لا يدري لماذا يفضل ارتداء الجوارب في المنزل... يفكر ماذا يفعل؟ يريد شراء قصافة أظافر بدلا من التي كُسرت مؤخراً... يريد إنهاء العمل المتراكم... ولكن المزاج غائب...
يسند ظهره على الكرسي في اتكاءة ملولة، ويمد ساقيه حتى يسند قدماه بجوربيهما على الطاولة التي تحمل شاشة الكومبيوتر... أخبره صديقه أنه يبدو جذاباً نسبياً في التي شيرت الذي كان يرتديه...
حلم رفض العبور للواقع، تسبب في لعن وسباب على المقهى، أعرافنا الاجتماعية تستندي إلى نظرية الواجهة والمعروضات، ولا يهم أي شيء آخر... طالما الناس يصفقون، ويبدون الإعجاب...
قال لصديقه الذي يشاركه اسمه والذي رفع من روحه المعنوية عن طريق الإشادة بالتي شيرت "الناس زبالة أصلاً ومحدش هيعرف يرضيهم أبداً، زي جحا وابنه والحمار! بعدين أنا اللي يلزمني في الناس شخصيات معدودة، ومفتكرش الشخصيات دي هتبص لي من منطلق واجهة اجتماعية تحدد معرفتهم بيا! واللي يبطل يعرفني مثلا عشان وضعي الاجتماعي غير لائق من وجهة نظره... مع ألف سلامة! بعدين هو أنا بأذي حد؟ يبقى ليه غلط؟!".
لا إجابات سوى تفهم الصديق ومشاركته بأمثلة، ولا داعي لاستكمال تحليل اليوم، لقد كان عزاء ولا شيء أكثر، وأخيراً ياتي إليه طبق ملئ بالمكرونة يلتهمه رغم ضخامة الكمية، إلى أي مدى يتجه إلى الحيوانية؟ هو يأكل رغم كل شيء!
الفجر يؤذن، الصلاة تعيد له الآدمية، ويخلع التي شيرت الجذاب ويرتدي آخر للنوم، ثم يغفو...
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق