هذه السطور عن حقيقتنا نحن، أنا وأنت وهو وهي... إننا وحدات صغيرة، متناهية الضآلة، كرات ذات قوى داخلية، نتدافع بفعل الأفكار، وتتقاذفنا المواقف، ونترنح يمينا ويسارا، ونصنع المآسي بأيدينا، ونشيد مسلات المجد لتنهار فوق رؤوسنا، نتناسى ونتناسى... نبتعد عن النواة إلى تيه عشوائي المدار...
دوما ما نعتاد الهروب من المرآة! كم نمقتها لأنها ترينا الصورة بحياد، بشفافية، بحق! فلا تمييز حتى وإن كان الناظر عيني أنا!
لو تأملت نفسي في مادة مصورة لضحكت حتى بكيت، إن غروري وصراخي ومعاناتي وألمي، وضحكي وهروبي ليصنعون مني رمزا للكوميديا السوداء! فسأبكي حالي وأضحك لحماقاتي... سأضحك حتى حين أرى إعادة لهذه اللقطة التي أكتب فيها سطوري هذه!
لماذا أحيد عن باب كبير أحسبني أعرفه؟! أأصبحت في عداد الهالكين؟ لا أستبعد، ولا أتمنى.