الأحد، أغسطس 08، 2010

دعوة في رمضان




لا داعي للشك.. لن أدعو أصدقائي للصلاة وإحسان الصيام أو قيام الليل أو أي شيء يتعلق بالعبادات خلال الشهر الكريم لعدة أسباب أولها أنني لست أهلا لذلك.. كما أنني لا أدعو أيضا إلى عدم الإفراط في طعام الإفطار أو خفض استهلاك الكهرباء قدر الإمكان وإن كان ذلك واجبا.

فقط أتوجه بالدعوة إلى من يتلو القرآن خلال هذا الشهر- شأنه شأن نسبة كبيرة من المسلمين- بأن يتدبر قليلا لا في القَصص والمعاني وحدها بل في اللغة أيضا وخاصة على مستويين هما الإملاء والنحو الذي يساعد كذلك على فهم التفسير لأنه ليس أداة تجميلية فحسب كما يعتقد البعض.

من الفرص النادرة أن تحظى بكتاب يخلو من الأخطاء الإملائية والنحوية والتي يتسابق عليها في أغلب الكتب الأخرى الكاتب ذاته بجانب المسئول عن جمع الأحرف "التايبيست" بحيث يظهر في النهاية مطبوع يشوه مظهر اللغة ويكسب شرعية للكتابة بأساليب ركيكة ومبتذلة.

منذ عامين تقريبا كنت أكتب التنوين بالفتحة على الألف ذاتها إلى أن نبهني صديقي مهند الشناوي أن التنوين يوضع على الحرف الأصلي الأخير من الكلمة. حينها أدركت أن جزءا من قراءتي للمصحف كان منتقصا لعدم ملاحظتي هذه الحقيقة.. وصرت أتعمد أن أكون أكثر دقة وأقوى ملاحظة لدى التلاوة حتى أستمر في تصويب الأخطاء التي أقع فيها.

أظن أن بعض الأخطاء اللغوية الفاجعة التي نقرأها هنا وهناك -وبخاصة على الإنترنت- من أناس متعلمين مثل "إنشاء الله" و"واللهي" و"بئا" تدل على البعد الكامل عن قراءة النص العربي والنظر فيه بأدنى درجات التأمل.

وبما أن شهر رمضان يشهد إقبال عدد كبير من الناس على تلاوة القرآن فمن الأولى أن نستغل هذه الفرصة التي تبدو نادرة كي نتوقف قليلا ونلاحظ الفارق بين لا النافية وأختها الناهية، وبين لم ولن، وندرك أن اسم كان المؤخر لا ينصب وأن الفاعل مرفوع وأن المصادر الخماسية لا تحتاج إلى همزة قطع.. إلى ذلك.

إن ما تحمله هذه الدعوة هو عينه ما كان سيجنبنا التعرض لمن نراهم الآن من خطباء مساجد يجيدون تلاوة القرآن على الوجه الأكمل دون أخطاء.. ولكنهم حين يرتقون المنابر يتجاهلون قواعد الأسماء الخمسة ويجرون الفاعل ويرفعون المجرور دون استحياء.

إن كان النظام التعليمي وعوامل أخرى قد حالت دون إجادتنا للعربية بصورة صحيحة.. فنحن مازلنا بعد نملك الفرصة للارتقاء بمستوانا.. فقط إن لم يقتصر هدف قارئ القرآن خلال الشهر على نيل الثواب والأجر في الآخرة.

ليست هناك تعليقات: