مش كتير ومش قليل، بس كتير إني أحس إني بقيت عجوز، ساعات بحسها، حتى وأنا بدون سبب مبرر في الشارع بنط سور مثلا أو مانع قدامي بمنتهى الطفولية، حتى وأنا بمشي بمد جامد...

22 رقم ملوش دلالة كبيرة أوي عندي، يمكن فانلة أبو تريكة وكاكا!

غير حكاية التميز، بس كل يوم بكبره، بودع فيه النقاء، وبتزيد الشوائب جوايا، وبفتكر أحلامي ومشروعي، يا ترى أنا فين منه؟ وفين حماسي وشعاري؟ لسة جوايا مؤمن بالقضية اللي خليتها ليا من زمان، بس أنا فين من السعي؟

22 سنة! يا ترى هعيش أدهم؟ ولو عشت هبقى إزاي! وليه أفكر حتى! أكتر من مرة لامست الموت بس مكانش أجلي مكتوب وقتها، مبخافش من الكلام عنه، بس خايف مصيري يبقى سيء بعده، وكل سنة بكبرها بتقربني منه أكتر، ومع ذلك مببقاش أحسن، مش عايز أقول مش عارف ليه، لأن حتى لو عرفت... هل ده هيخليني أعدل مساري فعليا؟ مجرد إني أعرف الخلل ده معناه إني دخلت الاختبار هل أصلحه ولا لأ! فيه في إنجيل متى جزء بيقول في باب الصلاة "ولا تُدخلنا في تجربة، لكن نجنا من الشرير".

من ضمن رسايل التهنئة اللي جات لي تساؤلات عن الأماني اللي نفسي فيها، والحقيقة مابقاش نفسي في حاجة! آه ما حققتش اللي كان نفسي فيه، بس مابقتش عايز أتمنى!

على فكرة أنا مش سوداوي للدرجة، ومش متباكي، وإلا مكنتش لسة عايز أكمل شغل ودراسة (مش عُليا طبعا).

المهم التدوينة اللي ملهاش معنى دي، بختمها بأغنية عجبتني جدا اسمها "مكعب سكر"، وشكرا لمحمد مصطفى اللي هو أوسو أو عطشان إنه سمعهالي من كام يوم، وكمان رفعها على النت، دي مناسبة أوي لحالتي.


السبت، سبتمبر 13، 2008

No Happiness Aboard


ليس بالجديد مني، ولكن حقًا أقول إن مسعاي ليس إحباط من يقرأ، بل أن نعي جميعًا ما أحسبه حقيقة، ربما لا يكون كذلك، وحينها لن أُسرّ كثيرًا، وإن وافقني الجميع لن أُسرّ أيضًا...

كانت هذه كلمات كتبتها في "نوت" على الفيس بوك بتاريخ 14 يوليو الماضي، أي قبل انتهاء إجازتي السنوية بيوم واحد، وعلى الرغم من اعتزامي سابقا عدم نشر أي شيء بلغة أجنبية في هذه المدونة، إلا أن نقلي للكلمات تلك يحتم عليّ الإبقاء عليها بإنجليزيتها التي قد تبرر في آخر فقرة منها.

بالطبع لم يأت أي رد من كل من ذُكروا في "النوت" الذي كان معنونًا كما يبدو.






No Happiness Aboard


That's how I entitle our lives… it's not a smart deduction, but a very apparent thing which we can all touch and feel.
I tried to imagine the way John Lennon advised, but I got the same results.
Think what makes one happy... and analyse why I say no.


Family: Responsibilities... I can't let any of them down – disputes – stupid wedding parties – less privacy.

Friendship: I can't tolerate everything – we may love the same girl – how many times have you been let down? – I can't drag others to share my problems – I sometimes need solitude.

Solitude: Man is a social being – I'm born a soldier… my place is in the battlefield –family responsibilities… I can't be selfish with those who miss me – Home is one's best place.

Work: Rivalry – Pressure – stupid instructions – being accountable for others' mistakes – Proud, stupid and complex moderators.

Causes: Blind followers – fellow believers – organistaions – no respect – people who like to sort others by ideology.

Success: Could have been better – definite criticism – others' envy – Did I really add to the world?

Love: :D

Traveling: Visas – xenophobia - tickets' cost – hotels - stupid agencies - efforts made to take a week or two off work.

Delicious food: Disorders – need of the bathroom – quick satisfaction – feeling like a machine being recharged.

Music: Headaches – my friends don't like my choices – people repeat melodies and lyrics but they remain unchanged.

What else? Too many things for sure… I think spirituals do provide a solution, maybe the only solution… but in this world? Hope God helps us come back to the right path if we ever walked by.

I've recently noticed that almost all of my friends aren't happy with how things are going around; maybe it's a new stage we just moved to after graduation… any reasons why the world has become darker than ever before?

I was just asking why we always long for our childhood memories like if we don't have anything to cherish at the moment, doesn't that happen?

Please don't say "Those were your reasons and your own world…you can be better, kid!"

Finally, for those who are happy… I'm sorry if anything here makes you a little bit sad, forget it quickly, however I'm really not very disappointed by my words here.

Oh… I don't know why I wrote in English… my Arabic is perfect and I like it more… but maybe it's more global now and readable for everyone on facebook (some non-arab users are mentioned here), and you can forward the note if it looks ok for you.



الأحد، أغسطس 31، 2008

Eternal Sunshine of the Spotless Mind


هذه المرة أتحدث عن فيلم سينمائي، وبالتأكيد من باب الفكرة لا من منظور الإخراج أو تقييم الأداء أو الديكور لأن كل هذه جوانب لا أفقه فيها شيئاً، فقط أعد بالاختصار قدر الإمكان بعد أن أصبحت تدويناتي مملة بسبب طولها، وأرجو عدم التماس المنطقية أو التسلسل في كلماتي.


الفيلم هو Eternal Sunshine of the Spotless Mind بطولة جيم كاري الذي يقوم بدور "جول"، وكيت وينسليت التي تؤدي دور "كلمنتاين"، وتدور قصته بإيجاز حول وقوعهما في الحب ليكتشفا لاحقاً أنهما كانا حبيبين في الماضي قبل أن يتعرض كل منهما بإراته لعملية محو ذهني لوجود الآخر داخل مخه.


وقبل الحديث أكثر أذكّر أنني حصلت على نسخة الفيلم بإهداء من الصديق العزيز أحمد بدوي، وقال وقتها إنه سيروق لي لدرجة بعيدة، وقد كان بالفعل، وهو ما يثبت صحة رؤيته وتفهمه لقناعات صديقه، علماً بأني شاهدت الفيلم بعد أكثر من نصف عام من الإهداء.


حسناً، جول يتعرض لعملية المحو الذهني –إن جاز تعبيري- كرد فعل إرادي متحسر على قيام كلمنتاين بها، ولكن بينما هو في الغيبوبة، يحاول التمسك بكل الذكريات التي تجمعهما ويتم محوها، يقاوم حتى آخر لحظة رغم كون العملية بإرادته، لم؟


ما هي الأساب التي دفعت للعملية؟ جول "لا يثق" في قدرة كلمنتاين أن تكون أماً لأبنائه كما يريد، تصرفاتها "غير منضبطة" بالنسبة له، هي تشعر بأنه "لا يحترمها" أحياناً، يكبت "حريتها"، يتقيد باعتبارات لا تولي لها أهمية، ودوافع أخرى يرويها كلاهما.


لفت انتباهي بشدة المشهد الأول في الفيلم، وهو موقف التعارف بين جول وكلمنتاين والذي وقع في عربة قطار شبه خاوية، كلاهما انجذب للآخر، ولكن جول كان حذراً، متحفظاً، وإن كانت ملامحه لا تخفي الاتجاه نحوها.

هي كانت منطلقة، تأخذ بمبادرة التعرف، وتفتح الطرق أمام تقوية العلاقة وكأنها تتصرف باعتيادية مطلقة تجعلها أقرب للطفلة.


في النهاية تقول كلمنتاين إنهما "مختلفان"، تعني هي وجول، ولكن رغم الاختلاف وقعا في الحب من جديد، فالظروف وحدها ليست هي الدافع، ومهما تغيرت... تبقى النتيجة واحدة! لأن الأمر كأحجية البازل، ثمة جزء لا يكتمل إلا بآخر، ولا يجدي معه إلا ذلك الآخر، هي الكيمياء، كلور وصوديوم يكونان الملح، ولا يتكون بأية تركيبة أخرى، هي بالطبع لم تقم بالشرح ولكنها كلماتي.


الثلاثاء، أغسطس 26، 2008

بعد توقف

أعود من جديد للكتابة بعد توقف يرجع إلى عملي دون عطلة لمدة 18 يوماً متصلاً عانيت فيها من تغطية تلك الدورة التي لا أريد ذكر اسمها أو ما يتعلق بها.

لا، لم أكن هناك! صحيح كان من المفترض أن أقوم بالتغطية الحية من بكين ذاتها، ولكن لم أوفق لهذا لأسباب إدارية بحتة، لم أحبط كثيراً لأن القرار كان مجرد حلقة في سلسلة من الإحباطات.

دعك من هذا، وكلماتي هنا ليست مواساة للذات، بل هي حقائق أعلنها بعيداً عن العنصرية، أقول أنا لا أميل لكل بلدان شرق آسيا، تلك البلاد التي تأكل الحشرات وتشتهي لحم الكلاب، وتنطق لغات صعبة مليئة بالأصوات المتشابهة، وتفتقر لأحرف أساسية، ناهيك عن العقائد الدينية المليئة بالخرافات والتي تحظى باهتمام العالم وتقديسه، تلك المناصب الروحية التي لا أساس لها، وتلك الضجة المثارة حول الدالاي لاما واستغلاله سياسياً، وتلك الممارسات الخارقة للطبيعة كالمشي على الماء والتحريك عن بعد باستخدام التأمل،... كل ذلك يجعلني لا أميل لتلك البلدان، لا أقول أكرهها، ولكن فقط أقول لا أفضّلها، وأظن هذا من أدنى حقوقي.

قبل أن أنهي عن كلامي عن بكين، أود الإشارة إلى أمر كان يثير حنقي بشدة أثناء العمل، هو صيحات الاستهجان التي نالت النتائج المصرية في الدورة، والمتمثلة في برونزية بطل الجودو هشام مصباح.

الحقيقة أن كل من وجهوا سهام الانتقاد لا يعرفون شيئاً مما يقولون، هم يكتفون بعبارات من طراز "يا خيبتنا" وهم بأنفسهم لم يسمعوا من قبل عن مصباح قبل سفره إلى بكين.

نسي هؤلاء جميعاً أن دورة "أثينا 2004" الماضية كانت استثنائية للمدى الأبعد، صحيح خرجنا بذهبية وفضية وثلاث برونزيات، ولكن قبلها عشنا لمدة 20 عاماً على فضية بطل الجودو محمد رشوان في دورة "لوس أنجيليس 1984".

20 عاماً دون ميداليات ولم يفتح أحد فمه ممن يتكلمون الآن! أنا لا أدافع عن سياسات التخطيط الرياضي في مصر فهي فاشلة للمدى الأبعد، وأحياناً لظروف راجعة إلى قضايا مجتمعية عامة، ولكن أطالب من يقوم بالانتقاد أن يكون متعقلاً بعض الشيء، وألا يتحدث فيما يجهله.


أنتقل إلى موضوع آخر هو حريق مجلس الشورى، والحقيقة أنني أشارك غالبية أبناء وطني الشعور بالشماتة في الحكومة اللعينة، فقط كنت أتمنى أن يحترق مجلس الوزراء أثناء أحد اجتماعاته لعلنا نرتاح ولو بشكل جزئي من هؤلاء الأوغاد.

أنهيت العمل وتوجهت صوب ميدان التحرير لمقابلة عمرو، وأثناء طريقي اقتربت من المبنى المشتعل لأشاهد الحدث، وبغض النظر عن الفشل المتوقع في السيطرة على الحريق، لاحظت أن أغلب المشاة أخرجوا هواتفهم المحملوا وشرعوا في تصوير اللقطة وعلى وجه كل منهم ابتسامة عريضة.

قد تكون بسمة السرور بالتواجد في الموقع وتخيل القصة المشوقة التي سيحكيها حين يعود، وقد تكون بسمة التشفي... في النهاية كانت بسمة معبرة عن واقعنا.

وإلى كل المتباكين على المجلس وتاريخه أقول إن هذا المقر لا يمثل لي الكثير، دستور 23 لم تكتب له الحياة سوى سنوات معدودة، ولم يكن غاية الكمال! بل غالبية المتباكين لا يعرفون عن مواده شيئاً! يكفي القول إن البرلمان المصري عموماً يعتبر وصمة عار في تاريخ الحياة النيابية على وجه الأرض، فشهد دياثة من أقبل أعضائه لصالح فئات بعينها على حساب الشعب غير الممثَل، وتم حله حين أراد أن ينتفض، وخرجت من وراء أسواره قوانين جائرة كعدم تقييد عدد ولايات رئيس الجمهورية، وقانون مكافحة الإرهاب، حتى قانون المرور، وغيرها وغيرها من المشاهد التي تمنيت لو لم أعاصرها أبداً! من أجل كل هذا... لم تهتز مني شعرة للحريق.

وأوضح نقطة أخرى، هي أن المباني التاريخية عموماً ذات قيمة مكذوبة، دوماً تسعى الحكومات لاستغلالها لأغراض الاختلاس والمزايدة على هوية الوطن، فما الفائدة أن عندنا أهرامات ليس في العالم مثلها، وشريحة كبيرة من الشعب تتضور جوعاً؟! ما فائدة وجود مساجد مرصعة تكلف بناؤها الملايين والناس يعانون يومياً في استخدام وسائل المواصلات التي تعبر عن حق بديهي هو التنقل!

لا أقول هيا نبيع الأهرامات والمساجد الأثرية، فالأولى هو التنمية الاقتصادية، ولكن أقول لا نزايد بتاريخنا، فالقيمة الحقيقية هي للإنسان، لا للحجارة مهما كانت، وأستدعي الحديث النبوي القائل "لأن تهدم الكعبة حجراً حجراً أهون عند الله من إراقة دم امرئ مسلم"، وإراقة الدم تأتي بالقتل المباشر والبطئ أيضاً، بسرطنة الأغذية على سبيل المثال! أرجوكم... لا تتباكوا على المبنى، تباكوا على من ظلمته قوانين شرّعت من داخل المبنى.


إشارة أخيرة في هذه التدوينة حول ظاهرة تعكس ثقافة شريحة كبرى، أقول إن أغلب الفتية الذين لا يهتمون إلا بالتعرف على البنات، أو البحث عن قلادة جديدة، هؤلاء والفتيات عقل الدجاجة اللاتي لا حديث لهن إلا عن الأفراح والزيجات، هؤلاء معاً كانوا من جمهور الشاعر محمود درويش بمجرد وفاته، وكانوا من عشاق يوسف شاهين بمجرد رحيله.

شاهدهم على الفيس بوك، لم يقرأ أحد منهم سطراً لدرويش، ولا يعرف أسماء خمسة أفلام لشاهين، ولكنها الموجة! من هو درويش؟ يقولون شاعر المقاومة ويكتفون! ومن هو شاهين؟ أعظم مخرج مصري! ومن المستحيل أن يخبروك عن سبب تميز هذا أو ذاك، هم فقط متهافتون، ولا أعمم بل أقول شريحة كبيرة فقط.


الاثنين، أغسطس 04، 2008

عذراً لسان الضاد... من جديد

كانت لي تدوينة قبل ما يقارب العامين تحمل نفس العنوان، وقبل أي شيء، أؤكد أنني لا أسعى من وراء السطورالمقبلة إلى ارتداء عباءة الأستاذية أو تقمص دور المثقف بأية صورة، فكل ما أريده هو لفت الأنظار إلى أخطاء شائعة ممن يستخدمون اللغة الفصحى بشكل لا يليق باحترافهم الكتابة سواء في المجال الصحفي أو على المستوى الأدبي في ظل سهولة النشر هذه الأيام.

ربما قبل البدء أيضاً، أستشعر حاجتي لتوجيه شكر لمن ساعدني على تحسين لغتي بشكل ملحوظ، هو معلمي أ.ماهر المرسي، بالتأكيد لن يقرأ هذه التدوينة ولكن له جزيل الشكر حقاً وكامل العرفان بالجميل.



أولاً: الجزم التعسفي للفعل المضارع:

اعتادت شريحة كبيرة من الكتاب على تجريد الفعل المضارع من حروف العلة تعسفاً ودون سابق إنذار، والحقيقة أن الخطأ مرده الاشتباه في أداة الجزم ذاتها، فالفعل المضارع يجزم في صور محددة مثل:

لا الناهية: لا تقل – لا ترم نفسك في النار، ولكن الخطأ الشائع هو الجزم مع لا النافية، فحين أقول "أراك لا ترمي نفسك في النار" فأنا هنا لا أستخدم معنى النهي، وبالتالي لا بد من الإبقاء على حروف الكلمة كلها بما فيها حرف العلة الذي يُحذف حين الجزم فقط. كما لا يمكن القول "لا أدر" لأنها بطبيعة الحال "لا أدري" ولا يمكن للمتكلم نهي نفسه بنفس الصيغة، فسيقول حينها "لا تدر يا فلان" مخاطباً ذاته وكأنه يقول لها أنه من الأفضل عدم الدراية بشيء ما، هكذا يكون المعنى هو المتحكم في القاعدة، لا العكس.

هناك أيضاً فارق بين "لم" الجازمة، و"لن" الناصبة، وبالتالي فالصحيح أن أقول "لم تعد ذكرياتي تؤلمني" و"لن تعود ذكريات تؤلمني"، وهكذا ليس ممكناً أن أقول "لن تعد".



ثانياً: إعراب اسم كان المؤخر:

أصبح من المعتاد أن تقرأ هذه العبارة "وكان لها دوراً في قيادة الثورة" وهذا خطأ فادح فيه عكس للقاعدة التي توجب رفع اسم كان ونصب خبرها، فصيغة الجملة أصلاً هي "كان دور لها" ولكن نظراً لمجئ اسم كان نكرة فإن تأخيره قد تم وجوباً مع تقديم شبه الجملة "لها" والذي يعرب في محل نصب خبر كان، وبالتالي يصبح الشكل الصحيح هو "كان لها دور".

ونفس الحركة تتكرر مع اسم إن وأخواتها واجب النصب، فتقرأ مثلاً "إن هناك دب داخل الكهف" ونظراً لأن الاسم هو "دب" جاء نكرة فتم تأخيره ولكن هذا لا يعني تحرره من النصب، بل يكون الصحيح "إن هناك دباً داخل الكهف".



ثالثاً: تنوين الممنوع من الصرف:

المفترض أنه لا ينون مطلقاً، ومع ذلك حين النصب تحديداً تجد علامة التنوين تطارده عن دون حق، وقد قرأت بنفسي من تقمص دور أنيس منصور في مقال عن الحب وكتب "لا تكن أحمقاً"، والمفترض "لا تكن أحمق" بإزالة التنوين من على خبر كان لأنه على وزن "أفعل" التفضيل، وبالتالي ممنوع من الصرف، ونفس الأمر مع الألوان التي تأتي بالاستساغة مثل أحمر، أصفر، فلا نقول "أحمراً" أو "أصفراً" مهما كانت الظروف.

الحركة ذاتها تتكرر مع صيغة منتهى الجموع، وهي تأتي بالاستساغة أيضاً، فلم نسمع مثلاً من يقول "بنيت حوائطاً" بل "بنيت حوائط"، أو "هدم العدو منازلاً" بل "هدم العدو منازل"، وهكذا.




رابعاً: مجاملة الكلمات بإضافة الهمزات:

وهذا يصلح عنواناً لكتاب، ولا أدري لماذا يتعامل الناس مع الهمزات وكأنها لازمة في أغلب الأحوال، وأحياناً غير لازمة على الإطلاق، فقد سمعت من يقول "لا همزات في الصحافة"، ولا أدري هل الصحافة لا تكتب بالعربية؟

حسناً، ببساطة ينبغي أولاً إدراك أنه من الممكن كتابة همزة أسفل الألف في حال القطع، فلا يمكن أن أقول "النظافة من الأيمان" بل بالتأكيد هي من "الإيمان" لأن الأيمان لها معنى آخر له علاقة بالقسَم، وبالتأكيد هي "أسبوع" وليست "إسبوع" و"أسلوب" لا "إسلوب".

الاستساغة أولاً وأخيراً، فمثلاً لا يمكن أن أقول "إستمرار" أو "إجتماع" أو "إنتهاء" لأن كلها تبدأ بألف الوصل، فهي مصادر لأفعال سداسية وخماسية، فالأصل منها "استمر" و"اجتمع" و"انتهى" وبالتالي تكون في وضعيتها الصحيحة "استمرار" و"اجتماع" و"انتهاء".

الهمزة دوماً لازمة في مصادر الأفعال الرباعية مثل "إنزال" من الفعل "أنزل" وإقحام" من الفعل "أقحم"، وهكذا.

ولا ننسى أن كلمات مثل "الاثنان" أي "يوم الاثنين"، و"اسم"، و"امرأة" كلها تبدأ بألف الوصل ولا يجوز ترصيعها بهمزة ليست من أصلها، علماً بأن جمع "اسم" هو "أسامٍ" بإضافة الهمزة.



خامساً: الاسم المنقوص:

وهي قاعدة درسناها مع الاسمين الممدود والمقصور في الصف الثالث الإعدادي على ما أذكر، وتقول ببساطة إن الاسم الذي آخره ياء أصلية مثل "وادي" أو "ماضي" أو "قاضي" يتم حذفها طالما بقى الاسم نكرة، ولكنها تبقى إذا كان معرفاً.

