الأحد، يناير 01، 2012

اكتشافات إخوانية


منذ أن بدأت نتائج الانتخابات البرلمانية تكشف عن تفوق واضح للتيار الإسلامي وخاصة لقطبه جماعة الإخوان المسلمين، والصحف وقنوات التلفزيون والمواقع تطالعنا يوميا بتصريحات لمشاهير يجاهرون بأنهم ارتبطوا بصلات بالجماعة إما خلال الطفولة والصبا، أو فترة الدراسة الجامعية، أو التعاون في الأعمال الخيرية مثلا.
الأمر في كل الأحوال منطقي، فغالبية المصريين لا بد وأن يكونوا قد تعرضوا للفكر الإخواني سواء عرفوا ذلك أم لم يدركوه، فالجماعة لها عمق في الشارع يصعب تخيله على من يبقى بعيدا ينظر من وراء حجاب.
لكن غير المنطقي بالضرورة، هو أن تكون هذه الجسور قائمة ومبنية مع من اعتادوا تشويه الجماعة –بل والتيار الإسلامي قاطبة- كلما حانت الفرصة أو حتى لم تحن، ثم يخرجون علينا الآن بقدر غير معقول من الوقاحة ليتحدثوا عن أصولهم الإخوانية.
بالتأكيد لعب السلفيون دورا في هذا، فقد قدموا للإخوان "خدمة العمر" من خلال تصريحات قياداتهم المثيرة للجدل حول السياحة والعلاقة بين المسلمين والأقباط والفن والأدب وغير ذلك، فكانت النتيجة الضياع الكامل لجهد مؤلف مثل "وحيد حامد" عمد إلى الخلط والتعميم بين التيارات الإسلامية من خلال السينما والتلفزيون لبناء وعي زائف لدى المشاهدين.
يبقى من غير المفهوم بالنسبة لي أن أقرأ مقالا لرئيس تحرير صحيفة خاصة بعنوان "واكتشفت أنني إخواني" وهي ذاتها الصحيفة التي قررت الجماعة مقاطعتها نظرا لعدم حيادتها المشهودة في التعامل مع ملفات التيارات الإسلامية خاصة خلال فترة الاستفتاء على التعديلات الدستورية بما صاحبها من لغط واتهامات.
مقدم التلفزيون الآخر الذي ساهم في إيهام الجماهير باستمرار عمل النظام الخاص للإخوان المسلمين بعد عرض للفنون القتالية بإحدى الجامعات، لا يجد غضاضة الآن في الانفتاح على الجماعة والإشادة بتحركاتها كلما جاءت فرصة أو لم تأت.. ولا أدري هل كان سيحتفظ بنفس الموقف لو جاءت نتيجة الانتخابات مغايرة أم لا.
الأمر امتد إلى الممثلين والمطربين، ومنهم صادق والآخر لا يمكن لأحد الجزم بصدقه سوى كوادر الجماعة التي قد يكون قد عمل معها على مستوى الشعبة أو الجامعة أو غير ذلك، ولكن يبقى السؤال لماذا لم يجرؤ أي من هؤلاء في السابق حتى على ذكر شخصية بوزن حسن البنا الذي يحظى باحترام من هم خارج التيار أصلا أو قل عبد القادر عودة أو عمر التلمساني؟
 إن حالة الهرولة هذه إلى أحضان الإخوان تستوجب الحذر سواء من الجماعة ذاتها أو من عموم المتابعين، وحسنًا فعل الإخوان بإنشاء حزب سياسي كي يكون محطة استقبال لهؤلاء ولتحتفظ الجماعة بكيانها -المسيس في جزء منه فقط- برونقها ودرجاتها ودوائرها بعيدا عن المتملقين ومن ارتعدوا أمام طيف زبانية الأنظمة السابقة ثم لبسوا عباءة المرحلة.

ليست هناك تعليقات: