الجمعة، ديسمبر 28، 2007

الجسر



اعتدت المرور في الأشهر الأخيرة من فوق جسر "قصر النيل" الرابط بين منطقتي الجزيرة ووسط البلد لتفضيلي النزول في محطة الأوبرا الرائقة وكي أستمتع بعبور الجسر من فوق النيل في تمشية يسيرة، وبغض النظر عن الأسود الأربعة التي تحرس مدخلي الجسر إلا أن العلامة الأبرز هي الثنائيات (شاب وفتاة) التي تنتشر على سطحه وتستند إلى أسواره، وإذا نظرت إلى الأسفل من المسار الشمالي من جهة الجزيرة فستلاحظ حديقة يبدو أن العرف قد جعلها مقتصرة على استضافة الثنائيات فقط، حتى وإن دخلتُها مرة بمفردي كي أقرأ رواية في إحدى ساعات الفراغ... كانت كل فتاة يجلس بجوارها فارسها، أو هكذا تراه... أما أنا فوضعت حقيبتي على المقعد المجاور، ولم تنظر عيناي في حدقتين مختلفتين، بل بقت تحترف المرور بين الأسطر تتعرف على الكلمات وترسلها إلى عقلي كي تترجم إلى معان ومدارك.


وعند مدخل الحديقة وعلى طول المسار الشمالي للجسر ينتشر بائعو الزهور الحمراء، ويلتمسون كل السبل لإقناع الشاب لابتياع فتاته زهرة، سواء بالإلحاح أو الإحراج، ولكن دائما بالأفضل عن طريق الدعاء بالتوفيق وأن يكتب الله أحدهما للآخر.


من فوق الجسر يمكنك الاستناد إلى السور بساعديك، والتأمل من منظور علوي لما يحدث في الحديقة، كأنك أمام إحدى الألعاب الاستراتيجية التي قد تفضلها، هل هم يتحابون حقا؟! لا أبالغ حين أقول أن السمة العامة للانطباع الأول تدفعك لوصف الحضور أمام عينيك بأنهم شريحة كبيرة من الأوغاد، كالممثل الفاشل حين يؤدي دورا في مشهد لقاء بين روميو وجولييت.


ولكن مع التدقيق والحيادية قد تجد السعادة حقا، في هؤلاء الذين لا يتلامسون، وبغض النظر عن صحة الوضع بأكمله من عدمها، إلا أن البساطة أهم معالمه، فهو يحبها وهي تحبه، ومقعدان خشبيان أمام النيل في جو هادئ مع مشروب دافئ في الشتاء، همهمات بالكاد تدركها، وابتسامات خجولة من حين لآخر، وأحلام، وتعهدات...، وفوق كل شيء بساطة!


يعود بصري من جديد إلى قاعدة عيني، ومعه أتذكر موعدي في قلب القاهرة، وطيلة السير أتساءل... أهناك من أحبَّت مثلي؟! وتنطلق علامات الاستفهام والتعجب تطوف حول رأسي، ثم لا ألبث أن أجد نفسي في موعدي، أباشر عملي، وأغرق في التفاصيل من جديد، وكل مرة أفكر في النزول بمحطة أنور السادات، لكنها الأوبرا بجاذبيتها وتحتيمها المرور على الجسر.


الثلاثاء، ديسمبر 18، 2007

ليلة عيد

هذه مجموعة من خواطري عن هذه الليلة، هي ليلة اكتسبت مزيجا خاصا من مشاعر وأفكار بحيث صار يصعب تحديد وصف لها، وبالتالي فلا يوجد أفضل من الحلول العشوائية، أن أمر بشكل منفلت عبر أفكاري محاولا نقل ما أستطيع، مع التوقف إن لم أقدر على الإكمال سواء لعجز عن التبين أو لاكتشاف اللامعنى من النشاط بوجه عام.


هذا هو العيد الرابع الذي أعمل فيه كالمعتاد، أستمتع بالشوارع الخالية وأتخلص من مواعيد الأصدقاء التقليدية، والتي قد لا تروق لي إلا أنها ستسسبب في ضجرهم مني إن لم أمتثل لها، لأن كل مبرراتي تبدو ببساطة فارغة وكئيبة ولا معنى لها.

في العام السابق كنت أعمل مسائيا بصفة منتظمة، واتفق عيدا الفطر والأضحى أن يكون أول أيامهما موعدا للمبارتين، وبالتالي كان علي أن أكون ثاويا على مكتبي بالجريدة الأسبوعية، حيث كانت إحدى أهم محطاتي، أكتب كل ما أراه وأدفع برأيي بين السطور.

أما العام الحالي فتزامن أن أحصل على إجازتي ثاني يوم في المناسبتين، وبالتالي أن أعمل يوم العيد نفسه وصباحيا أيضا، هي ضريبة العمل في الصحافة، ولكنها تروق لي بأي حال.


وبعيدا عن الإجازات، فإن العيد الحالي هو السادس لي على التوالي الذي لا يكتسي بصبغة السرور، فهكذا عهدت منذ أن كنت طالبا بالصف الثالث بالجامعة إلى أن تخرجت الآن، فمرة يسيطر الحزن، ومرة اليأس، ومرة الكآبة، ومرة الغضب، وأخرى يقتسمني القلق والتفكير، كأن العيد عندي أصبح إلغاء مسبقا لأية حالة هدنة ممكنة مع مشاكلي وهمومي الشخصية البحتة.


هذا كان عن العيد بوجه عام، أما عن عيد الأضحى على درجة الخصوص، فحين كنت صغيرا ان بإمكاني احتمال مشهد البح بمنتهى الاعتيادية، أما منذ أن تحولت إلى فترة بداية الشباب ونهاية المراهقة، فلا أدري لماذا لم أعد أتخيل فكرة أن يذبح حيوان أمامي، حتما هو أمر شرعي، بل ومن أسس استمرار الحياة على الكوكب في ضوء قانون السلسلة الغذائية الذي لا يجهله طالب بالمرحلة الابتدائية، ولكن موقفي لا يعارض هذا، بل أطالب بإعفائي من مشاهدة حيوان أعزل مكبل يتعرض للذبح من إنسان قوي مسلح! هكذا يبدو المشهد في عيني، ولا أدري لماذا أشعر بالذنب لسلبيتي لدى بقائي خلف الجدار وأنا أعلم ما يجري أمام فناء المنزل! والأمر ليس أنني ملاك رحيم، بل لا أكذب حين اقول أنه من الممكن يوما أن آخذ زمام المبادرة لذبح إنسان ولا أفعل الأمر نفسه مع أي من الحيوانات، فهناك كثيرون على ظهر هذه الدنيا لا يستحقون ما يحصلون عليه من الأكسجين.

أرى أن أتوقف.

السبت، نوفمبر 24، 2007

إسرائيل في مادتنا الرياضية

حين جاءت إلى رأسي هذه الفكرة لم أكن أريد أن تأخذ أكبر من حجمها، ولكنها إشكالية فعلية يتم التعرض لها لدى التحرير الصحفي الإخباري الرياضي، فالقصة هي هل نكتب "إسرائيل" أم "الكيان الصهيوني" أم ماذا؟ وفي الوقت نفسه ما هي دلالة كل مصطلح؟ وماذا يمكن أن تعطي الكلمات المستخدمة معه في السياق من دلالات أخرى؟

ما أتعرض له شخصيا هو أنني أعمل لدى جهة أجنبية تقوم سياستها التحريرية على الاعتراف بما يسمى دولة إسرائيل، وأنا شخصيا لا اكتب كلمة "الكيان الصهيوني" لأن هناك ما يسمى إسرائيل وإن كنت أفقد الإيمان بشرعيتها وأؤمن بأنها ينبغي أن تمحى من على الخريطة يوما ما، لكن الأخطر حقا هو الألفاظ المستخدمة في السياق، وهي التي يمكننا التحكم فيها حتى رغم السياسة التحريرية للجهة التي نعمل لديها.

مثلا في الآونة الأخيرة كان فوز إسرائيل على روسيا في تصيفات بطولة يورو 2008 محور حديث وسائل الإعلام العربية وهو ما أسفر عن عناوين أو جمل يمكن النظر إليها والبحث عما تخرج من دلالات كالتالي:


إسرائيل تهزم روسيا وتقلص آمالها في بلوغ النهائيات



الروس يسقطون في ضيافة الكيان الصهيوني



نجح المنتخب الإسرائيلي في ملعبه بتل أبيب في مفاجأة نظيره الروسي بالتغلب عليه....


العنوان الأول: قد يكون الأكثر اعتدالا من وجهة نظري، خاصة أنه أورد ما حدث دون إعطاء دلالات أخرى، وهو ما سيتضح لدى مقارنته بما يليه.