أي أننا نقول "هذا وادٍ كبير"، و"ماضٍ في حكمُك"، و"محمد قاضٍ عادل"، ولكن حين التعريف ترد الياء مرة أخرى، فتصبح "هذا الوادي الكبير!"، "ماضي الأستاذة لا يُشرّف!" –معرف بالإضافة، "قاضي القضاة يرتكب مخالفات"، وهكذا.

وينبغي التمييز بين الياء الأصلية مثل الكلمات الثلاث السابقة، وبين ياء النسب مثل "مصري" أو "عالمي" التي لا تحذف سواء كانت نكرة أو معرفة.




هذا ما كان في بالي، وأعتذر إن حوت كلماتي أخطاء من أي نوع، فهذه مزحة دوماً ما تحدث، أن يخطئ من يسعى لإظهار الخطأ! ومرة أخرى أؤكد أن هذه التدوينة ليست سبيلاً للتحذلق بأي شكل، والحمد لله.




الأربعاء، يوليو 30، 2008

ذكرى ثانية

الليلة تكمل مدونتي عامها الثاني... أنا أجيد الاحتفاظ بالتواريخ بشكل مقيت! بل وأصنع مناسبات لا تستحق الذكرى... فالمدونة هذه لم تعد تعن لي شخصياً الكثير... ربما "أخذت دورها" وانتهى كما يقول مثلنا العامي.

هذه هي التدوينة رقم 140 وبالتأكيد هو نفس الرقم الذي يحمله دليل أرقام الهاتف في مصر، مجرد مصادفة مملة لا بد من تسجيلها لأنها ستأتي بالضرورة إلى ذهن من يقرأ حتى وإن كانت فاقدة لأية دلالة كما هو الحال.

حسناً! بقيت أدون حتى خبُت قبسي، وتراجعت "هوجة" التدوين بوجه عام، أحان وقت التوقف؟ لا أدري... ولكن متى يحين سيفرض نفسه ويوفر علي جهد التساؤل، وبالتالي لا مانع من الاستمرار طالما بقي متاحاً، ولأكون أكثر صراحة أقول طالما ليس هناك بديل أو عمل آخر أقوم به.

احتفل بالذكرى الأولى في تدوينة هنا، وقلت إنني مررت بتغييرات منذ تأسيس المدونة وعلى مدار عام من عمرها، وتساءلت كيف سأكون الآن... والإجابة الصادمة تقريباً كانت "لا تغيير!".

نعم، هي تغييرات أبسط من أن تذكر، وربما لهذا أشعر بالأسى نفسه الذي تقاسمته مع زملاء الدراسة، في كل كتاباتهم أشعر ببطء دورة الترس عكس الحال المعتاد، بل لا أتخيل أنني لست "خريج السنة" كما كنت طيلة العام الماضي، فقد خطوت درجة في سلم الأقدمية، وهو شعور مقيت للغاية، ربما يخففه عني أني مازلت الأصغر سناً في مكان العمل، وهو وضع لن يستمر، فإما أن أرحل أنا، أو ينتهي العمل نفسه، أو يأتي من يصغرني.
ليس منكراً أن حياة أغلبنا تملؤها الإحباطات، فرسمياً لسنا صحفيين حتى وإن كنا نعمل بالصحافة منذ أكثر من ثلاث سنوات فضلاً عن دراستها ونيل درجة جامعية فيها، نعم أنا لست صحفياً في نظر الدولة بسبب لوائح حمقاء وفروق في كلمات لا تغير المعنى! لست صحفياً وإن كنت أحمل بطاقة معتمدة أنني مراسل! الهيئة العامة للاستعلامات تقول إني صحفي، ولكن الدولة التي تتبعها الهيئة لا تعترف... أي وهم!

الكتابة؟ لم أعد أجيدها! القراءة... لا أصبر عليها! بل إن أغلب المواضيع تبدو مملة في هذه الحياة، من جديد يطرق الملل أبوابنا ونوافذنا ويكاد يعوقنا عن التنفس بطبيعية.

بل مللت إكمال هذه التدوينة... معذرة.


الأربعاء، يوليو 23، 2008

قصاصة



حين قررت خط تلك الكلمات، كان في بالي شيئان، أولهما أن موت الأسرار مع حاملها ليس عملاً محموداً دائماً، والسبب الآخر هو اقتناعي بأخلاقية هذا السر الذي نجح البعض في الاطلاع على روايات عنه دون أن يروه رأي العين.

والحقيقة تقول إن ليس كل من يبصر الأشياء يراها، وبالتالي فحتى من يصل إلى الكنز- بعد استنتاجات معقدة ومجهود ذهني– لن يدرك قيمته بالضرورة، فقد يكون حب الاستطلاع فقط هو الدافع الوحيد لديه، وما إن يصل إلى نقطة النهاية حتى يدركه الإحباط، فما أراه أنا كنزاً لا تراه أنت بالضرورة كذلك، فلم ألتزم شيئاً من السرية والغموض؟!

التفسيرات كثيرة، ومنها أنك قد ترى الكنز كنزاً بالفعل وتشاركني في السباق، وحتى إن لم تدرك حقيقته، أليس بديهياً أن أخاف عليه من عبث العابثين؟ بلى.

حسناً، ليبقى غير معلن، ولأترك الخيوط كنوع من التنفيس، فإن نجحت أن تعثر عليها أولاً، ثم تتبعتها بنجاح إلى المنتهى فسيكون ذلك يوم لا يسأل حميم حميماً، أي بعد نهاية المباراة، وحينها سيكون الأمر شبيهاً لو عرفت مستقبلاً أن بكار مثلاً شخصية مستوحاة من الواقع ولكنه لم يملك أبداً النعجة رشيدة، ماذا تستفيد وقتها؟ لا شيء!

كثير من الكتب لا يحمل اسمها معنى، كذلك كان سجل الفرسان التاسع عشر، لا يحمل اسمه دلالة سوى رقمه المسلسل بين الإصدارات بشكل يجعلك في غنى عن استخدامه، أي إننا نتحدث عن عنوان يتمثل في الرقم "19" وهو ليس ذا علاقة بسلسلة الكاتب الشهير التي تثير حنقي دون أن أقرأ منها سطراً.

في عام 1940 كانت نقطة البداية، يمكنك تصوير الأمر بنظرية الإبصار القديمة التي قامت على اعتقاد خروج شعاع من عين الإنسان يقع على المدى المتاح أمامها فتحدث ظاهرة الرؤية، ولو تتبعت ذلك الخط لوجدت أنه ليس شعاعاً بالمعنى الهندسي إذا أردنا الدقة، بل قطعة مستقيمة أو حتى مجرد خط واصل يأخذك حتماً إلى 1985 لتبصر الكفتين وجهاً لوجه وإن كانت اليمنى منهما مشوهة بعض الشيء، ربما لأسباب فنية.

الصورة لا تبرز كل شيء، حدودها تنتهي عند الكادر، وعمقها يتوقف عند الخلفية، كما أنها لا تقدم الحقيقة بالضرورة، فإن أظهرت شاباً وفتاة يكونان ثنائياً يشكله شريكان، لا تتسرع، بل هما شقيقان! وهكذا سر للخلف تُصِب!

قال المفكر في أول تعريفه لمعنى الخيار الأوحد إنه "استعداد روحي وعقلي ومادي للإصلاح"، ربما لذلك مات مستعداً.

الجمعة، يوليو 18، 2008

السبت، يوليو 05، 2008

ضياع



رأيتني في زي كلاسيكي أقف مع صديق العمر، ننتظر قطاراً أوروبياً أبيض اللون... وجاء بالفعل...

لكننا لمحنا على الرصيف زميلاً قديماً لننجر في حديث معه قبل الركوب... وفجأة... انغلق الباب! ومرق القطار! ووراءه ركضنا... بكل أمل اللحاق... ولكنه يتحول إلى حافلة مجنونة! تستدير فجأة تجاهنا لنعكس مسارنا بالتبعية... وأنفاس ترتفع، وقلب يقرع جدار الصدر...

وذاب المسعى! ودون زحام... فقدني الصديق وفقدته!






تذييل: نعم الصورة مقلوبة ومأخوذة من موقع كوربيس بالفعل

السبت، يونيو 28، 2008

نمو

لم يكن من الغريب أن أجد نفسي في حالتي هذه، هي مرحلة انعدام الوزن، أو فقدان معيار للقياس ربما... لا لخلل في المعايير... ولا لافتقاد الأداة... ولكن هي الدنيا... كأنني جُردت من عويناتي ليلاً، فلا أرى إلا أضواء متداخلة تفتقر إلى التحديد، وأخشى التقدم أكثر، عبور الطريق يبدو أصعب مما كان، ولكن لي سلاحاً لم أحظ به من قبل... لامبالاتي! أحملها وألتف بها أخترق الجموع.

وتمر الأيام، وأنظر إلى مرآتي... كم تغيرت ملامحي! متى أحلق شعري؟ ولم أحلقه؟ يبدو مقززاً... لا يهم! ولم لا أجيد تلميع عدستيّ؟ الرؤية تبدو مشوشة... لا يهم أيضاً! ولم لا أكتب مجدداً؟ أوخُلقت لأكتب؟! عملي الكتابة، وكلماتي لا تجدي، فهي لا تستمطر السماء، ولا تغير من ناطقها شيئاً.


أعلم أن تدويناتي تتشح بالحزن منذ فترة بعيدة، ومن حين لآخر أعد بالتوقف، أو الهدنة، ولا ألبث أن أعود، كي أؤكد لنفسي أولاً استمراري في الحياة التي لا يصف مشاعر أغلبنا تجاهها سوى الملل ربما...

أنا في غاية العجب من شباب مثلي ومثله وربما مثلك أنت أيضاً، في زهر العقد الثالث... ولا نملك سوى الحنين إلى ذكريات! ما حالنا في الأربعين أو الخمسين إن كُتبت لنا الحياة أكثر؟! إن كنا نحيا الآن على الذكرى... ولقطات من "كعبول"، وصوت "عايدة الأيوبي"، ونشيد "قطتي صغيرة"، فعلام نأتنس بالحياة خلال عقدين أو أكثر؟ هي كلها أسئلة غيبية... ولكنها قابلة للطرح.


استدع معي الذاكرة، حين دخلت المسجد للمرة الأولى في حياتك وحدك... دون أب أو أخ يصحبك... فقط كنت أنت... كام كان شعور المسئولية جميلاً؟ أنت تمثل أحد المصلين، أولئك الذين اعتنقوا الإسلام وطواعية يختارون موقفاً كان للصحابة الذين سمعت وقرأت عنهم في السابق... ومع الوقت... تسمع الأذان، ومنه ينطلق خيالك نحو صوت بلال... أكان مقارباً للواقع؟

ولكن تمضي بك السنون، ومن جنة الرسالة في مهدها، والإيمان في أوله، تدخل مصيدة الفتنة... لماذا قُتل عثمان؟! تصرخ بها! ولماذا رفع معاوية سيفه في وجه عليّ؟ لا! لا تقل لي إن الاثنين على حق! ألقيت كتاب التاريخ فور انتهاء الامتحان حين ورد أن ناصر والسادات بطلان! لا يمكن أن يكتب للشيء ونقيضه الأحقية... ليكن كلاهما باطلاً... لكن الحق... حتماً لأصل واحد.

