الأحد، ديسمبر 31، 2023

السبت، ديسمبر 24، 2022

أين ومتى؟

 متى أتوقف عن الحماقات؟ يبدو أن الداء سيستمر إلى أن أغادر هذه الدنيا.

 أراني كبرت، لم أعد شابا، ألمح شعيرات بيضاء تشرد بين رأسي ووجهي... أقل ممن هم في مثل عمري نعم، لكنها موجودة.

هذا الشيب المتسلل على استحياء لا يحمل معه كثيرا من التعقل، نفس الأخطاء تتكرر رغم محاولات التعلم، ذات نوبات الجنون وإن كانت بعصبية أقل، نفس النفور من القهوة ما لم تكن مسحوقة أمام الحليب.

التغير الوحيد هو الميل أكثر للاستسلام، لا رغبة للصراع على أي شيء.

قد لا يكون استسلاما، بل استصغارا للأهداف وإن بدت كبيرة، ربما هو تصالح مع الذات والمحيط.


أريد موعدا صباحيا لا أخلفه... خلف واجهة زجاجية تطل على الشارع وتعزلنا عن ضجيجه وتنفذ عبرها شمس الشتاء... وسط رائحة القهوة وأمام أكوابها المكسوة بالحليب... نصف ساعة من الحديث العام والآراء في الحياة والأفكار المطلقة... تعذّر بالتزامات ثم استئذان باسم بالرحيل.

أين ومتى؟



الثلاثاء، أغسطس 30، 2022

صورة مشوشة

تعرض هاتفي لعطل غير مسبب أثناء تحديث نظام التشغيل حوله إلى قطعة من الخردة لا تستجيب إلى شيء. قالت لي الشركة المصنعة إن إصلاحه سيتطلب أسبوعا، ومن ثم عليّ استخدام هاتف قديم رسمت الشروخ على شاشته نهر الكونغو وروافده.

صرت أرى كل شيء بصورة مشوشة، رسائل المعارف، إخطارات العمل، المتابعات المعتادة عن بُعد، حتى هذه التدوينة أكافح لكتابتها بشكل سلس.

قلتْ حتى كادت تنعدم مشاهداتي للفيديو، انغمستُ أكثر في القراءة عبر كيندل، عادت أفكاري الكئيبة حوّامة، وجدتُني أشعر بشيء من الدوار وأقرر ضمنا صرف النظر عن المشروعات الشخصية.

ربما قلتْ عوامل تشتيت الانتباه عما مضى، وهذه مشكلة! فأنا أخادع عالَمي بصرف انتباهي عن المثيرات حتى تخف وطأتها، لكن الآن تعود الأسئلة وتحمل معها حيرة العجز... العجز لا عن جهالة بل لاستحالة الجواب.

كل شيء يبدو مُشوشًا كهاتفي المؤقت... وفي وسط الصورة المشوشة وجه وحيد لم يصبه شيء.


الثلاثاء، نوفمبر 16، 2021

أخيرا

 حال من خوب است

اما با تو بهتر مى شوم


بيت بالفارسية التي لا أعرف منها إلا أقل القليل... رغبتُ كثيرا في كتابته، واليوم فقط أفعل.


الجمعة، يونيو 04، 2021

محاولة القفز فوق الأوحال

 

حين كنت أدرس نظريات الإعلام قبل سنوات طويلة، تأملت كثيرا في أساليبها واستراتيجياتها وتعجبت من كيفية انخداع الناس بتلك الطرق التي تبدو تقليدية وقد مر عليها عقود من الزمن. كنت أقول نحن في زمن المدونات والفضائيات ولا مكان لإذاعة رواية وحيدة فريدة لأي حادث بحيث تحصل من خلالها الجهة العليا على الأثر الذي تريد. وكم كنت ساذجا! لقد تطور الزمن وصارت الهواتف الذكية في يد الجميع، وانفتح الأفق قبل عقد وأصبح لكل حادث أكثر من رواية وعلى صاحب العقل أن يتبنى ما يبدو مقنعا أكثر... ولكن مع كل ذلك، زاد عدد الساقطين في فخاخ الدعاية الفجة الرخيصة، بل إن منهم من درس أساليب الدعاية تلك ويدرك ألاعيبها.

أشار الإمام علي في مقولته المشهورة إلى أن الغالبية من الناس "همج رعاع أتباع كل ناعق يميلون مع كل ريح"، وهي حقيقة أكاد ألمسها اليوم، ولا أحسبني عبقريا إن كنتُ ما زلت على الشاطئ لم يجرفني تيار النهر بعد، لكن لا أفهم لماذا يسعى الناس بأرجلهم إلى الفتنة؟ لماذا يخادعون أنفسهم؟ لماذا يتبعون السحرة؟ لماذا يعبدون مظاهر القوة؟

كثيرون التحقوا بالقافلة، بل بالقطيع... يهللون ويهتفون ولو على استحياء، صحيح قد هُزمنا جميعا، لكن الهزيمة بل والاستسلام يعنيان التعايش بشيء من التجاهل... لا التماهي بكثير من الاحتفاء.

