كانت ليلتهما الأولى معا، من خلف زجاج النافذة راقبا رحيل سيارات الأصدقاء وهي تعزف تحية العرس الشهيرة معلنة صفاء المكان عليهما وحدهما، تعليقات بسيطة تبادلاها حول الراحلين حتى حانت اللحظة، عندما توقف الزمن...
كان ينظر إليها وتنظر هي إليه على استحياء، لم يدر أحدهما أن الدقائق والثواني وكل وحدات الزمن قد تلاشت من الوجود وهما على حالهما ذاك، تعانقت الحدقتان، وانسالت المشاعر عبر ذلك الخط اللامرئي بينهما لتسري السعادة في دمائهما، هاهما معاًً! دون أي كلمة أو حركة كانا يتعانقان بعينيهما، لم تكن هناك سوى سكناتهما لتفصح عن السلام يحفهما من كل جانب، كأن الكلمات قد انسحبت تاركة مهام التعبير للعين والقلب...
كانت تنظر إليه فتجد نفسها ترسو على مينائه، لكأنها تمسك البهجة بين يديها، وتستشعر السكن في محيطها، هاهي الآن ستريح رأسها على صدره وتغمض عيناها فتتنفس السعادة لتجد الحياة بداخها...
كان ينظر إليها فلا يعرف للحظة مرادفا، حتما لم يصل غيره إلى هذه القمة وإلا لأوجد لها اسما، هو دوما مدين لها، لم تكن إلا سكنه الذي يمنحه كل شيء...
حانت منهما التفاتة للنافذة ليلاحظا انسياب قطرات الماء على زجاجها من الخارج، كان غيثا رقيقا، تلامس قطراته الزجاج بنعومة، كانا يعشقان المطر، فكانت هذه مظلتهما الإلهية...
لا يدري أحد متى انتهت لحظتهما تلك، بل إنها مازالت جارية بعد، فهي لحظة خالدة توقف خلالها الزمن إكراما لهما...
هناك تعليق واحد:
really wonderfull,,
and no comment after that
إرسال تعليق