السبت، أغسطس 18، 2007

تدوينة عادية

قصة موسى عليه السلام دائما ما تستوقفني، تطور الشخصية يمكن تبينه من ثلاث محطات، الأولى حين يخرج من المدينة هاربا خائفا كأي بشر "فَخَرَجَ مِنْهَا خَائِفاً يَتَرَقَّبُ قَالَ رَبِّ نَجِّنِي مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ "، ثانيها حين يطاب من الله أن يرسل معه أخاه هارون، فالمهمة ثقلية، ورغم تقبله لفكرة تصديه لدعوة فرعون إلا أنه لا ينهض بها وحده أبدا "َقالَ رَبِّ إِنِّي أَخَافُ أَن يُكَذِّبُونِ، وَيَضِيقُ صَدْرِي وَلَا يَنطَلِقُ لِسَانِي فَأَرْسِلْ إِلَى هَارُونَ، وَلَهُمْ عَلَيَّ ذَنبٌ فَأَخَافُ أَن يَقْتُلُونِ", ثالثها وآخرها هو مرادنا جميعا "َفلَمَّا تَرَاءى الْجَمْعَانِ قَالَ أَصْحَابُ مُوسَى إِنَّا لَمُدْرَكُونَ، قَالَ كَلَّا إِنَّ مَعِيَ رَبِّي سَيَهْدِينِ".

***


ماهو إنجاز حزب العدالة والتنمية التركي؟ إنه إنجاز أكبر بكثير من مجرد كسب تأييد الجماهير في دولة تحمي مؤسستاها القضائية والعسكرية النظام العلماني، إنه إنجاز على مستوى الذات، وهو ما أشار له د.عمرو حمزاوي خلال حديث تلفزيوني، فالإنجاز يتمثل في التحول في الفكر الإسلامي السياسي من النقاش الأيديولوجي إلى وضع سياسات عامة لها آليات تضمن تحقيق تفصيلاتها، ربما هذا ما يجعلني بشكل شخصي متحمسا لتجارب جديدة هنا.

***


كنت قد كتبت بالعامية في مناسبة أو اثنتين ما تمكن تسميته زجلا، ولكنه لم يرق لي شخصيا فضلا عمن أخذت رأيهم، والحقيقة أنني لست شاعرا، صحيح تمنيت أن أصبح واحدا يوما، ولكن الوضع هكذا أفضل، لأنه لا يكسبني تعاطفا إضافيا من محبي المعاني والكلمات، وأعتقد أيضا أنني ما كنت لأضيف جديدا على المشهد الشعري القائم في وجود شعراء شباب يفوقون الناضجين بالفعل.

***


رفضت فكرة لاحت برأسي وهي أن أكتب عن الحب بشكل عام، لم أكن أنوي الكتابة في صورة نصائح لألعب دور "مسشارك العاطفي" مثلا، فالقاعدة تقول "لا تأخذ نصيحتك من خاسر!"، ولكن كانت الفكرة أن أنقل قناعات شخصية لي عن تلك الظاهرة الاجتماعية، فهي ليست علما رياضيا خاضعا للحسابات والمنطق، ولذلك قد يكون من أغرب الأسئلة أن يستفسر طرف من الآخر عن السبب الذي جعله يحبه! هناك ظواهر أقوى بكثير من أن تكون لها أسباب، فهي قائمة وكفى، أما استبعادي للفكرة فجاء من واقع أن كل حالة مستقلة بذاتها، ولا تمكن المقارنة أو يجوز القياس إلا في قصص متشابة بشكل مميز، وهو ما يجعل المهمة متعذرة حتى على الرغم من أن كل شيء معاد ولا مكان لجديد تقريبا.

***


بالأمس كنا أربعة أصدقاء جالسين على مقهانا المفضل، أنظر الآن كيف صرنا عن أول مرة تعارفنا، لي مع اثنين منهم عشر سنوات ومع واحد تسعة أعوام، ومن جديد نجلس على المقهى لنتابع الكرة وتنطلق العصبيات المعبرة عن شبابنا، فكل منا يناصر فريقه بمبالغة تفجر الضحك من القلب، أرانا معا حتى الممات إن شاء الله.

***


أشعر بفخر كبير بأصدقائي رفاق الدراسة الجامعية، هؤلاء الذين أقرأ أسماءهم في الدوريات، أو أسمع صوتهم في التلفزيون أو أراقب من بعيد تطورهم المهني في مختلف مجالات الإعلام، حقا كل يوم يزداد تأكدي أننا كنا دفعة استثنائية، فها نحن نسبق أسلافنا ونسطر تحديا كبير أمام أخلافنا، المشكلة أننا نتقدم عمرا، تمنيت أن نبقى جميعا في سن العشرين فقط لنظل صغارا واعدين كما يرانا الآخرون دائما، لمتابعة آخر التطورات أدعو لشراء العدد رقم 35 من مجلة "جودنيوز سينما" وهذه المرة لن تقرأ للقلم الفاهم المتميز المتخصص أحمد بدوي فقط، بل ستقرأ أيضا لـمحمد قرنة ومي كامل مجهودا كبيرا أثبتا به لي وبشكل شخصي أنهما بطاقتا "جوكر" يمكنهما الأداء في أكثر من توظيف وبكفاءة لا تتذبذب.

الجمعة، أغسطس 17، 2007

استجواب تاني

بدون مقدمات طويلة، آخر علاقة جمعتني بالاستجوابات tags انتهت بأني اتشمت مباشرة، لكن ده لا يعني إني مش هجاوب أي استجواب تاني تتوجه لي دعوة إني أجاوبه...

المرة دي الاستجواب كان من كليوباترا، وهو خفيف عموما، وبالتالي هجاوبه وعذرا إن فيه أسئلة كتير جدا شرحتها في تدوينة سابقة دي مش عارف المرة الكام اللي أشير ليها بس مش مشكلة...


اسم مدونتك؟

زقزوق.

النية وراء اختياره؟

لقب عائلة غير مثبت في البطاقة، وكنية محببة بالنسبة لي بين أصحابي وزمايلي.

الصورة الشخصية ودلالتها؟

ورود زرقاء، عشان بحب اللون الأزرق.

هل فكرت في إغلاق مدونتك؟ والسبب؟

لا، عشان رغاي وبحب أتكلم.

حد قل أدبه في التعليق؟ رد فعلي؟

شخص أو اتنين، رديت بنفس الأسلوب لكن لما تطور لسب مباشر مسحت الردود وأوقفت التعليقات.

أسوأ مدونة؟

كتير، وبحب أتفرج عليهم زي ما ساعات أتفرج على فيلم تافه.

هيحصل إيه للإيميل لما أموت؟

هاسيب الباسوررد مع حد يدخل يعمل auto-reply فيها إني مت ونسألكم الفاتحة!

إديت الباسوورد لحد قبل كدة؟

فيه واحد عرفها رذالة، لكن بمحض إرادتي اللي عرفوها 3 علما بإني غيرتها كتير.

اسمك؟

مكتوب في البروفايل. (واحد ظريف: فرصة سعيدة يا أستاذ مكتوب!).

عمرك؟

بردو مكتوب.

مجال دراستك؟

مكتوب.

السفر بالنسبة لي؟

طريق وصحبة وهدف.

وقت فراغك؟

بنام، أو بلعب أو ع النت.

الأكلة المفضلة؟

ملوخية.

الصفات اللي أخدتها من بابا؟

العصبية وعشق الحيوانات، وحاجات تانية.

الصفات اللي أخدتها من ماما؟

عشق الحيوانات وحاجات تانية.

أكتر 6 حاجات بكرهها؟

اشمعنى 6؟ نمط من البشر شبه كلاب البحر جدا، الأنثى كمجموعة قيم بعينها (من غير تعميم)، إسرائيل، الزمالك، الحزب الوطني، طائفة الممثلين الأوغاد (أحمد عز وهاني سلامة مثلا).

أحلى بوست كتبته؟

مفكرتش!

أفضل مدونة قرأتها؟

مدونتي، ومدونة دينا.

أفضل تدوينة؟

مفتكرش.

الشغل بالنسبة لي؟

ملوش توصيف محدد.

الإنترنت بالنسبة لي؟

وسيلة اتصال تفاعلية.

الثلاثاء، أغسطس 14، 2007

شكرا جوليا

بمناسبة إن الليلة دي الذكرى الأولى لحاجة مفرحة لينا كلنا وهي انتصار حزب الله على إسرائيل للمرة التانية في سبع سنين، وإن صوت المغنية دي ارتبط عندي بحزب الله، فخلينا نسمعها في أغنية لكل واحد جاله يوم واتكسر على المستوى الشخصي، وحلم بالمعنى اللي هي بتغنيه أو استناه، يا ريت كل اللي هيسمعها وهتلامس فيه أوتار معينة، يقابل الكلمات ببسمة، مهما كان تحقيقها بعيد أو حتى بقى غير راغب في تحقيقها، أو مع حد تاني، مهما كان بقول شكرا جوليا.


اضغط هنا

الأربعاء، أغسطس 08، 2007

رسمة


الرسمة دي للفنان الإيراني محمد تجويدي وتم استخدامها سنة 1969 كغلاف لطبعة ديوان حافظ الشيرازي، يمكن دي أكتر رسمة حبتها حتى الآن، لأنها معبرة عن حاجات كتير أوي...

البنت اللي بتعزف على الهارب رغم إنها جميلة لكن ملامحها غير مطمئنة شوية، يعني فيها تحدي، وتحس إنها كدة ملت من العزف أو بتأديه غصب عنها، أو مش طايقة اللي بيسمع عزفها، وغالبا بردو هي صوتها حلو وبتغني أو بتدندن حتى، كدة تخيلتها.

الراجل اللي بيسمع وماسك دماغه هو تعبان بردو، بيشكو شقاء مثلا، يعني مش ماسك دماغه متسلطن ومتكيف.

الغريبة إنهم سايبين البيت أو المكان اللي فيه وفاتحين شباك مبين القمر، وهي قاعدة على إناء كبير، وهو على الأرض غالبا...

اللوحة تدي ألف إيحاء مختلف، موقعهم من البيت انهم مخنوقين وعايزين يتنفسوا أو يهربوا، فكرة عنق الزجاجة يعني، إيحاء تاني في ضوء الأثاث البسيط جدا للبيت، أو الأواني اللي بتوحي بشغل الراجل مثلا، إن هي عارفة إنها جميلة جدا لكن هو فقير وكئيب وهي مش محتملة العيشة دي معاه، فيلم عربي شوية يعني.

الثلاثاء، يوليو 31، 2007

عام على مدونتي


اليوم تكمل مدونتي عامها الأول... مرت الأيام بسرعة مبهرة بالنسبة لي على الأقل، الملابسات مختلفة والمشاعر متباينة، فحين أتذكر خلفيات البداية أستشعر أحاسيس غريبة ومتناقضة لا أتبينها بدقة، ولكن هو عام مضى بحلوه ومره... وهكذا تمر أيامنا كلها حتى يحين الأجل ونتفاجأ من سرعة انفراط العقد...

هنا كانت بسماتي وآلامي ومشاعري، هنا كتبت عن نفسي وعبرت عن آرائي، والتمست حبيبتي، بل ونعمت بالهذيان كثيرا... هنا نشرت لأحذف، والحقيقة أن عدد التدوينات التي حذفتها يثير انتباهي حقا، ولكن تبقى هذه الإمكانية من عوامل تفوق النشر الإلكتروني على الأنماط الأخرى.

هو عام من عمر كتابتي شبه المنتظمة، واستماعي لآراء وتعليقات أصدقائي ومن لا أعرفهم، لا أدري هل ستكون مدونتي موجودة في عيدها الثاني أم لا، من الوارد جدا التوقف لأن الأمر مزاجيّ بالدرجة الأولى دون أية التزامات شخصية.

أعتز بمدونتي وإن لم تشهد كل ما أردت دائما قوله رغم كوني من محبي "الفضفضة"، هي مدونة محظوظة بالتأكيد لأن صاحبها لا يجيد الصمت، بل يحتقره تماما! وبالتالي فإن الصفحات كانت دوما ما تحمل حركة ونشاطا بغض النظر عن طبيعة المضمون حتى وإن كان مكررا مملا في أغلب الأحيان.

أذكر أن من سبقني في عالم التدوين من رفاقي هما الصديقان العزيزان محمد قرنة ومي كامل، وبالتأكيد أميرة قاسم التي وضعت نهاية مبكرة لتألقها التدويني! لم أكن أتخيل أن تصميم مدونة يتم بهذه السهولة التي جعلت لاحقا من الأمر وكأنه من ضروريات الحياة، لماذا أدون؟! سؤال أجبت عليه مؤخرا في تدوينة خاصة، ولكن لماذا أستمر... لا أدري.

يُحسب للمدونات أنها سحبت البساط من تحت المنتديات، ربما لأنها تعلي النزعة الذاتية، فالمكان هنا ملك خاص لصاحبه لا يشاركه فيه أحد، وهو يتولى الإشراف والرد وفعل كل ما يريد، حقا شعور مميز.

ظروفي بشكل شخصي تغيرت تماما عما كانت عليه وقت افتتاح المدونة، تغيرت على كافة الأصعدة، كنت طالبا والآن خريجا، كنت في عمل ما وحاليا في آخر، وهكذا... ترى كيف سأكون إن قُدِّر لي البقاء عام آخر؟ لا أفكر.

عموما... هي ذكرى سنوية، مرت وانتهت، ولأواصل إلى أن تحين نهاية دوري.

الأربعاء، يوليو 25، 2007

لم أجد عنوانا

وكأن غدير كلماتي جف، وعصاي السحرية لا تعمل، وأناملي حين تمر على المفاتيح قد شُلّت... إنه فقدان الإحساس، إنه اللاشيء بعينه! لا تجديد، لا عودة، لا شعور...


حالة للشكوى، عنوانها الملل، قال الإمام علي "لولا أن الكلام يُعاد لنفد" صحيح كنا نبتكر في كيفية الإعادة... ولكن حتى هذه لا أقدر عليها... أأفلست؟! أكُتب لنجمي الأفول مبكرا؟! مشكلتي ومشكلته وقد تكون مشكلتك أيضا هي أننا صرنا شيوخا بشعر أسود وقامة معتدلة! نفكر في الاعتزال دون دور كبير، حتى ظهورنا على المسرح صار مملا للجمهور إن أتى أحدهم أصلا! هم حين يأتون يظنون أننا سنجدد، أو حتى نسترجع القديم، ولكنها تذاكر لمشاهدة السكون واللاحركة.


كيف نبني حياة ونحن نتمنى موتا من أعماقنا؟! لقد اغتيل كل شيء! فالحلم ليس مكتملا، والواقع أكثر من معاكس، بل حتى شريك روحك! كنت أتساءل ما فائدة أن تكون حبيبتك بين ذراعيك وأنت تخشى رحيلها لا أن تُغصب منك وإنما بمحض إرادتها!


نشعر بالإنهاك، وكأننا آلات استُعملت لعقود دون راحة، فحتى إن كان الإنتاج مبهرا... لم القسوة على تروسنا! كأفراس جرت حتى انطلق الشرر من احتكاك سنابكها بالأرض... فلنتوقف أو ينتهي عناؤنا برصاصة رحمة... ولكن حتى هذه لا تبقى بأيدينا، فمن سيطلق؟! حتما لسنا نحن وإن اختلفت أسبابنا.

الأربعاء، يوليو 18، 2007

فخور بأني مدون إسلامي

كثر القيل والقال من الجاهلين أو المستجهلين حول لافتة "فخور بأني مدون إسلامي" التي ترصع جدار مدونتي ومدونات أخرى، هي لافتة لا أذكر من أي مدونة تحديدا حصلت عليها، ولكنها تعبر عن هويتي وانتمائي الفكري وقناعتي…حتى وإن لم تكن مفصلة، ولكن هذا دوما حال الشعارات… فأي شعار في الحياة دوما ما يكون مختصرا إلا أن أعداءه وبغباء فريد ينتقدونه متهمينه بعدم التفصيل متناسين أن هذا من طبيعة أية جملة تُتخذ كشعار عام...

في البداية كتب أحد المدونين تدوينة يستفهم فيها عن ماهية اللافتة وتهكم عليها بشكل لا يعكس إلا تهافتا كما أخبرته نصا، ولكن شاء القدر أن يدخل مصمم اللافتة ويوضح له جهله بالمنطق.

أرى أنه من الضروري أن أتحدث شيئا عن مفهوم "إسلامي" الوارد في الشعار من منطلق فهمي الشخصي له، كي يفهم من لا يعي ماذا أريد وماذا أعني...

في اللغة العربية لا توجدة أداة للنسب سوى الياء المشددة، بعكس الإنجليزية التي توجد فيها مقاطع شتى تعطي معنى النسب للأسماء فتحولها لصفات، فمثلا إن كنا نقول أمة أو قوم فسنقول بالعربية أممي أو قومي، وهنا تحمل معنى التوجه القومي فكريا، أو العمل لمصلحة الأمة إن كنا نتحدث عن مشروع عام، صحيح يتحدد المعنى من السياق إلا أن الصفة واحدة في كلتا الحالتين، في الإنجليزية يختلف الوضع، فإن كنا نتحدث عن مشروع قومي أو هيئة قومية فسنقول National وإن كنا بصدد الحديث عن شخص قومي الفكر والاتجاه فسنقول Nationalist، وهذا هو الفارق الكبير الذي تجاهله كل من انتقد الشعار الذي يحمل كلمة Islamist ولا يحمل كلمة Islamic والفارق بينهما شاسع لمن يدرك ويعي، إلا أنه في العربية يستخدم نفس الاشتقاق مما قد يعطي تشابها في الدلالة وإن كان السياق أيضا يبين، ولكن لا أحد منهم يفهم إما عن جهل أو استجهال.

Islamic تعني الأمور المتعلقة بالإسلام كدين بالمعنى التقليدي، أي كشعائر وفرائض من صلاة وزكاة وصوم وحج وفقهيات وغيرها، أو فن تزيين المساجد أو الأبنية بشكل عام بالآيات القرآنية والزخارف المستمدة من الإطار الروحي للإسلام، وهذا هو المفهوم الذي يريد العلمانيون دائما تعميمه على الإسلاميين ليحتجوا بأننا لا يمكننا أبدا الحديث عن الدولة لأن الإسلام ليس إلا "دينا" فقط.