العنوان الثاني: على الرغم من استخدام مصطلح "الكيان الصهيوني" إلا أن كلمة ضيافة لها دلالة أخطر بكثير من أي شيء، فهي اعتراف بأن إسرائيل صاحبة أرض وتستقبل الآخرين بموجب أن ما يلتقون عليه هو أرضها وملكها الفعلي!


الجملة الثالثة: "في ملعبه" هنا تم تناسي أن ملعب إسرائيل المشار إليه مقام على أرض فلسطينية أصلا وبالتالي لا يفترض أن تتم الإشارة إلى مكونات الأرض أو الحضارة بهاء الملكية أبدا وإلا تعتبر منتسبة لإسرائيل، في حين يمكن الاستعانة بالعكس مثل نسب العناصر البشرية، وهو القول "نجح الفريق الإسرائيلي وسط أنصاره، مشجعيه، جماهيره..." وهذه حقيقة لأن هناك من يشجعه ويؤازره، ولكنهم ليسوا بالضرورة أصحاب الأرض الحقيقيين وذوي شرف الضيافة.



بعيدا عن هذا أيضا، انتشرت موجة تعمد تجاهل الحديث عن الشخصيات الإسرائيلية الرياضية، حتى مع تولي أفرام جرانت تدريب فريق تشيلسي الإنجليزي الذي يضم أيضا مدافعا إسرائيليا هو طال بن حائم بجانب فرق ليفربول الذي يلعب بين صفوفه يوسي بن عيون.

ولا أدري لمصلحة من يتم التجاهل؟ أمن أجل التنويم وبحيث لا نعرف كقراء أن إسرائيل صار لها كوادر كروية عالمية سواء على مستوى اللاعبين أو المدربين بغض النظر عن أهليتهم الحقيقية لذلك؟

عل الجهة الأخرى، أتذكر منذ نحو أربعة أعوام وربما أكثر، كان إيال بركوفيتش صانع الألعاب الإسرائيلي يلعب في صفوف فريق مانشستر سيتي الإنجليزي ولا أنسى كيف بقى المعلق الليبي "حازم الكاديكي" يتغزل في مهارات اللاعب الفائقة وتفاهمه الكبير مع زميله الجزائري في نفس الفريق علي بن عربية! كان بإمكانه وصف اللعبة بأنها "جميلة" او تمريرة "مميزة" لكن دون الغناء والطبل والزمر!

بل لا أنسى وقتما كان يلعب بن عيون في صفوف فريق راسينج سانتاندير الإسباني وكان يحصل على التهنئة بعد أهدافه من زملائه اللاعبين ومن بينهم التونسي مهدي النفطي! بل كمية الإسرائيليين الذين لعبوا في الدوري التركي وعلى رأسهم حائم رفيفو الذي كان يحصل على هتافات الثناء من مشجعي فريقه فناربخشة تحديدا.

بعيدا عن هذا وفي مصر تحديدا، بمجرد تولي جرانت ومجئ بن حائم إلى تشيلسي، ظل محبو الفريق على المقاهي يقولون "هذه كرة وليست سياسة!"، وهي عبارة محيرة حقا، لا أدري ماذا يُعنى من ورائها!


الحل ببساطة هو الاعتدال، لا مانع أن نقول "إسرائيل" مع كامل إيماننا بعدم شرعيتها وضرورة إزالتها من الوجود، ولكن لنبتعد في الوقت نفسه عن الدلالات الأخطر من مصطلحات أو تعليقات تحمل في طيها معاني الاعتراف والقبول.

الأربعاء، نوفمبر 14، 2007

عبارات أستفز بها غيري

ليثق كل واحد منا أن خلف الآخر قصصا كبيرة، وتعقيدات نفسية بعيدة، لنحترمها! ولنتوقف عن احتكار الألم والجزم أن معاناتنا هي الأكثر قسوة!


موتي باب تمنعني غريزتي من فتحه، ولكن تتيح لي تحسس سطحه، ومحاولة يائسة لتبين ما يفصل عني، لا خيارات كثيرة سوى احتمالين فقط، الراحة أو الشقاء.


إن الأشباح كانت أجسادا كاملة، حولتها الصدمات المتتالية إلى كائنات نفاذة دون جدران، هذا لم يمنع الألم بل اقترب به من الجوهر.


في ظل الغياب تتشابه علينا وجوه نفتقدها، ولدى المارة نلتمسها لتأخذنا ارتعادة الوهلة الأولى قبل إدراك إصابتنا بالتهافت.


قالوا "كانت لك انطلاقة!"، لم أحمل ردا… مجرد خواطر… العنقاء ليست خيالا…

الجمعة، نوفمبر 02، 2007

نحوها


أكثر من وارد أن تتحول مشاعر العاشق نحو فتاته إلى الأبـّوة مع ابتعاد حلم اللقاء، فهو يبقى خارج الصورة، يسمع اسمها صدفة ليعود بريق عينيه لحظات، ودون العودة إلى الماضي، تعلو شفتيه ابتسامة وهو يسمع عنها، فقط يفكر... كيف تبدو الآن؟

يبقى متيقنا أن سحرا مازال يسكن عينيها، وأن صوتها يبقى ملائكيا كما عهده، وأن حرف الحاء يكتسي بنغم محبب إن تلفظه، هي قد صارت طفلته!

خياله وضعها في دور ابنته التي يوصلها إلى المدرسة ويساعدها في دروسها، ويراقبها وهي تجري وتلعب، وتسكن وتهدأ، فقط لأنها هي! فهو لم يحبها لرابطة الدم بينهما، ولو كانت بنتا لآخر لتمناها له، ولكنها تبقى بعيدة! كمن هي على جزيرة أخرى يحول الضباب دون رؤيتها، ولا شكوى متاحة إلا للموج أو تلك النقطة النهائية في الأفق حيث يلتقي الماء بالسماء.

ربما لا يتمنى الآن سوى أن تسند رأسها إلى كتفه، ويرى وجهها النائم باسما، لكأنه يرى طيفها... على صفحة النيل، بين السحب، حتى على الأوراق أو الشاشات... يخط اسمها لا إراديا... لأنه لم يكتب أعذب منه أبدا.

هي تواصل الابتعاد، وهو يقف لا يقوى على الركض، فقد إيمانه بدور "الفاعل"، عصاه لم تعد سحرية، أيزحف؟ خيار سابق! كان يظن العدو بالبطن!

الأمل تدمع عيناه، والخيال شُل جناحاه، حتى الصدى اعتزل التلبية!

ولكنها الحياة تستمر: عبارة ليست بعزاء أو حل... مجرد تعبير عن دهشة عدم التوقف وإسدال الستائر...

الجمعة، أكتوبر 26، 2007

تصريحات العريان وتهافت التعليقات

أثارت التصريحات المنسوبة إلى د.عصام العريان القيادي البارز بجماعة الإخوان المسلمين بشأن إسرائيل موجة من التساؤلات والتهافت الكبير لدى فئات متباينة من عناصر المشهد السياسي المصري، وبغض النظر عن ماهية التصريحات نفسها إلا أن ردود الأفعال عليها كانت المادة الأكثر جاذبية بالنسبة لي.


قيل أن العريان قد اعترف أنه في حال وصول الإخوان إلى السلطة في مصر فإنهم سيحترمون الاتفاقات التي أبرمها النظام السابق وقتها ومن بينها المعاهدات المبرمة مع إسرائيل، وهو ما هرع آخرون إلى تفسيره بأنه تبشير إخواني بإمكانية قبول فكرة الاعتراف بإسرائيل كدولة بالمنطقة، إلا أن أحدا لم يلتفت لتوضيح العريان للتصريح لاحقا.


قال العريان أن الالتزام بالمعاهدات أمر طبيعي إلى حين تنتهي مدتها -ألم ينته سريان معاهدة السلام؟- وهذا الالتزام لا يعني من جانب الإخوان اعترافا بإسرائيل بأي شكل، بل هو - حسبما فهمت أنا- امتثال لقيد معين بمثابة الهدنة نستفيد نحن منه على المستوى الداخلي لحين التخلص منه فيتم النظر بعدها للجبهة الخارجية مع كامل الاعتراف بأن المحورين الداخلي والخارجي وجهان لعملة واحدة لا أولوية لأحدهما على الآخر.


ولكن انتعش كل معارضي الإخوان بالتصريحات، فجانب من الرفاق اعتبر أن الجماعة وقتها كشفت عن حقيقتها البراجماتية التي لا تلتزم بأي مبدأ لينطبق عليها وصف "الزئبقية"، ونسى هؤلاء أن رهانهم على اعتراف حماس – ابنة الإخوان الشرعية- بإسرائيل لم يتم حتى الآن، على الرغم من كل ما تعرض له أبناء الحركة في فلسطين من تضييق وتهميش واتهامات دولية، وطعنات وغدر وصراعات داخلية من أبناء فتح.


