وأنا صغير، أقصد يعني أصغر من سني الحالي، كان بييجي إعلان في التلفزيون مشهور جدا، يمكن أول ما هاقول اسمه كل اللي اتربوا في مصر وقتها هيفتكروه "انسف حمامك القديم... جرافينا"...
طبعا جرافينا كانت أطقم حمامات، وكان الإعلان بييجي على لسان واحدة المفروض إنهاء بتدي للأداء دور إغراء، كأن المستهلك لما يروح للسلاب مثلا يجيب جرافينا هيديله الموديل دي فوق طقم الحمام كتحية من الشركة...
مش عارف بقول فكرة جرافينا دي ليه، ولا جت في دماغي ليه، بس أهي حتى فرصة نفتكر الماضي!!
فيه حاجة مهمة أوي عندنا كبشر، إن دايما بيبقى فيه في علاقتنا الإنسانية خطوط حمراء، لكن مع أول تخطي لأي واحد فيهم، بيبقى خلاص منتهك بقى...، زي الحواجز لما تنهار، سهل جدا المرور لأنها اتشالت من مكانها!
أمثلة، اللي بيضرب مراته مثلا، ده المفروض خط أحمر، لكن ضربها مرة... هيبقى إقباله على التانية أسهل، ولو هي فوتت، هيضربها التالتة وهكذا... حتى لو كان في الأول قدم قرابين اعتذار تكفي معابد بوذا اللي في العالم كلها...
نفس الموضوع بردو، على الجهة التانية، لما هي بتتضرب أول مرة بتحس بألم كبير جدا، أولا ألم إنه بيقسو عليها، وثانيا ألم الضرب نفسه، وثالثا ألم الوحدة وضيق الحيلة، وممكن آلام تانية... المهم يعني إن في المرة التانية ألمها بيتركز في الضرب نفسه، لأنها بتبقى اعتادت الأول والتاني كمناطق مطروقة من قبل، وخلاص الشرخ النفسي حصل، فمبقاش غير الألم العضوي اللي بيتجدد.
ساعات كتير الابن بيبقى عايز يشوف أبوه متحرر أكتر، أو مثلا متساهل معاه في أمور كتير، لكن في نفس الوقت الابن ده مش صغير، ولو تأمل كدة هيلاقي إنه فعلا بيحب الأب ده، وميرضاش أبدا لأبوه إنه يبقى في وضع المتساهل أو المتحرر، لأن الوضع ده بيباعد بينه وبين مكانته اللي يستحقها كأب... العكس مع كل العلاقات الإنسانية ممكن نقيس بيه...
أنا عارف إني مبجيبش التايهة فوق، ولا بقول كلام حِكَم، بس ادينا بنقول، لحد ما نموت هنفضل نقول!
بمناسبة الموت، هي الناس ليه مستهونة أوي بفكرة الوقوف قدام ربنا؟ مش عارف يمكن مش مستهونين، أنا نفسي مستهون بيها سلوكيا! بس المفروض ميبقاش كدة يعني، المشكلة إن ربنا مبيتضحكش عليه يعني سبحانه وتعالى يعرفنا أكتر من نفسنا، بس ساعات كتير أوي بيلهم، أو بيثبت، أو بيحسس الإنسان إن أيوة انت كدة صح، حتى لو مطلعش فعلا صح، هيبقى مؤمن تماما إنه صح، وهيبقى ربنا عاذره لو مأصابش، ساعات بيقولوا إن الإخلاص بيولد الإيمان التام، والإصرار، والتمسك، وعدم التخلي عن أشياء ما، وساعات بردو بيولد مشاعر معاكسة زي النفور والرفض التام والتهكم على أشياء مضادة، أقصد إن اللي مخلص لفكره تماما صعب أوي تلاقيه بينتقل لمرحلة التفاوض، وصعب جدا يشوف غيرها صح، ولو شاف غيرها صح هيبقى تحرك تكتيكي مؤقت، لكن مش دائم، ودايما هيكون عقله وفكره مشغولين بما ينبغي أن يكون، مش بما هو كائن بالفعل!
ناس كتير جدا بتخلط بين فكرة التعايش والاحترام المتبادل، وفكرة الاقتناع! الواحد مش عشان بيحترم فكرة معينة أو يقبل بوجودها يبقى خلاص مؤمن بيها! أنا مثلا بحترم الفكر الشيوعي... لكن لا أؤمن بيه! ومش مقتنع بيه! فمينفش يظهر واحد شيوعي يقولي انت مبتحترمش فكري، أقول له ليه؟ يقول لي عشان انت مش مقتنع بيه!!
طيب مسألة الاقتناع والقبول دي ليها حدود، بمعنى أنا ممكن أقبل إن زميلي في الشغل يكون شيوعي، وأتعايش معاه، وأقبل إن ابن خالة جوز عمتي يكون شيوعي، وأقبل إن ابني بعد ما يكبر ويستقل عني يبقى شيوعي، لكن مستحيل أبدا أقبل إن شريكة حياتي تبقى شيوعية! أو إن صديقي المقرب جدا يبقى شيوعي! لأنه مش هيبقى صديقي المقرب ساعتها! لأن ساعتها هبقى عايش في مظهر اجتماعي كاذب، إني زوج نوذجي أو صديق صدوق نموذجي! وساعتها هبقى نموذجي طبقا لمعيار أنا أصلا غير مؤمن بأهليته للتقييم!
أنا عارف إني ممل وطولت، بس معلش، كنت ساعات بقول لناس قريبين مني، أنا عارف بردو إني مسلّي، يعني أهو برنامج إذاعي شغال، عايزه فلسفي رياضي فني سياسي محلي مروري... متاح!
هناك 6 تعليقات:
يعني انا حعلق على فكرتيين
الأولى عن المرأة يعني الفكرة نفسها صحيحة ...المثال هو اللي خاطيء ولكن يبدو ان معارفك قليلة عن المرأة ياعمرو ...زي اي راجل
العكس هو الصحيح المرأة بتعتاد الضرب والعنف الجسدي وبتعتاد الالم العضوي إلي أن لا يعد مؤلما لكن ابدا ما بتعتادش الألم النفسي بيفضل يتراكم يتراكم لغاية ماالالمم النفسي يدفعها إلي استخدام نفس سلاح الرجل ...العنف الجسدي بعكس طبيعتها لأنها نفسيا حصلها خلل
وفيه اللي اضعف من كده وبيمرضوا نفسيا
انما لا اعتقد ابدا ان المرأة تعتاد الالم النفسي
انظر صفحات الحوادث الست اللي كلت صباع جوزها
الموت
فيه آيه في سورة هود قال عليها الرسول شيبتي هود
" فاستقم كما امرت "
اعتقد ان احنا بنتناسي الموت
المشكلة مش في ادراك الموت
المشكلة في ادراك خالقه
بحجم ادراكنا ووعينا بالخالق حننقاد ليه
المصيبة ان احنا ادراكنا ليه بيتأرجح مابين عدم الادراك ..وومعرفة الحروف المكونة لكلمة " الله"
ياااااااه يا عمرو
كلامك جه فى وقته فعلاً، ع الأقل حسسنى ان فى حد لسه بيحاول يفضل بنى آدم معايا. معلهش ردى فيه ريحة هلفطة بس انت عارف الحالة بقى.
نعيش ونتعلم يا أستاذة سالي
هو يمكن فعلا المثال غير صائب، بس متهيألي انت فهمتي أنا عايز أوصل إيه، وبالنسبة لمعارفي عن المرأة فأنا مبحبش أعمم تجاهها، يعني مقولش المرأة كذا وكذا وكذا لأن مش كلهم زي بعض، ولو حتى بيشتركوا في قواعد أساسية... مبقتش عايز أعرفها، اهتمامك بالرد أسعدني في حد ذاته
أمادو: مش للدرجة يعني، بس أهو... دخان بننفثه
تصدق..منذ خبر وفوة مجدي مهنا وأنا لم أخرج عن المود إلا لما قرأت كلامك..يعنى خلينى أضحك وأفكر وأخرج من الحالة اللى أنا فيها
معلومة ..حضرتك مش ممل ولا حاجة ، كفاية أنك عندك إصرار إنك تتكتب وتقول
أنا معاك في كل اللى قلته ، خاصة فيما يتعلق بحب ربنا لنا وحبنا لأننا نحس أننا صح
والجزئية الخاصة بالفرق بين الاحترام والاقتناع لأننا نعيشها قوى ف مهنتنا ديه
رغم إن البوست بالنسبالي محروق لأنك قلتلي على معظم النقط اللّي فيه قبل كدا..بس استمتعت بيه برضو.
أكتر نقطة عاجباني نقطة الخطوط الحمرا..افتكرت الغريب (بتاع يوسف ادريس) لمّا كان بيكلّم الولد على القتل و قال له لو قتلت مرة هيبقى القتل عادي بعد كدا بالنسبالك.
علا وعمرو
شكرا على الردود أسعدتني فعلا
إرسال تعليق