أود الإشارة إجمالا إلى أشياء لمستها من خلال ما شهدته الساحة الفلسطينية داخليا في الأيام القليلة القادمة والانعاكاسات على الآراء هنا في مصر... معذرة للتأخر في السرد، ولكن كان ينبغي الكتابة حتى أبرز رأيي ولا أذنب في حقه أمام نفسي...
الصحف القومية المصرية شنت هجوما بالغا من خلال كتاب الأعمدة والمحللين بل ورسامي الكاريكاتير أيضا على حركتي فتح وحماس على حد سواء، تماما كما يفعل المدرس حين يضرب تلميذ زميلا له فيعاقب الاثنين معا وبنفس الشدة وبنفس الطريقة عملا بمبدأ المساواة بالظلم عدل.
نسى هؤلاء تماما أن حماس كحركة مقاومة وفصيل فلسطيني يستمد شرعيته من الشارع لم يقم أبدا برفع السلاح في وجه فتح إبان توليها السلطة رغم كل الممارسات القمعية التي انتهجتها الحركة بكواردها أمثال محمد دحلان وغيرهم تجاه الشعب الفلسطيني موفرة على إسرائيل عناء تنفيذها للعقاب.
نسى الجميع أن حماس تتعرض من قبل المجتمع الدولي لحملة مقاطعة، والشعب الفلسطيني يتعرض لحملة تجويع وإمراض وإفقار وبؤس على بؤسه بسبب اختياره لحماس في أول انتخابات ديمقراطية تشهدها المنطقة العربية في تاريخها المعاصر بعد انتخابات الجزائر التي راحت جبهة الإنقاذ ضحيتها، وكأن الشعوب تعاقب إذا ما اختارت.
نسى الجميع أن فتح لم ينل منها الفلسطينيون إلا قمعا في الداخل وهوانا وذلا في الخارج وفسادا في منظمة التحرير والمؤسسات الحكومية، وتطبيعا واعترافا في شتى المحافل والهيئات.
نسى الجميع أن الصحف القومية وغير القومية إنما تنتقد حماس المقاومة وتتجاهل ذاتها الخانعة المستسلمة، فهي آخر من يتكلم إن افترضنا جواز حق الكلام لها وللقائمين عليها من ثلة المنافقين.
حتى بعض الرفاق ممن راهنا على وقوفهم بجانب حماس، ما لبثوا إلا اكتسوا بزي الغيرة واسترجعوا التنافس بين اليسار العربي والحركات الإسلامية وراهنوا على فشل حماس بدخولها في السلطة، وأكدوا أنها لن تلبث قليلا وتعترف بإسرائيل ليقفوا ضدها مع غيرهم من قوى الإمبريالية التي طالما عادوها في اتفاق لا يتكرر إلا نادرا... هؤلاء جميعا خاب ظنهم، وبرهنت حماس - رغم الظروف الصعبة وانخفاض نضجها السياسي إذا ما قورن بحركة إسلامية أخرى كحزب الله – على قدرتها على تولي المسئولية والوفاء بكلمتها قبل كل شيء... فلم تملأ الأرض صراخا لترينا سرابا بعدها... بل التزمت رغم الأخطاء القهرية، وحسبنا هذا في هذه المرحلة نظرا للظروف التي ترزح تحت نيرها الحكومة الفلسطينية.
أما غلاة العلمانية، الذين جلسوا القرفصاء على الرصيف السياسي وسخروا أقلامهم وشحذوا فكرهم لغرض واحد وهو انتقاد كل حركة إسلامية، وخلط الحركات المعتدلة بالمتخلفة مما تسمى الإسلامية اصطلاحا فقط، فالواقع أبلغ من يرد عليهم، فهم بأنظمتهم التي –على اختلافها- طالما صفقوا وهللوا لها، لم يأتوا لنا إلا بهزائم وانكسارات... والغالبية العظمى من انتصارات الأمة في النصف قرن الأخير، بل وكل الضربات الموجعة في جسد العدو، أتت عبر الحركات الإسلامية التي لم تخفض راية الوطن أبدا ولم تنس الهوية القومية، بل مكثت خير حارس للأمة...
هناك 10 تعليقات:
السلام عليكم
معاك حق ياعمرو..وكلنا عارفين أن فتح هي التي بدأت , وأن حماس بتواجه ضغوط كثيرة , بس ايه الحل , لازم نزيفالدم الفلسطيني يفق بقى كفاية كده
انا مقدرتش استحمل واعتقد انت منظر الناس اللي ماتت في معسكرات التدريب من فتح وحماس يوم ذكرى النكبة
يعني ايه , وليه ؟ الموضوع مش ناقص , صورهم والقتلي في المشرحة دمرتني , كنا بنبكي زمان عليهملانهم ضحايا اسرائيل , دلوقتي ضحايا مين
عارفة أن فتح المذبة , بس لازم حماس تخرج نفسها من الدائرة اللي دخلوها فيها , دائرة الدم والصراع , وكفاية كده
الله يرحمك ياشيخ أحمد ياسين , تفتكر لو كان عايش لغايةدلوقتي كان الوضع وص للدرجة ديه
زي ما علا قالت ياعمرو مش مهم في حالة زي كده مين اللي ابتدي بالإعتداء
لأن النتيجة في الآخر واحدة الفلسطينيين بيموتوا بعض بدل لو رحت قعدت على اي دكة مع اي بواب وسألته حيقولك شوف الفلسطنيين بيموتوا في بعض ازاي
مين اللي ابتدى حتبقى مهمة لو انت اصلا في دولة نظامية تعرف تحاسب الفئة المعتدية لكن الوضع في فلسطين مش ناقص
ربنا يهدي الجميع ويوقف نزيف الدم ده
فكرتي لم تصل، وقد يكون السبب في ذلك خطأ من عندي في الإيضاح
أولا المقال دفاعي عن حماس بالدرجة الأولى، ولكنه لا يبرر أيا من أخطائها
ثانيا المقال يقر بوقوع حماس في الخطأ ولكنه لا يريد التهويل ويرفض سياسة العقاب الجماعي والتعميم في أذهان "الجماهير العربية" وليس في أرض المعركة بفلسطين، وبالتالي فمن المهم معرفة من المسئول عن تصعيد الأحداث ودفع عجلتها للنيران حتى تُعرف رأس الحية ويبطل مفعول سمها
ثالثا المقال ركز على ضرورة التحالف بين التيارات المناضلة حقا على اختلاف توجهاتها، عتابي للرفاق اليساريين يدل على ذلك
رابعا حماس قد تخطئ وقد تصيب، ولكن أيا ممن يلومونها الآن لم يفتحوا أفواههم تجاه قمع فتح للشعب وفسادها الداخلي وتطبيعها مع إسرائيل
خامسا المقال يرفض فكرة أن يتحدث عن الوضع الفلسطيني بلسان النقد من هو مفكر داعر ككهنة الصحف القومية والأنظمة الرسمية العربية
أرجو أن أكون قد أوضحت
أنا قرأت البوست أكتر من مرة وكل مرة أقول أدخل أعلق ، وبعد ما أدخل ما الاقيش حاجة أقولها، بجد أنا مش عارفة ايه اللى ممكن يتقال أو ايه اللى ممكن الواحد يعمله.. حسبى الله ونعم الوكيل
مش المشكلة ان فتح هى اللى بدأت وحماس اضطريت تدافع عن نفسها لان اللى حصل حصل والغلط على الطرفين .. لكن المشكلة ان قادة الحركتين واخدين السلاح كخيار اساسي عند وقوع اى تعارض فى المصالح والاجتماعات بين قادة الحركتين اللى بنشوفها فى نشرات الاخبار ليس الا ديكور للضحك على الشعب الفليسطسنى والدليل على كده ان اى مشكلة تحصل تقوم حماس بنشر فرقها المسلحة في الشوارع و شئ طبيعي ان يحصل احتكاك بينها وبين الشرطة اللى بتتبع فتح .. والاكيد ان النفوس مش صافية بين الحركتين وكل طرف يريد ان ينفرد بالحكم بغض النظر عن مصلحة الشعب
شاب مصري: صعب أنك تلاقي واحد بيضربك وتسيبه يكمل ضرب براحته، طبعا حماس متورطة في الاقتتال الداخلي، وطبعا في انتهاكات بتعملها بتخرق بها الهدنة، بس كل ده ميجيش حاجة قد اللي بتعمله فتح، كفاية أنها باعت القضية اول ما حماس كسبت الانتخابات وسابتها تواجه الحصار والاضرابات والوضع الامني المتردي لوحدها دون ان تمد يد العون ودون ان تشارك في حكومة وحدة اللهم إلا بعد جهد جهيد ومفاوضات شاقة، وكأن كل القضية لدى فتح هي السلطة وفقط السلطة، اما المقاومة فقد تركتها "لبعض" الاجنحة المسلحة التابعة لها
هل معارضتك لكلامى يازقزوق بتؤدى الى شعورك بالرغبة فى الضحك :)) ؟؟
لا يا براء مش ده سبب الضحك، السبب إننا لما نقول الاتنين غلطانين ووحشين ومشاغبين وملهمش حق وهيب كدة فاحنا مبنحاسبش المقصر ولا بنفرق الخاين عن الأمين... يمكن ايمن فاهمني... بذكر إن المقال دفاعي مش تبريري... يا ريت نركز على حكاية ضرورة محاسبة المخطئ اللي دايما بيكون مصدر الغلط مش لفلسطين بس، لحياتنا عموما
معاك حق اننا لازم نحاسب اللى اخطئ .. و لكن فى مشكلة حماس وفتح اعتقد من الصعب اننا نحسم بشكل اكيد مين المخطئ ومين اللى بدئ .. فبواطن الامور ليس كظاهرها .
أهو المقال ده بقى عشان يزيل الالتباس ويكشف مين فعلا المخطئ
إرسال تعليق