كلام

حين تتملكني عاطفة ما أسشتعر خواطري تمر عابثة بفكري، عبث محبب، سيل يندفع عبر رأسي، اتخذ من أوردة قلبي منبعا... ليسامحني من يقرأ لعدم التنظيم...

كنت أقول ومازلت أن أولئك الذين لا يحبون الحيوانات، ويتخذون منها موقفا مباعدا تقل في قلوبهم حظوظ الرحمة، قد تتلاشى تماما، أذكر دائما كيف كانت أمي تغرس في حب الحيوانات، أبي كذلك، الحال نفسه مع أقاربي من الجهتين، ولكنها تبقى أمي التي تبنت حلمي الطفولي، أن أكون بيطريا أعالج الحيوانات، هي التي كانت ترسلني باللبن والخبز لإطعام جراء صغية شاهدتهم من الشرفة بجوار بيتنا في جوف الليل، هي التي تنشر حبات الأرز على النافذة كي تأتي العصافير تلتقطها، هي التي داعبت قططنا دوما وحرصت على إطعامهم ومداعبتهم... لا عجب أن يكون العجز حال من يحاول حصر مساحة الحنان والإنسانية في تكوينك أماه... بوركتِ دائما.

هكذا هو أحمد فاروق، أخ لم تلده أمي، قد لا نلتقي طويلا، ولكن يوم يكون العناق نستشعر حبا بعيدا عن كل شيء، عشر سنوات لنا منذ تعارفنا، عدد لا نهائي من الذكريات في أذهاننا، كم هي حلوة أرواحنا! أذكر الفجر يوميا في الجيزة، أذكر مسجد عمرو بن العاص، أذكر درس الرياضيات، أذكر CM، أذكر نكات لا حصر لها ولا عدد، أذكر ضحكا كالسكارى!

وجه آخر، محمود يوسف، تسع سنوات لنا معا، ثقة مطلقة في كل شيء، أذكرنا في الاستاد، في المنصورة، في بيته نأكل منذ أسبوعين، أذكر بسمته النقية التي لم يلوثها أي غضب، أتأمل كيف يصفو سريعا، أدرك أنه لا يبخل على شريكه بشيء...

أذكرنا في المحطة هنا نتحاكى، أذكرنا في سينما أوديون: حفلة العاشرة صباحا، امتحان الثانوية العامة يطرق الباب ونحن نضحك وحدنا في صالة العرض، أذكرنا نفطر معا في رمضان، أذكرني مع محمود يوسف ننتظره أمام المنصة الجمهورية قبيل مباراة الأهلي وروما! هو محمود وجيه.

أذكر النقاء كله، أذكره نائما عندي في الصالون في الجيزة، أذكرنا نأكل في "مساكن إيديال"! أذكرنا في نقاشات الكرة الأوروبية نتراشق، أذكرنا نعمل معا، أذكره يتأخر عن الموعد ساعة ليقابلني ببسمة تمحو كل الغضب... ذلك هو محمد نصر.

جميل أن يكون لنا من نحب، من نستشعر أننا سنجدهم، أنهم يفهموننا ويقدروننا ولا يعمدون لجرحنا أبدا...

أحبكم حقا!