على النقيض تماما، فإن كلمة Islamist تشير إلى الشخص الذي يرى في الإسلام فكرة شمولية، فالدين بالمعنى التقليدي هو إحدى زواياه ولكن ليس كلها، فإن كان ذلك الجانب يمثل الروح، فإن الالتزام بالإسلام في جوانب المادة كالعلوم الطبيعية والسياسيةوالاقتصادية والاجتماعية وغيرها هو المعنى المراد إبرازه من خلال هذا المفهوم.

هناك فلسفة بدائية جدا ينبغي تبيانها إذا ما أردنا قطع الطريق على الخصوم قبل أن يطرحوا أسئلتهم المعتادة والتي لا تلقى صدى مثل صياح الديكة فوق الأسطح... هذه الفلسفة تقول أن الله تعالى خلق كل شيء في الدنيا ونقيضه، وفي ذلك استدلال على ألوهيته وذاته، كيف؟ لننظر حولنا، سنرى ليلا يناقضه نهار، وموتا تناقضه حياة، وارتفاعا يناقضه انخفاض، وأملاح تقابلها سكريات، وذكورا تقابلهم إناث، وقاتلا يقابله مقتول، وظلما يقابله عدل، ومفعولا يقابله فاعل، وهكذا بشكل يجعلك تستدل من شيء على وجود نقيضه، حتى نصل إلى النتيجة النهائية وهي موجودات "نحن" يقابلها واجد "الله"! في وسط هذا نجد الله قد خلق نقيضين آخرين وسط آلاف النقائض، هما الحلال والحرام.

وخلق الله الحلال جاعلا سمته الكثرة والسعة، والحرام مرتضيا وصفه بالقلة والضيق، فأصل التحليل والتحريم نابع من أن كل شيء مباح ماعدا استثناءات قليلة، فالقاعدة هي التحليل، والتحريم هو الاستثناء، ما علاقة هذا بموضوعنا؟ علاقته أننا نحن الإسلاميين، وعن نفسي أتحدث بالدرجة الأولى، ندعو إلى التزام الجانب الأكثر سعة، وإقامة دوائر ينتظم فيها الناس بإرادتهم الحرة باجتناب الحرام، لأن الحلال أكثر من أن يحدد في أ،ب، ج إلا في حالات نادرة كالزواج ومصادر كسب المال مثلا، أعني أنه بنظرة أشمل فإن الإسلام يلغي خيارا واحدا هو الحرام، ويبيح خيارات متعددة هي كلها من الحلال.

بوجه أكثر عملية أتحدث بأمثلة قائلا، إن النظام السياسي يكون إسلاميا في حال اجتنابه الظلم والانفراد بالرأي والتوريث والتفرقة، وبالتالي فإن هذا النظام برلمانيا كان أم جمهوريا أم عشائريا يبقى إسلاميا طالما اجتنب المحرم بغض النظر عن آليته.

الأمر نفسه بالنسبة للاقتصاد، فإن تجنب الربا وتحاشى غياب العدالة الاجتماعية يجعلان لدينا اقتصادا إسلاميا، وضع تصنيفا له كما تشاء من التصنيفات الحديثة في ضوء آلية أدائه الحالية التي يستدعيها واقع المجتمع ومتطلباته.

يبقى التساؤل عن من يحدد الحلال والحرام، وهو ما نقرأه دوما في عين العلمانيين الذي ما إن يسمعون كلمتيّ الحلال والحرام حتى يسارعون بالصرخات التحذيرية من حكم دولة رجال الدين وما شابه من استنفارات مضحكة، ولكن كما كتب الكثير من المفكرين الإسلاميين فإن الدولة التي تعمد إلى تبني نظام إسلامي ينبغي أن تتعامل مع قضايا الحلال والحرام من منطلق الصحيح والمؤكد من الأمور غير الخلافية، أما الأمور الخلافية البسيطة فيبقى لكل فرد ومواطن أن يتبع الرأي الذي يريد من الآراء الفقهية إن كانت المسألة خطيرة عملا بمبدأ "اختلاف الأمة رحمة".

أوضح أيضا أننا حين نتحدث عن نظام إسلامي يجمعنا فنحن ندعو إلى هذا من منطلقين، الأول أن الشرائع الإلهية في الإسلام ليست زواجا وطلاقا وحيضا ونفاسا وعبادات وحسب! لا! فالله حين يتحدث عن تحريم الربا فإن أمره هنا للامتثال لا للزعم بأن الدين شيء والاقتصاد آخر وكأن الخالق –تعالى وتنزه- يشرع في مجالات البشر أعلم بها ولا حاجة لأوامره! أما المنطلق الثاني فهو أن النظام الإسلامي هو الأفضل، وهذه عقيدتنا، هو الأفضل للحياة، لأن وظيفته تهيئة حياة كريمة وعادلة بين الناس كي يتمكنوا من القيام بالمهام المنوطة بهم وهي إعمار الأرض وتهيئتها كبيئة مثلى وسط قيم العدل والجمال، ولا مبالغات رومانسية هنا، فالإسلامي يرى في حلمه هذا عين الواقعية القابلة للتحقق، فأكثر ما يميزنا ليس إحسان الظن فحسب، بل اليقين!

الفكرة أكثر من بسيطة، وحين أعكسها على مدونتي هنا فإنني أقول أنني وضعت اللافتة تعبيرا عن هويتي الفكرية واعتزازي بها وعدم خوفي من المجاهرة بها، وأنا أرى أنه حين أكتب هنا في الجوانب الفنية أو الرياضية أو السياسية أو حتى في الترفيه فأنا لا أنفصل عن كوني إسلامي، لأن شعاري هذا لا يلغي بشريتي، بل يعليها بعزة لا مثيل لها، فأنا هنا أنتقد وأتهور، وأجتهد لأصيب أو أخطئ، وأضحك وأحزن، وأكتب عن حبيبتي، وأشكو واقع وطني، وأدعو لأفكار أتبناها وأتواصل مع أصدقائي، وكلها أمور لا تعارض بينها وبين قناعتي الفكرية، فكوني "مدون إسلامي" لا يعني كوني ملَك مجنح لا يخطئ! أعتقد أن لو كانت اللافتة تحمل عبارة Proud to be Socialist blogger لما ثارت الدنيا هكذا، فالاشتراكي فنان ومبدع، أما الإسلامي فلا! هو فقط من وجهة نظر المنتقدين لا يجيد من الفنون سوى الابتهالات والأناشيد الحماسية وربما الزخرفة، أما المسرح والشعر والرسم والتصوير والرواية والقصة فكلها أمور عنه غائبة!! منطق أعوج! بالضبط كما يتعجبون كوني إسلامي ولا أنتمي لتنظيم بعينه من التنظيمات القائمة، وكأن كل الاشتراكيين منتظمون في أحزاب، أو كل من يؤمنون بالليبرالية ناشطون في جماعات! لماذا يختلف الأمر حين التعامل مع الإسلامي؟! ميزان بلا رمانة!

أختم بالتأكيد على أمر ما، أن من يوجه النقد لمن يعمل في الشارع السياسي بغض النظر عن اتجاهه عليه أولا أن ينزل إلى نفس الشارع ويترك المصطبة التي افترشها على الرصيف، وليقدم البديل أو يتبنى اتجاها قبل مهاجمة الآخر الذي أعمل عقله وحضر ونزل وتحدث ودعى حتى ولو على أمل غرس بذرة تغيير تثمر واقعا أفضل من وجهة نظره، فإن أسهل الأمور دوما هو انتقاد الواقع بالكلية ورفضه تماما وكأن المنتقد هو وحده الصواب في حين أنه لا يقدم شيئا، بل لا يملك إلا التعليقات! ولكن نصيبه من العمل والتقديم والاقتراحات صفري! هو سلبي لأنه يقوم بردود الأفعال ولم يعرف أبدا أن يفعل! يقول أنه ليس ملزما بتقديم الحل أكثر من كشف المشكلة التي يغرق فيها المعارضون من ذوي التوجهات، لأنه يرى في نفسه معارضا ولكن دون توجه! وهذه عبارة حق يراد بها باطل، فهو لا يعمل لكشف الخلل الفعلي، بل يكتفي بالتهكم كي يظهر خفيف الظل لا كي يفضح من يراهم على خطأ، هو أصلا ليس منشغلا بمشاكل أحد سواه، وإن كان هو يريد كشف الخلل فينا، فليتركنا نكشف ما به من كوارث أولا.

