الخميس، أغسطس 01، 2013

دعارة رياضية



20 أبريل 2012

يستفزني للغاية استمرار فعاليات سباق الجائزة الكبرى لسيارات الفئة الأولى "فورمولا1" في البحرين وكأن شيئا لم يكن في هذا البلد الذي قُمع شعبه بعد أن ثار مطالبا بالإصلاح السياسي المشروع، فاتُهم بالعمالة والطائفية وجيء بقوات أجنبية تشترك في وأد أحلامه.
ألغيَ سباق العام الماضي لأن الأوضاع كانت في ذورتها، ولكن في هذه السنة بدا التصميم على إقامة المنافسات غريبا وكأنه إعلان للعالم بأن الوضع تحت السيطرة، ورسالة إلى الثوار في الداخل بأن أحدا لن يسمعهم وأن الرياضة تُكسب النظام الحاكم بجرائمه كل الشرعية التي يحتاجها.
التسابق على دماء الشهداء كما تقول إحدى الجداريات التي صممها الثوار بدا أمر مقبولا لدى العالم ولم يثر استهجان أي من رموز الفورمولا1 أو اللعبات الأخرى، وهو ما يعبر عما يمكن أن نسميه "دعارة رياضية" إذا عدنا بالذاكرة أربع سنوات فقط للوراء.
نعرف جميعا موقف السلطات الصينية من أي حراك ذي طبيعة انفصالية أو حتى حقوقية عامة في التبت، ونعرف أن الدالاي لاما، على عكس ثوار البحرين، يُقابل في كافة المحافل الدولية وكأنه نبي مرسل آمن به البشر كافة.
ولكن ما قد لا نذكره هو حركة التضامن الرياضي الواسعة مع سكان التبت قبيل تنظيم بكين دورة الألعاب الأوليمبية 2008 لدرجة أن بعض الرياضيين المشاهير اقترحوا مقاطعة الحدث أو رفع أعلام التبت في المنافسات وقوفا في وجه السلطات الصينية.
بل امتد الأمر إلى الألعاب غير الأوليمبية، فالإيطالي فالنتينو روسّي بطل سباقات الدراجات النارية فئة موتو جي بي الكبرى قاد حملة بين زملائه لإبداء الدعم للتبت خلال سباق شنغهاي في مايو 2008.
ولو قارننا هذا التضامن مع التبت بالتخاذل مع ثوار البحرين لأدركنا أن بعض رموز الرياضة متورطون في الدعارة بالفعل، فهم يتظاهرون بدعم حقوق الإنسان ونصرة المظلوم ولكن وفق تصنيفهم فقط.
 فإن كانت الصين تغضب الغرب فهي مجرمة لا شك.. وإن كانت حكومة البحرين ترضي الغرب فالأمر لا يعدو كونه مخالفات أو انتهاكات تحدث في كل دول العالم.. ولا داعي للقلق فليخرج برني إكسلتون، مالك الحقوق التجارية للفورمولا1، ليسخر من المخاوف التي أبدتها بعض الفرق، ولينطلق السباق ولننشغل جميعا بمن سيفوز بين هاميلتون وألونسو وفيتل.


ليست هناك تعليقات: