"قلة" أدب الرحلات
من بين حين وآخر تستوقفنا إحدى اللافتات المعلقة داخل مختلف الكليات في الجامعة كإعلان عن قيام أسرة كذا أو اتحاد الطلاب بتنظيم رحلة ساحرة إلى شاطئ كذا الساحر مع الإشارة إلى وجود حمام سباحة وDJ بالإضافة إلى السماح بأي عدد من المرافقين من أي مكان، وبالطبع هذه الرحلات تكون مختلطة، أي شباب على بنات، وبالتالي فهي فرصة جيدة "له" كي يحضر معه صديقه الذي يدرس في جامعة أخرى كي "يشقط" مع صديقتها التي تدرس في جامعة ثالثة أيضا ويبدأ الدخيلان معا قصة من قصص الحب الـcasual التي نسمع عنها في مانهاتن مثلا!
في البداية نلاحظ أن أغلب القائمين على تنظيم مثل هذه الرحلات مجموعة من "المتسببين" أي من ينظمون الأنشطة الطلابية كـ"سبّـوبة فيها لقمة عيش حلوة"، أضف إلى ذلك الشهرة التي سيتمتعون بها في الوسط الطلابي بجانب إمكانية الدخول في أي قصة حب سريعة من خلال توسيع رقعة المعارف عبر الطلاب المرافقين من كليات أو جامعات أخرى.
الأهم في كل هذا أنك تجد مجموعة من الأساتذة المربين الأفاضل المحافظين الشرقيين المتدينين يشرفون بأنفسهم على تنظيم تلك الرحلات، وبمجرد ركوب الأوتوبيس الذي سيقل الطلاب تلاحظ حجم الهوائي "الإريال" الكبير المثبت أعلاه، ولو أخذنا نظرة إلى الداخل سنجد المشرفين يؤدون مهامهم بمنتهى الدقة ومراعاة الله في السلوك العام، فالدكتورة فلانة تعرف أن الطالب فلان صوته جميل فلا مانع أن يقف في وسط الأوتوبيس ليغني لزميلاته على وجه الخصوص، وتتبعه زميلة له صوتها "مسرسرع" لكنها تملك مؤهلات أخرى تقحمها إلى عالم الغناء، أما المقاعد في مؤخرة الأوتوبيس فيجلس عليها الأحبة القدامى الذي خرجوا للرحلة لإضافة مغامرة جديدة إلى سجلاتهم الممتلئة، وحين العودة يجلسون في المقاعد الأمامية كل في جانب بعد الخناقة الحتمية- لأنها رأته ينظر إلى واحدة غيرها- تاركين المقاعد الخلفية للأحبة الجدد الذين تكونوا في شكل ثنائيات كنتاج طبيعي لأحداث الرحلة.
وبمجرد الوصول تلجأ الثنائيات –سواء القديمة أو الجديدة- إلى الأماكن المهجورة سواء خلف الصخور أو تحت الأشجار أوفي أي مكان يصلح لخلوة "غير شرعية" وتبدأ المصارحات... "أنا حبيتِك!!" فتبتسم وتقول "وأنا كمان!".
المثير للاشمئزاز حقا أن أغلب هذه الرحلات تتم بموافقة الأب والأم، فالأب صاحب "زبيبة" الصلاة البارزة لا يمانع أبدا أن تخرج ابنته مع "زمايلها" و"أصحابها" ويسافروا في رحلة "محترمة" تحت إشراف الجامعة، والأمر نفسه مع الأم التي لا تكف عن ترديد نسب العائلة المحافظة المتدينة، وطبعا لا مجال لمناقشة جواز المسألة شرعا مع الأبوين لأنهما يعتقدان أن الزملاء محترمون بالضرورة وأخلاق البنت كأعلى ما يكون، كما لو أن ذوي الأخلاق يستثنون من القواعد والأصول المحافظة، فلنتخيل لو أننا جمعنا راهبة مع عالم أزهري في حجرة واحدة، بالتأكيد لن يقدما على تصرف خاطئ، ولكن الوضع نفسه متناقض مع القاعدة، فانعدام احتمالية الخطأ لا ينفي القاعدة الأصلية، ثم ما هي المشكلة لو كانت رحلات البنات الترفيهية منفصلة عن رحلات الشباب من نفس النمط؟! فالرحلات الترفيهية المختلطة ليست عملا أو دراسة بل... دياثة!
هناك 8 تعليقات:
انا متفقه معاك يا عمرو
بصراحة مش شايفة اى لازمة ان يبقى فيه رحلات تضم الولاد والبنات مع بعض
مش عشان حاجه..بس ادينا بنشوف ايه اللى بيحصل فيها..لازم واحد فيهم يرجع مظبط واحده..وبسمع ولاد كتير يقول لزميله وهو حاطط عينه على بنت معينه ويقوله اصبر عليا هى رحلة واظبطها وهاتشوف !!!
