أخيرا انتهت المرحلة، تركت عملي كـ"دسك" بصحيفة رياضية أسبوعية كنت أعمل بها على مدار ما يقترب من ثمانية أشهر... أعتقد أنني بحاجة إلى مساحة كبيرة كي أكتب عدة خواطر لاحت لي إزاء تلك الفترة من حياتي... فترة قاسية كانت... في البداية كنت أعمل في الصحيفة وفي موقع إلكتروني تركته بعد انتهاء كأس العالم تقريبا، وبعدها كتبت بتقطع لإحدى الصحف النسائية الأسبوعية، خلال تلك الفترة كنت أستكمل دراستي الحرة بخضوعي لدورة مكثفة، انتهت لتبدأ الدراسة بحضورها وغيابها وأبحاثها...
كنت قد ترقيت في العمل سريعا، حصلت على عرض من رئيس التحرير بما يزيد عن ضعف مرتبي مقابل عملي لستة أيام أسبوعيا، العمل يبدأ من السابعة أو السادسة مساء حتى ينتهي... وقد ينتهي وقد لا... لأواجه رحلة كابوسية في العودة لمنزلي البعيد عن كل مكان آخر... أعود لأستيقظ، أذهب للجامعة، أفكر، أبحث، أعمل وهكذا... بلا نهاية...
كانت بدايتي موفقة، حققت سبقا صحفيا بحوار مع لاعب عالمي، كان انفرادا على مستوى الصحافة المصرية، استمريت متحمسا، كنت بحاجة للنقود، ولأن يعدني الآخرون كمشتغل لا كمجرد طالب جامعي، فوق كل هذا كنت أدرك أن مسيرة طويلة تبدأ بالعناء قبل التأقلم قبل الراحة... وهكذا، مازالت شابا، كنت أعاني بالفعل...
أكثر ما ضايقني هو أن هواية لي قد تحولت إلى مهنة، فأصبحت لا أطيق الحديث عن الكرة أو أي شيء مستدير طيلة اليوم، يكفي ما أكتبه وأدور حوله بلا نهاية، لا إمتاع في المسألة، عل من يقرأ الآن يلاحظ أنني لم أكتب في مدونتي عن الكرة إلا في أضيق حد ممكن... تشبعت تماما!
لم أكن مقتنعا بغالبية ما أكتب أو ما أقوم بمراجعته وتطويره أسلوبيا للآخرين، بل كنت مشمئزا، ولكنني اكتسبت الخبرة، خبرة كيف أكتب خبرا ولدي من الحقيقة ملليمتر واحد ودون أن أكذب، لأكثر من ثلاثة أسابيع متتالية، مرض مدير التحرير وصرت الوحيد الذي يقوم بوظيفة "الدسك" كان هذا مع بداية شهر ديسمبر الماضي، وامتحانات نصف العام تقرع الأبواب... عملت وسلمت أبحاثي، لم أجد القدرة على الاستذكار جيدا، حمدا لله، حتى كتابتي هذه السطور أعرف أنني تجاوزت أربعة امتحانات بنجاح وأنتظر نتيجة الخامس الذي لم أقدم فيه ما يكفي للعبور...
تعلمت ممن تعاملت معهم، تعلمت كثيرا حقا... ولكن كما يقول اللاعبون أحيانا، حان الوقت لتغيير النادي، هناك عرض أفضل، وقد حققت مع فريقي السابق كل ما يمكن في ضوء الإمكانات المتاحة والإدارة الموجودة...
فضلا عن ذلك افتقدت سببا رئيسيا كان يجعلني أتحمل أية معاناة في الوجود...
وداعا لكل من عرفتهم هناك وأحبوني وأحببتهم، حتى أنت يا صاحب "لأكثر من سبب منطقي" و "ده معاه شهادات يمسك بيها أي فرقة في أوروبا، يدرب بايرن ميونخ لو عايز!".
بمجرد انتقالي للعمل الجديد الذي يعتبر خطوة أفضل في حياتي المهنية، كنت أفكر وأنا عائد إلى البيت مرة، تذكرت أن هذه الخطوة كانت عهدا قطعته لأحدهم، أن أعمل في مكان أفضل وأن أواصل التنقلات لأعلى، وهاأنا الآن أوفي بعهدي، ولا مجال للتساؤل عن عهده لي! شعور الوفاء ما أرقه، وشعور الخذلان ما أقساه...
الآن حان الوقت للتركيز مع الفريق الجديد، المنافسة على المشاركة القارية بدلا من صراع البقاء والاكتفاء بالمفاجآت...
قبل أن أنسى، أخضع لتدريب صباحي يومي مع فريق عالمي بحق، تدريب مجهد لأعلى درجة، لم أتخيل حياة الاحتراف بهذه القسوة أو الجدية...
هناك 6 تعليقات:
congratulations for ur new job
and i predict with a shiny journalistic future for uuuu
الاحتراف لغة العصر ياصديقى وانت قادر بأمر الله ان تكون افضل المحترفين، الانتقال للأفضل يكون لك كشخص فى المقام الأول وليس لللأخرين والأخرين فى المقام التانى، بالنسبة للمادة ان شاء الله ربنا هيكرمك فيها، ستكسر كل توقعات خبراء اللعبة خلال العشر سنوات القادمة بأمرالله، اتمنى لك دائما النجاح والتوفيق والترقى حتى أراك من ابرز العلامات فى عالم الاحتراف ان شاء الله وادعيلى بقى ربنا يكرمنى ده طلبى منك وعارف انك مش هتخذلنى ان شاء الله
I am impressed by ur post, u had a very tough period, but as u said, u achieved a very good experiance, and u r now in a better position. Wish u the best insha'Allah.
Mashaa'Allah ya Amr keep on inspiring us with these writings!!
Pursuing ones dreams and goals never was and never will be an easy task, Yet it's like climbing a mountain full of shaky rocks, or walking in a bumpy road. Sure, in a moment or another you'll get collapsed But the one who had a strong will and determination, who greatly believes that nothing is impossible, will encounter his/her ordeals and stands up tall again continuing this hard journey to his goals, As life is full of troubles and cares.
Masha'Allah you've a strong will, did your best and was -more or less- ground in such hard work while studying But heey, look what've gained from such hard experience! Congratulations and keep it up always.
سلمى: الله يخليكي بس مش للدرجة يعني
أحمد: بالفعل الحمد لله كسرت التوقعات وبطلت أجيب مقبول مع د.أشرف أخيرا جبت جيد الحمد لله
، ربنا يوفقك دايما يا باشا
أيمن: الحمد لله
سلمى: بالظبط وسيناريوهات السقوط مطروحة في كل لحظة
ربنا يخليكم ع التعليقات الجميلة دي بس أنا لسة مروحتش رويترز يعني ههههههههههه
الله يبارك فيكي يا مها، أهم حاجة الجريدة الرياضية بتاعتك متكونش في شارع فيصل وبتصدر أسبوعيا lol
إرسال تعليق