من كتب تاريخي؟ من ذلك الأفاق؟ لقد فهمت من محمد (ص) أن ثمة حقاً وباطلاً... وعليّ التمييز والفصل... وأعجب ممن يقر بأن الفئة الباغية كانت لتقتل عمار... ثم إن قُتل يرفض إدانتها! إن كنا نصرنا قوي الأمس... فما غير الخذلان ينال منا ضعيف اليوم؟


ما لقصتي مع المسجد ونموها مع التاريخ والفتنة، وهذه التدوينة؟ هي عبارة واحدة، أن أي شيء، أي شيء على الإطلاق... لا يبقى وردي الصورة... فأواصل تراجعي إلى طفولتي... حين كنت لا أرى المسلمين إلا في مهد الرسالة... دون أن يرفع أحدهم سيفه على أخيه، ودون من يأتي يكتب تاريخاً زائفاً متحايلاً تبريرياً... هكذا مع كل شيء...

أتمنى لو كنت بيطرياً من جديد... فهو حلم لم تلوثه رغبات الشهرة أو الثراء أو المكانة الاجتماعية أو أي شيء... هو حلم إنساني بحت...

وأستمع إلى "عايدة"، فمع صوتها لم أُكِّن ضغينة لأحد، هجرني أو خذلني، لا أملك سوى مشاعري في وهنها، وحاجتها لصدر يضم، وبسمة ترتسم على شفتيّ دون سبب محدد..
وأقف في الملعب أسمع سلام بلادي، لم أعد أستمع إليه في أي مكان آخر، وأنعزل عن الحاضرين، وأختزل صورة العلم في شعار مصغر على قميصي الكروي... لا على قسم شرطة يُغتصب فيه الرجال، أو على جيش أبعد أسلحته عن الشرق.


للناس عني رأيان... أولهما أنني أملك آراء معقدة، وأعادي المرأة، وأفكاري سوداوية حزينة، منزوٍ في بعض الأمور، ولا أحب الاهتمام بأحد، مغرور بعض الشيء.

الآخر أنني منطلق للحياة، أجيد النكتة والتلاعب بالألفاظ، لا أبغي مع غيري سوى الوفاق بعيداً عن تنافرنا، أهتم بمشاعر الجميع ولا أجرح أحداً، على ثقة من نفسي.

والحقيقة أنني لست معضلة، ولا أكتب هذا للترويج لشخصيتي بين قراء هذه المدونة الذين يعرفونني حقاً ولا أسعى للتحذلق أمام أي منهم... ولكن أنا نفسي لا أكترث برأي هذا أو ذاك، فقط أنقل وأشرككم معي في الضحك على المفارقة، فأنتم تعرفون عمراً.


الاثنين، يونيو 09، 2008

The Call

It started out as a feeling
Which then grew into a hope
Which then turned into a quiet thought
Which then turned into a quiet word

And then that word grew louder and louder
'Til it was a battle cry

I'll come back
When you call me
No need to say goodbye

Just because everything's changing
Doesn't mean it's never
Been this way before

All you can do is try to know
Who your friends are
As you head off to the war

Pick a star on the dark horizon
And follow the light

You'll come back
When it's over
No need to say good bye

Now we're back to the beginning
It's just a feeling and now one knows yet
But just because they can't feel it too
Doesn't mean that you have to forget

Let your memories grow stronger and stronger
'Til they're before your eyes

You'll come back
When they call you
No need to say good bye


The Call - Regina Spektor

الاثنين، يونيو 02، 2008

عن مهند

كتب عني أحمد محمود تدوينة ذات مرة، والفكرة تروق لي... ليكن مهند الشناوي!


لا أذكر الظروف التي تعرفت فيها على مهند تحديداً، ولكننا التقينا منذ عامين، شاهدته سابقاً قبل أربع سنوات وربما أكثر ولكن لم أتعرف عليه شخصياً...

التقينا منذ عامين قبل أن نبدأ العمل بقليل في صفحة كان يتولى هو ونادر عيسى تحريرها بإحدى الجرائد الأسبوعية، كنت أعرف نادر قبله، وهو ما سهل عملية التعارف مع مهند التي جاءت بعد تخرجه من الكلية بعامين ربما... بينما بقيت أنا فيها في انتظار دوري.


أكثر ما يميزه هو ابتسامته شبه الدائمة، ونظرته البريئة التي تدل على قلب صافٍ متسامح لدرجة بعيدة.

يبدو متواضعاً، ويتحمل الكثير في العمل، ويزيد من أعباء نفسه بطول البال الزائد عن الحد، والأمانة في تقصي المعلومة التي لا تكون ضرورية من الأصل، لا يحب الصدام، لا يصل إلى مراحل متقدمة في الغضب، يحكم انفعالاته بسلطة مطلقة... إذا افترضنا أنه ينفعل.



يعشق الكرة، ولا عجب أن تكون مادة موجودة لملء الفراغ دائماً، مازال يمارسها وهو أمر يحسب له وسط جيل شباب الشيخوخة الذي ينتمي أغلبنا إليه، لديه معرفة وإحاطة معلوماتية وخططية تجعله من الأطراف المعدودة التي أحترمها في المجال الكروي.

بوجه عام صحفي موهوب، يجيد كتابة العناوين ببراعة، وأسلوبه تسلسلي بالأساس، ولديه رؤى خاصة بالصورة والإخراج عموماً، ولا يتعامل بتكبر مع القارئ، ولا يمكن إغفال الصبغة الساخرة في كتاباته.

ليست لديه مفاهيم معقدة بوجه عام، ولكنه لا يحب الاقتراب من مواضيع بعينها، أو قل مجالات بأسرها... تفكيره ممنطق بشكل يبعث على النفور أحياناً، فالحياة قد تكون أبسط.



وجود مهند ومحادثاتنا معاً سواء عبر الكومبيوتر أو في الواقع المباشر أحد أسباب احتمالي للحياة، فالضحك هو سمة أي لقاء بيننا، تفاهم غير طبيعي في الـ"إفيهات"، هو يجيد اللعب مع كثيرين غيري، ولكن ليس جميعهم يستمتع بالتسليم والتسلم إليه ومنه مثلما أفعل، على مستوى آخر... مهند لا يعاني مشاكل ذاتية كبيرة... أو هكذا يبدو... وهكذا أراد هو.

كمية غير طبيعية من المصادفات جمعتنا ومازلنا نكتشفها، وكأن القدر في أكثر من مناسبة يضعنا في كادر واحد، فأكثر من لقاء عشوائي في الكلية، وآخر وسط زحام ميدان رمسيس، وآخر في مصعد مبنى لا يعمل أحدنا فيه وإن كان تابعاً للمؤسسة التي ينتمي إليها مهند.

هو رجل في مواقفه، تجده وقت الحاجة دوماً، حريص على علاقته بالجميع، يعرف كيف يستمتع بالحياة، وكريم للمدى الأبعد، ولا يقع فريسة للفضول أبداً، وربما لكل هذا لم أعرف أحداً يبغضه بعد.



في الحب... لا أعرف! ويبقى هذا الباب مغلقاً بما يوحي أن ثمة أبواباً أخرى أراد مهند إغلاقها أمام أي آخر وهو ما يجعل بعض النقاط بأعلى محل جدل للأبد.

حسناً... لا أعرف هل هو "مرتبط" أم لا، وهذه الكلمة بين علامتي التنصيص ليست إلا استفزازاً آخر له، وهو ما سأواصله بالتنبؤ بشخصيته زوجاً، حتماً سيكون مخلصاً للأبد، ومسالماً على طول الخط باستثناء انفجاره من حين لآخر ولكنها ستحتويه لسببين: حباً له، ورداً لاحتوائه غير المنقطع لها.



إشارة أخيرة: مهند آخر الأشخاص حاجة ليكتب عنه أحد.







مهند (يسار) وأنا في لحظة تمثيل


السبت، مايو 24، 2008

كان ياما كان

زمان كان نفسي أبقى دكتور بيطري، ليه؟ هو الحقيقة مكنتش بحب الطب ولازلت، بس سألت ماما إيه أكتر شغلة هتخليني قريب من الحيوانات؟ قالت لي خليك دكتور بيطري!

وانشكحت أوي لما عرفت إن جدي كان دكتور بيطري رغم إنه مكانش بيحب الحيوانات أوي... وقعدت أتفرج على عالم الحيوان واجيب لعبي كلها حيوانات والعب مع القطط اللي في الشقة، والكلاب اللي على السطوح، وأحط الأكل للعصافير بتاعة أبويا...

بس مع الوقت لقيت إن ميولي لدراسة المواد الأدبية وبالذات الجغرافيا أكبر من دراسة العلوم عموماً، قررت إني أنسى الحلم ده...

فكرت في فترة أبقى سفير أو وزير خارجية... فيه أكتر من حاجة شجعتني، أولها إني كنت متابع الأحداث السياسية في العالم بشكل كبير أوي، وبعدين وزير الخارجية كان اسمه عمرو بردو، وكان بيحظى بشعبية مازال محتفظ بيها، والناس كانوا بيقولوا لي تنقع وبتاع... فضلت في الليلة دي لغاية ما اكتشفت ان النظام السياسي زبالة، كنت في أول ثانوي مثلاً...

وكمان ساعتها أختي دخلت كلية اقتصاد وعلوم سياسية بمجموع كبير أوي يعني، وشفت المناهج ومتحمستلهاش، صحيح هي كملت اقتصاد بس أنا شكيت أصلاً إني ممكن أجيب المجموع ده، ومحبتش أبقى معاها في نفس الكلية أوي يعني...

في النص كدة طلع في دماغي أبقى محامي بسبب الدور اللي رسمه التلفزيون المصري عن المحامين إنهم اللي بيقفوا جنب الناس المهضوم حقهم وبتاع، طبعاً قبل ما أعرف إن المؤسسة القضائية عندنا زي أي مؤسسة غيرها...

في تانية ثانوي... طب مانا بكتب من زمان! وبحب الرياضة أوي، بس مبلعبهاش غير مع اصحابي! يبقى أكتب عنها! وساعتها افتكرت إني في أجازة أولى إعدادي عملت مجلة عن كأس العالم 1998 في فرنسا، وكنت بكتب زي برفيو عن كل فرقة من الكلام اللي قريته عنها في الجرايد، وارسم علمها وألونه، وخلال البطولة بسجل النتايج وترتيب النقط وأقص الصور من الجرايد وألزقها...

ودخلت الجامعة، وكنت خايف مجبش المجموع بتاع الكلية ففكرت في ألسن شوية، بس دخلت الإعلام، ودخلت قسم الصحافة، وقبل ماتخرج، بقيت صحفي وبكتب في أكتر حاجة بحبها... والحمد لله.



توتة توتة

فرغت الحدوتة





صورة ابتدائية
وسط الأحلام
كان شكلي كدة