كل هذا كان في طي النسيان بالنسبة لرفاق المعارضة الذين انتهزوا الفرصة لإحياء الخلافات القديمة وتعيمم المفاهيم المعتادة عن الحركات الإسلامية، لكن الطريف هو استغلال فئة من النظام الحاكم لتصريحات العريان علما بأن الحزب الوطني والدولة ذاتها من فرسان التطبيع مع إسرائيل ورواده، فكيف ينتفدون تصريحا فـُهم منه أنه باشرة اعتراف بإسرائيل؟ بل إن الليبراليين الذين حذروا من تولي الإخوان السلطة لأنهم سيدخلوننا حينها في حروب متهورة قد اعترضوا على التصريح أيضا حتى وإن توافق ظاهريا مع أجندتهم!!!


هذه كلها مؤشرات كوميدية على وضع الساحة المصرية سياسيا من حكومة ومعارضة، فالجميع في حالة تهافت، بل إن مرشد الإخوان نفسه لم يفوت الفرصة للتأكيد على عدم الاعتراف بإسرائيل بعصبيته المعتادة وانفعالاته التي أصبح صيدا سهلا للأقلام والعدسات، فانضم هو أيضا لقطيع المتهافتين من أبناء ردود الأفعال غير العقلانية بغض النظر عن صحتها، وبات العريان وحيدا بين كل هؤلاء.


موقفي الشخصي أتفق فيه مع ما قاله د.العريان وما يعنيه حرفيا، ولكن تبقى تحفظاتي بشأن ردود الأفعال التي لا أملك إلا السخرية منها، ولست أدري كيف ستكون الحلقة القادمة في مسلسل التصريحات والتهافت، والتي لن يكون فيها العريان هو الضحية بالضرورة، بل ربما أحد عناصر أي فصيل معارض آخر.

الخميس، أكتوبر 11، 2007

شوية كدة

النهاردة مكانش ينفع أسيب المدونة أكتر من كدة، مش عشان نفسي أكتب، لأ! بس عشان معنديش حاجة أقولها خلاص... عارف إنها المرة المليون اللي أقول فيها إني أفلست فكريا والكلام ده... بس المرة دي ليها معنى شوية... وهو إني هاسيب المدونة من غير تحديث لأجل غير مسمى، يعني معرفش لحد امتى، بس عشان محدش يستنى إني أكتب حاجة يعني... ده بفرض إن فيه حد بيستنى فعلا!!!

المهم يعني لحد ما أرجع أدون تاني إن شاء الله فالأرشيف بتاع المدونة متاح للي عايز يقرا القديم أو اللي كتبته قبل كدة، غير كدة لو فرضنا إن حد مثلا وحشه يقرا لي أو يحسني بأي شكل فأنا موجود يعني ممتش حتى الآن، وتقريبا كل اللي بيتابعوا المدونة أصحابي أو رفاق دراسة أو زمايل شغل، وفي كل الحالات سهل يشوفوني أو نتكلم ولو حتى أونلاين أو بالتليفون.... ولو مكنش يعرفني ففيه إيميل في البروفايل أو هيلاقيني فيس بوك... ليها ألف حل يعني...

المهم عشان مبقاش رغاي بردو قبل ما أودع، يا ريت اللي متضايق مني يتسامح معايا شوية، ويا ريت كل اللي يدخل هنا يدعي لي... إلى اللقاء :)

الجمعة، أكتوبر 05، 2007

ذكرى




قال فؤاد حداد:


اصحى يا نايم وحد الدايم
وقول نويت بكره إن حييت
الشهر صايم والفجر قايم
اصحى يا نايم وحد الرزاق
رمضان كريم


مسحراتي ومعدي
منقراتي ومين قدي
الطبلة عالية في أحضاني
زي البيان زي النشرة
في ستة اكتوبر عشره
من الهلال الرمضاني
كان قلبي صخر الحنية
في المعركه للحرية
وللسلام اللي هداني


والنسمة هلت بحرية
يا مصر يا شهد الشهدا
الجنة شمسك وترابك
أصوم واصلى في محرابك
واسمع الشط الثاني
الله اكبر وأداني
آه من هواي في اوطاني
آه من شقاي ومن طربني
الأرض تتكلم عربي
والدنيا تسمع بوداني
نور الوجود من وجداني
زقاقي يفتح لي ميداني
حبيبي خدني وعداني


المشي طاب لي والدق على طبلي
ناس كانوا قبلي قالوا في الأمثال
الرجل تدب مطرح ماتحب
وأنا صنعتي مسحراتي في البلد جوال
حبيت ودبيت كما العاشق ليالي طوال
وكل شبر وحته من بلدي حته من كبدي حته من موال


دخلت دار بعد دار والكل بيحيي
أنا اللي حي وشهيد في الجنه وفي حيي
الله اكبر كأن الشمس من ضيي
على أرض سينا في نار المعركه والصهد
وأنا والتراب المنور انتصرنا لبعض
وكنت صايم ملكت من السماء للارض
وكنت عطشان ما حدش ارتوى زيي


اصحى يانايم وحد الدايم
السعي للصوم خير من النوم
دي ليالي سمحة نجومها سبحة
اصحى يانايم يانايم اصحى
وحد الرزاق



هذا ما قاله شاعرنا، ولكنهم قتلوا كل شيء في حاضرنا، اغتالونا في مهودنا! حذفوا كل الصفحات وأبرزوا سطرا: "الضربة الجوية"!!! لم تعد كلمة "6 أكتوبر" تحمل للغالبية أكثر من اسم المدينة التي أحيا فيها، لأن الانتصار عاد مفرغا، والببغاوات تردد "السلام"، "الرخاء"، "لا للمزايدة على دور مصر"، "خضنا ست حروب لفلسطين"، "لولا مبارك... لكنا كالعراق الآن!"، إلى آخر هذا الهراء...

لنعيد قراءة الأسطر بأعلى، ونستشعرها بلسان صاحبها وقلبه، ولنبكي مصرنا.


الأربعاء، أكتوبر 03، 2007

لست وحدك

هذه التدوينة مناسبتها اعتقال محمد الدريني، والحقيقة أنني لا أريد أن أخصصها للحديث عن معاناته هو وحده، وأغفل كل أولئك الراسفين في أغلال الظلم والطغيان للنظام القائم، فمصر عادت من جديد سجنا، والكل أسير خلف القضبان أو أمامه... لا فرق! والجلاد أعمى السوط، وضع الجميع في مرماه، ووضع الصلبان في الأفق تغازل أكتافنا...


اليوم لا أرفع راية اتجاهي وانتمائي، فأقدارنا جميعا في الذل سواء... ليعيننا الله جميعا على التحمل ويلهمنا الثورة..


كلماتي غير المرتبة هذه ليست إلا تضامنا مع الدريني وكل من يعاني...

الخميس، سبتمبر 27، 2007

سفسطة



لماذا أقدم آدم وحواء على الأكل من الشجرة المحرمة؟ ولماذا لحق العقاب على السلالة البشرية كلها فصرنا نحن هنا على الأرض بدلا من موضعنا الطبيعي بأعلى؟! من لم يكن ليأكل من الشجرة!

لماذا في قصة الطفولة خبرونا أن الفتاة حين دخلت القصر ذا الغرف المائة لم ترق لها أية واحدة من بين تسع وتسعين وفضلت العبث بالباب المغلق للمحرمة الوحيدة؟! حتى وإن قنعت بعدم محاولة فتحها، أراهن أنها كانت ستختار الغرفة رقم 99 للإقامة دون غيرها، لا لشيء إلا كونها مجاورة لعين الممنوع والمحرم، ولقضت الليالي تنصت بأسماعها عبر الحائط لأنصاف الأصوات الصادرة من الجهة الأخرى، ولخصّبت خيالها ببذور كل المشوقات والمفاجآت لا تنفصل عنها إلا بجدار واحد.

هي جدلية، تلك التي تلخصها عبارة "الممنوع مرغوب" أو المثل الإنجليزي القائل The grass is always greener on the other side فما مُنع عنا يبدو دائما مزدانا مبهجا للدرجة القصوى، ولا أتحدث هنا عن الراضين القنوعين، هؤلاء الذين نجحوا في ترويض أنفسهم والتغلب على العادة الإنسانية بتمني ما ليس في اليد، هم بذلوا جهدا كبيرا ليحققوا إنجازا أكبر وإن اختلفنا حول تقييمه.

ألا يلاحظ أحد أن القاسم المشترك بين قصة آدم الحقيقية، وقصة الفتاة الأسطورية هو أن الفاعل أنثى هنا وهناك؟ وسواء قامت حواء بتحريض آدم كما يردد البعض أم أخذت معه المبادرة فإنها تبقى فاعلا مشتركا في الحالة الأولى، وفاعلا كاملا في الثانية، لأن التيمة التي لا تنتهي بطلتها فتاة لا شاب!

