الحقيقة أنني أكتب كلمات هنا وأنا حزين لأنها أخذت مساحتها هذه...
لنتجرد قليلا من ثوب الملائكية، ليس عيبا أن يؤخذ قرار التخلي من منطلق عدة دوافع أبرزها المصلحة الذاتية، ولا أدري لماذا يعتبر كثيرون كلمة المصلحة سبة أو لفظا خارجا لا يليق بأحد أن يسعى إليه، لست مع ستوارت ميل في تطرفه ولكنني لا أرى عيبا في أن يبرز الإنسان للجميع الدوافع الحقيقية وراء قراراته بدلا من تركيب جناحين صناعيين ووضع حلقة ذهبية أعلى الرأس مصممة بآشعة ضوئية، فكل هذا سيبدو مضحكا لأن المشهد لا يتناسب مع الاصطناع، العيب كل العيب هو إعلاء قيمة التضحية لإيجاد تبرير واه، بينما عدم تحقق المصلحة تبرير قوي وليس عيبا، فأي قرار في الدنيا عرض وطلب، تعرض عليّ وطالما كان العرض مرتبطا بي فإنني أفاضل بين القبول والرفض تبعا لمقدار المصلحة الذاتية المتحقق.
وبنظرة أشمل سنجد في اللحظات التي تغلب فيها عواطفنا على قراراتنا أن المصلحة لم تكن غائبة ولكن بشكل لا إرادي، فمثلا لو أن أحدنا قابل مسكينا ولم يكن في جيبه سوى القليل فتصدق به لأن صورة المسكين سيطرت على جوارحه، ففعله هذا رغم أنه في ظاهره مضاد للمصلحة إلا أنه في باطنه يتلاقى مع صميم مصلحته الشخصية، فهو قد أراح ضميره بالإقدام على التصدق وبالتالي حقق مصلحته بالتخلص من ألم التأنيب، وفي الوقت ذاته عند المؤمنين فقد استعوض خيرا عند الله وتحققت له مصلحة أعلى من الثواب والحسنات.
ولكن حين نخرج على الآخرين بقرارات قد أخذ استصدارها منا وقتا طويلا قضيناه نفكر فلا تنطبق الحالة اللاإرادية السالف ذكرها على ذلك القرار، بل تكون المصلحة بارزة أمام عين صاحب القرار وعليها بنى قراره، وبالتالي فإن العيب كل العيب حين يلبس أفعاله ثوب الملائكية فتبدو مضحكة غير مقنعة لأحد بينما لو قال الصدق وأنصف لكان خيرا له...
هناك تعليقان (2):
kalamk fe3lan sa7 ya Amr.. fe3lan el masl7a mesh 3eb.. mesh bas keda w le2an 7'alas ba2et kol 7aga masale7 fe wa2tnea dah, fa elli howa ezay teb2a 3eb..w bsra7a ba2a ana ba2ol le kol wa7ed mo3tared 3ala keda w bardo 3ayez yemasel w ye2ol la2 en lesa feeh tad7eya w fe 7agat mafehsah masl7a a7b a2olo sheeesh 2o3d 3ala gamb.. thx, Dero
awel 7ad yefham elfekra...mnawara ya Dero
إرسال تعليق