الأربعاء، أكتوبر 25، 2006

أنا والكرة



كنت في قرارة نفسي أعرف أنني لست ماهرا للدرجة، ولكنها حمى الاستمرار، كنت في الحادية عشرة من العمر، وكان ملعب مدرستي الإعدادية الرملي يفوق بكثير الفناء المعدني لمدرستي الابتدائية التي كانت قصرا في الماضي... لم أعرف النوادي كأغلب أقراني، ملعب المدرسة كان متنفسي...

انتصب المرميان أمامي يرسمان حلما طالما راودني كثيرا، كنت أحلم بالتألق على تلك الأرض وإبراز مهاراتي، وقد حانت الفرصة، أقضي ساعات قبل بدء الدراسة وبعدها ألعب مع زملائي الكرة، ولم تحظ دوما كرتنا بصفة الكرويـّة بل كانت أي شيء يؤدي الغرض والسلام، حتى لو صخرة صغيرة كنا نلعب بها والمتعة تنهمر مع قطرات العرق، كان يوم عيد إذا أتى أحد زملائنا بكرة حقيقية من بيته ولكن ذلك لم يتكرر كثيرا، أذكر يوما نزلت فيه من بيتي والنور لم يعم الدنيا بعد، كنت أول من وطأ فناء المدرسة، ولعبت الكرة مع أول مجموعة أتت، قضينا ساعتين أو أكثر قبل انتظام الطابور الصباحي، كان شغفا لدرجة الجنون...

جربت نفسي في أكثر من مركز، بدأت أكتشف الحقيقة، لست ماهرا كما تخيلت، أنا أقل بكثير من زملائي، لا أجيد المراوغة ولا قوة الالتحام مثلما يفعلون، فقط أجري بسرعة، ذلك كل ما كنت أملك، وعليه كنت أحيا، فأحاول تنمية قدراتي من خلال الإصرار وأداء الأدوار الدفاعية ولكنني عجزت عن إيجاد أية موهبة فطرية لدي...

قضيت عاما وأنا بداخلي أرفض الحقيقة، كنت على قناعة بأني لاعب جيد ولكنها الفرصة لم تأت بعد، من حين لآخر كنت أؤدي بشكل جيد لكن ليس باستمرار، فتألقي هو الاستثناء وإخفاقي هو القاعدة...

في بداية الصف الثاني الإعدادي كنت مصطفا مع زملائي في الفريق قبل مباراة خلال حصة ألعاب، كنت أرتدي لوني المفضل الأزرق والشورت الأبيض، كان هناك من يعرفونني منذ السنة الأولى، ولكن الأغلبية لم تكن تعرفني بعد، كانت بمثابة فرصة لكتابة شهادة ميلاد جديدة مع الكرة، وبالفعل من أول دقيقة انفردت بالمرمى من اليسار وسددت الكرة أرضية هادئة بسن القدم اليمنى في الزاوية البعيدة فكانت لمسة فنية بحق أعبجت زملائي جميعا ونلت على إثرها تشجيعا كبيرا، مازلت أذكر نتيجة المباراة فقد تعادلنا فيها 1-1 ثم لجأنا لركلات الترجيح فحسمها صديق عمري وحارسنا لصالح فريقنا!

بعد تلك المباراة وأثناء اتجاهي نحو الحنفيات للشرب وجدت زميلا من فريقي يقول لي:

- كابتن! انت مبتعرفش تلعب... بس الجول اللي جبته حلو!

لم تفاجئني الكلمة كثيرا، فقط أيقظت بداخلي حقيقة كنت أحاول إخفاءها، ولكن إلى متى؟!

مرت الأيام ومعدل لعبي يقل تدريجيا، لم أرد أن أكون عبئا على أصدقائي، ولكن جاءت مباراة خلال حصة ألعاب ولا أذكر التفاصيل إلا أنني لعبت في بعض وقتها كحارس مرمى! كان مدرس الألعاب وقتها يرتدي ملابس رياضية عليها شعار النادي الأهلي، وكان مدرس اللغة الإنجليزية الماهر جدا في الكرة يلعب في الفريق الخصم ولم ينجح في تسجيل أي هدف في مرماي رغم محاولاته المستمرة، كانت قفزاتي رائعة... بعد المباراة فوجئت بالمدرس يسألني عن رغبتي في اللعب للنادي الأهلي؟! لم أصدق ولكنه استدرك أنه يريدني لفريق الوثب العالي هناك! أعطاني ميعادا ولكنني لم أذهب رغم تشجيع والديّ للفكرة بشدة، كنت لا أتخيل نفسي بعيدا عن الكرة...

قلت مبارياتي تدريجيا، وانعدمت أحيانا، إلا أن آخر مباراة لعبتها منذ عام كان أدائي فيها جيدا، كان ملعبا كبيرا، الجبهة اليمنى مكاني المفضل، أداء متميز جدا ولمسات مهارية وكأنني ألعب منذ فترة...

لم أكن بهذا السوء، هكذا فكرت...

الاثنين، أكتوبر 23، 2006

يا ليلة العيد

لحظات نادرة هي، ليتها تدوم أكثر، ألامس الحقيقة وأجد آثارها على أناملي، تسقط روحي على ركبتيها لتفيض عيناها نهرا من دمع، أرتجف كلياً، أهو كذلك؟! حين تختلط البساطة بالتعقيد فيخرجان معنى جديدا... أهي معجزة؟! قد تكون، ولكن أين اثرها عليّ، إنني منبهر بعد ليس أكثر، لا أريد أن أمُرّ وأنا عنها معرض، فلأترقب قليلا، إن رؤيتي لهي البداية، كل شيء يبدأ بنقطة ما، وما كنت لأبدأ لولا أن رأيت... مالي أعقد حساباتي؟! ومالي والحسابات أصلا؟!

عناق ذاتي، هكذا قد يكون، أم هلاوس؟! معاذ الله! لم العموم إذاً؟ لا أدري لماذا أستمتع دوما برؤية الآخرين تائهين وسط ما أشير إليه بكلماتي، قد عانيت نفس التيه كثيرا، ربما مازلت أعانيه وما أدري! هي المعاني في بساطتها، ليس هناك أدنى داع للتأويلات والإسقاطات، فلنأخذ الكلام كما هو، ولكن ماذا إن فقد الدلالة؟! فليطرح جانبا!

عيد سعيد، سأعود لاحقا...

الخميس، أكتوبر 12، 2006

تعريف صحفي-1

الدسك في الصحافة المصرية:

هو ذلك الرجل الذي يجلس على مكتبه فيأتون له بأوراق قد تبول فيها آخرون بأحبارهم كي يحولها إلى نصوص مفهومة من حيث المعنى وجذابة من حيث القالب والأسلوب لتصبح صالحة للنشر، ولكنه رغم ذلك يفاجأ باعتراضهم على تطهيره لآثارهم

الخميس، أكتوبر 05، 2006

عذرا لسان الضاد


عذرا لسان الضاد

يؤلمني أشد الألم ما أرى يوميا بعينيّ من انتهاكات صارخة لهيبة اللغة العربية، أبهى اللغات وأكملها، فلا تمر عيناي على نص مكتوب هنا أو هناك إلا وتجد أخطاء لغوية فادحة هجاءً ونحواً، والغريب أن تكون هذه الأخطاء على مرءى ومسمع من يعملون بالقلم ويتكسبون من الكلمة، هؤلاء الذين لا يلقون بالا للغة وكأنها شيء ثانوي ليس ذا أهمية إذا ما قورن بالمعنى المكتوب، للأسف تناسى هؤلاء أن اللغة هي الوعاء الحاوي للمعنى، هي تماما كالباقة التي تقدم فيها زهورك، كيف يمكن أن تكون أو تبدو وأنت تقدم أجمل الأزهار وأنفسها في باقة متسخة ملوثة؟! لا أعتقد أن أحدا سيقدم لاستنشاق عبيرها لأنه سيتجنب الإطار الملوث هذا.

المسئول عن حال لغتنا اليوم هو المجتمع كمنظومة فكرية، فالفكر السائد حاليا لا يلقي بالا للغة ولا يعطيها أدنى أهمية وانعكس هذا على التعليم، بل إن المهتم باللغة سيكون بنسبة كبيرة مهتم بلسانه الأجنبي عن لسانه العربي، ولا أدري ما الضرر إذا نجح في التمكن من اللسانين على وجه مكتمل! فهو يهمل الأخير لحساب الأول ولا يهمه كيف يفتح مصحفه فيقرأ القرآن، ولا يهمه كيف يكتب آية قرآنية بشكل صحيح إن حاول، ولا يهمه أن تكون الأشياء في العام المطلق على الوجه الصحيح، فلو كان مهتما بإتقان الأعمال وإيتائها حقها لعمل على أن تكون لغته صحيحة غير مثيرة للاشمئزاز...

أين مراكزنا الثقافية في الخارج؟! إن اختفاءها لهو الدليل الأكبر على عدم اهتمامنا باللغة التي تشكل ضلعا بارزا في منظومة ثقافتنا، بل الوعاء الناقل لما في هذه الثقافة، وأنا لست من المتعصبين للقومية العربية، بل أنني من مناهضيها أصلا، ولكنني بشكل شخصي أرى أن اللغتين العربية والفارسية هما الوعاءان الحاملان للثقافة الإسلامية ككل مع إعطاء أفضلية للعربية لأنها لغة القرآن وبها الرصيد الأكبر من ذاك التراث الثقافي.