دائما ما أمقت الحديث بتعميم عن المرأة، أو لنقل الأنثى إن أردت دقة أكبر، هي فقط ملاحظة، لا أريد بها استفزاز أحد ولا التوصل لأي استنتاج مثل أن "هي" سر شقاء الدنيا ومبعث المتاعب دائما، فلست من مرددي الرأي القائل أنه إذا واجهت مشكلة فابحث عن المرأة وراءها... لا أحب هذا.




الخميس، سبتمبر 20، 2007

ذكرى


انتبه أن الدقائق تمر ومنتصف الليل يدنو، أحضر محموله وفتح بريده ومكث يترقب ظهور الصفرين بجوار الرقم 12 حين يبدأ يوم ميلاده في ذكرى سنوية جديدة.

ومرت الثواني حتى تطابقت العقارب الثلاثة وجاء الرقم المنتظر، ولكن شيئا لم يحدث! فلم تهتز الشاشة ولم تدق الأجراس وما عزفت الموسيقى وما رن الهاتف... سيطر السكون على كل شيء، كأن الحركة كانت من نصيب عمره فقط ليتحرك خطه للأمام عاما إضافيا، عاما يبتعده عن جوهر حياته ودرتها...

أعياد الميلاد لا تعني له شيئا في ظاهرها، فهو أول كافر بها، والكعك والشمع والأغاني كلها في عينه مظاهر بلاهة لقوم فقدوا عقلهم يقومون بطقوس مضحكة، ولكنه اشتاق إلى كلمة واحدة "أذكرك!"... لم يرغب في سماعها قدر ما أراد استشعارها... وأنه يمثل قيمة لهؤلاء الذين يحملهم في قلبه، قيمة تستحق قيمة رسالة قصيرة، أو حتى كتابة عبارة تهنئة كلاسيكية!



أشكر كل أصدقائي الذين تنبهوا ليوم ميلادي، ومنحوني شعور أن أحدا يذكرني، أشكر من أرسل كارتا، وكتب رسالة، واتصل هاتفيا، أدين لكم حقا، كلماتكم وإن كانت بسيطة فقد وقتني الشعور المرير الذي تدور حوله الخاطرة السابقة، منحتوني كثيرا.

الجمعة، سبتمبر 14، 2007

من أوراقي



لم أدر ولا أدري سببا كان وراء خوفي من فقدانك، فأنت كما تبدو... عاهر! سامحني ولكن هذه حقيقتك، كان علي أن أتخيل مشهد اليوم الذي لم يؤلمني كثيرا.

رأيتها تتأبط ذراعك، وسمعتكما من بعيد، بل قرأت شفتيك، لأني أحفظ إيماءاتك، سمعت كنيتك لي تخرج منك إليها! وشهدت عينيك نفسهما تنظران إليها، اعتادتا النظر إليّ، والآن أراهما بقطع جانبي!

صدقني لم أكن لأصدم حتى وإن كانت صديقتي، صحيح لم أفكر في الأمر على هذا النحو، ولكن مشهدك معها كان مألوفا، ربما ديجافو؟! لا يهم.

لم أتعمد إهانتك في سطري الأول؟ لا أدري، ولا أهتم إن تصدق أنني لست مجروحة أو لا، ولكن الأشياء تبدو أوضح حين تندرج تحت خاناتها، لم أفضل تصنيف البشر، ولا أعرف الشيء الكثير.

لماذا أكتب وأنت لا تستحق مجرد الالتفات؟ ألأنك تتظاهر بحبك لها وبحياتك طبيعية دوني؟ ربما.

كنت أكتب منذ حين أنك تركت مشاعري ركاما، وأن الحياة بدت مستحيلة في ركني المنزوي، ولكنك لست إلهاً! والحياة تبقى ممكنة بدونك، بل أكثر إبهاجا، فهناك من منحني الأمل، وأراني دليل البعث، بكل الملائكية والرقة والاحتواء، إنه متسامح للمدى الأبعد، يعرف كيف يأسرني كطفلة ودون عمدية أبدا، لا أقول أنه يفهمني لأن الأمر بالنسبة له تلقائي كابتسامته، ليس فارسا ولم يكن ذا هالة ولا يبدو مميزا حتى للآخرين، ولكنه مر من أقصر الطرق إلى قلبي، لا يسعني إلا الامتنان له طيلة حياتي.

أما أنت، فستبقى عزيزا لدي، لا أملك شيئا إلا مسامحتك، ربما لو كنت ضعيفة لبقيت غاضبة منك طيلة حياتي، أتجرع مرارة خذلانك وخيانتك وأتحسرعلى حبك الزائف، ولكن الآن هناك من لم يمنحني القوة فحسب، بل علمني كيف أحصل عليها حتى إن غاب هو، فلا عجب أن تراني أملك منحك العفو وإعادتك لزحام العامة من جديد.

دعني أدعو له، وأعرف أنك ستردد خلف أسطري ولو بقلبك، فأنا أسأل الله له كل طيب، وأن يجزيه عني خيرا حتى وإن كان دوره منتهيا...



تذييل: كانت هذه تدوينتي المئوية، اكتشفت الرقم قبل دقائق من إرسالها، لم أتردد كثيرا، فهي بالنسبة لي تستحق.

الخميس، سبتمبر 13، 2007

حجم حقيقي

هذه السطور عن حقيقتنا نحن، أنا وأنت وهو وهي... إننا وحدات صغيرة، متناهية الضآلة، كرات ذات قوى داخلية، نتدافع بفعل الأفكار، وتتقاذفنا المواقف، ونترنح يمينا ويسارا، ونصنع المآسي بأيدينا، ونشيد مسلات المجد لتنهار فوق رؤوسنا، نتناسى ونتناسى... نبتعد عن النواة إلى تيه عشوائي المدار...

دوما ما نعتاد الهروب من المرآة! كم نمقتها لأنها ترينا الصورة بحياد، بشفافية، بحق! فلا تمييز حتى وإن كان الناظر عيني أنا!

لو تأملت نفسي في مادة مصورة لضحكت حتى بكيت، إن غروري وصراخي ومعاناتي وألمي، وضحكي وهروبي ليصنعون مني رمزا للكوميديا السوداء! فسأبكي حالي وأضحك لحماقاتي... سأضحك حتى حين أرى إعادة لهذه اللقطة التي أكتب فيها سطوري هذه!

لماذا أحيد عن باب كبير أحسبني أعرفه؟! أأصبحت في عداد الهالكين؟ لا أستبعد، ولا أتمنى.

الأحد، سبتمبر 02، 2007

Wasting time

This post is just for wasting some time, actually I'm writing it out from some cyber here in Dokki where I'm supposed to meet some friends after minutes in the underground to go to Cairo stadium for a match in which my club Al-Ahly plays in the Champions' League against Asec of CIV.
I have some free time after work with nothing at all to do... so what can be worse than walking under the lovely Egyptian sun in the summer?! After the prayer I reached this cyber where I used to waste some time before my course in July.
It's good somehow with two wooden plates blocking any peaking from other users here who could have been watching my screen from any of the two sides, there is also a very old air condition, but it does the job despite noisy sounds, and there is a very potent fly...!
Mmmmm.... what to say? Nothing... I was searching for batteries for my camera, I remembered a shop that had the shape of RadioShack which I passed by many times, but once I reached the enetrance I discovered it sells "socks"! yes socks and only socks! How long have I been thinking it was for electric stuff?!
I was to sleep in the mosque while waiting, the sad thing is that I'll isA return home late for sure, and I still have work for tomorrow morning and need to get photographed and pay for the last and ultimate course... even on Tuesday, I should be continuing my journey in Dante's Inferno to obtain my temporary graduation certificate.... lots of people sign, others seal, others delay.... a circle of curses.
I have many things to write over the next few days isA, but not from a cyber where I don't feel very relaxed... neither at home in fact, but in my room it's slightly better.
Now I'll check some websites then go...


Amr

السبت، أغسطس 18، 2007

تدوينة عادية

قصة موسى عليه السلام دائما ما تستوقفني، تطور الشخصية يمكن تبينه من ثلاث محطات، الأولى حين يخرج من المدينة هاربا خائفا كأي بشر "فَخَرَجَ مِنْهَا خَائِفاً يَتَرَقَّبُ قَالَ رَبِّ نَجِّنِي مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ "، ثانيها حين يطاب من الله أن يرسل معه أخاه هارون، فالمهمة ثقلية، ورغم تقبله لفكرة تصديه لدعوة فرعون إلا أنه لا ينهض بها وحده أبدا "َقالَ رَبِّ إِنِّي أَخَافُ أَن يُكَذِّبُونِ، وَيَضِيقُ صَدْرِي وَلَا يَنطَلِقُ لِسَانِي فَأَرْسِلْ إِلَى هَارُونَ، وَلَهُمْ عَلَيَّ ذَنبٌ فَأَخَافُ أَن يَقْتُلُونِ", ثالثها وآخرها هو مرادنا جميعا "َفلَمَّا تَرَاءى الْجَمْعَانِ قَالَ أَصْحَابُ مُوسَى إِنَّا لَمُدْرَكُونَ، قَالَ كَلَّا إِنَّ مَعِيَ رَبِّي سَيَهْدِينِ".

