السبت، أكتوبر 11، 2008

تدوينة في ذمتي

ساعات بيبقى مفيش داعي الواحد يحبس أي كلمة كانت في نفسه في يوم من الأيام، خصوصا إنها مش هتضر حد، واللي معني بيها مش هيقراها أصلا... طيب ليه الكلمة دي متفضلش محبوسة حتى لو فقدت قيمتها؟ يمكن الإجابة تكون وليه تفضل محبوسة؟ أو يمكن عشان كانت علامة فارقة في مرحلة ما.

كتير أوي مشاهد بتمر بالواحد ويتخيل كمان كام سنة أما يفتكرها لو ليه عمر هيضحك ولا لا! مش عارف ليه لما بنفتكر حاجات قديمة كانت في وقتها قيمة جدا تلاقينا بنضحك! المهم ان مفيش ندم... فيه حاجات معينة بنبقى عاذرين نفسنا فيها جدا، حتى مع ثقافة صلب الذات اللي موجودة عند فئة كبيرة مننا، ساعات بنركنها.

من ضمن الحاجات الحلوة المعدودة اللي في الحياة "الصور العابرة"، اللي هي حاجة بنمر قدامها ونشوفها حلوة من غير ما نتعمق فيها، مفيش حاجة كلها حلوة، وكويس إننا مأرجعناش البصر لنرى من فطور! خلي الصورة كدة حلوة زي ما كانت.

مثال على ده، فاكرين "نادينا"؟ البنت اللي غنت بالإيطالي والعربي فولا بولا بالومبيلا؟ الطفلة الكتكوتة دي؟ دلوقتي بقت مصيبة سودا!! وداعا للبراءة، بجد مكنتش أتمنى أشوفها لما كبرت.

بغض النظر عن التحولات، أو الشوائب اللي ممكن مانشوفهاش من الصور العابرة، خلينا عند فكرتنا الأولى بيها... زي الأغنية دي اللي بتفكرني بأبريل اللي فات، بغض النظر عن كونه شهر الحادثة:





My life is brilliant.
My love is pure.
I saw an angel.
Of that I'm sure.
She smiled at me on the subway.
She was with another man.
But I won't lose no sleep on that,
'Cause I've got a plan.

You're beautiful. You're beautiful.
You're beautiful, it's true.
I saw your face in a crowded place,
And I don't know what to do,
'Cause I'll never be with you.

Yeah, she caught my eye,
As we walked on by.
She could see from my face that I was,
Flying high,
And I don't think that I'll see her again,
But we shared a moment that will last till the end.

You're beautiful. You're beautiful.
You're beautiful, it's true.
I saw your face in a crowded place,
And I don't know what to do,
'Cause I'll never be with you.

You're beautiful. You're beautiful.
You're beautiful, it's true.
There must be an angel with a smile on her face,
When she thought up that I should be with you.
But it's time to face the truth,
I will never be with you.

You're Beautiful - James Blunt




السبت، أكتوبر 04، 2008

من قاع الهوة أكتب



حين وجدت هذه الأفكار طريقها في رأسي، أدركت أن انتمائي لجيلي هذا شبيه بانتمائي للوطن ككل، بل يكاد يتخطاه في أكثر من موضع، قد يقول البعض أننا ضحايا هذا الوطن، وحتى الآن لم أحسم موقفي من هذه المقولة.

كنا في بداية العقد الحالي نحيا ما نسميه بالصحوة الإسلامية، أو بعث مشاعر الانتماء للكيان الأممي الأكبر، ربما كان عمرو خالد بطل تلك المرحلة، وله علي شخصيا فضل لا أنكره أبدا، ربما كان هو الدافع لدي لمعانقته في المرة الوحيدة التي التقينا فيها.

كنت أنا أحد أبناء هذا الجيل أقرأ السيرة النبوية من الكتب القديمة دون مختصرات أو شروح، وأشمئز من ظهور حركات القومية العربية حين درست تاريخ المرحلة الثانوية، وحين أترك لقلمي مساحة يرتجل فيها كان يخط الخريطة تصل الرباط بطشقند عبر خط قطار يمر بالقاهرة.

