الأربعاء، مارس 21، 2012

كلمات عن مرشحي الرئاسة


سأحاول في هذه التدوينة أن ألتزم بالإيجاز قدر الإمكان، ولكن قبل المضي مع الكلمات أؤكد أن الأمر كله معني بهذه اللحظة تحديدا.. أي أن هذا التقييم أو هذه الانطباعات لا تمتد معي بالضرورة لأبعد من ليلة 21 مارس 2012.. ومن ثم قد أغير رأيي في أي وقت لاحق.. وبالتأكيد أرحب بتعليقات الجميع وإن كنت لا أعتزم الرد عليها فمعذرة إن لم أرد.
ملحوظة: ترتيب المرشحين ليس وفق أي شيء، وهذا ليس إعلانا بالتزامي تأييد أحد منهم.

حازم أبو إسماعيل:
 قابلت حازم منذ نحو ست سنوات وكان شخصا طيب الخلق ومتواضع إلى آخر هذه الصفات الحميدة. وشخصيا لا مشكلات لدي في تورط حازم في ترديد معلومات مغلوطة كتلك الخاصة بالبيبسي أو ما شابه، فمئات الساسة كانوا في الواقع مهرجين ولكنهم مضوا بأممهم خطوات للأمام.. إذًا هذا ليس مقياسا لدي بالنسبة إلى شخصية سياسية.. فإن كان حازم يميل إلى الارتجال في بعض المواقف فإن هذا تعبير عن كونه سياسي وليس أكاديميا.
حازم -وهو الأصغر سنا- ربما هو المرشح الذي يعرف إلى أين يريد أن يذهب وكيف، وهو الوحيد حتى الآن الذي أفاض وبالأرقام في الصناعة والزراعة والتجارة والاستثمارات وما شابه، وكل ذلك يحسب له.
شخصيا لا أخشى حازم كشخص ولكن أخشى ممن حوله حين يتصدرون المشهد، فهؤلاء أخافهم حقا بخياراتهم وتوجهاتهم ومسلّماتهم.
أما ما آخذه على حازم تحديدا فهو أنه من مرشح ينتسب إلى التيار الإسلامي المحافظ بطبعه وخاصة في جناحه السلفي وفي نفس الوقت يتبنى خطابا ثوريا شديد الصدام مع العسكر وربما هذا ما اجتذب له مؤيدين من خارج دائرة اللحى. ولكن إلى متى سيظل يتأرجح بين المحافظ والصدامي بعض الشيء؟ حتما سيسقط أو لن يرضي أيا منهما.
أخشى أخيرا أن يكون وصول حازم للرئاسة تمهيدا لتدخل عسكري بعد عدة أشهر لإنقاذ الدولة من الرجعية.

عبد المنعم أبو الفتوح:
 شاءت الظروف أيضا أن هاتفت ذلك الرجل في منزله منذ ست سنوات أو ربما سبع.. لا أذكر. وكان كالعادة دمث الخلق ومتواضعا واستمتعت بالحوار معه.
أبو الفتوح يبدو الأقرب إلى أوصاف الشخصية التوافقية على المستوى الشعبي، ولكنه في ذات الوقت يتكلم كثيرا بنوايا حسنة وعموميات وعبارة "لا يليق بمصر أن..." تستفزني منه فأنا لن أنتخبه لمجرد أنه يستنكر الوضع القائم! كذلك فإنه يبدو أحيانا "مائعا" بحيث لا تعرف له موقفا محددا.. كما أن طريقة خروجه من جماعة الإخوان المسلمين -حيث تمت إقالته دون أن يستقيل وتقدم للرئاسة بما يخالف قرار تياره- تعكس ممارسة غير ديمقراطية.
مشكلة أبي الفتوح أيضا أن كثيرا ممن التفوا حوله بسبب ظروف بعينها قد يكونون أول لاعنيه ويكتشفون فجأة أن الرجل ابن مدرسة الإخوان المسلمين إذا سلك مسلكا لم يرق لهم.

حمدين صباحي:
رجل يبدو شريفا بكل معنى الكلمة، ولكن شخصيا لا أريد إرث الناصرية مرة أخرى.. حتى وإن كان يمتلك برنامجا محدد المعالم. تردد كذلك أيضا أنه يعاني من مرض يمنعه من العمل أكثر من أربعة أيام في الأسبوع ويحتاج للنوم فترات طويلة وحتى الآن لم يصدر تكذيب أو تصديق على ذلك.

محمد سليم العوا:
أعشق العوا المفكر.. وأخشى أن يكون "ترابيا" آخر، كما أنني لا أحب فكرة تولي رجال القانون السلطة التنفيذية فهؤلاء أقرب إلى القضاء والإحالات والمرافعات وأشعر أن البلد ستغرق معهم في مزيد من البيروقراطية.

ليست هناك تعليقات: