بدأ يدرك أن أعطال السفينة تغلب قدرتها على المضي في الإبحار حتى ذلك الساحل الذي اختفى من الأفق وبدا أبعد من الأفلاك...
محرك لا يعمل، ووقود أوشك على النفاد، وطاقم يائس، والزوابع تتربص في هالات مظلمة...
***
أ: أنت قبطان بارع!
ب: لا تضحكني أكثر، سنغرق يا فتى! هيا إلى قوارب النجاة، عسى أن تلتقطكم سفينة أخرى.
أ: ولتأتِ معنا!
ب: (ضاحكا) هل تعتقد أن النجاة في هذا؟ كل المسألة أنكم ستحظون بساعات أكثر من الحياة، سأسبقكم إلى الموت مع هذه السفينة التي ستصير حطاما بعد قليل، وستلحقون بي من عندما تموتون جوعا أو تنقلب قواربكم... لا تقلق!
أ: ولكنك قلت للتو عسى أن تلتقطنا سفينة!
ب: وأي مجنون في هذا العالم سيأتي إلى هنا!
أ: سيدي... الأمل!!
ب: تركته في الميناء.
***
ب: لا تبتئس، أنا لا آمركم بالانتحار، ولكن بالنزول إلى القوارب، وطالما تؤمن بالنجاة فستبقى حيا أكثر من رفاقك، وربما يبرز اليابس من جديد، أنت شاب مازلت وتستطيع التمسك بالحياة.
أ: وأنت تصغرني!
ب: سناً فقط، لا حظ لي من الشباب سوى تاريخ ميلادي.
أ: أفِق! ستغرق بحماقة البحث عن بطولة، لن يكتب عنك أحد سيدي!! لا تغرق في دور البطولة.
ب: وأنت لا تغرق في أدوار سينمائية، لا تضع وقتا أكثر.
***
هناك 3 تعليقات:
رائعة
جدال حول ماهية الموت والحياة ..كلا من أبطالك يرى الحياة من مظنوره والموت أيضا
ولكن في النهاية اتفقا على أننا في الحياة لا نقدم إلا أدوار تمثيلية سينمائية سواء كنا الابطال أو كمبارس
لن أجهد ذهني في محاولة التفسير ولكن كلمات جميلة رقيقة لا أحسب أن لها علاقة بماهية الموت والحياة أظن الموضوع أعمق والله أعلم
عامة
أكثر ما أعجبني في الحوار آخر كلماته بين أ ، ب
: أفِق! ستغرق بحماقة البحث عن بطولة، لن يكتب عنك أحد سيدي!! لا تغرق في دور البطولة.
ب: وأنت لا تغرق في أدوار سينمائية، لا تضع وقتا أكثر.
بالتيسير إن شاء الله
علا ومحمد، أشكركما حقا
إرسال تعليق