***


ماهو إنجاز حزب العدالة والتنمية التركي؟ إنه إنجاز أكبر بكثير من مجرد كسب تأييد الجماهير في دولة تحمي مؤسستاها القضائية والعسكرية النظام العلماني، إنه إنجاز على مستوى الذات، وهو ما أشار له د.عمرو حمزاوي خلال حديث تلفزيوني، فالإنجاز يتمثل في التحول في الفكر الإسلامي السياسي من النقاش الأيديولوجي إلى وضع سياسات عامة لها آليات تضمن تحقيق تفصيلاتها، ربما هذا ما يجعلني بشكل شخصي متحمسا لتجارب جديدة هنا.

***


كنت قد كتبت بالعامية في مناسبة أو اثنتين ما تمكن تسميته زجلا، ولكنه لم يرق لي شخصيا فضلا عمن أخذت رأيهم، والحقيقة أنني لست شاعرا، صحيح تمنيت أن أصبح واحدا يوما، ولكن الوضع هكذا أفضل، لأنه لا يكسبني تعاطفا إضافيا من محبي المعاني والكلمات، وأعتقد أيضا أنني ما كنت لأضيف جديدا على المشهد الشعري القائم في وجود شعراء شباب يفوقون الناضجين بالفعل.

***


رفضت فكرة لاحت برأسي وهي أن أكتب عن الحب بشكل عام، لم أكن أنوي الكتابة في صورة نصائح لألعب دور "مسشارك العاطفي" مثلا، فالقاعدة تقول "لا تأخذ نصيحتك من خاسر!"، ولكن كانت الفكرة أن أنقل قناعات شخصية لي عن تلك الظاهرة الاجتماعية، فهي ليست علما رياضيا خاضعا للحسابات والمنطق، ولذلك قد يكون من أغرب الأسئلة أن يستفسر طرف من الآخر عن السبب الذي جعله يحبه! هناك ظواهر أقوى بكثير من أن تكون لها أسباب، فهي قائمة وكفى، أما استبعادي للفكرة فجاء من واقع أن كل حالة مستقلة بذاتها، ولا تمكن المقارنة أو يجوز القياس إلا في قصص متشابة بشكل مميز، وهو ما يجعل المهمة متعذرة حتى على الرغم من أن كل شيء معاد ولا مكان لجديد تقريبا.

***


بالأمس كنا أربعة أصدقاء جالسين على مقهانا المفضل، أنظر الآن كيف صرنا عن أول مرة تعارفنا، لي مع اثنين منهم عشر سنوات ومع واحد تسعة أعوام، ومن جديد نجلس على المقهى لنتابع الكرة وتنطلق العصبيات المعبرة عن شبابنا، فكل منا يناصر فريقه بمبالغة تفجر الضحك من القلب، أرانا معا حتى الممات إن شاء الله.

***


أشعر بفخر كبير بأصدقائي رفاق الدراسة الجامعية، هؤلاء الذين أقرأ أسماءهم في الدوريات، أو أسمع صوتهم في التلفزيون أو أراقب من بعيد تطورهم المهني في مختلف مجالات الإعلام، حقا كل يوم يزداد تأكدي أننا كنا دفعة استثنائية، فها نحن نسبق أسلافنا ونسطر تحديا كبير أمام أخلافنا، المشكلة أننا نتقدم عمرا، تمنيت أن نبقى جميعا في سن العشرين فقط لنظل صغارا واعدين كما يرانا الآخرون دائما، لمتابعة آخر التطورات أدعو لشراء العدد رقم 35 من مجلة "جودنيوز سينما" وهذه المرة لن تقرأ للقلم الفاهم المتميز المتخصص أحمد بدوي فقط، بل ستقرأ أيضا لـمحمد قرنة ومي كامل مجهودا كبيرا أثبتا به لي وبشكل شخصي أنهما بطاقتا "جوكر" يمكنهما الأداء في أكثر من توظيف وبكفاءة لا تتذبذب.

الجمعة، أغسطس 17، 2007

استجواب تاني

بدون مقدمات طويلة، آخر علاقة جمعتني بالاستجوابات tags انتهت بأني اتشمت مباشرة، لكن ده لا يعني إني مش هجاوب أي استجواب تاني تتوجه لي دعوة إني أجاوبه...

المرة دي الاستجواب كان من كليوباترا، وهو خفيف عموما، وبالتالي هجاوبه وعذرا إن فيه أسئلة كتير جدا شرحتها في تدوينة سابقة دي مش عارف المرة الكام اللي أشير ليها بس مش مشكلة...


اسم مدونتك؟

زقزوق.

النية وراء اختياره؟

لقب عائلة غير مثبت في البطاقة، وكنية محببة بالنسبة لي بين أصحابي وزمايلي.

الصورة الشخصية ودلالتها؟

ورود زرقاء، عشان بحب اللون الأزرق.

هل فكرت في إغلاق مدونتك؟ والسبب؟

لا، عشان رغاي وبحب أتكلم.

حد قل أدبه في التعليق؟ رد فعلي؟

شخص أو اتنين، رديت بنفس الأسلوب لكن لما تطور لسب مباشر مسحت الردود وأوقفت التعليقات.

أسوأ مدونة؟

كتير، وبحب أتفرج عليهم زي ما ساعات أتفرج على فيلم تافه.

هيحصل إيه للإيميل لما أموت؟

هاسيب الباسوررد مع حد يدخل يعمل auto-reply فيها إني مت ونسألكم الفاتحة!

إديت الباسوورد لحد قبل كدة؟

فيه واحد عرفها رذالة، لكن بمحض إرادتي اللي عرفوها 3 علما بإني غيرتها كتير.

اسمك؟

مكتوب في البروفايل. (واحد ظريف: فرصة سعيدة يا أستاذ مكتوب!).

عمرك؟

بردو مكتوب.

مجال دراستك؟

مكتوب.

السفر بالنسبة لي؟

طريق وصحبة وهدف.

وقت فراغك؟

بنام، أو بلعب أو ع النت.

الأكلة المفضلة؟

ملوخية.

الصفات اللي أخدتها من بابا؟

العصبية وعشق الحيوانات، وحاجات تانية.

الصفات اللي أخدتها من ماما؟

عشق الحيوانات وحاجات تانية.

أكتر 6 حاجات بكرهها؟

اشمعنى 6؟ نمط من البشر شبه كلاب البحر جدا، الأنثى كمجموعة قيم بعينها (من غير تعميم)، إسرائيل، الزمالك، الحزب الوطني، طائفة الممثلين الأوغاد (أحمد عز وهاني سلامة مثلا).

أحلى بوست كتبته؟

مفكرتش!

أفضل مدونة قرأتها؟

مدونتي، ومدونة دينا.

أفضل تدوينة؟

مفتكرش.

الشغل بالنسبة لي؟

ملوش توصيف محدد.

الإنترنت بالنسبة لي؟

وسيلة اتصال تفاعلية.

الثلاثاء، أغسطس 14، 2007

شكرا جوليا

بمناسبة إن الليلة دي الذكرى الأولى لحاجة مفرحة لينا كلنا وهي انتصار حزب الله على إسرائيل للمرة التانية في سبع سنين، وإن صوت المغنية دي ارتبط عندي بحزب الله، فخلينا نسمعها في أغنية لكل واحد جاله يوم واتكسر على المستوى الشخصي، وحلم بالمعنى اللي هي بتغنيه أو استناه، يا ريت كل اللي هيسمعها وهتلامس فيه أوتار معينة، يقابل الكلمات ببسمة، مهما كان تحقيقها بعيد أو حتى بقى غير راغب في تحقيقها، أو مع حد تاني، مهما كان بقول شكرا جوليا.


اضغط هنا

الأربعاء، أغسطس 08، 2007

رسمة


الرسمة دي للفنان الإيراني محمد تجويدي وتم استخدامها سنة 1969 كغلاف لطبعة ديوان حافظ الشيرازي، يمكن دي أكتر رسمة حبتها حتى الآن، لأنها معبرة عن حاجات كتير أوي...