إن فُتاتَ الحقوق التي توهب لنا كفتوحات غير مسبوقة لا تعني إسقاط ذاكرة المحارق، فهذه أمور لا يمكن غض الطرف عنها وكأنها مجرد ملح زائد في الطعام!

إن الواحد منا مهما كان واسع الحيلة يجيد الالتفاف للنجاة، فإنه يمسك بخيوط احترامه لذاته، لا يرخيها فتسقط في هُوة الحقارة. قد يكون اتساخ الثوب شرا لا بد منه في زمن المستنقعات، لكن الانغماس في الأوحال إراديا لا يبدو مبررا.

الثلاثاء، نوفمبر 17، 2020

تجربتي مع كورونا

 

خضعت في الثاني من نوفمبر الجاري لفحص إجباري قبل تغطية حدث ما مرتبط بعملي، وجاءت النتيجة إيجابية بما يعني أنني كنت على الورق مصابا بفيروس كورونا أو "كوفيد 19"، وهو أمر أراه -في ضوء ما كتبت سابقا في هذه المدونة ولم يقرأه أحد- يستدعي من باب الواجب أمام النفس رواية التجربة.

في الحقيقة حين ذهبت لإجراء المسحة لم أكن أعاني من أي أعراض ظاهرة، فقط رشح بسيط كآخر آثار نزلة برد ظهرت علي يوم 18 أكتوبر، وهي نزلة أعاني منها سنويا في نفس الموعد (أكتوبر/نوفمبر) وتتكرر كذلك في وداع الشتاء (فبراير/مارس)، وأدرك أجواءها تماما.

بمجرد أن شعرت ببدء نزلة البرد تلك اشتريت كالمعتاد "زيثروماكس" ومع اليوم الثالث كنت قد صرت طبيعيا تماما ولم يتبق إلا الرشح فقط، وهو أمر معتاد لم يدهشني مطلقا.

طوال هذه الفترة وحتى مسحة الثاني من نوفمبر خالطت كل أفراد أسرتي وأبي وأمي المسنين بل وكل زملاء العمل وعشرات من الأصدقاء في المؤتمرات الصحفية والأحداث المختلفة، دون أن يظهر عليّ أي عَرَض، ولما جاءت النتيجة إيجابية كانت مسحة زميلي المرافق لي طيلة الأيام السابقة سلبية! بل حتى ابني وابنتي كانا سلبيين، ومر أسبوع وخضعت لمسحة جديدة فجاءت نتيجتي سلبية أيضا.

إن ما حدث معي لم يزد فقط شكوكي حول الرواية العالمية السائدة لهذا الفيروس بل يكاد يكون مؤكدا لها، فالعالم يتعامل بمبالغة شديدة في تقدير الخطر –إن كان هناك خطر أصلا- إلى درجة تشعر المتابع المتجرد بأن هناك قرارا ما بإلغاء تشخيص نزلات البرد! فكل من يسعل أو ترتفع حرارته لا بد وأن يعاني من كورونا! وكأن كل خافضات الحرارة والمضادات الحيوية التي كنا نستخدمها قبل ذلك كانت على سبيل الوجاهة الاجتماعية وادعاء الجدية!

واضح لكل ذي عينين أن كل الإجراءات المتخذة عالميا –والتي تجاهلتها دول إفريقية تسير بشكل طبيعي جدا- تصب في اتجاه ما يتحدث عنه بيل جيتس ليلا ونهارا حول ضرورة تطعيم البشرية كلها بمصل مضاد للفيروس الجديد! لماذا التطعيم؟ لا أدري! ولكن ليس دوري أن أعرف... بل أقصى ما لدي أن أروي ما أراه بعيني وألمسه بيدي من قرائن وموافقات... لا أن أسير مساقا بلجام كالدواب تحت تأثير بيانات الصحة العالمية.

الثلاثاء، أبريل 14، 2020

إلى قارئي

هذه رسالة بالغة القِصَر إلى قارئي الوحيد، بل الأوحد.
لم يعد للمدونات صدى كما كان الحال قبل انتشار شبكات التواصل، وحتى إن كان لي نصيب من بعض المتابعة لاحقا فإن انقطاعي قد قلصها إلى درجة تقارب الانعدام.
لكن هناك من يزور هذه المدونة دون أن يكون قد بلغها متعثرا في نتائج بحث عشوائية، هناك من يقصدها مباشرة، وإليه أتوجه.
يا قارئي الأوحد،
سامحني إن خاب في أملُك، اعذرني إن بدوتُ ضعيفا، واذكرني بخير.