فا متفرحوش اوى كده بمسمى الرحلة..الا بقى اذا كان اللى طالع عارف المعنى الحقيقى وراها
بالظبط يا دينا بملاحظة إني بتكلم عن الرحلات الترفيهية تحديدا
وحتى لو مبيحصلش حاجة الوضع نفسه غلط وغير آمن لأن وسائل الاستهبال بتبقى ميسرة أكتر بكتير من أي مكان تاني ، طبعا فيه اللي هيقول ما الجامعة بيحصل فيها ألعن من كدة واللي عايز يستهبل هيستهبل في أي حتى حتى لو في جامع، بس طبعا ده كلام أهبل لأن ده معناه إني أسمح بوجود خمارة جنب الجامع طالما اللي عايز يستهبل هيستهبل في أي مكان وطالما المحترم لو داخل الخمارة فهيخرج سليم بغض النظر عن إن دخوله ليها غلط أصلا
ربنا يكمل الناس بعقولها
احنا أصلا محتاجين إننا نعيد النظر فى المنظومة الدينية و القيميةو الثقافية
يعنى الدين المفروض إنه مكون اساسى لثقافتنا ، لكن مابقاش موجود فى أغلب الشباب ، وعشان كده بقينا مجتمع بلا هوية وبلا ثقافة
كلام كبير، بس بجد الموضوع ده مهم جدا ، والمفروض نبصله بنظره عميقه جدا
لإنه بيناقش تفكير الشباب اللى المفروض المستقبل وللأسف كل تفكيرهم فى الكلام اللى انت قولته
ازيك يا عمرو بما ان انا من انصار الكلام الأهبل بتاع الجامعة بيحصل فيها اكتر من كده احب اوضح نقطة احنا بنتكلم عن تصورات شخص اللي هو حضرتك عن الموضوع ولا بنتكلم عن واقع فعلي لو بنتكلم عن تصوراتك يبقى انت مع المنع انت حر بس ابقى قابلني ولو بنتكلم عن الواقع يبقى لازم نقف ادام نقطة وهي ايه المقياس اللي على اساسه حنقيس ونحكم على فعلأو سلوك ما المقياس هو الإخلاق وادارك الإفراد لمفاهيم على شاكلة حرام وحلال أو اقل شويه زي غلط وصح فإذا كان المقياس نفسه حدث به عطب وتوقفت العقول عن إدراك هذه المفاهيم واستيعابها وصهينت عليها يبقى ابل ما نقووووووول امنع لازم نقووول الحقوا الإخراق عشان وقتها حتبقى مش محتاج انك تقول امنع فعل معين لأنه خلاص الناس ادركت بعقلها ان ده حااااجة حرام ولو مش حرااام تبقى عييب ولو مش عييب يبقى شيء مستهجن كل واحد حسب اتجاهه ةمحدداته الفكرية لو مش ديين يبقى الإخلاق في حد ذاته على اعتبار انها قيم مطلقة
سلمى: سعيد جدا بردك يا فندم
، وإن كنت بردو بقول إن مش كل اللي بيروح بيبقى عايز يستهبل، بس يبقى الوضع خاطئ
سالي: أنا كويس الحمد لله، إنتي عاملة إيه؟! ومين اللي قال أمنع؟! هاتي لي لفظ الحظر في الموضوع، أنا لا أدعو للمنع بس أنا بعبر عن رأيي اللي المفروض يكون محرك ذاتي لدى المقتنعين بيه لرفض فكرة الرحلات دي، لكن طبعا كلامك صح بخصوص إن المسألة محتاجة حل جذري أصلا، يعني هي ثقافة شائعة
الأهم بقى إني مقصدتكيش انتي خالص بالقصة دي لما كنت بتكلم وبقول كلام أهبل، والله مش انتي اللي كنتي في بالي
منورة يا أستاذة مها
يمكن تكون فيه رحلات علمية استثنائية لو في كليات تانية لا سمح الله أنا مش عارف، زي مسابقات المعلومات مثلا، رغم إن دي بردو بيحصل فيها تظبيط من أيام ثانوي لما فريق بنات يروح مدرسة بنين أو العكس، فدلوقتي لما فريق كلية يروح كلية تانية بيظبطوا بردو، اللي هو طب وبعدين يعني؟ هي المشكلة فعلا ثقافة بتنعكس على اوضاع خاطئة
بالنسبة لردك بيبقى طويل عشان وانتي بتكتبي تيجي تبتدي سطر جديد فبتدوسي مرتين مش مرة واحدة على
enter
بس ميهمكيش يعني أهو شكل مميز على الأقل
Kalam mazbooot meya el meya.3ashan keda mafakartesh abadan fe mawdoo3 el re7alat beta3et el kolleya el mo7tarama el ta7t eshraf "Kebar" el dacatra!!!!
Fe3lan leh maye3meloosh re7alat monfasela, homma 3'awyeen fasad!!!
هو أهم حاجة يا سلمى زي ما قلت، السطر الأخير، اللي هو حتى لو الرحلات دي محدش فيها بيعمل حاجة غلط لكن الوضع يبقى خاطئ تماما
زي اللي بيشرب خمرة ويقول انه مبيسكرش، فحتى لو مسكرش فعلا يبقى مخطئ أولا وأخيرا... وياريت محدش يقول لي انت بتساوي الرحلات دي بشرب الخمر
إرسال تعليق