بعيدا عن هذا فإن لغتنا العربية لغة متطورة جدا على مستوى المعنى، تقبل الجديد والأجنبي وتوظفه كعنصر مستخدم فيها بشكل فعال، ففي القرن التاسع عشر الميلادي شهدت اللغة نقلة نوعية من خلال دخول العديد من التعبيرات المترجمة عن اللغات الغربية إلى سجلاتها، وهي تعبيرات لم تكن مستخدمة قديما، وليس مصدرها عربيا ولكنها مع ذلك وجدت قبولا لدى الحس العربي اللغوي الذي يتميز بالمساحة الأوسع في إدراك وتقبل الجديد دائما، وتطور اللغة لا يعني بالضرورة تعريب كافة المصطلحات فيها، فالقرآن الكريم أخذ ألفاظا من الفارسية ولم يقم بتعريبها، ولا أدري لماذا التهافت وراء تعريب كل شيء؟! فلماذا جعل الاسم الأجنبي ممنوعا من الصرف؟! صحيح هناك أشياء يفضل تعريبها لكن ليس بهذه السذاجة...

كل هذا على مستوى الكتابة، ولو جئنا على مستوى النطق لوجدنا كارثة أخرى، فنفر غير قليل ممن يرتقون منبر الخطابة يتحفوننا دوما بأخطاء لغوية بالجملة، وكأن الشرط الوحيد للخطيب هو أن يكون مفوها بغض النظر عن لغته التي ينقل بها أفكاره ويبثها، فلو كانت لغته ضعيفة متهتكة لخفت بريقه وغطاه الصدأ أمام جمهوره، ولو كانت لغته صحيحة قوية لوجدت معانيه طريقا أقصر إلى قلوبهم عبر ذلك الخط الشعوري....

وبعيدا عن الخطباء، لا أدري السبب في عدم قدرة الكثير من الشباب على نطق بعض الحروف العربية بشكل صحيح، حرفا القاف والطاء لهما قسط وافر من الانتهاكات وإساءة الاستخدام علما بأن اللغة العربية هي اللغة الأفضل في نطق كافة الحروف وإخراج كافة الأصوات...

فلنهتم بلغتنا أكثر، فلا داعي لغض الطرف عن فشلنا معها وإساءاتنا لها، لننسج من حبر أقلامنا نصوصا صحيحة قادرة على حمل أفكارنا...

ANNOUCEMENT AMENDMENT

AMENDMENT

Well, it took some time to know where things are placed, and what actions are signaling…

I've put many of my dreams on sale more than a week ago, but didn't receive any offers, though I thought it was a precious chance for those who value jewels, but unfortunately none of them existed…, I had another expectation, I could have been relieved if someone had read the previous announcement and had sympathized with me, I waited for an urging call not to leave my dreams slipping but there was nothing, no even shadows, nor inquiries about the reasons why my dreams lapsed, so I had nothing, obviously nothing, no allies, no companions, no partners… like if it was better that I got rid of such dreams.

For moments I was thinking while walking… what's next?! Are those dreams costing others what they can't stand for?! Is their help needed?! Of course it is, but at least not now, still further stages to come when there will be many substitutions in roles…

Let me recall some moments I like, moments from my imagination, never been there, but always draw a smile on my face…

I was sitting there on that hot sand, feeling disheartened, thinking when my fate will be sealed, not wanting to look up, as I fear the sunlight, it was frying my hair… but looking around… I was able to identify my sword, which wasn't used for a long time, but once I touched the blade, I was refreshed again, so leaning on the mighty sword of mine I could stand up and walk, and I treated my hair making the famous bony-tail I always wanted to have, and for moments I felt like if I could penetrate the sunlight with rays coming away from my eyes, pure authenticity covering the atmosphere around me… here I come… no need for care, enough negligence and misunderstanding…. enough oblivion…

Oh, ALLAH! My only God, guide me to the straight path, let me be one of your soldiers, inspire me with faith when I give up, help me be more determined, accept my repentance, enlighten my heart and mind, let me be one of those holding the flag, even if unseen.

So, from now I apologise for my dreams, I apologise for the souls I promised to raise nevertheless they never knew about my vow, I apologise for the flag, I apologise for my heart, I apologise for everyone was bothered with my unjustified dilemma.

Let me continue what I started, let me seek amendments… let people smile… let me disappear from the scene… to fly high...