الجمعة، ديسمبر 12، 2008

نمو آخر

أنمو وأنمو... وتنتهي في ذهني أسطورتي مع كل يوم أكتشف فيه أنني مجرد آخر من هؤلاء الذين كنت أجدهم حولي وأنظر إليهم كاتما دهشتي.


أشعر بالجوع ينهش أمعائي بعد تركيز حاد في العمل، تجتاحني رغبة في النوم بمجرد رؤية الفراش، لا أخجل من التثاؤب أثناء كلامي مع حبيبتي... ربما لكم الطمأنينة التي أجدها معها، فلا حاجة ليقظة الأعصاب وتوقع الأسوأ! وفوق كل هذا، أشعر أنني أصبحت مجرد ترس آخر في عجلة كبيرة تضمني أنا وعددا من أصدقائي، فلا نلتقي إلا عبر هذه المجموعة من البايتات التي تكون شكل الحروف لنتبادلها عبر الشاشات!


العيد ليس عيدا، صحيح تمكنت من الخروج أول يوم بعد العمل، ولكن فكرة العمل طيلة أيامه، من الاثنين حتى الجمعة... تبدو حقا متعبة! ليكن هو سادس عيد على التوالي أعمل خلاله، وفي كل مرة أتحجج بأنها الصحافة، وبأنها فكرة الأخبار التي لا تتوقف، وبأن المرور هادئ، وبأنه بإمكاني الحصول على هذه الأيام لاحقا... ليكن.


وككل عيد، ترتكب المجزرة! صحيح أنا لست نباتيا، وكدت أن أكون ولم يحدث، ولكن لا أستطيع تحمل فكرة الوحشية في ذبح الحيوان الأعزل المسكين مهما أخفيت عنه السكين، ومهما لم يُجبر على السقوط أرضا ليحتك بالأسفلت البارد ويقابل عنقه النصل الحاد، ومهما لم يشاهد أخا له في النوع يلقى مصيره المحتوم، ومهما ومهما... لا أتقبل هذه الفكرة! لا أتقبلها ولا أقول أحرمها أو أدعو لحظرها حتى لا أستمع إلى الاسطوانة المكررة بأنها شريعة الله وسنة النبي الأكرم (ص)، بل آكل اللحوم! فنحن بشر، قد نرفض شيئا ونفعل ما يؤيد استمراره، ولكن في النهاية لا أملك إلا أمنيتي أن أصبح نباتيا، حتى مع ميلي لفكرة تألم النبات.


لا أدري سر الحنين الذي اجتاحني لأغاني فيروز، ربما صوتها في "صباح ومسا" تحديدا يمثل لي مصدر دفء وأنس لا ينقطعان.


أفتقد الكلية بكل ما فيها، أفتقد سلمها، مدرجاتها، مدخلها الرخامي، مكتبتها التي لم أمكث فيها إلا نادرا، بل حتى حمام الدور الثالث! أفتقد كل رفاقي، أفتقد كافيرتيا صفاء! أفتقد مركز خدمة المجتمع! أفتقد أ.خالد بوجهه السمح، أفتقد لامبالاتي قبيل الامتحان، أفتقد فكرة تميزنا كعاملين أثناء الدراسة، أفتقد مجهولية المستقبل... أفتقد الحلم... أفتقدني!


هناك 4 تعليقات:

Ayman Elsherbiny أيمن الشربيني يقول...

نمو آخر وحياة أخرى، هذه هي سنة الكون. أما فيما يتعلق بمجزرة العيد، فأنا لا أطيق أول يوم عيد الأضحى بسبب ما يتم فيه، يا ريت حتى بننظم عملية الذبح ونلتزم بالمعايير الدينية والصحية والأخلاقية، مفيش حاجة من دي بتتم، وكله بيدبح قدام كله والدم والفضلات في الشوارع، بجد أنا لا أطيق سيرة يوم الدبح في عيد الأضحى، حتى إني لا أحضر دبح الأضحية رغم الأجر الذي يمكنني الحصول عليه

saloma يقول...

عجبتنى فكرة تألم النباتات أوى... نصيحة : عليك و على الميه :)
و أحسدك على افتقادك مجهولية المستقبل...
عجبتنى التدوينة دى أوى

Amr يقول...

أيمن: شكرا يا حبوب، عالم **** بس نعمل ايه بقى

سلمى: المستقبل يظل مجهول لحد قيام الساعة، بس اللي أقصده إن زمان كان مبهم أوي، كان من حقي أحلم بحاجات بقت مستحيلة حاليا

Mai Kamel يقول...

كافيتريا صفاء
!!!!!!!!!!!!
تصدق انا كنت نسيتها فعلا