20 أغسطس 2012
هذه السطور كالعادة غير مرتبة ولكن هي كلمات يجب أن تقال.. وأريد قولها منذ فترة.. ربما منعني من ذلك إيقافي لمدونتي بشكل نهائي أو عدم تبلور هذه الأفكار في رأسي.
في السياسة: صار من الممل حقا التصيد المرير للرئيس الحالي محمد مرسي.. أقول ذلك لمن يعرفني ويعلم أنني لم أدافع قط عن أي رئيس حكم مصر أمام النقد من قبل.. وحتى هنا لا أدافع عن مرسي بل أتساءل عن مصداقية النقد اللاذع الذي يتعرض له والذي يدل على تهافت شديد لدى مطلقيه الذين كانوا يُمنون النفس برؤية البرادعي مثلا في محله.
هؤلاء دون استحياء أو استدارة أقول إن مشكلتهم الأولى هي في وجود رئيس له توجهات إسلامية.. فلو افترضنا أن منهم ليبراليين وكان الرئيس يساريا مثلا أو قوميا كحمدين صباحي لما اهتزت لهم شعرة ولا شعروا بالقلق.. كل ما يؤرقهم حقا هو وجود رئيس له ميول إسلامية واضحة ومعلنة.. وحتى لو كانت مستترة أو على استحياء لما سلِم منهم.
السؤال: لماذا هذا العداء الشديد أو الخصومة المريرة لساسة التيار الإسلامي على تنوعاته؟ الإجابة أزعم أنها غير موجودة لأن أحدا من هؤلاء لا يوجه لنفسه السؤال. هو فقط منقاد بدافع الخصومة الفكرية في اتجاه رفض كل ما يصدر عن مرسي أو غير مرسي طالما ينتمي لخلفية إسلامية. ولو كانت هناك ذرة صدق وإخلاص لهذا الوطن لدى أي منهم لقال والله لقد أحسن في كذا وأساء في كذا.. أو لقال رغم الخلاف فعلينا أن نفعل كذا.. ولمواقف مثل هذه يزداد تقديري لشخصيات وطنية غير إسلامية مثل حمدي قنديل وعلاء الأسواني وأمتعض للغاية من شخصيات أخرى مثل حمدين صباحي ومحمد البرادعي وكل أولئك المدعين.. نعم المدعين.
لهذا العداء الشديد صور كثيرة.. فمثلا يطالبون الرجل بالتخلص من حكم العسكر ظنا منه أنه لن يجرؤ على ذلك.. ثم إذا أقال المشير ورئيس الأركان تجدهم يتهمونه بـ"أخونة" الدولة مباشرة.. فهو مدان مدان في كل الحالات.
هناك طبعا ثقافة الخلط بين التيارات الإسلامية كلها.. فالكل سلفي عند الضرورة.. والكل جهادي إذا اقتضت الحاجة.. والجميع استغلالي وكأن هناك أحزابا سياسية في العالم غير استغلالية أو انتهازية.. والكل يشترك بلا شك في السعي لإقامة دولة دينية بنظام ولاية الفقيه.
لي شخصيا تأمل إضافي أتمنى ألا يكون صحيحا ولكن حتى الآن أحسبه كذلك.. هو أن بعض المهتمين بالسياسة من الشباب العادي يرى في تأييد الإسلاميين في بعض مواقفهم "هبوطا" بمستواه الاجتماعي قد يسيء إليه أمام أصدقائه وبالأخص الإناث منهم والمسيحيين.. وكأن المواقف السياسية تُبنى على المجاملة وعدم الرغبة في جرح شعور شخص ما مصاب بالحساسية المفرطة أو ابن بيئة معينة تجعله في خصام مع ذوي اللحى عموما.
نعم.. أشعر أحيانا أن الفتى من هؤلاء يخاف أن يؤيد الإسلاميين في موقف ما فتهتز شعبيته بين الإناث أو تنخفض أسهمه لديهن.. ولا أدري سر هذا الربط!
العكس صحيح أيضا.. بعض الفتيات وكثيرات منهن محجبات يخجلن أحيانا من تأييد موقف لمرسي مثلا أو لأي كادر إسلامي آخر وكأن في ذلك ما يعيب.. وكأن المنحاز لتيار إسلامي ما يريد إقصاء المسيحيين من المشهد أو لا يعترف بوجودهم.. هذا هو المفهوم غير المعلن ولكنه الشائع ضمنًا الذي يحاول البعض ترويجه وينساق كثيرون لفحواه دون تفكير حرصا منهم على صورة اجتماعية وهمية ما.
شخصيا وبانتمائي لحزب ذي مرجعية إسلامية هو "الوسط" لا أرى أي إقصاء مني للمسيحيين مثلا أو تأثيرا سلبيا على علاقتي بهم أو اتهامات موجهة لهم مسبقا.. وأعرف كثيرين للغاية كذلك ممن ينتمون لأحزاب إسلامية أخرى ولكن البعض يحاول اعتبارهم غير موجودين أو يمارسون التقية ربما.
البعض تباكى ممن هرع لانتخاب شفيق بحجة أنه أرحم من مشنقة الإخوان.. وحين جاء مرسي فعزل له شخصيات مثل حمدي بدين مثلا فإنه لم يهلل أو يشيد أو أي شيء.. ما زال فقط يبحث عن طريقة يثبت بها أنه كان في وضع أفضل في أيام مبارك.. هذا يفكرني بالضبط بمن يرفض الجنة –ولا أقول أن عصر مرسي هو الجنة- بحجة أن كل شيء فيها متاح ويحقق دون عناء وهذا يدعو إلى الملل ويمحو متعة الكفاح!
شخصيا لدي الكثير لأقوله ولم أفرغ بعد.. ولكن سأدخره إلى حين آخر.. لمن يريد.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق