الجمعة، يناير 27، 2012

خط اليد

أشعر بحنين بالغ إلى فكرة كتابة رسائل بريدية بخط اليد وانتظار وصول الردود.. ها هي التكنولوجيا تقتلنا مرة أخرى.. فلو قرأت خط مخاطبي لشعرت بأنني أراه بدلا من تلك الأحرف اللعينة المتسقة التي نطبعها بلوحة المفاتيح.
صحيح لا أجد فارقا كبيرا في الكتابة على الكومبيوتر أو بالقلم.. الأفكار هي هي، ولا معنى للطقوس حين أقرر الكتابة فالفكرة وحدها تقتادني إلى حيث تريد.
أفتقد الكتابة بالقلم، وأحيانا أحضر ورقا وأكتب أية كلمات من أجل الكتابة فقط.. أو ربما من أجل رؤية خطي فحينها أدرك أنني لم أزل حيا وأن لي تلك الروح المتفردة التي أفتقدها حين تكون حروفي مخطوطة آليًا.
في خطي تتجلى روحي المتفردة ولا أكون مجرد نموذج مكرر، أبتعد عن ضجيج السياسة والجدال وأنعم بشيء من السلام النفسي.
لا أدري هل لذلك يقوم العلاج الإدراكي للقلق والاكتئاب في بعض الأحيان على الكتابة؟ لي تجربة ويمكنني القول بأن الأمر مجدٍ فعلا.
في كل الأحوال خطي ليس جيدا أو فنيا، ولكنني أستمتع برؤيته.. حين أمسك القلم "الفرنساوي" وأكتب أي شيء أشعر بالسرور، هي نزعة فردية في أقصى صورها كتلك التي تحدث عنها من قرأت لهم مؤخرا بالمصادفة.





الخميس، يناير 19، 2012

مبعثرات جديدة

وماذا بعد أن أجيبت الأسئلة؟! حركة مشاعر يتبعها ركود قاتل.
الحيرة متعبة ولكنها تعين على الحياة أكثر من المعرفة التي لا نملك بعدها فعل شيء. من الصحيح أن المعرفة قد تدفعنا نحو النجاح والإبداع بغرض الاستمرار في إبهار من عرفنا أنه لم يزل هناك يتابع ما نفعل، ولكن يبقى الخط المستقيم ممتدا لا يحتمل انحناءات لأنها في حكم الانحرافات.
لم أملك إلا الإجابة، وسابقا كانت هوايتي التلبية.. بطلب أو بدون!



الأحد، يناير 01، 2012

اكتشافات إخوانية


منذ أن بدأت نتائج الانتخابات البرلمانية تكشف عن تفوق واضح للتيار الإسلامي وخاصة لقطبه جماعة الإخوان المسلمين، والصحف وقنوات التلفزيون والمواقع تطالعنا يوميا بتصريحات لمشاهير يجاهرون بأنهم ارتبطوا بصلات بالجماعة إما خلال الطفولة والصبا، أو فترة الدراسة الجامعية، أو التعاون في الأعمال الخيرية مثلا.
الأمر في كل الأحوال منطقي، فغالبية المصريين لا بد وأن يكونوا قد تعرضوا للفكر الإخواني سواء عرفوا ذلك أم لم يدركوه، فالجماعة لها عمق في الشارع يصعب تخيله على من يبقى بعيدا ينظر من وراء حجاب.
لكن غير المنطقي بالضرورة، هو أن تكون هذه الجسور قائمة ومبنية مع من اعتادوا تشويه الجماعة –بل والتيار الإسلامي قاطبة- كلما حانت الفرصة أو حتى لم تحن، ثم يخرجون علينا الآن بقدر غير معقول من الوقاحة ليتحدثوا عن أصولهم الإخوانية.
بالتأكيد لعب السلفيون دورا في هذا، فقد قدموا للإخوان "خدمة العمر" من خلال تصريحات قياداتهم المثيرة للجدل حول السياحة والعلاقة بين المسلمين والأقباط والفن والأدب وغير ذلك، فكانت النتيجة الضياع الكامل لجهد مؤلف مثل "وحيد حامد" عمد إلى الخلط والتعميم بين التيارات الإسلامية من خلال السينما والتلفزيون لبناء وعي زائف لدى المشاهدين.
يبقى من غير المفهوم بالنسبة لي أن أقرأ مقالا لرئيس تحرير صحيفة خاصة بعنوان "واكتشفت أنني إخواني" وهي ذاتها الصحيفة التي قررت الجماعة مقاطعتها نظرا لعدم حيادتها المشهودة في التعامل مع ملفات التيارات الإسلامية خاصة خلال فترة الاستفتاء على التعديلات الدستورية بما صاحبها من لغط واتهامات.
مقدم التلفزيون الآخر الذي ساهم في إيهام الجماهير باستمرار عمل النظام الخاص للإخوان المسلمين بعد عرض للفنون القتالية بإحدى الجامعات، لا يجد غضاضة الآن في الانفتاح على الجماعة والإشادة بتحركاتها كلما جاءت فرصة أو لم تأت.. ولا أدري هل كان سيحتفظ بنفس الموقف لو جاءت نتيجة الانتخابات مغايرة أم لا.
الأمر امتد إلى الممثلين والمطربين، ومنهم صادق والآخر لا يمكن لأحد الجزم بصدقه سوى كوادر الجماعة التي قد يكون قد عمل معها على مستوى الشعبة أو الجامعة أو غير ذلك، ولكن يبقى السؤال لماذا لم يجرؤ أي من هؤلاء في السابق حتى على ذكر شخصية بوزن حسن البنا الذي يحظى باحترام من هم خارج التيار أصلا أو قل عبد القادر عودة أو عمر التلمساني؟
 إن حالة الهرولة هذه إلى أحضان الإخوان تستوجب الحذر سواء من الجماعة ذاتها أو من عموم المتابعين، وحسنًا فعل الإخوان بإنشاء حزب سياسي كي يكون محطة استقبال لهؤلاء ولتحتفظ الجماعة بكيانها -المسيس في جزء منه فقط- برونقها ودرجاتها ودوائرها بعيدا عن المتملقين ومن ارتعدوا أمام طيف زبانية الأنظمة السابقة ثم لبسوا عباءة المرحلة.