البنت اللي بتعزف على الهارب رغم إنها جميلة لكن ملامحها غير مطمئنة شوية، يعني فيها تحدي، وتحس إنها كدة ملت من العزف أو بتأديه غصب عنها، أو مش طايقة اللي بيسمع عزفها، وغالبا بردو هي صوتها حلو وبتغني أو بتدندن حتى، كدة تخيلتها.

الراجل اللي بيسمع وماسك دماغه هو تعبان بردو، بيشكو شقاء مثلا، يعني مش ماسك دماغه متسلطن ومتكيف.

الغريبة إنهم سايبين البيت أو المكان اللي فيه وفاتحين شباك مبين القمر، وهي قاعدة على إناء كبير، وهو على الأرض غالبا...

اللوحة تدي ألف إيحاء مختلف، موقعهم من البيت انهم مخنوقين وعايزين يتنفسوا أو يهربوا، فكرة عنق الزجاجة يعني، إيحاء تاني في ضوء الأثاث البسيط جدا للبيت، أو الأواني اللي بتوحي بشغل الراجل مثلا، إن هي عارفة إنها جميلة جدا لكن هو فقير وكئيب وهي مش محتملة العيشة دي معاه، فيلم عربي شوية يعني.

الثلاثاء، يوليو 31، 2007

عام على مدونتي


اليوم تكمل مدونتي عامها الأول... مرت الأيام بسرعة مبهرة بالنسبة لي على الأقل، الملابسات مختلفة والمشاعر متباينة، فحين أتذكر خلفيات البداية أستشعر أحاسيس غريبة ومتناقضة لا أتبينها بدقة، ولكن هو عام مضى بحلوه ومره... وهكذا تمر أيامنا كلها حتى يحين الأجل ونتفاجأ من سرعة انفراط العقد...

هنا كانت بسماتي وآلامي ومشاعري، هنا كتبت عن نفسي وعبرت عن آرائي، والتمست حبيبتي، بل ونعمت بالهذيان كثيرا... هنا نشرت لأحذف، والحقيقة أن عدد التدوينات التي حذفتها يثير انتباهي حقا، ولكن تبقى هذه الإمكانية من عوامل تفوق النشر الإلكتروني على الأنماط الأخرى.

هو عام من عمر كتابتي شبه المنتظمة، واستماعي لآراء وتعليقات أصدقائي ومن لا أعرفهم، لا أدري هل ستكون مدونتي موجودة في عيدها الثاني أم لا، من الوارد جدا التوقف لأن الأمر مزاجيّ بالدرجة الأولى دون أية التزامات شخصية.

أعتز بمدونتي وإن لم تشهد كل ما أردت دائما قوله رغم كوني من محبي "الفضفضة"، هي مدونة محظوظة بالتأكيد لأن صاحبها لا يجيد الصمت، بل يحتقره تماما! وبالتالي فإن الصفحات كانت دوما ما تحمل حركة ونشاطا بغض النظر عن طبيعة المضمون حتى وإن كان مكررا مملا في أغلب الأحيان.

أذكر أن من سبقني في عالم التدوين من رفاقي هما الصديقان العزيزان محمد قرنة ومي كامل، وبالتأكيد أميرة قاسم التي وضعت نهاية مبكرة لتألقها التدويني! لم أكن أتخيل أن تصميم مدونة يتم بهذه السهولة التي جعلت لاحقا من الأمر وكأنه من ضروريات الحياة، لماذا أدون؟! سؤال أجبت عليه مؤخرا في تدوينة خاصة، ولكن لماذا أستمر... لا أدري.

يُحسب للمدونات أنها سحبت البساط من تحت المنتديات، ربما لأنها تعلي النزعة الذاتية، فالمكان هنا ملك خاص لصاحبه لا يشاركه فيه أحد، وهو يتولى الإشراف والرد وفعل كل ما يريد، حقا شعور مميز.

ظروفي بشكل شخصي تغيرت تماما عما كانت عليه وقت افتتاح المدونة، تغيرت على كافة الأصعدة، كنت طالبا والآن خريجا، كنت في عمل ما وحاليا في آخر، وهكذا... ترى كيف سأكون إن قُدِّر لي البقاء عام آخر؟ لا أفكر.

عموما... هي ذكرى سنوية، مرت وانتهت، ولأواصل إلى أن تحين نهاية دوري.

الأربعاء، يوليو 25، 2007

لم أجد عنوانا

وكأن غدير كلماتي جف، وعصاي السحرية لا تعمل، وأناملي حين تمر على المفاتيح قد شُلّت... إنه فقدان الإحساس، إنه اللاشيء بعينه! لا تجديد، لا عودة، لا شعور...


حالة للشكوى، عنوانها الملل، قال الإمام علي "لولا أن الكلام يُعاد لنفد" صحيح كنا نبتكر في كيفية الإعادة... ولكن حتى هذه لا أقدر عليها... أأفلست؟! أكُتب لنجمي الأفول مبكرا؟! مشكلتي ومشكلته وقد تكون مشكلتك أيضا هي أننا صرنا شيوخا بشعر أسود وقامة معتدلة! نفكر في الاعتزال دون دور كبير، حتى ظهورنا على المسرح صار مملا للجمهور إن أتى أحدهم أصلا! هم حين يأتون يظنون أننا سنجدد، أو حتى نسترجع القديم، ولكنها تذاكر لمشاهدة السكون واللاحركة.


كيف نبني حياة ونحن نتمنى موتا من أعماقنا؟! لقد اغتيل كل شيء! فالحلم ليس مكتملا، والواقع أكثر من معاكس، بل حتى شريك روحك! كنت أتساءل ما فائدة أن تكون حبيبتك بين ذراعيك وأنت تخشى رحيلها لا أن تُغصب منك وإنما بمحض إرادتها!


نشعر بالإنهاك، وكأننا آلات استُعملت لعقود دون راحة، فحتى إن كان الإنتاج مبهرا... لم القسوة على تروسنا! كأفراس جرت حتى انطلق الشرر من احتكاك سنابكها بالأرض... فلنتوقف أو ينتهي عناؤنا برصاصة رحمة... ولكن حتى هذه لا تبقى بأيدينا، فمن سيطلق؟! حتما لسنا نحن وإن اختلفت أسبابنا.

الأربعاء، يوليو 18، 2007

فخور بأني مدون إسلامي

كثر القيل والقال من الجاهلين أو المستجهلين حول لافتة "فخور بأني مدون إسلامي" التي ترصع جدار مدونتي ومدونات أخرى، هي لافتة لا أذكر من أي مدونة تحديدا حصلت عليها، ولكنها تعبر عن هويتي وانتمائي الفكري وقناعتي…حتى وإن لم تكن مفصلة، ولكن هذا دوما حال الشعارات… فأي شعار في الحياة دوما ما يكون مختصرا إلا أن أعداءه وبغباء فريد ينتقدونه متهمينه بعدم التفصيل متناسين أن هذا من طبيعة أية جملة تُتخذ كشعار عام...

في البداية كتب أحد المدونين تدوينة يستفهم فيها عن ماهية اللافتة وتهكم عليها بشكل لا يعكس إلا تهافتا كما أخبرته نصا، ولكن شاء القدر أن يدخل مصمم اللافتة ويوضح له جهله بالمنطق.

أرى أنه من الضروري أن أتحدث شيئا عن مفهوم "إسلامي" الوارد في الشعار من منطلق فهمي الشخصي له، كي يفهم من لا يعي ماذا أريد وماذا أعني...

في اللغة العربية لا توجدة أداة للنسب سوى الياء المشددة، بعكس الإنجليزية التي توجد فيها مقاطع شتى تعطي معنى النسب للأسماء فتحولها لصفات، فمثلا إن كنا نقول أمة أو قوم فسنقول بالعربية أممي أو قومي، وهنا تحمل معنى التوجه القومي فكريا، أو العمل لمصلحة الأمة إن كنا نتحدث عن مشروع عام، صحيح يتحدد المعنى من السياق إلا أن الصفة واحدة في كلتا الحالتين، في الإنجليزية يختلف الوضع، فإن كنا نتحدث عن مشروع قومي أو هيئة قومية فسنقول National وإن كنا بصدد الحديث عن شخص قومي الفكر والاتجاه فسنقول Nationalist، وهذا هو الفارق الكبير الذي تجاهله كل من انتقد الشعار الذي يحمل كلمة Islamist ولا يحمل كلمة Islamic والفارق بينهما شاسع لمن يدرك ويعي، إلا أنه في العربية يستخدم نفس الاشتقاق مما قد يعطي تشابها في الدلالة وإن كان السياق أيضا يبين، ولكن لا أحد منهم يفهم إما عن جهل أو استجهال.

