السبت، مارس 12، 2011

دوران للأمام


هذا تعليق قد يراه البعض استباقيا للأحداث بدرجة كبيرة، والحقيقة أن فكرته تدور برأسي حتى قبل مشاهدة لقاء تلفزيوني على فضائية "الجزيرة مباشر" الخاصة بمصر مع الداعية السلفي محمد حسان حيث تحدث عن أمور عدة من بينها وجود توجه لدى التيار الذي يعتبر أحد رموزه للدخول إلى حلبة السياسة.

كثيرون ساءتهم التلميحات المتتالية من رموز الدعوة السلفية في مصر حول وجود نية للمشاركة السياسية في المرحلة المقبلة. وشخصيا يتنازعني تجاه ذلك شعوران قد يكونان متضادين ولكن أحاول التأليف بينهما حتى أكون على قدر من التوسط المصطنع.

أما الشعور الأول فهو الاستياء المخلوط بنذر يسير من الدهشة إزاء هذا التحول الذي يأتي بعد العزوف الكامل للإخوة السلفيين عن المشاركة السياسية بل وانتقاد الداعين لها وتنحية كافة الخيارات الخاصة بالتحرك الشعبي كالاعتصامات والمظاهرات بل والانتخابات ذاتها.

ويبدو هذا التحول وكأنه يحتمل وجهين: الأول -وهو مبني على إحسان الظن- يقول بأن ثمة مراجعة حقيقية لمبادئ خاصة بالدعوة السلفية بعد ثبوت نجاح الخيارات الشعبية، في حين يرى الوجه الآخر في هذا النحو انتهازية سياسية  وخوفا من خسارة قاعدة شعبية بعد أن شاركت تيارات إسلامية أخرى بثقل في إنجاح الثورة.

وعلى الجهة الأخرى ينتابني شعور بالارتياح إزاء اشتراك السلفيين في العمل السياسي كون هذا التيار يعبر عن شريحة واسعة من المجتمع كنت آسفا لرؤيتها "معطلة" طيلة الفترة الماضية، كما أن أصول الحرية السياسية تتيح للجميع حق الاختيار بين كافة التيارات طالما ابتعدت عن لغة القوة والخطاب الإقصائي.

ما أتوقعه حاليا هو أن الفترة المقبلة قد تشهد إعلانا من الإسكندرية –حيث يوجد ما هو أشبه بالحوزة السلفية- حول مشاركة هذا التيار في الانتخابات المقبلة ومن ثم تغير خريطة توزيع القوى السياسية بوجه عام والإسلامية بشكل خاص.

ما أتمناه أيضا هو ألا تصاب قطاعات بعينها بحالة من السعار إزاء دخول السلفيين إلى حقل السياسة، فمن يعارض هذا الفكر قد يقدم له خدمة جليلة بمحاولة تشويهه مما قد يكسبه مزيدا من التعاطف المجاني، كما أن الدعوة إلى الحظر والمنع غير مقبولة خاصة إذا كانت تأتي ممن انتقد دائما التهميش والإقصاء.

ليست هناك تعليقات: