اليوم الوداع، لم يهاب الموت إن كان قد سئم الحياة؟ حتى أنفاسه المتوالية صارت إيقاعاً مملاً، ولكنه المجهول، هو لا يعرف أن سيكون اليوم...
إلى الساعة ينظر... العقارب تتحرك، وتبقى رؤية حركتها بإمكانه... تلك القدرة التي ستتوقف بعد قليل، حين يصبح بلا رؤية أو أي شيء، لن يسمع أنفاسه، ولن يملك وضع كفه على صدره كي يستشعر نبضه...
هو كالقنبلة الموقوتة حين تشير خانة الساعات إلى الصفر ولا تبقى سوى دقائق بجوارها ثوان مارقة...
أين سيكون؟ وكم تبقى؟ ولم كل هذا العطش؟ كلها أسئلة تتدافع فتلتحم ببعضها وتكون في رأسه معضلات يعجز عن حلها...
حاول تهدءة ذاته، طمأن نفسه بقدرته على النطق بالشهادتين، أدهشه أنه ودع الدنيا بكل ما فيها ولو فكرياً فقط إلى الآن، فما عادت الذكريات تتدفق إلى عقله، كل ما تعرض له في الحياة بدأ يشحب ويفقد معالمه...
ولكن مع الوقت، واقتراب الأجل... جاءت تجذبه من جديد، ترى ماذا سيفعلون بمعرفة نبأ رحيله؟ وهل ستسعد أم تتندم؟ أستتمنى فعلاً لو أمسكت بجسده الصريع وضمت رأسه إلى صدرها؟ أيكون دفء عناقها نصيبه ميتاً طالما لم ينله حياً؟
هل يقابل من سبقوه؟ أم أنه وهم آخر من الخرافيات؟ ربما! زيارات في المنام للأحياء؟ يتمنى! من يزور سواها! وبمن تأنس روحه غيرها؟
شعر بالهدوء تدريجياً، وبلع ريقه الجاف، واستطاع ثغره أن يتسع راسماً ابتسامة لم يرها أحد، كم مرة ابتسم منفرداً؟
اتجهت عيناه إلى الساعة من جديد، لم يبق أقل... هل يقابل الموت مبصراً أم مغمضاً؟ لم يتحداه بحدقتيه؟ فالزائر فائز فائز... قد أتى مبكراً وحسب! لا داعي للمعاناة أكثر، وليس المشهد إعدام بطل...
أسبل جفنيه... وانتظر برهة... لا شيء! رفعهما قليلاً... لا... لم تأت المعجزة... إنه هنا... أسبلهما للمرة الأخيرة... ولم يلبث طويلاً...
هناك 4 تعليقات:
المشكلة أن المعجزة مش بتيجي
وفي نفس الوقت بيبقى أسمنا لسه عايشين
في جميع الأحوال
هو لا يملك الاختيار يتمنى وينتظر ويرقب ويأمل ..ولكن لأن يجد إلا ماهو محتوم
أحيانا تنفس ونري ونسمع ولكن ببقايا روح مازالت بداخلنا بها بعض رطوش الحياة
محمد وعلا... أشكركما
سلام عليكم
حقا انن الموت البطئ فى انتظار حدوث المعجزه فلا المعجزه ستاتى ولا الحياة ستدب ثانية فى جسد من صرعته قسوة الاحباب وهجرهم له
فليستعد اذن بقدوم الزائر مع دقات الساعه حتى لو تاخر فهو قادم لا محاله
خالص تحياتى لك وسعدت بالمرور
إرسال تعليق