الثلاثاء، يوليو 17، 2007

About Facebook :S

Well... like I said today... "Kas w dayer 3al koll"... I had about three months rejecting the idea of registering in facebook and turning down all the invitations my mail received from friends or people I hardly recognise... but I'm in now!
The service is really entertaining... however it mainly looks aimless...
Today at work, a colleague of mine suddenly jumped "Amr, you're on the facebook!"... and in minutes everybody was telling me to add him or her, while others were registering in the service :D another colleague told me about this video below... I forgot to say we discovered that our boss is registered as well :D he was away during the facebook fever that hit the office...
Now watch the video, forget about Enrique's stupid hit "Hero" :)


السبت، يوليو 14، 2007

استجواب سخيف


فيه استجواب جالي بناء على طلب شخصي، وعشان كدة بشكر دينا إنها مررته لي وبكرر للمرة الثانية بناء على طلبي أنا، المهم يعني الاستجواب ده أو "التاج" عبارة عن مجموعة أسئلة كتبهم واحد أقل حاجة تتقال فيه إنه تعبان فكريا، والحقيقة إن انتشار التاج ده بين المدونات راجع لأحد سببين، أول سبب أو أول حالة الناس اللي فاكراه لذيذ وعاجبهم ودول حالة ميئوس منها، السبب الثاني أو الحالة الأخرى هو الناس اللي عارفة إنه ميسواش بس من باب الإحراج اتمرر لهم فبيجاوبوا عليه وعشان يأكدوا إنهم مش قرفانين منه فبيمرروه لناس تانية... المهم أنا طلبت إنه ييجي لي عشان ألبس عباءة البطل وأكشف التاج ده على حقيقته يمكن الغلبان اللي صمم أسئلته يمر هنا ويقرأ أو يعرف حقيقته

قبل ما أبدأ في الإجابة، ناس كتير أوي فاكرين إني مبشوفش في الحاجات إلا السلبي منها، وأنا بقول في النقطة دي دفاعا عن نفسي إن فيه قصة للسيد المسيح عليه السلام كان مر هو وتلاميذه على جيفة شكلها مقزز، فتقززوا منها جدا... فابتسم وقال لهم "أسنانها بيضاء" هو هنا شاف الجانب الإيجابي اللي فيها بعبقرية نبوية أتمنى أتشبه بيه فيها، لكن في نفس الوقت المسيح أو أي نبي لو جت له حاجة وحشة وحد بيقنعه إنها كويسة وشايف ناس بتصفق لها فهيقول الحق ولو على رقبته، وهنا بردو أتمنى أتشبه بيه... يمكن فيه رواية عن عمر بن الخطاب مش متأكد من صحتها بس قال فيها من ضمن الحاجات اللي تعتبر الأحب إليه في الدنيا "قول الحق وإن كان مرا" متهيألي التمهيد ده يزيل التباس كبير أوي قبل ما أبتدي أرد



من هو:أحب شخص لقلبك فى الدنيا؟
من الأحياء أمي

انسان مستعد تضحي بحياتك - ركز فى كلمة حياتك- علشانة؟
سؤال سخيف، مش هجاوبه لأن ممكن أكون بمثل

اسم أول حب؟
يعني هل وصل باللي كاتب الأسئلة مستوى الاضمحلال الفكري إنه يفتكر إن حد ممكن يجاوب السؤال ده باسم شخص ما! ولا هو مستني واحد يعمل فيها عابد القاهرة ويقول "الله" وكأنه هو الوحيد التقي وكلنا بنجري وراء أهواء دنيوية... سؤال غبي

اسم آخر حب (حتى الان)؟
نفس الإجابة السابقة

ما هو :اسم أجمل كتاب كتبه بشر قرأته ومحتفظ به حتى الآن؟
يمكن السؤال ده على سبيل الاستثناء فيه لمحة ذكاء شوية، عشان محدش يقول القرآن الكريم زي ما بتخنق وشرحت السبب في تدوينة سابقة بس في كل الأحوال مفيش في دماغي كتاب معين

اسم كتاب-كتبه بشر بردو- انت متعلق بيه وبتقرأه كل فترة؟
إيه الفرق؟

شىء تحس بالراحة النفسية عندما تنظر اليه ؟
القطط

مكان تحس فيه بالحنين الى شىء لا تدرى ماهو و ذكريات جارفة الى لاشىء؟
لو ذكريات لشيء معين فأكيد شارع الغرفة التجارية في الجيزة، ولو لأسباب غامضة فممكن أقول غية الحمام في بيتنا القديم

مكان تحس بالراحة عندما تدخله ؟
الإجابة المنطقية اللي كلنا هنتهرب منها هي الحمام، بس ساعتها هنقول إن السؤال مش اللي لما بتخرج منه بل لما بتدخل له، ممكن أقول بيتي بشكل عام، والشارع في الفجر

أجمل مدينة زرتها داخل مصر ؟
بورسعيد

أجمل مكان طبيعي رأيته داخل مصر؟
جبل عجيبة-مطروح

اهم جهاز منزلى انت متعلق بيه او بتستخدمه كتير ؟
الكومبيوتر

نوع هاتفك المحمول؟
كنت بشتغل في جرنال أصفر من فترة قريبة عشان أكل العيش، فبعد كل حوار مع لاعب مشهور كانوا بيكتبوا ماركة السيارة ونوع الموبايل!!! ده سؤال غير هادف بالمرة، بس عموما نوكيا 2300

سرعة بروسيسور جهازك ؟
سؤال قمة في التفاهة، خصوصا إنه مثلا مش محدد لو أقل من كذا فانتقل للسؤال التالي ولا اتركه!!! عموما هو 2.6 ج هـ

حجم ذاكرة –هارد- جهازك ؟
كمثل، بس 80 ج

المساحة التى تشغلها المواد الاسلامية على جهازك ؟
وانت مال أهلك؟ يعني لو قلت لك 80% مثلا هيبقى أنا شاب تقي، ماهو ممكن يكون 80% إسلاميات و20% إباحيات... بعدين هل المواد الإسلامية هي الخطب والدروس بس؟ متهيألي لو فيلم فيديو لحاجة نافعة أو ترفيهية حتى بس هادفة وغير سافلة فهي تعتبر مادة إسلامية بالمفهوم الأشمل

أهم هدف انت واضعه لحياتك دلوقتى ؟
أخلص كورس صعب أوي فاضل له أسبوع عشان أفوق شوية

مواصفات فتاة –أو فتى للبنات- الأحلام بالنسبة لك؟
يعني لو حددتها هتجيبلي واحدة مثلا؟ ولا على من تتوافر فيها الشروط أن وأن... بشكل عام فيه حاجات تبقى كويس لو متوافرة أهمها إنها يكون عندها خلفية قوية ومعرفة عميقة بمجال ما في الحياة، مش مدعية يعني... وأحس بمعرفتها دي لو سألتها في حاجة مش عارفها وأفادتني، غير كدة حاجات معتادة مش هضيف كتير لو كتبتها

صف ما يأتى :شعورك لما بتسمع كلمة مصر؟
كلمة مصر بحسها أوي في ماتشات الكورة في الاستاد... لكن النظام السياسي الحالي لاغي دلالة الكلمة عندي نسبيا

شعورك لما بتسمع كلام عن اليهود ؟
هو إيه الكلام بس؟ بس مبدئيا التعميم مرفوض، ومش كلهم صهاينة، يا ريت الفرق يتفهم

شعورك لما بتشوف ظابط شرطة ؟
لو ظابط مش صف ظابط فبحس إنه حيوان، وتعبير واقعي عن نظام همجي وحشي ودولة خوف ومعتقلات وظلم وغياب للحقوق وكبت للحريات، وساعات بحس برشوة ومحسوبية وقيم سلبية للصبح، بردو مش بعمم

شعورك لما بتشوف الكناس العجوز فى الطريق ؟
اشمعنى؟ بتعاطف

لون البطانية اللى بتتغطى بيها فى الشتاء ؟
بني، يخرب بيت الرذالة

لون الجورب-الشراب- المفضل لديك ؟
أبيض في برتقالي

احساسك اذا داست قدمك فى الطريق على مخلفات اخراج حيوان- *** ولا مؤاخذة؟
عادي

افكارك تجاه شاب ماشى فى الطريق يلبس جلابية بيضاء قصيرة وعمامة وله لحية وبجيبه السواك وبيده المصحف ؟
بفكر امتى لحيتي تبقى أغزر من كدة ولو شوية

إحساس يراودك فى اشارة مرور مغلقة بسبب مسئول كبير؟
إحساس زبالة، سكان 6 أكتوبر عارفينه بسبب البيه رئيس الوزراء وزيارة بوتين للأهرامات

مبمررش التاج لحد تكريما مني لجميع أصدقائي

السبت، يوليو 07، 2007

7-7-07


Hmmmm... well, today is 7-7-07 :D, far from the terrorist London bombings two years ago, some unique symmetry which is repeated about 12 times every millennium...

I don't know why I never thought about any of 1-1-01, 2-2-02 ..... or even 6-6-06... my birth date has the number 9 in the three fields; 19-9-1986... surely not shocking like 9-9-1999 for example...

Perhaps the number seven is very special, think how many 7s exist like if they were unveiling secrets...

They always narrated about The 7 seas, which were the Adriatic sea, the Aegean sea, the Arabian sea, the Black sea, the Caspian sea, the Indian ocean, the Persian gulf and of course our two beloved Mediterranean and Red seas.

In Hajj, we are told to go around the Holy Kaaba in 7 circuits "tawaf", again walking 7 times back and forth between the Safa and Marwa "Sa'i"...

We Muslims also believe there are 7 Skies above, that was mentioned in several occasions in the Holy Quran.

The 7 world wonders, the new ones will be announced tonight in Lisbon, watch!

A Week consists of 7 Days.

Personally I prefer no.7 on my back if we are to talk about football...

Being a cat-maniac pushes me to recall that it's thought here a cat has 7 lives.