Islamic تعني الأمور المتعلقة بالإسلام كدين بالمعنى التقليدي، أي كشعائر وفرائض من صلاة وزكاة وصوم وحج وفقهيات وغيرها، أو فن تزيين المساجد أو الأبنية بشكل عام بالآيات القرآنية والزخارف المستمدة من الإطار الروحي للإسلام، وهذا هو المفهوم الذي يريد العلمانيون دائما تعميمه على الإسلاميين ليحتجوا بأننا لا يمكننا أبدا الحديث عن الدولة لأن الإسلام ليس إلا "دينا" فقط.

على النقيض تماما، فإن كلمة Islamist تشير إلى الشخص الذي يرى في الإسلام فكرة شمولية، فالدين بالمعنى التقليدي هو إحدى زواياه ولكن ليس كلها، فإن كان ذلك الجانب يمثل الروح، فإن الالتزام بالإسلام في جوانب المادة كالعلوم الطبيعية والسياسيةوالاقتصادية والاجتماعية وغيرها هو المعنى المراد إبرازه من خلال هذا المفهوم.

هناك فلسفة بدائية جدا ينبغي تبيانها إذا ما أردنا قطع الطريق على الخصوم قبل أن يطرحوا أسئلتهم المعتادة والتي لا تلقى صدى مثل صياح الديكة فوق الأسطح... هذه الفلسفة تقول أن الله تعالى خلق كل شيء في الدنيا ونقيضه، وفي ذلك استدلال على ألوهيته وذاته، كيف؟ لننظر حولنا، سنرى ليلا يناقضه نهار، وموتا تناقضه حياة، وارتفاعا يناقضه انخفاض، وأملاح تقابلها سكريات، وذكورا تقابلهم إناث، وقاتلا يقابله مقتول، وظلما يقابله عدل، ومفعولا يقابله فاعل، وهكذا بشكل يجعلك تستدل من شيء على وجود نقيضه، حتى نصل إلى النتيجة النهائية وهي موجودات "نحن" يقابلها واجد "الله"! في وسط هذا نجد الله قد خلق نقيضين آخرين وسط آلاف النقائض، هما الحلال والحرام.

وخلق الله الحلال جاعلا سمته الكثرة والسعة، والحرام مرتضيا وصفه بالقلة والضيق، فأصل التحليل والتحريم نابع من أن كل شيء مباح ماعدا استثناءات قليلة، فالقاعدة هي التحليل، والتحريم هو الاستثناء، ما علاقة هذا بموضوعنا؟ علاقته أننا نحن الإسلاميين، وعن نفسي أتحدث بالدرجة الأولى، ندعو إلى التزام الجانب الأكثر سعة، وإقامة دوائر ينتظم فيها الناس بإرادتهم الحرة باجتناب الحرام، لأن الحلال أكثر من أن يحدد في أ،ب، ج إلا في حالات نادرة كالزواج ومصادر كسب المال مثلا، أعني أنه بنظرة أشمل فإن الإسلام يلغي خيارا واحدا هو الحرام، ويبيح خيارات متعددة هي كلها من الحلال.

بوجه أكثر عملية أتحدث بأمثلة قائلا، إن النظام السياسي يكون إسلاميا في حال اجتنابه الظلم والانفراد بالرأي والتوريث والتفرقة، وبالتالي فإن هذا النظام برلمانيا كان أم جمهوريا أم عشائريا يبقى إسلاميا طالما اجتنب المحرم بغض النظر عن آليته.

الأمر نفسه بالنسبة للاقتصاد، فإن تجنب الربا وتحاشى غياب العدالة الاجتماعية يجعلان لدينا اقتصادا إسلاميا، وضع تصنيفا له كما تشاء من التصنيفات الحديثة في ضوء آلية أدائه الحالية التي يستدعيها واقع المجتمع ومتطلباته.

يبقى التساؤل عن من يحدد الحلال والحرام، وهو ما نقرأه دوما في عين العلمانيين الذي ما إن يسمعون كلمتيّ الحلال والحرام حتى يسارعون بالصرخات التحذيرية من حكم دولة رجال الدين وما شابه من استنفارات مضحكة، ولكن كما كتب الكثير من المفكرين الإسلاميين فإن الدولة التي تعمد إلى تبني نظام إسلامي ينبغي أن تتعامل مع قضايا الحلال والحرام من منطلق الصحيح والمؤكد من الأمور غير الخلافية، أما الأمور الخلافية البسيطة فيبقى لكل فرد ومواطن أن يتبع الرأي الذي يريد من الآراء الفقهية إن كانت المسألة خطيرة عملا بمبدأ "اختلاف الأمة رحمة".

أوضح أيضا أننا حين نتحدث عن نظام إسلامي يجمعنا فنحن ندعو إلى هذا من منطلقين، الأول أن الشرائع الإلهية في الإسلام ليست زواجا وطلاقا وحيضا ونفاسا وعبادات وحسب! لا! فالله حين يتحدث عن تحريم الربا فإن أمره هنا للامتثال لا للزعم بأن الدين شيء والاقتصاد آخر وكأن الخالق –تعالى وتنزه- يشرع في مجالات البشر أعلم بها ولا حاجة لأوامره! أما المنطلق الثاني فهو أن النظام الإسلامي هو الأفضل، وهذه عقيدتنا، هو الأفضل للحياة، لأن وظيفته تهيئة حياة كريمة وعادلة بين الناس كي يتمكنوا من القيام بالمهام المنوطة بهم وهي إعمار الأرض وتهيئتها كبيئة مثلى وسط قيم العدل والجمال، ولا مبالغات رومانسية هنا، فالإسلامي يرى في حلمه هذا عين الواقعية القابلة للتحقق، فأكثر ما يميزنا ليس إحسان الظن فحسب، بل اليقين!

الفكرة أكثر من بسيطة، وحين أعكسها على مدونتي هنا فإنني أقول أنني وضعت اللافتة تعبيرا عن هويتي الفكرية واعتزازي بها وعدم خوفي من المجاهرة بها، وأنا أرى أنه حين أكتب هنا في الجوانب الفنية أو الرياضية أو السياسية أو حتى في الترفيه فأنا لا أنفصل عن كوني إسلامي، لأن شعاري هذا لا يلغي بشريتي، بل يعليها بعزة لا مثيل لها، فأنا هنا أنتقد وأتهور، وأجتهد لأصيب أو أخطئ، وأضحك وأحزن، وأكتب عن حبيبتي، وأشكو واقع وطني، وأدعو لأفكار أتبناها وأتواصل مع أصدقائي، وكلها أمور لا تعارض بينها وبين قناعتي الفكرية، فكوني "مدون إسلامي" لا يعني كوني ملَك مجنح لا يخطئ! أعتقد أن لو كانت اللافتة تحمل عبارة Proud to be Socialist blogger لما ثارت الدنيا هكذا، فالاشتراكي فنان ومبدع، أما الإسلامي فلا! هو فقط من وجهة نظر المنتقدين لا يجيد من الفنون سوى الابتهالات والأناشيد الحماسية وربما الزخرفة، أما المسرح والشعر والرسم والتصوير والرواية والقصة فكلها أمور عنه غائبة!! منطق أعوج! بالضبط كما يتعجبون كوني إسلامي ولا أنتمي لتنظيم بعينه من التنظيمات القائمة، وكأن كل الاشتراكيين منتظمون في أحزاب، أو كل من يؤمنون بالليبرالية ناشطون في جماعات! لماذا يختلف الأمر حين التعامل مع الإسلامي؟! ميزان بلا رمانة!

أختم بالتأكيد على أمر ما، أن من يوجه النقد لمن يعمل في الشارع السياسي بغض النظر عن اتجاهه عليه أولا أن ينزل إلى نفس الشارع ويترك المصطبة التي افترشها على الرصيف، وليقدم البديل أو يتبنى اتجاها قبل مهاجمة الآخر الذي أعمل عقله وحضر ونزل وتحدث ودعى حتى ولو على أمل غرس بذرة تغيير تثمر واقعا أفضل من وجهة نظره، فإن أسهل الأمور دوما هو انتقاد الواقع بالكلية ورفضه تماما وكأن المنتقد هو وحده الصواب في حين أنه لا يقدم شيئا، بل لا يملك إلا التعليقات! ولكن نصيبه من العمل والتقديم والاقتراحات صفري! هو سلبي لأنه يقوم بردود الأفعال ولم يعرف أبدا أن يفعل! يقول أنه ليس ملزما بتقديم الحل أكثر من كشف المشكلة التي يغرق فيها المعارضون من ذوي التوجهات، لأنه يرى في نفسه معارضا ولكن دون توجه! وهذه عبارة حق يراد بها باطل، فهو لا يعمل لكشف الخلل الفعلي، بل يكتفي بالتهكم كي يظهر خفيف الظل لا كي يفضح من يراهم على خطأ، هو أصلا ليس منشغلا بمشاكل أحد سواه، وإن كان هو يريد كشف الخلل فينا، فليتركنا نكشف ما به من كوارث أولا.

