الأربعاء، يوليو 30، 2008

ذكرى ثانية

الليلة تكمل مدونتي عامها الثاني... أنا أجيد الاحتفاظ بالتواريخ بشكل مقيت! بل وأصنع مناسبات لا تستحق الذكرى... فالمدونة هذه لم تعد تعن لي شخصياً الكثير... ربما "أخذت دورها" وانتهى كما يقول مثلنا العامي.

هذه هي التدوينة رقم 140 وبالتأكيد هو نفس الرقم الذي يحمله دليل أرقام الهاتف في مصر، مجرد مصادفة مملة لا بد من تسجيلها لأنها ستأتي بالضرورة إلى ذهن من يقرأ حتى وإن كانت فاقدة لأية دلالة كما هو الحال.

حسناً! بقيت أدون حتى خبُت قبسي، وتراجعت "هوجة" التدوين بوجه عام، أحان وقت التوقف؟ لا أدري... ولكن متى يحين سيفرض نفسه ويوفر علي جهد التساؤل، وبالتالي لا مانع من الاستمرار طالما بقي متاحاً، ولأكون أكثر صراحة أقول طالما ليس هناك بديل أو عمل آخر أقوم به.

احتفل بالذكرى الأولى في تدوينة هنا، وقلت إنني مررت بتغييرات منذ تأسيس المدونة وعلى مدار عام من عمرها، وتساءلت كيف سأكون الآن... والإجابة الصادمة تقريباً كانت "لا تغيير!".

نعم، هي تغييرات أبسط من أن تذكر، وربما لهذا أشعر بالأسى نفسه الذي تقاسمته مع زملاء الدراسة، في كل كتاباتهم أشعر ببطء دورة الترس عكس الحال المعتاد، بل لا أتخيل أنني لست "خريج السنة" كما كنت طيلة العام الماضي، فقد خطوت درجة في سلم الأقدمية، وهو شعور مقيت للغاية، ربما يخففه عني أني مازلت الأصغر سناً في مكان العمل، وهو وضع لن يستمر، فإما أن أرحل أنا، أو ينتهي العمل نفسه، أو يأتي من يصغرني.
ليس منكراً أن حياة أغلبنا تملؤها الإحباطات، فرسمياً لسنا صحفيين حتى وإن كنا نعمل بالصحافة منذ أكثر من ثلاث سنوات فضلاً عن دراستها ونيل درجة جامعية فيها، نعم أنا لست صحفياً في نظر الدولة بسبب لوائح حمقاء وفروق في كلمات لا تغير المعنى! لست صحفياً وإن كنت أحمل بطاقة معتمدة أنني مراسل! الهيئة العامة للاستعلامات تقول إني صحفي، ولكن الدولة التي تتبعها الهيئة لا تعترف... أي وهم!

الكتابة؟ لم أعد أجيدها! القراءة... لا أصبر عليها! بل إن أغلب المواضيع تبدو مملة في هذه الحياة، من جديد يطرق الملل أبوابنا ونوافذنا ويكاد يعوقنا عن التنفس بطبيعية.

بل مللت إكمال هذه التدوينة... معذرة.


الأربعاء، يوليو 23، 2008

قصاصة



حين قررت خط تلك الكلمات، كان في بالي شيئان، أولهما أن موت الأسرار مع حاملها ليس عملاً محموداً دائماً، والسبب الآخر هو اقتناعي بأخلاقية هذا السر الذي نجح البعض في الاطلاع على روايات عنه دون أن يروه رأي العين.

والحقيقة تقول إن ليس كل من يبصر الأشياء يراها، وبالتالي فحتى من يصل إلى الكنز- بعد استنتاجات معقدة ومجهود ذهني– لن يدرك قيمته بالضرورة، فقد يكون حب الاستطلاع فقط هو الدافع الوحيد لديه، وما إن يصل إلى نقطة النهاية حتى يدركه الإحباط، فما أراه أنا كنزاً لا تراه أنت بالضرورة كذلك، فلم ألتزم شيئاً من السرية والغموض؟!

التفسيرات كثيرة، ومنها أنك قد ترى الكنز كنزاً بالفعل وتشاركني في السباق، وحتى إن لم تدرك حقيقته، أليس بديهياً أن أخاف عليه من عبث العابثين؟ بلى.

حسناً، ليبقى غير معلن، ولأترك الخيوط كنوع من التنفيس، فإن نجحت أن تعثر عليها أولاً، ثم تتبعتها بنجاح إلى المنتهى فسيكون ذلك يوم لا يسأل حميم حميماً، أي بعد نهاية المباراة، وحينها سيكون الأمر شبيهاً لو عرفت مستقبلاً أن بكار مثلاً شخصية مستوحاة من الواقع ولكنه لم يملك أبداً النعجة رشيدة، ماذا تستفيد وقتها؟ لا شيء!

كثير من الكتب لا يحمل اسمها معنى، كذلك كان سجل الفرسان التاسع عشر، لا يحمل اسمه دلالة سوى رقمه المسلسل بين الإصدارات بشكل يجعلك في غنى عن استخدامه، أي إننا نتحدث عن عنوان يتمثل في الرقم "19" وهو ليس ذا علاقة بسلسلة الكاتب الشهير التي تثير حنقي دون أن أقرأ منها سطراً.

في عام 1940 كانت نقطة البداية، يمكنك تصوير الأمر بنظرية الإبصار القديمة التي قامت على اعتقاد خروج شعاع من عين الإنسان يقع على المدى المتاح أمامها فتحدث ظاهرة الرؤية، ولو تتبعت ذلك الخط لوجدت أنه ليس شعاعاً بالمعنى الهندسي إذا أردنا الدقة، بل قطعة مستقيمة أو حتى مجرد خط واصل يأخذك حتماً إلى 1985 لتبصر الكفتين وجهاً لوجه وإن كانت اليمنى منهما مشوهة بعض الشيء، ربما لأسباب فنية.

الصورة لا تبرز كل شيء، حدودها تنتهي عند الكادر، وعمقها يتوقف عند الخلفية، كما أنها لا تقدم الحقيقة بالضرورة، فإن أظهرت شاباً وفتاة يكونان ثنائياً يشكله شريكان، لا تتسرع، بل هما شقيقان! وهكذا سر للخلف تُصِب!

قال المفكر في أول تعريفه لمعنى الخيار الأوحد إنه "استعداد روحي وعقلي ومادي للإصلاح"، ربما لذلك مات مستعداً.

الجمعة، يوليو 18، 2008

السبت، يوليو 05، 2008

ضياع



رأيتني في زي كلاسيكي أقف مع صديق العمر، ننتظر قطاراً أوروبياً أبيض اللون... وجاء بالفعل...

لكننا لمحنا على الرصيف زميلاً قديماً لننجر في حديث معه قبل الركوب... وفجأة... انغلق الباب! ومرق القطار! ووراءه ركضنا... بكل أمل اللحاق... ولكنه يتحول إلى حافلة مجنونة! تستدير فجأة تجاهنا لنعكس مسارنا بالتبعية... وأنفاس ترتفع، وقلب يقرع جدار الصدر...

وذاب المسعى! ودون زحام... فقدني الصديق وفقدته!






تذييل: نعم الصورة مقلوبة ومأخوذة من موقع كوربيس بالفعل