More personally, and thanks for Dina's reminder, the Egyptian local proverb says "saba3 sanaye3 wel ba7't daye3" which means "I have 7 professions, but no luck".

OK, like this picture above, Grover is trying to fly 7 kites, I'll try out 7 wishes, and they're not arranged according to priority or any other factor... just 7

-To witness and take part in the establishment of the modern Egyptian Islamic state.
- To eliminate something called Israel from existence.
- To see every occupied land liberated.
- To see Egypt in the World Cup. (I know how far it is).
- To be able to speak and write French, Italian and Persian before aging 30.
- To meet my best friends after 20 years from now at Venecia cafe in Giza, laugh and speak like we always did and do.
- That ALLAH swt never deprives me from the bliss of tears.

That was me, what about you all? :S share the no.7 wish-list... I pass the thing to Ayman, Dina, Engy, Salma & Salma.

Hopefully we find something to write until 12-12-12 isA :D..... I allowed only 7 comments here, no more :D

الأربعاء، يوليو 04، 2007

كي يزيد الخير حقا



لم أتردد كثيرا قبل كتابة هذه السطور، فقط أتمنى قراءة الجمل جيدا والتماس المقصود من ورائها بدقة قبل التسرع في إصدار أحكام عامة ليست صحيحة بالضرورة...

خلال السنوات العشر الأخيرة، وربما قبل ذلك، برزت ظاهرة مجتمعية إيجابية، وهي الجمعيات الخيري أو دعنا نقول العمل الخيري المنظم بشكل عام، والفكرة كانت قائمة بالأساس على تنسيق الجهود واستغلال علم الإدارة في العمل الخيري للحصول على أفضل نتائج ممكنة من خلال الاستخدام الأدنى أو الأمثل للموارد المتاحة.

والحقيقة أن التنظيم عنصر لا غنى عنه لأي نشاط هادف، ومع بروز الجمعيات الخيرية بالشكل الإداري الجديد تدفق الشباب عليها بقلوب تملؤها مشاعر الحنان، وتسكنها نبضات الإيمان، وزاد من حجم المشاركة الصحوة الإسلامية التي شهدتها مصر بداية من أواخر العقد الماضي والتي دخلت الآن في مرحلة خمول تقليدية.

وكعادة أية حركة جديدة ذات طبيعة قائمة على الاحتكاك مع المجتمع، فإن الأمور لا تمضي كما بدأت، ولا تسير كما كان مخططا لها، وهذا هو الوضع الطبيعي لكافة الحركات الطارئة، وبالتالي يبقى أن يتم التنويه ولفت الأنظار لما قد يضر بالنشاط ويخرجه عن مضماره بدلا من أن يثبته ويعمل على زيادة كفاءته.




ربما تكون أكبر مشكلة أراها - وعليها سأركز حديثي- هي مشكلة الأضواء، أي تسليط الضوء على العمل الخيري بشكل خاطئ، فمثلا حين تتصفح أحد المواقع لتجد صورا بل وأفلام فيديو لمجموعة من الشباب المنتظمين في العمل الخيري لملاجئ الأيتام مثلا، أو الأطفال من مرضى السرطان، فالضرر هنا جد كبير على هؤلاء الأحداث... الأمر نفسه ينطبق على الوسائل الإعلامية الأخرى وعلى رأسها المصورة كالتلفزيون والمجلات تحديدا... لأن الضجة التي تذهب بها هذه الوسائل من كاميرات وإضاءة وغيرها تجعل الطفل اليتيم أو المريض يشعر بـ"مشكلته" أكثر، وهي "حاجته للعلاج أو الأمومة"، أو يبث لديه عقدة "النقص"، فهو "مختلف" عن الباقين خارج أسوار المؤسسة التي تضمه وأقرانه، ولهذا هم يهتمون به، وينشرون صوره وهو يتلقى "المساعدات" و"المنح" كأنه "عالة" و"حدث اسثنائي غير طبيعي" على المجتمع، فإنسانية الآخرين فقط هي ما تبقيه حيا، وهم يأتون لمد يد المساعدة "طواعية" دون أي التزام من جانبهم.


لنتخيل أن هذا الطفل بعد خمس سنوات من الآن أو ربما أقل وهو يتذكر هذه المشاهد بعد أن وعى الدنيا، أو حين يتصفح المواقع ليعثر على صفحاتها على صورة شاب يقدم قميصا لطفل يشبه نفس الصورة التي يراها في بطاقة تأمينه الصحي، بل إن هذا الشاب نشر القصة كلها... وذكر اسم الطفل أو لم يذكره... نشر كل شيء وكأنه يقول "أنا من أهل الجنة" أو "أنا فاعل خير".

أرى أن الضرر النفسي الآني واللاحق الذي يصيب اليتيم أو الطفل المريض جراء هذه الدعاية بالغ لأقصى درجة، وعلينا تدراكه سريعا.

أرى أن الضرر النفسي الآني واللاحق الذي يصيب اليتيم أو الطفل المريض جراء هذه الدعاية بالغ لأقصى درجة، وعلينا تدراكه سريعا.

ه

هنا أتوقف بعدما أوضحت نقطتي لأبين أنني لا أعني أن يتعمد الإعلام مثلا تجاهل المؤسسات الخيرية، لا! بل أقول أنه من الضروري توضيح حاجتها وإجراء اللقاءات مع مسئوليها لشرح أنشطتها وتوجيه الدعوة لمن يمكنه التبرع، بل من الضروري أيضا تبيان الإحصاءات والأرقام الخاصة بالأطفال الذين تتولى رعايتهم تلك المؤسسة، ولا مانع من نشر صور "عامة" غير شخصية لهم، أو صور شخصية ولقطات فيديو مسجلة في الحالات الطارئة جدا كالحملة الناجحة لمشروع "هتساعدني؟" للأطفال مرضى السرطان، ولكن ليتم كل هذا بمعزل عن "فعلة الخير"، ودون أن يظهروا وهم يقدمون للأطفال هباتهم، ومنحهم، فالمتلقي سيتشجع بعدما يطلع على الأرقام ويدرك بشيء من الرحمة والعقل معا خطورة المسألة وشدة الحاجة لتدخل فوري، أما أن يرى آخرين يفعلون الخير فربما يقول – والناس تفكر بأشكال شتى ونحن بحاجة للجميع- أن الوسيلة الإعلامية تقدم هؤلاء على أنهم القدوة والنموذج فيردد في رأسه "ليشبعوا بهم... فلن أتبرع!"، علينا أن نعي أن تشجيع الآخرين للانخراط في العمل الخيري لا يأتي بالصور والفيديوهات العلنية التي يداخلها رياء كبير وتجريح بالأحداث التي تنص مواثيق الشرف الصحفية على عدم نشر صورهم أبدا، بل تأتي بالدعوة من شاب لزميله أو قريبه، أو من فتاه لصديقتها... وهكذا.


بعيدا عن هذا أيضا، فإن مشروعات كثيرة تعملقت ودخلت الضوء بشكل جعل الكثير من الملاجئ أو معاهد السرطان بالمناطق المحرومة تزداد بؤسا على بؤس، لا يفوتني أيضا أن أنوه لما لاحظته، أن بعض هذه المؤسسات تحولت لأندية وملتقيات لـMatching هائل بين الشباب والبنات، فعلى الجميع الالتزام بضبط النفس قليلا وعدم نسيان الهدف الذي جمع بين كافة الأعضاء وهو الخير دون الإضرار باليتيم أو المريض، ودون رياء ودون منّ أو أذى.


علينا أيضا أن نعي أن العمل الخيري حل مسكّن، وليس غاية مثلى، فالغرض والهدف النهائي هو تطوير المجتمع حكوميا وأهليا بحيث لا يوجد من يسمى فقيرا أو من يوصف بالمحروم، حين يضمن كل فرد حدا أدنى من الحياة الكريمة وغير المنتقصة، ولتحقيق هذا الهدف علينا بأدوات أخرى خلاف المسكنّات كالعمل السياسي ومناقشة الأطروحات وتغيير المفاهيم لدى عموم الناس وغيرها مما لا يتسع المجال للإشارة إليها.

السبت، يونيو 30، 2007

جغرافيا

أحد أحلام الطفولة بالنسبة لي كانت أن أتحول إلى عالم جغرافي، لا أدري سر ولعي الرهيب بالجغرافيا... ووجهها الآخر التاريخ... ولكن من الجغرافيا كانت دائما البداية...

أذكر أنه في أسفارنا البسيطة كنت دائما أحدد الاتجاهات الأصلية دون بوصلة أو دون بروز البحر أمامي أو معرفة اتجاهه، ليست نبوءات ولكن ولع بالمجال...


كل دفاتر المذاكرة أو الحصص المدرسية بمختلف موادها لم تخل أبدا من خريطة أرسمها بنفسي، حتى وسيلة الإيضاح الوحيدة التي صممتها في حياتي كانت خريطة، كنت أقرأ كتب الجغرافيا الخاصة بأختي التي تكبرني قبل وصولي لمرحلتها الدراسية... حتى حين اشترت سبورة كانت دوما ما تكتسي بالخرائط التي أخطها بالطباشير الملون...


زاد حبي للجغرافيا حين أدركت كراهية الآخرين لها، وأن ليس لها حظا من الاهتمام الذي تلقاه مجالات دراسية لا أرى فيها إلا سخافة مثل الرياضيات (بعيدا عن الهندسة)، وبالتالي لم يكن غريبا أن أختار الجغرافيا مادة أساسية في الثانوية العامة خلال المرحلة الأولى.

قد يكون ولعي بالجغرافيا مصدره ولعي الأكبر بالحيوانات، فأول خريطة مطبوعة اشتريتها جمعت الحسنيين معا، فكانت عبارة عن توزيع لمواطن الحيوانات على خريطة العالم... قد تكون الرابطة قد بدأت من هنا، وإن كنت أظن أن لها جذورا أبعد... فكتابي المفضل دائما بقي أطلس العالم... كنت أفتحه قبل النوم، ولا يهدأ لي بال إلا بعد جولة على الخرائط المختلفة وأسماء البحار والصحاري والأنهار والمدن، أنسج بخيالي كيف هي في الواقع، وكيف الطرق بينها وبين المدن الأخرى، وما أهميتها، وماذا يعمل سكانها، وكم عددهم، وأي لغة يتكلمون، ومن أي عرق ينحدرون، وبأي عقيدة يدينون، وأي عملة يتداولون، وما أحوال الطقس هناك، وما طبيعة الأرض والتضاريس، وما هو فارق التوقيت عن جرينتش و....! الحمقى يظنون أن عشاق الجغرافيا كانوا يعمدون لحفظ مثل هذه المعلومات!


لا أنسى أن تعرفي على الشعوب من بعيد جعلني أحب رؤيتها تلعب كرة القدم في المسابقات الدولية... وهو ما زاد من حبي للعبة!



يلاحظ في الخريطة غياب العواصم

قد تكون أفريقيا هي قارتي الحبيبة بلا منازع، لأكثر من سبب أحبها، فهي قارة مظلومة بكل المقاييس، ومنها ننحدر، وفيها أكثر شعوب الأرض تقبلا للإسلام، وأجمل المناظر الطبيعية، وأكبر مجموعة من الحيوانات البرية... تذكرت اليوم جغرافيا القارة السمراء وأنا في العمل حيث كنت أعد تقارير متتالية عن قمة الاتحاد الأفريقي المنعقدة غدا في أكرا... تذكرت ميلي للقارة، وحبي للجغرافيا بشكل عام...

صحارى-مالي- تصوير: ساندرو فانيني


جبل كيليمنجارو-تنزانيا


شلالات فيكتوريا - زيمبابوي


تجفيف الكاكاو-غانا- تصوير أوين فرانكن 1972

الثلاثاء، يونيو 26، 2007

ليه المدونة دي

أكيد سؤال تقليدي واتأخرت في الإجابة عليه، بس متأخر أحسن من مفيش خالص... هنا أنا بحاول أقول ليه عملت المدونة دي... وليه بكتب فيها... وليه مستمر هنا وليه مغيرتهاش وليه بكتب بالإنجليزي ساعات وليه وليه وليه وليه... طبعا كل ده على أساس إن مدونتي مهمة جدا ومفيش زيها في العالم وإن الناس شاغلة بالها بالأجوبة دي... وده طبعا فرض مستحيل... بس كونه مستحيل هو أحد أسباب إني بادون بل وأول الأسباب...


أولا، لماذا تدوّن؟

من زمان جدا بحب الكتابة، وكانوا بيتنبئوا لي بمستقبل باهر في الكتابة والخطابة والهجاء "قلة أدب من بدري"، طبعا مع الأيام فتحت اللي كنت بكتبه زمان وكان هاين عليا أقطعه من قرفه، أصل إيه اللي فيه كويس يخليهم يتنبئوا لي بأي حاجة عدلة؟! المهم طالما شايف نفسي باعرف اكتب أو عندي حاجة عايز أقولها، فبالتأكيد هحتاج مدونة، ده في ظل إن المدونات بقت حركة منتشرة بين أغلب الشباب، خصوصا إنها بتبقى الجرنال اللي انت بتبقى رئيس تحريره، يعني تمد رجليك ع المكتب وتاخد الكيبورد على حجرك وتكتب اللي يعجبك ومتلتزمش بدورية ولا أي مسئولية... باشا من الآخر...

طيب أنا هكتب إيه؟ أكيد مش الكتابة لأجل الكتابة، وأولا مش الكتابة الأدبية، لأن الأعمال الركيكة اللي بكتبها مبنزلهاش هنا طبعا، وده لأني بتخنق من اللي عاملين مدوناتهم كلها مجال أدبي – انت مش منهم يا زوزة- وطبعا بتخنق من اللي مخليين مجال تخصصهم طاغي ع المدونة رغم انها مدونة شخصية، زي أمادو والسينما مثلا... فكان لازم أكتب عن الحاجات اللي تيجي في بالي والسلام، واللي حاسس إني أحب حد يشاركني فيها، ولو حابب حد يسمع بس وميقولش رأيه فهلغي التعليقات زي ما عملت في تدوينة سابقة... يعني الموضوع فيه فضفضة...

وبالنسبة للحاجات اللي ممكن تبقى جادة زي المقالات وكدة فدي الهدف منها تسريب قناعاتي الشخصية ونشر أفكار أؤمن بيها وبلا شك السخرية-بالمرة يعني-من معارضيها...

غير كدة المدونة فرصة إن حد يدخل يقول لي انت مبتفهمش حاجة، وأنا أكيد مش عاملها عشان الناس تقعد تصفق لي ع الفاضية والمليانة، وكل شوية "انت جامد يخرب بيتك" أو "يا ابني انت خسارة في مصر" أو أي هبل من اللي كلاب البحر بيفرحوا بيه... ويمكن دول في حد ذاتهم أحد أسباب اني بدوّن، يعني ميفتكروش إني هسيبهم يضايقوا الخلق كدة بوجودهم هما والبلهاء اللي بيصفقوا لهم، لا طبعا... مش هعتقهم في مناسبة أو غير مناسبة، وده عندي كيف بصراحة...

غير كدة باشرح الأفكار اللي ملتبسة، زي فكرة مشروع تخرجنا اللي بتتفهم كل شوية بالعكس، ودي ليها تدوينة تانية قريب إن شاء الله عشان كفاية بجد...


ثانيا، لماذا بالإنجليزية أحيانا؟

لأن المدونة دي عرضة تقع في ايد أي حد مش عربي، غير إن كل لغة ليها جوها، ممكن الواحد يحس إن التدوينة دي تكون أنسب بمفردات الإنجليزية وجوها، زي ما بندون بالفصحى وأحيانا بالعامية... نفس الكلام ينطبق على التدوين بأي لغة تانية ساعات الواحد بيبقى عايز يكتب وينشر بس مش عايز حد يقرا... فيعمل ايه؟ ممكن يكتب برموز مبهمة... أو بلغة غير منتشرة غير الإنجليزية... المهم إن الموضوع في الآخر مفيهوش عيشة يعني....

ثالثا، انت عايز توصل لإيه؟

وانت مالك!!! يا عم بعبث حتى ملكش فيه! المفروض تكون فهمت من اللي فوق، مش عبقرية يعني!


رابعا، ليه اسم المدونة زقزوق؟

عشان ده اسم شهرتي، اشتهرت بيه أوي في ثانوي، في الحقيقة هو لقب عيلتي أصلا... بس الغريب إنه مش مثبت في أي بطاقة... يعني حتى اسمي لحد ما اعرفه لغاية الجد الثاني "7 أسماء عشان المركبات" مفيهوش زقزوق...! بس جدي ووالدي اشتهروا بيه... فمن الطبيعي أتمسّك أنا بالاسم بردو... خصوصا إنه فكاهي شوية وصيغة مبالغة، يعني زي العصفور الرغاي اللي عمال يزقزق ليل نهار... أهو أنا كدة...


خامسا، ليه عملت التدوينة دي أصلا؟

مش عارف تحديدا، يمكن زهق، يمكن فكرة تستحق الكتابة أو لا تستحق "ماهو مش كله يستاهل بس بيتكتب"، عشان أحط النقط ع الحروف مثلا... أي حاجة وخلاص.



الجمعة، يونيو 22، 2007

تعليم الحقيقة

هذا الموضوع شكر خاص، لمن صحح لي مفاهيمي وأبرز لي الأشياء تحت مسمياتها الحقة، وأخذ بيدي لألامس "الحقيقة".


تعلمت أن الشجاعة والقسوة هما نفس الشيء، فأن تكون شجاعا في اتخاذ قرار فعليك بالضرورة والحتمية أن تكون قاسيا، لا يهمك مشاعر الآخرين... لتخبرهم لاحقا أنك شعرت بالذنب وأدركت خطأك –الذي لا تراه خطأ في نفس الوقت- ولكن لا تنس أيضا حين الاعتذار أن تمتنع عن تقديم عرض التراجع، أو أن تقلع عن استخدام السوط، فلتكن القسوة سمتك وحليفك... وومضك المشع من خلف أوتار صوتك.


تعلمت أن المساواة تعني غياب التفرقة على كافة الأسس، فلسنا الآن بصدد محاربة التفرقة الدينية أو المذهبية أو العرقية أو الجنسية... بل نحن ملزمون بضرورة التزام المساواة بين العابث والمجد، بين الصادق والكاذب، بين الخائن والوفي، بين العاهر والطاهر، بين الأبله والألمعي، بين كل النقائض الأخلاقية والقيمية... فالجميع سواء... لا فضل لأحد! حتى من لم يُمنح الفرصة وعاهد وصدق فهو نسخة طبق الأصل ممن كانت له البوابة على مصرعيها فخان وغدر.


تعلمت أن الحياة بسيطة، أبسط ما تكون، فقط علينا ببسمة وحيدة تنهي كافة الآلام والتراكمات، وعلى إثرها تلتئم الجروح وتتحقق الأحلام وتهبط الجنة على الأرض وتنمو للقتلة أجنحة ملائكية... الحياة بسيطة وإن كانت داعرة، وإن كانت لا تستوجب إلا بصقة... هي بسيطة أولا وأخيرا... فأنت كالآلة... بضغة زر- تتمثل في كلمة- تتحول من الاكتئاب إلى النشوة، ومن الشقاء إلى السعادة ومن الإحباط إلى الأمل... بل ومن الظلمات إلى النور!


تعلمت أن كل شيء رخيص، لا قيمة لأي عطاء أو تضحية أو إخلاص أو مجازفة أو قتال أو صدق أو أي شيء، كل شيء رخيص، حتى الإنسان نفسه رخيص... أما مشاعره فهي مجانية... لا قيمة لها من الأصل!


هذا ما تعلمت... أما ما به آمنت... فهو النقيض.


أحمدك وأستغفرك إلهي... أنت حسبي ونعم الوكيل.

الأحد، يونيو 17، 2007

التشيع العلوي والتشيع الصفوي


قد تكون هذه هي المرة الأولى التي أتكلم فيها عن كتاب ما من خلال مدونتي... الكتاب هو "التشيع العلوي والتشيع الصفوي" للشهيد بإذن الله د.علي شريعتي

في البداية أتحدث قليلا عن شريعتي، فهو مفكر إسلامي إصلاحي بكل ما تعني الكلمة، قرأت عنه قبل ذلك كثيرا في مؤلفات متفرقة عن الثورة الإسلامية في إيران، فهو بلا شك أحد أبرز صناعها وإن لم يمنحه القدر الفرصة حتى يراها واقعا ملموسا.


شريعتي أستاذ في علم الاجتماع، وهو أكاديمي بالمعنى الإيجابي للكلمة، فقد حول محاضراته منبرا لبث الفكر الإسلامي الثوري غير الاستكاني في نفوس طلابه، انشغل طيلة حياته بقضايا الفكر الإسلامي على الأوجه الحياتية والدينية التقليدية، كان شديد الانتماء لمذهبه الشيعي إلا أنه في الوقت نفسه حرص على التمسك بالإطار الإسلامي العام، وربما كانت ثورية فكره أو تأثيره القوي بين الشباب أو دعوته الوحدوية النهضوية أحد أو جميع الأسباب التي أدت إلى اغتياله حسبما تشير أغلب الروايات.


الكتاب عنوانه "التشيع العلوي والتشيع الصفوي" وقبل أن يشرع القارئ في المرور عبر صفحاته عليه أولا أن يكون قد أعد خلفية ذهنية من سعة الصدر وتقبل كلام مخالف لما يعتقد، والأهم أن تكون لديه صورة غير مشوهة عن المذهب الشيعي الإمامي كأحد المذاهب الإسلامية.


فكرة الكتاب قائمة على إبراز الوجه الحقيقي للمذهب الشيعي كمذهب إسلامي ذي طابع ثوري، يرفض مبادئ التوريث والفصل بين الإسلام والسياسة والتسليم لما هو واقع وغيرها من القيم السلبية التي خيمت على الواقع الإسلامي وقت كتابة الكتاب الذي لا أدري تحديدا متى كان نشره وإن كان من المؤكد في أواخر عقد الستينات أو أوئل عقد السبعينات.


قد يخيل للبعض للوهلة الأولى أن الأمر كله منحصر في دائرة مذهب إسلامي آخر، إلا أن الكتاب فكري عام بالدرجة الأولى، ومع كل صفحة تجد الومضات تلمع في أرجائها، وهي ما سأحاول نقل بعضها هنا:

الحركة والنظام: بصفته عالم في الاجتماع، نقل لنا شريعتي مبدءا حياتيا أو سنة كونية يمكنن لمسها بالفعل، هي الحركة والنظام، وهي التي تقول أن كل النهضات الاجتماعية تبدأ بعنصر نشاط وحركة بحيث تسخر كل الإمكانات المحيطة لتحقيق هدفها، ولكن ما إن تصل إلى المنشود والمرجو حتى تبدأ تتجمد حالها حال الوضع الذي ثارت عليه وكانت تدعو لإزاحته من قبل. وبالفعل الأمثلة في التاريخ سياسيا واجتماعيا ودينيا وثقافيا أكثر من أن تعد أو تحصى، وغرض شريعتي هنا واضح ويمكن تبيانه دون أن أذكره صراحة.


نقطة أخرى راقت لي كثيرا في الكتاب وهي موقف شريعتي من الدولتين الصفوية والعثمانية، فأما الأولى فهو دون شك يرى أنها السبب وراء المصائب التي حلت بالمذهب الشيعي وأحالته للوضع السيء الذي جعله مذهبا حكوميا عميلا تخترقه الانحرافات ويسيطر عليه الجهلة، فأصبح مذهب "نعم" بدلا من مذهب "لا" فضلا عن ذلك فقد عملت الصفوية على عزل المسلمين الشيعة عن إخوانهم السنة في العالم الإسلامي بأسره عن طريق قوقعة إيران في دائرة مغلقة وإثارة نعراتها القومية وتبديل المفاهيم الإسلامية لدى عموم شعبها.


الأمر ذاته لا يختلف كثيرا عن الدولة العثمانية التي يراها شريعتي امتدادا لـ"التسنن الأموي والعباسي"، فهي دولة قائمة على أسس طبقية ونعرة قومية وعملت على عزل ولاياتها عن العالم وإثارة النعرة المذهبية، إلا أنها تتفوق على الصفوية بتصديها لأوروبا، بل كانت المارد العملاق الذي حبس شرق القارة العجوز في زنزانة الخوف وهو ما استدعى تقديرا خاصا لها بدلا من التحالف مع أعدائها كما فعلت الصفوية.


التفاصيل التي تناولها شريعتي بشأن التعديلات الدخيلة على المذهب الشيعي ودور الصفوية فيها وأثر ذلك على أسس المذهب وعقائده كالتقية والعصمة والولاية والشفاعة والإمامة وغيرها بل وعلى الواقع الإسلامي لإيران وغيرها من الدول، كانت بلا شك غاية في الأهمية، بل إن الكشف الذي خلص إليه المؤلف في نهاية كتابه بالمنطق البديهي يثير العجب والسخرية في آن واحد... أترك لكم التشوق لقراءته... فالأمر لم يعد مقتصرا على التشيع قدرما هو على الإسلام بشكل عام...


أفكار كتحول الإسلام إلى حليف للسلطة أو تغييب البعد الثوري لطبيعة الإسلام أو موقف المسلمين على الخريطة العالمية عربا وغير عرب... كلها تطرح عبر الكتاب الأكثر من رائع... لأم أقصد عرضا للكتاب وإلا لطال الحديث وصار أكثر تنظيما... ولكن فقط أبدي إعجابي بما قرأت وأدعو لقراءته.

روابط مساعدة:
موقع د.علي شريعتي.
علي شريعتي -ويكيبيديا العربية.
علي شريعتي - ويكيبيديا الإنجليزية.

الجمعة، يونيو 15، 2007

ٍالمركز الثاني



لحظة الفوز

شكر خاص لكل اللي جم ووقفوا جنبي
محمد السقا-محمد مرسي-علي زلط-محمود الزاهي-مهند الشناوي- إيهاب عبد الباري - والعضو الفعلي محمد عبد العاطي
وشكر مماثل للي منعتهم الظروف غصب عنهم: محمد عزام ونادر عيسى وعمرو النحراوي ومحمد بصل وإبراهيم كمال

الجمعة، يونيو 08، 2007

YOUTHINK مشروع اسمه



اتأخرت شوية لكن ممكن اللي بيقرا يسامحني، الكلام على مشروع تخرجنا، اللي هو عبارة عن مجلة شهرية فئة جمهورها الشباب المسلم حول العالم "الأنجلوفون كمرحلة أولى"، يعني هي مجلة شبابية lifestyle ممكن تعجب إن شاء الله...

دي كلمة بسيطة عن فكرة المجلة باختصار شديد، المجلة فكرتها في الأول مكانتش كدة بالظبط، لكن اللي خلاها كدة إن فيه ناس آمنت بيها وتبنتها، وعدلت وأضافت وهذبت، وده اللي يخليها متبقاش فكرة واحد، بل فكرة مجموعة، وحلم مشترك، وده اللي يفرقها عن أي حلم فردي لشخص طلع فكرة وعايزها زي ما كانت في دماغه وبس، كدة عمرها أطول إن شاء الله...

الفكرة بدأت في شهر أكتوبر 2005، أول حد تلقاها واعتنقها كان أيمن الشربيني، وبعدين جه دور أميرة قاسم وعائشة الحداد، وبعدين إنجي غزلان، وبعدين بقية الأعضاء تدريجيا...

جه دوري اتكلم شوية بشكل شخصي، وأقول ليه بحب المجلة، على فكرة اسمها YOUTHINK وشعارها فوق يوضح فكرة الاسم اللي منحته لينا عائشة...

يمكن تحت على اليمين في المدونة هتلاقي لوجو مكتوب عليه "فخور بأني مدون إسلامي وده يعني إني إسلامي الفكر، مش إني عامل المدونة منبر خطابة دينية مثلا! المهم كوني إسلامي يخلي مجلة زي دي تدخل ضمن نطاق أحلامي للأمة بمساحة كبيرة جدا، خصوصا إني المفروض صحفي...

المجلة ليها نسخة إلكترونية على فكرة، هتبقى متاحة قريب جدا إن شاء الله، وهتستمر لمدة عام مبدئيا، وإن شاء الله تستمر بعده...

مش عارف أنا حاسس إن كلامي عشوائي أوي بس معلش، مش عارف أقول إيه تاني... ممكن أشكر كل اللي تعب أوي في الفكرة دي، واللي عرفها من بعيد وشجع، واللي فهمها وعدل فيها وأضاف وحذف عشان تخرج كدة...

بس لازم فيه ناس تختص بالشكر، أولهم عائشة الحداد لأنها اللي شاركت في كل حاجة وبنفس القوة، وإدارتها كانت أكثر من رائعة ومنسقة، ورغم ظروف السفر والمذاكرة إلا إنها كانت رمانة ميزان العمل، ربنا يوفقها ويكرمها دايما...

أشكر أوي الناس اللي كانت شارية المشروع والفكرة من غير ما أسميهم، هما عارفين نفسهم كويس أوي... ربنا يخليكم ليا كلكم...

وشخصيا، يمكن على المستوى الشخصي المشروع مخرجش برة دماغي كتير، أصحابي ومعارفي متكلمناش عنه كتير، ولا حتى أهلي، امبارح وأنا داخل بنسخي من باب البيت، كلهم افتكروا اني آه كان عندي مشروع وده اللي كان بيرجعني الصبح الأسبوع اللي فات وكدة... وإن ده اللي سمعوني بتكلم عنه وبتاع... وده أحسن، عشان متبقاش فيه ضوضاء...

عايز أشكر كل حد شجعني ومستغربش من الفكرة ولا استنكرها من اللي سألوني مشروعك ايه وحكيت لهم، مش هنسى أ.محمد مصطفى لما قال لي "متخليش سقف لأحلامك" والفكرة إني ساعتها قلت له أنا عارف ان الفكرة طموحة وكدة يعني، طبعا أنا مش شايفها طموحة، بس لأني اعتدت إن الناس تشوفها بعيدة أوي فكنت بريح دماغي...

شكرا لكل حد وعدني بالمساعدة وساعدني أو مساعدنيش، شكرا لكل حد قال لي هبقى معاك وبقى أو مبقاش...

فاضل إني أقول إن يوم الأربعاء الجاي بقاعة الاحتفالات بالمدينة الجامعية للطلاب فيه يوم تقييم للمجلات، وبغض النظر إني عارف إن فرصتنا ضعيفة جدا إننا ناخد مركز، بس يا ريت الناس تيجي، حتى اللي بقالهم كتير مشافونيش ووحشتهم فرصة نتقابل ونضحك شوية... لأننا كدة كدة هنحتفل إن شاء الله، ومشروعنا مش محتاج شهادة رسمية تؤكد نجاحه... مش غرور بس إيمان...

أحب أشكر أوي مجموعة مشروع كتبخانة، بجد أنا فرحان إن فيه مجموعة من زمايلي كدة، ما شاء الله بجد، ربنا يبارك لكم ويمكن فرحتي النهاردة الصبح بمشروعكم كانت باينة أوي...

الأحد، يونيو 03، 2007

مفيش مفاجآت


المفروض أسيب مسافة زمنية معقولة للبوست اللي قبل ده مباشرة عشان ياخد نفسه، بس مش مهم اللي عنده حاجة يرجع يقولها، البوست ده عن حاجة تانية.



زمان الواحد كان مجنون وفاكر إن فيه حاجة اسمها مفاجأة، لكن دلوقتي ابتديت أدرك ده، ومهما حصل مش هتفاجئ، لأن خلاص، كل شيء بقى متوقع والتفكير والشطحات بتحرق كل الفانتازيات، الإمام علي قال "لولا أن الكلام يعاد لنفد"، وفعلا مفيش جديد، كل شيء من غير بريق، والدهشة بقت شعور منقرض، يعني لو قلت لي عامل لك مفاجأة فبردو مش هتفاجئ، هافرح آه لو حاجة سعيدة بس مش هتفاجئ بيها يعني... خد عندك حاجات مش هتفاجئني:


صحيت بكرة لقتني في مكتب الجزيرة في بغداد ورموا لي المايك وبعتوني أغطي معركة.

مكتوب لي خلال يومين إني أبقى واقف على باب السيدة أدي نفحة نعناع وآخد اللي فيه القسمة.

لحيتي الخفيفة جدا دي أزهرت وبقت زي غزل البنات بتدخل جوة ياقة القميص.

واقف في ايدي البوليتزر وبيقولوا لي تهديها لمين؟

مصر خدت كاس العالم وأنا مدرب الفريق أو هداف البطولة اللي جاب جول الفاينال.

بفتح التلفزيون لقيت خبر تأسيس الاتحاد الإسلامي وإزالة آخر آثار الكيان الإسرائيلي.

الحزب الوطني خد توجه إسلامي.

مصلوب في ميدان عام بتهمة الخيانة العظمى.

طلعت واحد تاني غير عمرو فهمي.

بعلق على فاينال كاس العالم.

طلعت لي خياشيم تمكني من الحياة تحت الماء والكلام مع الكائنات البحرية بطبيعية.

صوتي حلو وعملت الـBest seller of all time وبفاضل بين 30 سيناريو لأفلام عالمية.

شغال تباع على خط رمسيس-عبود.

نزلت من الشغل لقيت حبيبتي مستنياني ومبتسمة بملائكية.

فقدت السمع أو البصر أو الكلام أو الحركة أو بعضهم أو كلهم.

مؤسستي الإعلامية مضت عقد امتياز يخلي شبكتها الإخبارية الأولى في أمريكا.

ماسك في ايدي ديوان حافظ الشيرازي وبقراه بسهولة قبل النوم.

حلمي القديم بحديقتي الطبيعية اتحقق وعايش وسط الحيوانات.


الألوان ملهاش دلالة كبيرة أوي أد ماهي عبثية بوجه عام، يمكن

السبت، يونيو 02، 2007

مما أكره


أعود لأستكمل ما دار بفكري مؤخرا محاولا التماس الإيجاز أكثر، هذه المرة سأنقل مشاهد أكرهها وإن تكررت امامي أكثر من مرة...


مشهد أول: مدرسة حكومية أو قل خاصة، قل ابتدائية أو إعدادية أو ثانوية، لا يهم فالمحصلة الواحدة.

أطفال يتجهزون للعب، يقترح أحدهم استدعاء زميل لمشاركتهم، يرفض آخر، السبب "إنه مسيحي!".

عد نفس الجملة السابقة ختاما لمشهد آخر بين مجموعة أصدقاء تتجهز للخروج للنزهة أو التسكع.


مشهد ثان: فتاة قضيتها في العالم أن تسمع من الآخرين عن جمالها، لا شيء أكثر يشغلها، فكل ما يؤرقها هو حسنها، لا قضية، لا هدف، لا شيء على الإطلاق.


مشهد ثالث: يقوم صاحب العمل بتغيير مهام الموظفين فجأة وبقرارت يظن أنها ستحقق المستحيل، فهي وحدها تستعيد الجولان وفلسطين، وتطرد الأمريكان من العراق، وتحقق لمصر اكتفاء من القمح! في حين أنه عطل العمل تماما وفقد ثقة عملائه وكتب سطر النهاية في صفحة كانت تتسع لعملاء محتملين.


مشهد رابع: شيخ يحكم من منطلق خبرته الشخصية فقط، يرفض تماما سماع أي رأي آخر حتى وإن ثبت برهانه، "الجدل" هو سهم الاتهام النائل من كل معارض وإن أظهر حجة.


مشهد خامس: تتصفح البيانات الشخصية لمدون ما هنا أو هناك على الشبكة الواسعة، الاسم فلان، المهنة كذا السن... الأفلام المفضلة... الكتب المفضلة :القرآن الكريم" أو The Holy Quran!!! لا تتعجب فهو إما يرى في القرآن كتابا فقط لا منهج أو شرعة أو صوتا أو صورة، أو أنه يدخل ساحة المقارنة مع أي كتاب مفضل آخر ككتب أنيس منصور أو ماركس أو جارثيا ماركيث، أو أنه هو وحده الذكي التقي النقي الذي أحسن الإجابة، وكل من يخالفه بكتاب آخر فهو أقل إيمانا والإسلام في عقله أدنى حضورا.


لي عودة بمشاهد أخرى، بالتأكيد لن أكتب كل ما في رأسي، سيجري التحديث... إلى ذلك الحين ليكتب من يريد ما يغضبه من المشاهد...