الثلاثاء، يوليو 17، 2007

About Facebook :S

Well... like I said today... "Kas w dayer 3al koll"... I had about three months rejecting the idea of registering in facebook and turning down all the invitations my mail received from friends or people I hardly recognise... but I'm in now!
The service is really entertaining... however it mainly looks aimless...
Today at work, a colleague of mine suddenly jumped "Amr, you're on the facebook!"... and in minutes everybody was telling me to add him or her, while others were registering in the service :D another colleague told me about this video below... I forgot to say we discovered that our boss is registered as well :D he was away during the facebook fever that hit the office...
Now watch the video, forget about Enrique's stupid hit "Hero" :)


السبت، يوليو 14، 2007

استجواب سخيف


فيه استجواب جالي بناء على طلب شخصي، وعشان كدة بشكر دينا إنها مررته لي وبكرر للمرة الثانية بناء على طلبي أنا، المهم يعني الاستجواب ده أو "التاج" عبارة عن مجموعة أسئلة كتبهم واحد أقل حاجة تتقال فيه إنه تعبان فكريا، والحقيقة إن انتشار التاج ده بين المدونات راجع لأحد سببين، أول سبب أو أول حالة الناس اللي فاكراه لذيذ وعاجبهم ودول حالة ميئوس منها، السبب الثاني أو الحالة الأخرى هو الناس اللي عارفة إنه ميسواش بس من باب الإحراج اتمرر لهم فبيجاوبوا عليه وعشان يأكدوا إنهم مش قرفانين منه فبيمرروه لناس تانية... المهم أنا طلبت إنه ييجي لي عشان ألبس عباءة البطل وأكشف التاج ده على حقيقته يمكن الغلبان اللي صمم أسئلته يمر هنا ويقرأ أو يعرف حقيقته

قبل ما أبدأ في الإجابة، ناس كتير أوي فاكرين إني مبشوفش في الحاجات إلا السلبي منها، وأنا بقول في النقطة دي دفاعا عن نفسي إن فيه قصة للسيد المسيح عليه السلام كان مر هو وتلاميذه على جيفة شكلها مقزز، فتقززوا منها جدا... فابتسم وقال لهم "أسنانها بيضاء" هو هنا شاف الجانب الإيجابي اللي فيها بعبقرية نبوية أتمنى أتشبه بيه فيها، لكن في نفس الوقت المسيح أو أي نبي لو جت له حاجة وحشة وحد بيقنعه إنها كويسة وشايف ناس بتصفق لها فهيقول الحق ولو على رقبته، وهنا بردو أتمنى أتشبه بيه... يمكن فيه رواية عن عمر بن الخطاب مش متأكد من صحتها بس قال فيها من ضمن الحاجات اللي تعتبر الأحب إليه في الدنيا "قول الحق وإن كان مرا" متهيألي التمهيد ده يزيل التباس كبير أوي قبل ما أبتدي أرد



من هو:أحب شخص لقلبك فى الدنيا؟
من الأحياء أمي

انسان مستعد تضحي بحياتك - ركز فى كلمة حياتك- علشانة؟
سؤال سخيف، مش هجاوبه لأن ممكن أكون بمثل

اسم أول حب؟
يعني هل وصل باللي كاتب الأسئلة مستوى الاضمحلال الفكري إنه يفتكر إن حد ممكن يجاوب السؤال ده باسم شخص ما! ولا هو مستني واحد يعمل فيها عابد القاهرة ويقول "الله" وكأنه هو الوحيد التقي وكلنا بنجري وراء أهواء دنيوية... سؤال غبي

اسم آخر حب (حتى الان)؟
نفس الإجابة السابقة

ما هو :اسم أجمل كتاب كتبه بشر قرأته ومحتفظ به حتى الآن؟
يمكن السؤال ده على سبيل الاستثناء فيه لمحة ذكاء شوية، عشان محدش يقول القرآن الكريم زي ما بتخنق وشرحت السبب في تدوينة سابقة بس في كل الأحوال مفيش في دماغي كتاب معين

اسم كتاب-كتبه بشر بردو- انت متعلق بيه وبتقرأه كل فترة؟
إيه الفرق؟

شىء تحس بالراحة النفسية عندما تنظر اليه ؟
القطط

مكان تحس فيه بالحنين الى شىء لا تدرى ماهو و ذكريات جارفة الى لاشىء؟
لو ذكريات لشيء معين فأكيد شارع الغرفة التجارية في الجيزة، ولو لأسباب غامضة فممكن أقول غية الحمام في بيتنا القديم

مكان تحس بالراحة عندما تدخله ؟
الإجابة المنطقية اللي كلنا هنتهرب منها هي الحمام، بس ساعتها هنقول إن السؤال مش اللي لما بتخرج منه بل لما بتدخل له، ممكن أقول بيتي بشكل عام، والشارع في الفجر

أجمل مدينة زرتها داخل مصر ؟
بورسعيد

أجمل مكان طبيعي رأيته داخل مصر؟
جبل عجيبة-مطروح

اهم جهاز منزلى انت متعلق بيه او بتستخدمه كتير ؟
الكومبيوتر

نوع هاتفك المحمول؟
كنت بشتغل في جرنال أصفر من فترة قريبة عشان أكل العيش، فبعد كل حوار مع لاعب مشهور كانوا بيكتبوا ماركة السيارة ونوع الموبايل!!! ده سؤال غير هادف بالمرة، بس عموما نوكيا 2300

سرعة بروسيسور جهازك ؟
سؤال قمة في التفاهة، خصوصا إنه مثلا مش محدد لو أقل من كذا فانتقل للسؤال التالي ولا اتركه!!! عموما هو 2.6 ج هـ

حجم ذاكرة –هارد- جهازك ؟
كمثل، بس 80 ج

المساحة التى تشغلها المواد الاسلامية على جهازك ؟
وانت مال أهلك؟ يعني لو قلت لك 80% مثلا هيبقى أنا شاب تقي، ماهو ممكن يكون 80% إسلاميات و20% إباحيات... بعدين هل المواد الإسلامية هي الخطب والدروس بس؟ متهيألي لو فيلم فيديو لحاجة نافعة أو ترفيهية حتى بس هادفة وغير سافلة فهي تعتبر مادة إسلامية بالمفهوم الأشمل

أهم هدف انت واضعه لحياتك دلوقتى ؟
أخلص كورس صعب أوي فاضل له أسبوع عشان أفوق شوية

مواصفات فتاة –أو فتى للبنات- الأحلام بالنسبة لك؟
يعني لو حددتها هتجيبلي واحدة مثلا؟ ولا على من تتوافر فيها الشروط أن وأن... بشكل عام فيه حاجات تبقى كويس لو متوافرة أهمها إنها يكون عندها خلفية قوية ومعرفة عميقة بمجال ما في الحياة، مش مدعية يعني... وأحس بمعرفتها دي لو سألتها في حاجة مش عارفها وأفادتني، غير كدة حاجات معتادة مش هضيف كتير لو كتبتها

صف ما يأتى :شعورك لما بتسمع كلمة مصر؟
كلمة مصر بحسها أوي في ماتشات الكورة في الاستاد... لكن النظام السياسي الحالي لاغي دلالة الكلمة عندي نسبيا

شعورك لما بتسمع كلام عن اليهود ؟
هو إيه الكلام بس؟ بس مبدئيا التعميم مرفوض، ومش كلهم صهاينة، يا ريت الفرق يتفهم

شعورك لما بتشوف ظابط شرطة ؟
لو ظابط مش صف ظابط فبحس إنه حيوان، وتعبير واقعي عن نظام همجي وحشي ودولة خوف ومعتقلات وظلم وغياب للحقوق وكبت للحريات، وساعات بحس برشوة ومحسوبية وقيم سلبية للصبح، بردو مش بعمم

شعورك لما بتشوف الكناس العجوز فى الطريق ؟
اشمعنى؟ بتعاطف

لون البطانية اللى بتتغطى بيها فى الشتاء ؟
بني، يخرب بيت الرذالة

لون الجورب-الشراب- المفضل لديك ؟
أبيض في برتقالي

احساسك اذا داست قدمك فى الطريق على مخلفات اخراج حيوان- *** ولا مؤاخذة؟
عادي

افكارك تجاه شاب ماشى فى الطريق يلبس جلابية بيضاء قصيرة وعمامة وله لحية وبجيبه السواك وبيده المصحف ؟
بفكر امتى لحيتي تبقى أغزر من كدة ولو شوية

إحساس يراودك فى اشارة مرور مغلقة بسبب مسئول كبير؟
إحساس زبالة، سكان 6 أكتوبر عارفينه بسبب البيه رئيس الوزراء وزيارة بوتين للأهرامات

مبمررش التاج لحد تكريما مني لجميع أصدقائي