أذكر أول مقال كتبته في كراسي عن قضية السنة والشيعة، أذكر بحثي عن أوجه الوحدة وعزمي أن أكون أحد دعاتها، حلمت بالتقارب الحقيقي، عشقت حسن البنا وعلي شريعتي، انفجرت بكاء لدى استشهاد الشيخ ياسين، هزتني خطابات حسن نصر الله، فكرت في كتابة سيناريو سينمائي لغزوة مؤتة... لا أدري ما العلاقة بين كل ذلك، ولكن كنت حالما.

ومع الوقت لا أدري ماذا حدث، لا أقول معي وحدي، ولكن كلنا! ليسمح لي أشقائي في البنوة لهذا الجيل أن أتكلم بلسان شريحة كبيرة منهم... نحن الآن نتعامل باعتيادية مع ما كانت تقشعر له أبداننا... خذ أمثلة كما تشاء:


- الظروف الاقتصادية خانقة! العريس عملة نادرة، ولكنهم طلبوا منه شقة في الهرم بدلا من الشقة البعيدة التي يملكها بالفعل في الشيخ زايد! الشبكة لا بد أن تتخطى ما حظيت به ابنة خالة العروس.

- هم من الطبقة الوسطى، ولكن الفرح كان في "فور سيزونز"!

- فلانة "صاحبتي"، ستأتي معنا في رحلة نبيت فيها يومين! سيتصل بها أهلها من حين لآخر للاطمئنان عليها، هم يثقون بها، فهي مختلفة عن بقية البنات بل ملتزمة بصلاتها وحجابها، وضحكتها الرنانة أيضا.

- لا تقل شواذ! قل "مثليون"، ما ذنبه يا أخي؟ إن هذا ميله الذي ولد عليه! ما يؤذيك إن كان يضاجع رجلا مثله؟!

- القاهرة لا تحتمل قدما أكثر، وتيار الهجرة إليها مستمر! أحيانا لا ذنب للمهاجر، فالمركزية سمة الدولة.

- لسنا مستعدين للشريعة الآن! وهل هي حل حقيقي للأزمة؟ أزمتنا أخلاقية بالأساس! بل لماذا نقحم الدين في الموضوع؟ العالم يتعامل الآن على أساس المواطنة، والعلمانية ليست سيئة.

- لقد أصدرت "فلانة" ديوانا أدبيا، صحيح هي تجهل أبسط قواعد اللغة، ولكن لها حفل توقيع عما قريب، أما فلان فأديب كبير، لقد طرق في روايته السابقة موضوعا خطيرا عن غياب الإشباع الجنسي عن الأزواج.


لا أدري حقيقة ما السبب وراء كل هذا، أهو جو الحياة العملية؟ كثير منا يعملون منذ الدراسة، فما المشكلة؟ ربما هي عجز التروس الصغيرة عن السير عكس دورة الآلة العملاقة التي تضمها.

من أبسط مظاهر التدهور الاجتماعي الذي نمر به هو كما يقول حامد تلك الفتاة التي كانت تعتبر صورتها على الإنترنت بمثابة كارثة، وكأن شرفها سيطعن، وهي الآن تضع ألبومات كاملة على الـ"فيس بوك"! بل موضة "الملحدين" التي انتشرت بشكل فج، وأكثر منها موجة "اللامبالين" الذين لا يفكرون قيد أنملة في الله أو الآخرة أو أي شيء من هذه المواضيع "الدينية" أو "الغيبية".

حالة التقديس التي تحظى بها منطقة "وسط البلد" من أدعياء الثقافة وكأنها البيت الحرام، البنات أو أولئك الرجال ذوي الشعر الطويل الجالسات ليلا ونهارا على مقاهي البورصة وزهرة البستان (الـ******) وغيرها.

لقد تراجعنا، تراجعنا بشكل غريب، هل نهنئ "ميلودي" على نجاح مهمتها؟! بل إن الموضوع تخطى كل شيء، أحيانا أشعر باقترابي من التعريف الأولي للعدمية، لست قادرا على إصلاح نفسي فما بالي والمجتمع، كأن هذه الحياة حمل ثقيل لا أقدر على تحمله أكثر.